الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
في مكارم الأخلاق
المؤلف:
الشيخ عبد الله المامقاني
المصدر:
مرآة الكمال
الجزء والصفحة:
ج2/ ص238-266
2025-06-16
14
تعرّضنا لها هنا لكون جملة منها من شؤون المعاشرة والمباشرة ، وتطفلّنا بالباقي لإعلام انّ مكارم الأخلاق ممّا ورد الحثّ العظيم عليها ، فعن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم انّه قال : إنّما بعثت لأتّمم مكارم الأخلاق[1]. وعن مولانا الصادق عليه السّلام : انّ اللّه تبارك وتعالى خصّ الأنبياء صلوات اللّه عليهم أجمعين بمكارم الأخلاق ، فمن كانت فيه فليحمد اللّه على ذلك ، ومن لم يكن فيه فليتضرّع إلى اللّه تعالى وليسأله إيّاها[2]. وقال عليه السّلام : عليكم بمكارم الأخلاق ، فإنّ اللّه عزّ وجلّ يحبّها ، وإيّاكم ومذامّ الأفعال ، فإنّ اللّه عزّ وجلّ يبغضها[3]. وقال أمير المؤمنين عليه السّلام : ذلّلوا أخلاقكم بالمحاسن ، وقودوها إلى المكارم[4]. وقال عليه السّلام لولده : إنّ اللّه عزّ وجلّ جعل محاسن الأخلاق وصلة بينه وبين عباده ، فيحب أحدكم ان يمسك بخلق متّصل باللّه[5]. وقال عليه السّلام أيضا : لو كنّا لا نرجو جنّة ، ولا نخشى نارا ، ولا ثوابا ، ولا عقابا ، لكان ينبغي لنا أن نطلب مكارم الأخلاق ، فإنّها ممّا تدلّ على سبيل النجاح[6].
ثم إن مكارم الأخلاق كثيرة نقتصر في هذا المقام بما وقع التنصيص في الأخبار بعدّ جميعها وحذف مكرّراتها بكونها منها ، ونلحقها في المقامات اللّاحقة بباقي الأخلاق الممدوحة والمذمومة إن شاء اللّه تعالى .
فمنها : اليقين :
عدّه مولانا الصادق عليه السّلام من مكارم الأخلاق[7].
وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : كفى باليقين غنى ، وبالعبادة شغلا[8].
وورد انّه : لا عبادة إلّا بيقين[9]. وانّ اليقين أفضل من الإيمان ، وما شيء أعزّ من اليقين[10]. وانّ أفضل الدّين اليقين ، وأفضل الإيمان حسن الايقان ، وانّ الدين شجرة أصلها اليقين ، وانّ به ثبات الدّين ، وان به تتمّ العبادة[11]. وقال أمير المؤمنين عليه السّلام : لا يجد عبد طعم الإيمان حتى يعلم انّ ما أصابه لم يكن ليخطيه ، وما اخطأه لم يكن ليصيبه ، وانّ الضار النافع هو اللّه عزّ وجلّ[12] ، وورد انّ الكنز الذي كان تحت الجدار للغلامين اليتيمين ما كان ذهبا ولا فضة وانّما كان اربع كلمات : لا إله إلّا أنا ، من أيقن بالموت لم يضحك سنّه ، ومن أيقن بالحساب لم يفرح قلبه ، ومن أيقن بالقدر لم يخش إلّا اللّه[13]. وانه ليس شيء إلّا وله حدّ ، وحدّ التوكل اليقين ، وحدّ اليقين أن لا تخاف مع اللّه شيئا[14]. وانّ من صحة يقين المرء المسلم أن لا يرضي الناس بسخط اللّه ، ولا يلومهم على ما لم يؤته اللّه ، وانّ الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا يرده كراهية كاره ، ولو انّ أحدكم فرّ من رزقه كما يفرّ من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت ، وان اللّه بعدله وقسطه جعل الروح والراحة في اليقين والرضا ، وجعل الهم والحزن في الشكّ والسخط[15]. وانّ العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند اللّه من العمل الكثير على غير يقين[16]. وقال الصادق عليه السّلام : إنّ أمير المؤمنين عليه السّلام جلس إلى حايط مايل يقضي بين الناس فقال بعضهم : لا تقعد تحت هذا الحائط فإنّه معور ، فقال أمير المؤمنين عليه السّلام : حرس امرأ أجله ، فلمّا قام سقط الحائط . وكان أمير المؤمنين عليه السّلام يفعل هذا وأشباهه ، وهذا اليقين[17]. وقد كان عليه السّلام في الحرب بثوبين بغير درع ولا غيره ، فقيل له في ذلك ، فقال عليه السّلام : ليس من عبد إلّا وله من اللّه عزّ وجلّ حافظ وواقية ، معه ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل أو يقع في بئر ، فإذا نزل القضاء خليّا بينه وبين كلّ شيء[18]. وقال عليه السّلام في خطبة له : يا أيّها النّاس ! سلوا اللّه اليقين ، وارغبوا إليه في العافية ، فإنّ أجل النعمة العافية وخير ما دام في القلب اليقين[19]. وعن مولانا السجاد عليه السّلام انّه كان يطيل القعود بعد المغرب يسأل اللّه اليقين[20]. وعن النّبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : انّ علامة الموقن ستة : أيقن أن اللّه حقّ فآمن به ، وأيقن بأنّ الموت حقّ فحذره ، وأيقن أنّ البعث حقّ فخاف الفضيحة ، وأيقن بأنّ الجنة حقّ فاشتاق إليها ، وأيقن بانّ النّار حق فظهر سعيه للنجاة منها ، وأيقن بأنّ الحساب حق فحاسب نفسه[21].
واعلم انّ مراتب اليقين مختلفة ، فمن قوى يقينه فعلامته التبرّي من الحول والقوة إلّا باللّه ، والاستقامة على أمر اللّه ، وعبادته ظاهرا وباطنا ، قد استوت عنده حالتا العدم والوجود ، والزيادة والنقصان ، والمدح والذم ، والعزّ والذلّ ، لأنّه يرى كلّها من عين واحدة ، ومن ضعف يقينه تعلّق بالأسباب ، [ ورخّص لنفسه بذلك ] ، واتّبع العادات وأقاويل الناس بغير حقيقة ، والسّعي في أمر الدّنيا وجمعها وإمساكها ، مقرّا باللّسان انّه لا مانع ولا معطي إلّا اللّه ، وانّ العبد لا يصيبه إلّا ما كتب اللّه له ، ورزقه قد قسم له ، والجهد لا يزيد [ في الرزق ] ولا ينقص شيئا ، وينكر ذلك بفعله وقلبه ، وقد كان الأنبياء - مع جلالة محلّهم من اللّه تعالى - تتفاوت في حقيقة اليقين ، ولذا انّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم حين ذكر عنده انّ عيسى بن مريم عليه السّلام كان يمشي على الماء ، قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : لو زاد يقينه لمشى على الهواء ، مشيرا بذلك إلى المعراج[22].
ومنها : الورع
عدّه مولانا الصادق عليه السّلام من مكارم الأخلاق[23].
وورد : انّ الورع عماد الإسلام[24] وكمال الدّين[25]. وثبات الإيمان ورأسه[26].
وانّه لا ينفع اجتهاد لا ورع فيه[27] ، وانه لا ينال ما عند اللّه إلّا بالورع[28]. وانّ أشدّ العبادة الورع[29]. وانّ من لقي اللّه منكم بالورع كان له عند اللّه عزّ وجلّ فرجا[30]. وانّ من لم يتورع في دين اللّه تعالى ابتلاه اللّه بثلاث خصال : امّا ان يميته شابا ، أو يوقعه في خدمة السلطان ، أو يسكنه في الرساتيق[31]. وانّ احقّ النّاس بالورع آل محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وشيعتهم كي تقتدي الرعية[32] [ بهم ] . وقال الصادق عليه السّلام في عدة أخبار : أبلغ موالينا انّا لسنا نغني عنهم من اللّه شيئا إلّا بعمل ، وانّهم لن ينالوا ولايتنا الّا بالورع[33] ، وان شيعتنا أهل الورع والاجتهاد[34] ، وانّه ليس من أوليائنا من هو في قرية فيها عشرة آلاف رجل فيهم خلق اللّه أورع منه[35]. وان أصحابي من اشتدّ ورعه وعمل لخالقه ، ورجا ثوابه ؛ هؤلاء أصحابي[36] . [ وعن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال ] : وإنّا لا نعدّ الرجل مؤمنا حتّى يكون بجميع أمرنا متبعا مريدا ، الا وانّ من اتّباع أمرنا وارادته الورع ، فتزيّنوا به يرحمكم اللّه ، وكيدوا أعداءنا به ينعشكم اللّه[37] ، وسئل أبو عبد اللّه عليه السّلام عن الورع ؟ فقال : الّذي يتورّع عن محارم اللّه[38]. وورد انّ المتورع يحتاج إلى ثلاثة أصول : الصفح عن عثرات الخلق أجمع ، وترك خطيئته فيهم ، واستواء المدح والذم ، وأصل الورع دوام محاسبة النفس ، والصدق في المقاولة ، وصفاء المعاملة ، والخروج من كل شبهة ، ورفض كلّ عيبة وريبة ، ومفارقة جميع ما لا يعنيه ، وترك فتح أبواب لا يدري كيف يغلقها[39] ، ولا يجالس من يشكل عليه الواضح ، ولا يصاحب مستخف الدين ، ولا يعارض من العلم ما لا يحتمل قلبه ولا يتفّهمه من قائله ، ويقطع عمّن يقطعه عن اللّه عزّ وجلّ[40].
ومنها : الحلم :
عدّه مولانا الصادق عليه السّلام من مكارم الأخلاق[41]. وكفى في فضله وشرفه وصف اللّه سبحانه به نفسه[42] ، وورد انّه لا يكون الرجل عابدا حتّى يكون حليما ، ولا يكون عاقلا حتّى يكون حليما[43] ، وانّ اللّه يحبّ الحليم[44] ، وانّ الحلم ركن العلم وانه زينة[45] ، وانه سراج اللّه يستضيء به صاحبه إلى جواره[46] ، وانّه ما جمع شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم[47] ، وانّ أول عوض الحليم من حلمه انّ النّاس أنصاره على الجاهل[48] ، وانّ المؤمن ليدرك بالحلم واللّين درجة العابد المتهجّد[49] ، والصائم القائم[50] ، وانّ مرارة الحلم أعذب من مرارة الانتقام[51]. وقال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : احتمل ممّن هو أكبر منك ، وممّن هو أصغر منك ، وممّن هو خير منك ، وممّن هو شرّ منك ، وممّن هو فوقك ، وممّن هو دونك ، فإن كنت كذلك باهى اللّه بك الملائكة[52]. وسمع أمير المؤمنين عليه السّلام رجلا يشتم قنبرا وقد رام قنبر أن يردّه عليه ، فناداه : مهلا يا قنبر ! دع شاتمك مهانا ، ترضي الرّحمن ، وتسخط الشيطان ، وتعاقب عدوّك ، فو الذّي خلق الحبّة ، وبرأ النسمة ، ما أرضى المؤمن ربّه بمثل الحلم ، ولا أسخط الشيطان بمثل الصمت ، ولا عوقب الأحمق بمثل السكوت عنه[53].
والمراد بالحلم : كظم الغيظ وملك النفس .
ومنها : الصبر :
عدّه مولانا الصادق عليه السّلام من مكارم الأخلاق[54] ، وقد ورد انّ الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد ، كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان[55]. وانّ من لا صبر له لا إيمان له[56]. وانّه نعم الخلق[57] ، وانّ معه النصر[58] ، وانّه خير مركب[59] ، وانّ من صبر نال بصبره درجة الصائم القائم ، ودرجة الشهيد الذي قد ضرب بسيفه قدّام محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم[60]. وانّه لا يعدم الصبور الظفر وان طال به الزمان[61] ، وانّ من صبر على الفقر وهو يقدر على الغنى ، وعلى البغضة وهو يقدر على المحبّة ، وعلى الذلّ وهو يقدر على العزّ ، آتاه اللّه ثواب خمسين صدّيقا ممّن صّدق برسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم[62] . وان قوما يأتون يوم القيامة يتخلّلون رقاب النّاس حتّى يضربوا باب الجنّة قبل الحساب فيقولون : بم ؟ فيقولون : كنّا من الصابرين في الدنيا[63]. وانّ من صبر عن معصية اللّه فهو كالمجاهد في سبيل اللّه[64] ، وانه يدخل الجنة بغير حساب[65] وقد استفاضت الاخبار بانّ الصبر صبر على البلاء : وهو حسن جميل ، وصبر على طاعة اللّه ، وهو أحسن من الأوّل ، وأحسن منه الصبر عن محارم اللّه[66]. وعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : انّه إذا كان يوم القيامة نادى مناد عن اللّه يقول : أين أهل الصبر ؟ قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : فيقوم عنق من الناس فتستقبلهم زمرة من الملائكة فيقول لهم : ما كان صبركم هذا الذي صبرتم ؟ فيقولون : صبّرنا أنفسنا على طاعة اللّه ، وصبّرناها عن معصية اللّه . قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : فينادي مناد من عند اللّه : صدق عبادي ؛ خلّوا سبيلهم ليدخلوا الجنّة بغير حساب[67]. وعن أمير المؤمنين عليه السّلام انّه قال : إن من ورائكم قوما يلقون في الأذى والتشديد ، والقتل والتنكيل ما لم يلقه أحد في الأمم السابقة ، ألا وإنّ الصابر منهم الموقن بي ، العارف فضل ما يأتي اليه فيّ لمعي في درجة واحدة ، ثم تنفس الصعداء ، فقال : آه آه على تلك الأنفس الزاكية ، والقلوب الراضية المرضيّة ، أولئك أخلّائي ، هم منّي وأنا منهم[68]. وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لأبي ذر - في حديث طويل يذكر فيه حال إخوانه الذين يأتون بعده - : لو انّ أحدهم يؤذيه قملة في ثيابه فله عند اللّه أجر سبعين حجّة ، وأربعين عمرة ، وأربعين غزوة ، وعتق أربعين نسمة من ولد إسماعيل ، ويدخل واحد منهم اثنى عشر ألفا في شفاعته . . إلى أن قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : لو انّ أحدا منهم اشتهى شهوة من شهوات الدنيا فيصبر ولا يطلبها كان له من الأجر بذكر أهله ثم يغتمّ ويتنّفس كتب اللّه له بكل نفس ألفي ألف حسنة ، ومحا عنه ألف ألف سيئة ، ورفع له ألف ألف درجة ، وإن شئت حتى أزيدك يا أبا ذر ؟ ! قال أبو ذر : قلت : حبيبي زدني . قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : لو انّ أحدا منهم صبر على أصحابه لا يقطعهم ويصبر في مثل جوعهم ، وفي مثل غمّهم ، إلّا كان له من الأجر كأجر سبعين ممّن غزا معي غزوة تبوك ، وإن شئت حتى أزيدك ؟ قلت : نعم يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم زدنا ، قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : لو أن أحدا منهم وضع جبينه على الأرض ثم يقول : آه . . فتبكي ملائكة السبع لرحمتهم عليه ، فقال اللّه : يا ملائكتي ! ما لكم تبكون ؟ فيقولون : يا إلهنا وسيدنا كيف لا نبكي ووليّك على الأرض يقول في وجعه آه ، فيقول اللّه عزّ وجلّ : يا ملائكتي ! اشهدوا أنتم أنّي راض عن عبدي بالذي يصبر في الشدّة ولا يطلب الراحة ، فتقول الملائكة : يا إلهنا وسيّدنا لا تضرّ الشدة بعبدك ووليّك بعد ان تقول هذا القول[69]. الخبر .
وعليك بمراجعة الفصل الثاني من مرآة الرشاد ، التي هي كالمقدمة لهذا الكتاب ، فإنّا قد ذكرنا هناك في الصبر ما ينبغي مراجعته وملاحظته .
ومنها : الشكر :
عدّه مولانا الصادق عليه السّلام من مكارم الأخلاق[70] وهو محمود عقلا ونقلا ، وكتابا ، وسنّة ، فقد قال اللّه سبحانه لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ، وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ[71] وقال تعالى وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ[72] ، وورد عنهم عليهم السّلام انّه : ما فتح اللّه على عبد باب شكر فخزن عنه باب الزيادة[73] ، وأنّه : ما أنعم اللّه على عبد من نعمة فعرفها بقلبه ، وحمد اللّه ظاهرا بلسانه ، فتمّ كلامه حتى يؤمر له بالمزيد[74]. بل قال الباقر عليه السّلام : ما أنعم اللّه على عبد شكر النعمة بقلبه الّا استوجب المزيد قبل أن يظهر شكره على لسانه[75] ، وانّه من أعطي الشكر أعطي الزيادة يقول اللّه عزّ وجلّ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ[76]. وانه مكتوب في التوراة : اشكر من أنعم عليك ، وأنعم على من شكرك ، فإنّه لا زوال للنعماء إذا شكرت ، ولا بقاء لها إذا كفرت ، وانّ الشكر زيادة في النعم وأمان من الغير[77]، وانّ الطاعم الشاكر له من الأجر كأجر الصائم المحتسب ، والمعافى الشاكر له [ من الأجر ] كأجر المبتلى الصابر ، والمعطى الشاكر له من الأجر كأجر المحروم القانع[78]. وانّ الشاكر بشكره أسعد منه بالنعمة الّتي وجبت عليها الشكر[79] . وانّه ثلاث لا يضرّ معهنّ شيء ، الدعاء عند الكرب ، والاستغفار عند الذنب ، والشكر عند النعمة[80] ، وانّ شكر كل نعمة وإن عظمت أن تحمد اللّه عزّ وجل[81] ، وان من حمد اللّه على النعمة فقد شكره ، وكان الحمد أفضل من تلك النعمة[82]. ووردت أوامر بحسن جوار النعم بالشكر ، وأداء حقوقها معلّلا بأنّ النعمة كالإبل المعتقلة في عطنها على القوم [ ما أحسنوا جوارها ] فإذا أساءوا معاملتها نفرت عنهم[83] . وانّ ترك حسن جوار النعمة مزيلة لها ، وإذا زالت لم ترجع[84].
ثمّ الشكر يحصل بقول « الحمد اللّه » ، وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إذا ورد عليه أمر يسرّه قال : « الحمد للّه على هذه النعمة » ، وإذا ورد عليه امر يغمّ به قال : « الحمد للّه على كلّ حال »[85]. وظاهر بعض الأخبار كفاية المعرفة بالقلب في تحقّق الشكر ، مثل قول الصادق عليه السّلام : من أنعم اللّه عليه بنعمة فعرفها بقلبه فقد أدّى شكرها[86]. واعتبر في بعض الأخبار في تحقّقه شيئا آخر ، فروى ميسر عن أبي عبد اللّه عليه السّلام انّه قال : شكر النعمة اجتناب المحارم ، وتمام الشكر قول الرجل : « الحمد للّه ربّ العالمين »[87].
وروى أبو بصير قال : قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام : هل للشكر حدّ إذا فعله العبد كان شاكرا ؟ قال : نعم ، قلت : ما هو ؟ قال : يحمد اللّه على كل نعمة عليه في أهل ومال ، وإن كان في ما أنعم عليه في ماله حقّ أدّاه[88].
ويستحب لمن ذكر نعمة ان يضع خدّه على التراب شكرا للّه تعالى ، وأن كان راكبا فلينزل وليضع خدّه على التراب ، فإن لم يقدر على النزول [ للشهرة ] فليضع خده على قربوسه ، فإن لم يقدر فليضع خدّه على كفّه ، ثم يحمد اللّه على ما أنعم اللّه عليه ، للأمر بذلك[89].
ويستحب في كل صباح ومساء قول عشر مرات : « اللهم ما أصبحت بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك ، لك الحمد ، ولك الشكر بها عليّ يا رب حتى ترضى وبعد الرضا » ، فقد ورد انّه إذا قال ذلك فقد أدّى شكر ما أنعم اللّه عليه في ذلك اليوم وفي تلك الليلة[90].
ويستحب شكر المنعم من المخلوقين أيضا للتنصيص به عن أهل البيت عليهم السّلام ، فقد ورد انّ المعروف غلّ لا يفكّه إلّا شكر أو مكافأة ، وانّ من قصرت يده بالمكافئات فليطل لسانه بالشكر ، وانّ من شكر من أنعمّ عليه فقد كافأه ، ومن همّ على معروف فقد كافأه[91] ، وانّ من حقّ الشكر للّه ان تشكر من أجرى تلك النعمة على يده[92] ، ومن ألفاظ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم المنقولة : لا يشكر اللّه من لا يشكر الناس[93]. وقال مولانا الرّضا عليه السّلام : من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر اللّه عزّ وجلّ[94]. وأوضح من ذلك قول النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : يؤتى بالعبد يوم القيامة فيوقف بين يدي اللّه عزّ وجلّ فيؤمر به إلى النّار ، فيقول : اى ربّ ! أمرت بي إلى النّار وقد قرأت القرآن ؟ ويقول اللّه : أي عبدي قد أنعمت عليك ولم تشكر نعمتي ، فيقول : أي ربّ أنعمت عليّ . . بكذا ، وشكرتك . . بكذا ، وأنعمت عليّ . . بكذا ، وشكرتك . . بكذا ، فلا يزال يحصي النعمة ويقدّر الشكر ، فيقول اللّه : صدقت عبدي ، إلّا إنّك لم تشكر من أجريت لك النعمة على يديه ، وانّي آليت على نفسي أن لا أقبل شكر عبد لنعمة أنعمتها عليه حتى يشكر من ساقها من خلقي إليه[95].
ثم لا فرق في حسن الشكر بين اليسير والكثير ، لما ورد من انّ لم يشكر على اليسير لم يشكر على الكثير[96].
ويستحب عند رؤية أهل البلاء قول : « الحمد للّه على العافية » ، لقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : إذا رأيتم أهل البلاء فاحمدوا اللّه ، ولا تسمعوهم فإن ذلك يحزنهم[97]. وقال أبو جعفر عليه السّلام : تقول ثلاث مرات إذا نظرت إلى المبتلي من غير أن تسمعه : « الحمد للّه الذي عافاني ممّا ابتلاك به ولو شاء لفعل » ، قال عليه السّلام : من قال ذلك لم يصبه ذلك البلاء أبدا[98].
وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : ما من عبد يرى مبتلى فيقول : « الحمد للّه الذي عدل عنّي ما ابتلاك به ، وفضّلني عليك بالعافية ، اللهمّ عافني مما ابتليته به » إلا لم يبتل بذلك البلاء أبدا[99] ، وقال عليه السّلام - أيضا - : إذا رأيت الرجل قد ابتلى وأنعم اللّه عليك فقل : « اللّهم إنّي لا أسخر ولا أفخر ، ولكن أحمدك على عظيم نعمائك عليّ »[100].
ومنها : الغيرة :
عدّها مولانا الصادق عليه السّلام من مكارم الأخلاق[101] ، وورد انّ الغيرة من الإيمان[102] ، وانّ اللّه غيور يحبّ كلّ غيور ، ومن غيرته حرّم الفواحش ظاهرها وباطنها[103] ، وانّها إذا لم يغر الرجل فهو منكوس القلب[104] ، وانّه إذا أغير الرجل في أهله ، أو بعض مناكحه من مملوكه ، فلم يغر ولم يغيّر بعث اللّه [ عزّ وجلّ ] إليه طائرا يقال له : القفندر حتى يسقط على عارضة بابه ، ثم يمهله أربعين يوما ، ثم يهتف به إنّ اللّه غيور يحبّ كلّ غيور ، فإن هو غار وغيّر فأنكر ذلك ( فأنكره ) وإلّا طار حتى يسقط على رأسه فيخفق بجناحيه [ على عينيه ] ثم يطير عنه ، فينزع اللّه بعد ذلك منه روح الإيمان ، وتسمّيه الملائكة : الديّوث[105].
وانّ الجنة ليوجد ريحها من مسيرة خمسمائة عام ، ولا يجدها عاقّ ولا ديوث ، وهو الذي تزني امرأته وهو يعلم بها[106] .
ثمّ انّ الغيرة تختصّ بالرجال ، لما ورد من انّ اللّه لم يجعل الغيرة للنساء ، وإنّما تغار المنكرات[107] ، وانّ النساء إذا غرن غضبن ، وإذا غضبن كفرن ، إلّا المسلمات منهنّ[108]، وان غيرة المرأة كفر ، وغيرة الرجل إيمان[109]. وإن من صبرت منهن واحتسبت أعطاها اللّه أجر ألف شهيد[110].
ومنها : التودّد إلى الجار والصاحب : عدّهما الصادق عليه السّلام من مكارم الأخلاق[111] ، وإليهما يرجع ما عدّه النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم منها من التذمّم للجار والصاحب ، وقد مرّ فضل التودّد للجار في الفصل الثالث ، وفضل التودّد إلى الصاحب في المقامات السابقة من هذا الفصل .
ومنها : أداء الأمانة :
عدّه الصادق عليه السّلام من مكارم الأخلاق[112] ، وورد : ان صدق الحديث ، وأداء الأمانة ، يجلب الرزق[113]. وانّ عليا عليه السّلام إنّما بلغ ما بلغ عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بصدق الحديث وأداء الأمانة[114]. وانّه لا إيمان لمن لا أمانة له[115]. وأنّه : لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده فإن ذلك شيء اعتاده ، فلو تركه استوحش لذلك ، ولكن انظروا إلى صدق حديثه ، وأداء أمانته[116]. ولا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم وكثرة الحجّ ، والمعروف ، وطنطنتهم بالليل ، بل انظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة[117]. وانّ حافتا الصراط يوم القيامة الرّحم والأمانة ، فإذا مرّ الوصول للرحم المؤدّي للأمانة نفذ إلى الجنّة ، وإذا مرّ الخائن للأمانة ، القطوع للرّحم ، لم ينفعه معهما عمل ، وتكفأ به الصراط في النّار[118]. وانّ من ائتمن على أمانة فأدّاها فقد حلّ ألف عقدة [ من عنقه ] من عقد النار ، فبادروا بأداء الأمانة . وانّ من اؤتمن على أمانة وكّل به إبليس مائة شيطان من مردة أعوانه ليضلّوه ويوسوسوا إليه حتى يهلكوه إلّا من عصمه اللّه[119]. وانّ أربعا من كنّ فيه كمل إيمانه ولو كان ما بين قرنه إلى قدمه ذنوبا لم ينقصه ذلك ، وهي : الصدق ، وأداء الأمانة ، والحياء ، وحسن الخلق[120]. وان ثلاثا لا عذر فيها : أداء الأمانة إلى البرّ والفاجر ، والوفاء بالعهد للبرّ والفاجر ، وبرّ الوالدين برّين كانا أو فاجرين[121]. ولا فرق بين أمانة البرّ والفاجر ، والمسلم والكافر ، لما عرفت . وورد : انّ اللّه عزّ وجلّ لم يبعث نبيّا إلّا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة إلى البرّ والفاجر[122]. وقال الصادق عليه السّلام : إن ضارب عليّ عليه السّلام بالسيف وقاتله لو ائتمنني واستنصحني واستشارني ثم قبلت ذلك منه لأدّيت إليه الأمانة[123]. وورد عنهم عليهم السّلام الأمر الأكيد بردّ الأمانة وأدائها إلى الأسود والأبيض ، وان كان حروريا ، وإن كان شاميا[124]، وإن كان مجوسيا[125]، وإن كان قاتل ولد الأنبياء عليهم السّلام[126] ، وإن كان قاتل الحسين عليه السّلام[127] ، وإن كان خبيثا خارجيا[128].
لأنه ائتمنه عليه بأمانة اللّه .
ومنها : السخاء والجود :
عدّه مولانا الصادق عليه السّلام من مكارم الأخلاق[129] ، وورد انّ السخاء شجرة في الجنّة أغصانها متدلّيات في الأرض ، فمن أخذ بغصن من أغصانها قاده ذلك الغصن إلى الجنّة ، والبخل شجرة في النار فمن تمسّك بغصن من أغصانها جذبته إلى النّار[130]. وانّ شابا مقارفا للذنوب سخيا أحب إلى اللّه من شيخ عابد بخيل[131]. وان السخاء كمال المؤمن[132]. وانّه من أفضل الأخلاق[133].
وانّ السخي قريب من اللّه قريب من الجنّة بعيد من النّار ، والبخيل بعيد من اللّه بعيد من الجنة قريب من النّار[134] ، وانّ أحبّ الخلق إلى إبليس مؤمن بخيل ، وأبغضهم إليه فاسق سخيّ يخاف أن يغفر له بسخائه[135] ، وانّ السخاء بالحرّ أخلق[136]، وانّ به تزان الأفعال ، وبالجود يسود الرجال ، وانّ السخاء يستر العيوب ، وانّ جود الرجل يحبّبه إلى اضداده ، وبخله يبغضّه[137]. وان اللّه تعالى رفع عن حاتم العذاب الشديد لسخاء نفسه[138]. ومنع اللّه موسى عليه السّلام من قتل السامري لسخائه[139]. وانّ السخي محبّب في السماوات ، محبّب في الأرضين ، خلق من طينة عذبة ، وخلق ماء عينيه من [ ماء ] الكوثر ، والبخيل مبغّض في السماوات ، مبغّض في الأرضين ، خلق من طينة سبخة ، وخلق ماء عينية من ماء العوسج[140]. وانّ السخي الحسن الخلق في كنف اللّه لا يتخلّى [ خ . ل يستخلي ] اللّه منه حتى يدخله اللّه الجنة ، وما بعث اللّه نبيّا ولا وصيّا إلّا سخيّا ، وما كان أحد من الصالحين الّا سخيّا [141]، وانّ أفضل الناس إيمانا أبسطهم كفّا[142].
وورد انّ السماحة البذل في اليسر والعسر[143] ، وانّ سخاء المرء عمّا في أيدي الناس أكثر من سخاء النفس والبذل[144] ، وورد : ان السخاء ان تخرج من مالك الحق الذي أوجب اللّه عليك فتضعه في موضعه[145]. وانّ الجواد الذي يؤدّي ما افترض اللّه عليه[146] ، وانّ السخي [ الكريم ] . . الذي ينفق ماله في حق[147] ، وانّ السخاء أن تسخوا نفس العبد عن الحرام أن يطلبه[148] ، فإذا ظفر بالحلال طابت نفسه أن ينفقه في طاعة اللّه عزّ وجلّ[149].
ومنها : ذكر اللّه كثيرا :
عدّه مولانا الصادق عليه السّلام من مكارم الأخلاق[150]. ويأتي فضله في المقام الثاني من الفصل الحادي عشر ان شاء اللّه تعالى .
ومنها : القناعة :
عدّه مولانا الصادق عليه السّلام من مكارم الأخلاق[151]. . . وقد ورد أن من قنع بما قسم اللّه له فهو أغنى الناس ، وانّ من رضي من اللّه باليسير من الرزق رضى اللّه منه باليسير من العمل[152] ، وإن شئت زيادة على ذلك فراجع الفصل الثاني من مرآة الرشاد[153].
ومنها : الحياء وحسن الخلق والعفو :
عدّها مولانا الصادق عليه السّلام من مكارم الأخلاق[154]. بل ورد أنه رأس مكارم الأخلاق[155] وقد مر التعرّض لها في المقام الأول من هذا الفصل وفي الفصل الثاني من مرآة الرشاد فلاحظ .
ومنها : صدق الحديث :
عدّه النبي صلّى اللّه عليه وسلّم والصادق عليه السّلام من مكارم الأخلاق[156] ، وقد مرّ بيانه في المقام الأوّل ، فراجع .
ومنها : إقراء الضيف :
عدّه النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والصادق عليه السّلام من مكارم الأخلاق[157]. وقد مرّ في المقام السابع من الفصل الرابع فضله ، فراجع .
ومنها : صلة الرّحم :
عدّها النّبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والصّادق عليه السّلام من مكارم الأخلاق[158] ، وقد مر في آخر الفصل الأول شطر ممّا ورد فيها . وعدّ النّبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والصّادق عليه السّلام صلة من قطعك من مكارم الأخلاق[159] ، وزاد الصادق عليه السّلام عدّ إعطاء من حرمك منها[160].
ومنها : إطعام السائل :
عدّه الصادق عليه السّلام من مكارم الأخلاق[161] ، وبمعناه ما عدّ النّبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم منها ، وهو إعطاء السائل ، ويكفي في فضله مدح اللّه سبحانه به أهل البيت عليهم السّلام بقوله عزّ من قائل وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً[162] وقد مرّ في المقام السابع من الفصل الرابع ما ورد في فضل مطلق إطعام الطعام ، وفي المقام الأول من الفصل المذكور بيان كراهة ردّ السائل .
ومنها : البرّ :
عدّه الصادق عليه السّلام من مكارم الأخلاق[163]. وقد ورد الحثّ الأكيد على البرّ بالوالدين كما تقدّم بيانه في الفصل الأول ، وبالمؤمن وعلى التعاون على البرّ ، فورد : انّ ممّا خصّ اللّه به المؤمن أن يعرّفه برّ اخوانه وإن قلّ ، وليس البرّ بالكثرة [ وذلك ] انّ اللّه عزّ وجلّ يقول في كتابه وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ ثم قال : وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[164] ومن عرّفه اللّه عزّ وجلّ بذلك أحبّه ، ومن أحبه اللّه تبارك وتعالى وفّاه أجره يوم القيامة بغير حساب[165]. وورد انه ما أحسن مؤمن إلى مؤمن ولا أعانه إلا خمش وجه إبليس وقرح قلبه[166] ، وانّ خياركم سمحاؤكم ، وشراركم بخلائكم[167] ، وانّ من خالص الإيمان البرّ بالإخوان ، وفي ذلك محبّة من الرحمن ، ومرغمة للشيطان ، وتزحزح عن النيران[168] ، وإن من حسن بره بإخوانه وأهله مدّ في عمره[169]. وانّ البرّ وحسن الجوار زيادة في الرزق ، وعمارة في الديار[170]. وانّه ما يعبد اللّه بمثل نقل الأقدام إلى برّ الإخوان وزيارتهم[171] ، وإنّ أسرع الخير ثوابا البرّ[172]. وقال تعالى تَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى[173] وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : إنّ معاونة المسلم خير وأعظم أجرا من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام[174].
ومنها : المروّة :
عدّها مولانا الصادق عليه السّلام من مكارم الأخلاق[175]. وقال الكاظم عليه السّلام ، لا دين لمن لا مروة له ، ولا مروة لمن لا عقل له[176]. وقال عليه السّلام : من عامل الناس فلم يظلمهم ، وحدّثهم فلم يكذبهم ، ووعدهم فلم يخلفهم ، كان ممّن حرمت غيبته ، وكملت مروّته ، وظهر عدله ، ووجبت أخوّته[177] ، ويكفي في فضل المروة اشتراطهم ترك منافياتها في العدالة . وقد ورد تفسير المروّة بأمور يجمعها انّها وضع الرجل خوانه بفناء داره ، وشحّه على دينه ، وحفظه له ، وإصلاحه ماله ، وتعاهد ضيعته ، وقيامه بالحقوق ، وحسن منازعته ، وإفشاء السّلام ، ولين الكلام ، والكفّ ، والتحّبب إلى الناس ، والعفاف ، وحسن التقدير في المعيشة ، والصبر على النائبة[178].
وورد انّ المروة مروّتان : مروة في الحضر وهي تلاوة القرآن ، ولزوم المساجد وعمارتها ، واتخاذّ الإخوان في اللّه ، والمشي معهم في الحوائج ، وصحبة أهل الخير ، والنظر في الفقه ، والإنعام على الخادم ، فإنه ممّا يسّر الصديق ويكبت العدو .
ومروّة في السفر وهي كثرة الزّاد وطيبه ، وبذله لمن كان معك ، وكتمانك على القوم سرّهم بعد مفارقتك إيّاهم ، وترك الرواية ، وحسن الخلق ، وكثرة المزاح في غير ما يسخط اللّه عز وجل ، وقلّة الخلاف على من صحبك[179]. قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : والذي بعث محمدا صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بالحقّ نبيّا انّ اللّه عزّ وجلّ ليرزق العبد على قدر المروة ، وانّ المعونة لتنزل من السماء على قدر المؤونة ، وانّ الصبر لينزل على قدر شدّة البلاء[180].
ومنها : ان يعود من لا يعوده :
عدّه النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من مكارم الأخلاق ، وفضله ظاهر ، ويأتي في الفصل الثاني عشر فضل عيادة المريض ان شاء اللّه تعالى .
ومنها : قول الحقّ ولو على النفس :
عدّه الإمام الصادق عليه السّلام من مكارم الأخلاق[181] ، وقد مرّ في الإنصاف ما يدلّ عليه من الأخبار .
[1] مستدرك وسائل الشيعة: 2 / 282 باب 6 حديث 1 ، عن مجمع البيان ، وفي الأمالي للشيخ المفيد : 92 المجلس 23 حديث 22 وفيه انا لنحبّ من شيعتنا من كان عاقلا .
[2] أصول الكافي : 2 / 56 باب المكارم حديث 3 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : إنّا لنحبّ من كان عاقلا فهما ، فقيها ، حليما ، مداريا ، صبورا ، صدوقا ، وفيّا ، انّ اللّه عزّ وجلّ خصّ الأنبياء بمكارم الأخلاق ، فمن كانت فيه فليحمد اللّه على ذلك ومن لم تكن فيه فليتضرّع إلى اللّه عزّ وجلّ وليسأله إيّاها ، قال : قلت جعلت فداك وما هنّ ؟ قال : هنّ الورع ، والقناعة ، والصبر ، والشكر ، والحلم ، والحياء ، والسخاء ، والشجاعة ، والغيرة ، والبرّ ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة .
[3] الأمالي أو المجالس للشّيخ الصدوق : 359 المجلس السابع والخمسون حديث 10 .
[4] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 282 باب 6 حديث 6 ، بسنده عن أمير المؤمنين عليه السّلام انّه قال : ذلّلوا أخلاقكم بالمحاسن ، وقودوها إلى المكارم ، وعوّدوها الحكم ، واصبروا على الإيثار على أنفسكم فيما تحمدون عنه قليلا من كثير ، ولا تداقّوا الناس وزنا بوزن ، وعظموا أقداركم بالتغافل من الدّني من الأمور ، وامسكوا رمق الضعيف بالمعونة له بجاهكم ، وإن عجزتم عمّا رجا عندكم فلا تكونوا بخاشن عمّا غاب عنكم فيكثر عائبكم ، وتحفّظوا من الكذب فإنّه من أدقّ الأخلاق قدرا ، وهو نوع من الفحش ، وضرب من الدناءة ، وتكرّموا بالغنى عن الاستقصاء .
[5] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 283 باب 6 حديث 19 .
[6] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 283 باب 6 حديث 21 .
[7] الخصال : 2 / 331 عشر خصال من المكارم حديث 11 .
[8] المحاسن : 247 باب 29 اليقين والصبر في الدين حديث 251 .
[9] الجعفريات : 150 باب التقوى وحسن الخلق ، بسنده عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال : سمعت رسول اللّه [ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ] يقول : لا حسب إلا التواضع ، ولا كرم إلّا التقوى ، ولا عمل إلّا بنيّة ، ولا عبادة إلّا بيقين .
[10] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 284 باب 7 حديث 11 .
[11] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 285 باب 7 حديث 17 ، عن الآمدي في الغرر عن أمير المؤمنين عليه السّلام .
[12] أصول الكافي : 2 / 57 باب فضل اليقين حديث 4 ، وصفحة 58 حديث 7 .
[13] أصول الكافي : 2 / 58 باب فضل اليقين حديث 6 .
[14] أصول الكافي : 2 / 57 باب فضل اليقين حديث 1 .
[15] أصول الكافي : 2 / 57 باب فضل اليقين حديث 2 .
[16] أصول الكافي : 2 / 57 باب فضل اليقين حديث 3 .
[17] أصول الكافي : 2 / 58 باب فضل اليقين حديث 5 .
[18] أصول الكافي : 2 / 58 باب فضل اليقين حديث 8 .
[19] المحاسن : 248 حديث 254 .
[20] ذيل الحديث المتقدم .
[21] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 284 باب 7 حديث 13 .
[22] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 284 باب 7 حديث 16 ، بتصرف .
[23] أصول الكافي : 2 / 56 باب المكارم حديث 3 ، وتقدمت الرواية .
[24] وسائل الشيعة : 11 / 195 باب 20 حديث 15 ، بسنده في وصية النبيّ لعليّ عليه السّلام قال : يا عليّ ! ثلاثة من لقى اللّه عز وجل بهن فهو من أفضل الناس ، من أتى اللّه عز وجل بما افترض عليه فهو من أعبد الناس ، ومن ورع عن محارم اللّه فهو من أورع الناس ، ومن قنع بما رزقه اللّه فهو من أغنى الناس ، ثم قال : يا علي ! ثلاث من لم يكن فيه لم يتمّ عمله ، ورع يحجزه عن معاصي اللّه ، وخلق يداري به الناس ، وحلم يردّ جهل الجاهل إلى أن قال : يا علي ! الإسلام عريان ولباسه الحياء ، وزينته العفاف ، ومروته العمل الصالح ، وعماده الورع .
[25] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 299 باب 21 حديث 1 .
[26] روضة الواعظين : 2 / 433 ، ومستدرك وسائل الشيعة : 2 / 300 باب 21 حديث 6 .
[27] أصول الكافي : 2 / 67 باب الورع حديث 1 ، بسنده عن عمرو بن سعيد بن هلال الثقفي ، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : قلت له : إنّي لا ألقاك إلّا في السنين فأخبرني بشئ آخذ به ، فقال : أوصيك بتقوى اللّه والورع والاجتهاد ، واعلم أنه لا ينفع اجتهاد لا ورع فيه .
[28] أصول الكافي : 2 / 76 باب الورع حديث 3 ، بسنده عن يزيد بن خليفة ، قال : وعظنا أبو عبد اللّه عليه السّلام فأمر وزهّد ، ثم قال : عليكم بالورع ، فانّه لا ينال ما عند اللّه إلّا بالورع .
[29] أصول الكافي : 2 / 77 باب الورع حديث 4 .
[30] وسائل الشيعة : 11 / 194 باب 20 حديث 12 .
[31] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 301 باب 21 حديث 21 .
[32] بشارة المصطفى للطبري : 141 .
[33] تفسير فرات : 170 آية وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ حديث 118 .
[34] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 300 باب 21 حديث 14 .
[35] أصول الكافي : 2 / 79 باب الورع حديث 15 .
[36] أصول الكافي : 2 / 77 باب الورع حديث 6 .
[37] أصول الكافي : 2 / 78 باب الورع حديث 13 .
[38] وسائل الشيعة : 11 / 192 باب 20 حديث 3 .
[39] خ ل : بفتحها .
[40] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 300 باب 21 حديث 15 .
[41] أمالي الشيخ المفيد : 192 المجلس الثالث والعشرون حديث 22 .
[42] في أربع عشرة آية وصف اللّه جلّ شأنه في كتابه العزيز نفسه بالحلم ، منها في سورة البقرة آية 225 وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ .
[43] مشكاة الأنوار : 195 الفصل الحادي عشر في الحلم وكظم الغيظ والغضب .
[44] مشكاة الأنوار : 195 الفصل الحادي عشر في الحلم وكظم الغيظ والغضب ، وفيه عن أبي جعفر عليه السّلام قال : إنّ اللّه عزّ وجلّ يحب الحييّ الحليم .
[45] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 304 باب 26 حديث 1 وحديث 9 على الترتيب .
[46] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 304 باب 26 حديث 13 .
[47] مشكاة الأنوار : 197 الفصل الحادي عشر في الحلم ، والخصال : 1 / 4 حديث 10 .
[48] نهج البلاغة : القسم الثاني 3 / 199 حديث 206 .
[49] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 304 باب 26 حديث 7 .
[50] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 304 باب 26 حديث 19 .
[51] إرشاد القلوب : 13 .
[52] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 305 باب 26 حديث 21 .
[53] أمالي الشيخ المفيد : 118 المجلس الرابع عشر حديث 2 .
[54] أمالي الشيخ المفيد : 192 المجلس الثالث والعشرون حديث 22 .
[55] أصول الكافي : 2 / 87 باب الصبر حديث 2 .
[56] أصول الكافي : 2 / 89 باب الصبر حديث 4 .
[57] الفقيه : 4 / 276 في وصية أمير المؤمنين عليه السّلام لشبله محمد بن الحنفيّة قال عليه السّلام - في جملة الوصيّة - الق عنك واردات الهموم بعزائم الصبر ، عوّد نفسك الصبر فنعم الخلق الصبر ، واحملها على ما أصابك من أهوال الدنيا وهمومها .
[58] الفقيه : 4 / 296 باب النوادر حديث 896 ، بسنده عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما السّلام قال : قال الفضل بن العباس : أهدي إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بغلة ، أهداها له كسرى أو قيصر فركبها النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بجلّ من شعر ، وأردفني خلفه ، ثم قال لي : يا غلام ! احفظ اللّه يحفظك ، واحفظ اللّه تجده أمامك ، تعرّف إلى اللّه عزّ وجلّ في الرّخاء يعرفك في الشدّة ، إذا سألت فاسأل اللّه ، وإذا استعنت فاستعن باللّه عزّ وجلّ ، فقد مضى القلم بما هو كائن ، فلو جهد الناس ان ينفعوك بأمر لم يكتبه اللّه لك لم يقدروا عليه ، ولو جهدوا أن يضرّوك بأمر لم يكتبه اللّه عليك لم يقدروا عليه ، فإن استطعت ان تعمل بالصبر مع اليقين فافعل ، فإن لم تستطع فاصبر ، فإن الصبر على ما تكره خيرا كثيرا ، واعلم أن الصبر مع النصر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسرا انّ مع العسر يسرا .
[59] الجعفريّات : 149 باب في الحلم والصّبر .
[60] ثواب الأعمال : 235 ثواب الصبر حديث 1 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول : إنّي لأصبر من غلامي هذا ومن أهلي على ما هو أمرّ من الحنظل ، إنّه من صبر نال بصبره درجة الصائم القائم ، ودرجة الشهيد الذي قد ضرب بسيفه قدّام محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم .
[61] نهج البلاغة الجزء الثالث / 191 حديث 153 .
[62] أصول الكافي : 2 / 91 باب الصبر حديث 12 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : سيأتي على الناس زمان لا ينال الملك فيه إلّا بالقتل والتجبّر ، ولا الغنى إلّا بالغصب والبخل ، ولا المحبّة الّا باستخراج الدين أو اتباع الهوى ، فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على الفقر وهو يقدر على الغنى ، وصبر على البغضة . . .
[63] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 303 باب 25 حديث 5 .
[64] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 304 باب 25 حديث 15 .
[65] وسائل الشيعة : 11 / 189 باب 19 حديث 15 .
[66] أصول الكافي : 2 / 91 باب الصبر حديث 15 .
[67] وسائل الشيعة : 11 / 189 باب 19 حديث 15 .
[68] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 303 باب 25 حديث 7 .
[69] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 303 باب 25 حديث 10 .
[70] أمالي الشيخ المفيد : 192 المجلس الثالث والعشرون حديث 22 .
[71] سورة إبراهيم : 7 .
[72] سورة النمل : 40 .
[73] أصول الكافي : 2 / 94 باب الشكر حديث 2 .
[74] أصول الكافي : 2 / 95 باب الشكر حديث 9 .
[75] السرائر : 487 .
[76] أصول الكافي : 2 / 95 باب الشكر حديث 8 .
[77] أصول الكافي : 2 / 94 باب الشكر حديث 3 .
[78] أصول الكافي : 2 / 94 باب الشكر حديث 1 .
[79] وسائل الشيعة : 11 / 541 باب 8 حديث 13 ، بسنده عن مالك بن أعين الجهني قال : أوصى علي بن الحسين عليهما السّلام بعض ولده فقال : يا بنيّ ! اشكر من أنعم عليك ، وأنعم على من شكرك ، فإنّه لا زوال للنعماء إذا شكرت ولا بقاء لها إذا كفرت ، والشاكر بشكره أسعد منه بالنعمة التي وجب عليها الشكر ، وتلا : لئن شكرتم لأزيدنّكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد . والكافي : 4 / 37 باب مؤونة النعم أحاديث الباب .
[80] أمالي الشيخ الطوسي : 207 الجزء السابع .
[81] الخصال : 1 / 21 شكر كل نعمة عظيمة حديث 73 .
[82] ثواب الأعمال : 216 ثواب من أنعم اللّه عليه بنعمة فحمده عليها حديث 1 ، بسنده عن الهيثم بن واقد ، قال : سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول : ما أنعم اللّه على عبد نعمة بالغة ما بلغت فحمد اللّه عليها إلّا كان حمده أفضل من تلك النعمة وأعظم وأوزن .
[83] عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 185 ، بسنده قال أبو الحسن الرضا عليه السّلام ! يا بن عرفة : إنّ النعم كالإبل المعقولة في عطنها على القوم ما أحسنوا جوارها ، فإذا أساءوا معاملتها وإنالتها نفرت عنهم ، والكافي : 4 / 38 باب حسن جوار النعم حديث 1 .
[84] الكافي : 4 / 38 باب حسن جوار النعم حديث 3 ، بسنده عن زيد الشحام ، قال : سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول : أحسنوا جوار نعم اللّه ، واحذروا ان تنتقل عنكم إلى غيركم ، أما انّها لم تنتقل عن أحد قطّ فكادت أن ترجع إليه ، قال : وكان عليّ عليه السّلام يقول : قلّ ما أدبر شيء فأقبل . جاء في حاشية الحجرية غير معلمه منه قدس سره : شكر نعمت نعمتت أفزون كند * كفر نعمت از كفت بيرون كند
[85] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 386 باب 20 حديث 14 .
[86] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 386 باب 20 حديث 25 .
[87] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 386 باب 20 حديث 15 .
[88] أصول الكافي : 2 / 95 باب الشكر حديث 12 .
[89] أصول الكافي : 2 / 98 باب الشكر حديث 25 .
[90] أصول الكافي : 2 / 99 باب الشكر حديث 28 .
[91] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 396 باب 7 حديث 8 ، من غرر كلمات أمير المؤمنين عليه السّلام .
[92] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 396 باب 7 حديث 9 ، عن العيون والمحاسن للشيخ المفيد رحمه اللّه .
[93] الفقيه : 4 / 272 باب النوادر حديث 828 ، من ألفاظ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم .
[94] عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 194 باب 30 .
[95] وسائل الشيعة : 11 / 541 باب 8 حديث 12 .
[96] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 396 باب 8 حديث 3 كلمات رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم .
[97] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 386 باب 20 حديث 11 .
[98] أصول الكافي : 2 / 97 باب الشكر حديث 20 .
[99] أصول الكافي : 2 / 97 باب الشكر حديث 21 .
[100] أصول الكافي : 2 / 98 باب الشكر حديث 22 .
[101] أمالي الشيخ المفيد : 192 حديث 22 .
[102] الجعفريات أو الأشعثيات : 95 باب فضل الغيرة ، بسنده عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : الغيرة من الإيمان ، والبذاء من الجفاء .
[103] الكافي : 5 / 535 باب الغيرة حديث 1 .
[104] الكافي : 5 / 536 باب الغيرة حديث 2 .
[105] الكافي : 5 / 536 باب الغيرة حديث 3 .
[106] الفقيه : 3 / 281 باب 133 الغيرة حديث 1343 .
[107] الكافي : 5 / 505 باب غيرة النساء حديث 2 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : إنّ اللّه عزّ وجلّ لم يجعل الغيرة للنّساء وإنّما تغار المنكرات منهنّ ، فأمّا المؤمنات فلا ، إنّما جعل الغيرة للرّجال لأنّه أحلّ للرجال أربعا ، وما ملكت يمينه ، ولم يجعل للمرأة إلّا زوجها ، فإذا أرادت معه غيره كانت عند اللّه زانية . . .
[108] الكافي : 5 / 505 باب غيرة النساء حديث 4 .
[109] نهج البلاغة القسم الثاني : 3 / 179 حديث 124 .
[110] الجعفريات أو الأشعثيات : 96 .
[111] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 283 باب 6 حديث 16 .
[112] أمالي الشيخ المفيد : 192 المجلس الثالث والعشرون حديث 22 .
[113] الكافي : 5 / 133 باب أداء الأمانة حديث 7 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : ليس منّا من أخلف بالأمانة ، وقال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : الأمانة تجلب الرزق ، والخيانة تجلب الفقر .
[114] أصول الكافي : 2 / 104 باب الصدق وأداء الأمانة حديث 5 .
[115] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 504 باب 1 حديث 5 .
[116] أصول الكافي : 2 / 105 باب الصدق وأداء الأمانة حديث 12 .
[117] الأمالي للشيخ الصدوق : 383 المجلس الخمسون حديث 6 .
[118] أصول الكافي : 2 / 152 باب صلة الرحم حديث 11 .
[119] الأمالي أو المجالس للشيخ الصدوق : 177 المجلس التاسع والأربعون .
[120] التهذيب : 6 / 350 باب 93 المكاسب حديث 990 .
[121] الكافي : 5 / 132 باب أداء الأمانة حديث 1 .
[122] أصول الكافي : 2 / 104 باب الصدق وأداء الأمانة حديث 1 .
[123] الكافي : 5 / 133 باب أداء الأمانة حديث 5 .
[124] روضة الكافي : 8 / 236 حديث 316 ، بسنده عن أبي شبل قال : قال لي أبو عبد اللّه عليه السّلام ابتداء منه أحببتمونا وأبغضنا الناس ، وصدّقتمونا وكذّبنا النّاس ، ووصلتمونا وجفانا النّاس ، فجعل اللّه محياكم محيانا ، ومماتكم مماتنا ، أما واللّه ما بين الرّجل وبين أن يقرّ اللّه عينه إلّا أن تبلغ نفسه هذا المكان - وأومأ بيده إلى حلقه فمدّ الجلدة ، ثم أعاد ذلك - ، فو اللّه ما رضى حتّى حلف لي فقال : واللّه الذي لا إله إلّا هو لحدثني أبي محمد بن علي عليهما السّلام بذلك ، يا أبا شبل ! أما ترضون أن تصلّوا ويصلّوا فيقبل منكم ولا يقبل منهم ، أما ترضون أن تزكّوا ويزكّوا فيقبل منكم ولا يقبل منهم ، واللّه ما تقبل الصلاة إلّا منكم ، ولا الزكاة إلّا منكم ، ولا الحجّ إلّا منكم ، فاتّقوا اللّه عزّ وجلّ فإنّكم في هدنة ، وأدّوا الأمانة ، فإذا تميّز الناس فعند ذلك ذهب كل قوم بهواهم ، وذهبتم بالحقّ ما أطعتمونا ، أليس القضاة والأمراء وأصحاب المسائل منهم ؟ قلت : بلى ، قال عليه السّلام : فاتقوا اللّه عزّ وجلّ فإنكم لا تطيقون الناس كلهم ، إنّ الناس أخذوا هههنا وههنا وانّكم أخذتم حيث أخذ اللّه عزّ وجلّ ، إنّ اللّه عزّ وجلّ اختار من عباده محمدا صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فاخترتم خيرة اللّه ، فاتّقوا اللّه وأدّوا الأمانات إلى الأسود والأبيض وإن كان حروريّا وإن كان شاميّا .
[125] التهذيب : 6 / 351 حديث 993 ، بسنده عن الحسين الشيباني ، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال قلت له : إن رجلا من مواليك يستحل مال بني اميّة ودماءهم وانه وقع لهم عنده وديعة ، فقال : أدّوا الأمانات إلى أهلها وإن كانوا مجوسا ، فإن ذلك لا يكون حتى يقوم قائمنا عليه السّلام . . .
[126] الخصال : 2 / 614 حديث الأربعمائة : أدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم ولو إلى قتلة أولاد الأنبياء عليهم السّلام .
[127] الأمالي أو المجالس للشيخ الصدوق : 148 .
[128] التهذيب : 6 / 351 باب 93 المكاسب حديث 996 ، بسنده عن محمد بن القاسم قال : سألت أبا الحسن موسى عليه السّلام عن رجل استودع رجلا مالا له قيمة والرجل الذي عليه المال رجل من العرب يقدر على أن لا يعطيه شيئا ، ولا يقدر له على شيء ، والرجل الذي استودعه خبيث خارجي فلم أدع شيئا ، فقال لي : قل له يردّ ماله عليه فإنّه ائتمنه عليه بأمانة اللّه عزّ وجلّ . . .
[129] أمالي الشيخ المفيد : 192 حديث 22 .
[130] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 643 باب 15 حديث 15 .
[131] مشكاة الأنوار : 207 الفصل الرابع في السخاوة والبخل .
[132] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 643 باب 15 حديث 10 .
[133] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 643 باب 15 حديث 11 .
[134] مشكاة الأنوار : 210 الفصل الرابع .
[135] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 643 باب 15 حديث 10 .
[136] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 643 باب 15 حديث 22 ، من كلمات أمير المؤمنين عليه السّلام .
[137] الحديث المتقدم .
[138] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 643 باب 15 حديث 20 .
[139] الفقيه : 2 / 34 باب 16 فصل السخاء والجود حديث 136 .
[140] الكافي : 4 / 39 باب معرفة الجود والسخاء حديث 3 .
[141] الكافي : 4 / 39 باب معرفة الجود والسخاء حديث 4 .
[142] الكافي : 4 / 40 باب معرفة الجود والسخاء حديث 7 .
[143] الكافي : 4 / 41 باب معرفة الجود والسخاء حديث 11 .
[144] مشكاة الأنوار : 207 الفصل الرابع في السخاوة والبخل .
[145] الكافي : 4 / 39 باب الجود والسخاء حديث 2 .
[146] الكافي : 4 / 38 باب الجود والسخاء حديث 1 .
[147] معاني الأخبار : 256 باب معنى السخاء وحدّه حديث 2 .
[148] في المطبوع : ان تطلبه ، والمعنى واحد .
[149] معاني الأخبار : 256 باب معنى السخاء وحدّه حديث 3 . وجاء في حاشية المطبوع ولم يعلّم : وقال الشاعر الفارسي : تجربه كردم زهر انديشه * نيست نكوتر ز سخا پيشه
[150] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 282 باب 6 حديث 7 .
[151] الأمالي للشيخ المفيد : 192 حديث 22 ، وأصول الكافي : 2 / 56 باب مكارم الأخلاق حديث 2 .
[152] أصول الكافي : 2 / 138 باب القناعة حديث 3 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : من رضي من اللّه باليسير من المعاش رضي اللّه منه باليسير من العمل . . وصفحه 139 حديث 9 ، بسنده عن أبي جعفر أو أبي عبد اللّه عليهاالسّلام قال : من قنع بما رزقه اللّه فهو من أغنى الناس .
[153] جاء في حاشية المطبوع من الحجرية ما نصه : قال الإسكندر الرومي :
هي القناعة فالزمها تعش ملكا * لو لم يكن منك إلا راحة البدن
وانظر لمن ملك الدنيا بأجمعها * هل راح منها بغير القطن والكفن
وقال الشاعر الفارسي :
قناعت توانگر كند مرد را * نظر كن حريص جهان گرد را
[154] أصول الكافي : 2 / 56 باب المكارم حديث 2 و 6 و / 107 حديث 2 .
[155] أصول الكافي : 2 / 55 باب المكارم حديث 1 ، بسنده عن الحسين بن عطيّة ، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : المكارم عشر فإن استطعت أن تكون فيك فلتكن فإنّها تكون في الرجل ولا تكون في ولده ، وتكون في الولد ولا تكون في أبيه ، وتكون في العبد ولا تكون في الحرّ ، قيل : وما هنّ ؟ قال : صدق اليأس [ خ . ل : البأس ] وصدق الّلسان ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وإقراء الضيف ، وإطعام السائل ، والمكافأة على الصنايع ، والتذمّم للجار ، والتذمّم للصّاحب ، ورأسهنّ الحياء .
[156] الأمالي للشيخ المفيد : 192 حديث 22 ، بسنده عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد صلوات اللّه عليهما انّه قال : إنّا لنحبّ من شيعتنا من كان عاقلا ، فهما ، فقيها ، حليما ، مداريا ، صبورا ، صدوقا ، وفيّا ، ثم قال : انّ اللّه تبارك وتعالى خصّ الأنبياء عليهم السّلام بمكارم الأخلاق ، فمن كانت فيه فليحمد اللّه على ذلك ، ومن لم تكن فيه فليتضرّع إلى اللّه وليسأله إيّاها . قال : قلت : جعلت فداك وما هي ؟ قال : الورع ، والقنوع ، والصّبر ، والشّكر ، والحلم ، والحياء ، والسّخاء ، والشّجاعة ، والغيرة ، والبرّ ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة .
[157] أصول الكافي : 2 / 55 باب المكارم حديث 1 .
[158] أصول الكافي : 2 / 55 باب المكارم حديث 1 ، وصفحه 150 باب صلة الرحم أحاديث الباب.
[159] أصول الكافي : 2 / 107 باب العفو حديث 2 و 3 .
[160] الأمالي للشيخ الصدوق : 280 المجلس السابع والأربعون ، بسنده عن حماد بن عثمان قال : جاء رجل إلى الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام فقال : يا بن رسول اللّه ( ص ) ! أخبرني بمكارم الأخلاق ، فقال : العفو عمّن ظلمك ، وصلة من قطعك ، وإعطاء من حرمك ، وقول الحق ولو على نفسك ، وأصول الكافي : 2 / 107 حديث 1 و 2 و 4 .
[161] أصول الكافي : 2 / 55 باب المكارم حديث 1 .
[162] سورة هل اتى ( الانسان ) آية 8 ، وقد أجمع المفسرون والمحدثون من الخاصة والعامّة إلّا بعض أغيلمة النواصب لعنهم اللّه تعالى بأن الآية الشريفة نزلت في علي أمير المؤمنين والصّديقة الطاهرة وسيدي شباب أهل الجنّة عليهم أفضل الصلاة والسّلام .
[163] الأمالي للشيخ المفيد : 192 حديث 22 .
[164] سورة الحشر : 9 .
[165] أصول الكافي : 2 / 206 باب الطاف المؤمن وإكرامه حديث 6 ، وفي آخر الحديث قول أبي عبد اللّه عليه السّلام : يا جميل ! ارو هذا الحديث لإخوانك فإنّه ترغيب في البرّ .
[166] أصول الكافي : 2 / 207 باب الطاف المؤمن وإكرامه حديث 9 .
[167] الأمالي للشيخ المفيد 291 المجلس الرابع والثلاثون حديث 9 ، وتمام الحديث : ومن صالح الاعمال البرّ بالاخوان ، والسّعي في حوائجهم ، وفي ذلك مرغمة للشيطان وتزحزح عن النيران ، ودخول الجنان . يا جميل ! اخبر بهذا الحديث غرر أصحابك ، قلت : من غرر أصحابي ؟ قال : هم البارّون بالإخوان في العسر واليسر ، ثم قال : اما ان صاحب الكثير يهون عليه ذلك ، وقد مدح اللّه صاحب القليل فقال : وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .
[168] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 310 باب 31 حديث 1 .
[169] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 310 باب 31 حديث 2 ، عن تحف العقول .
[170] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 310 باب 31 حديث 11 .
[171] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 310 باب 31 حديث 3 .
[172] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 310 باب 31 حديث 9 .
[173] سورة المائدة : 2 .
[174] روضة الكافي : 8 / 9 رسالة الصادق عليه السّلام لجماعة الشيعة .
[175] أصول الكافي : 2 / 56 باب المكارم حديث 2 .
[176] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 43 باب 36 حديث 12 .
[177] وسائل الشيعة : 18 / 293 باب 41 حديث 15 ، بسنده عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : من عامل الناس فلم يظلمهم ، وحدّثهم فلم يكذبهم ، ووعدهم فلم يخلفهم ، فهو ممّن كملت مروّته ، وظهرت عدالته ، ووجبت أخوّته ، وحرمت غيبته .
[178] الفقيه : 2 / 192 باب 96 باب المروّة في السفر حديث 877 ، والأمالي للشيخ الصدوق :551 المجلس الثاني والثمانون حديث 3 ، بسنده عن أبان الأحمر ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام قال : إنّ الناس تذاكروا عنده الفتوّة فقال : أتظنّون ان الفتوة بالفسق والفجور ؟ ! كلّا ، إن الفتوّة ، والمروّة طعام موضوع ، ونائل مبذول ، واصطناع المعروف ، وأذى مكفوف ، فأمّا تلك فشطارة وفسق ، ثم قال عليه السّلام : ما المروّة ؟ فقلنا : لا نعلم . قال : المروّة واللّه ان يضع الرجل خوانه بفناء داره ، والمروة مروتان : مروة في الحضر ومروة في السفر ، فأمّا التي في الحضر فتلاوة القرآن ، ولزوم المساجد ، والمشي مع الإخوان في الحوائج ، والإنعام على الخادم فإنه ممّا يسّر الصديق ، ويكبت العدو ، وأمّا التي في السفر فكثرة الزاد وطيبه وبذله لمن كان معك ، وكتمانك على القوم سرّهم بعد مفارقتك إيّاهم . . وفي معاني الأخبار : 257 باب معنى المروة حديث 2 ، بسنده سأل معاوية الحسن بن علي عليه السّلام عن المروّة ، فقال : شحّ الرجل على دينه ، وإصلاحه ماله ، وقيامه بالحقوق . وفي 258 حديث 5 ، بسنده سئل الحسن بن علي عليهما السّلام عن المروّة فقال : العفاف في الدين وحسن التقدير في المعيشة ، والصبر على النائبة .
[179] الأمالي : للشيخ الصدوق : 551 المجلس الثاني والثمانون حديث 3 .
[180] الأمالي أو المجالس للشيخ الصدوق : 552 المجلس الثاني والثمانون حديث 3 ذيله .
[181] الأمالي أو المجالس للشيخ الصدوق : 280 المجلس السابع والأربعون حديث 10 .