بعض المؤمنين يخبرون في قبورهم بظهور الإمام عليه السلام
دلائل الإمامة / 257 : « عن سيف بن عميرة قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام : إن المؤمن ليخبر في قبره ، فإذا قام القائم فيقال له : قد قام صاحبك ، فإن أحببت أن تلحق به فالحق ، وإن أحببت أن تقيم في كرامة الله فأقم » .
وفي غيبة الطوسي / 276 : « عن المفضل بن عمر قال : ذكرنا القائم عليه السلام ومن مات من أصحابنا تنتظره ، فقال لنا أبو عبد الله عليه السلام : إذا قام أتي المؤمن في قبره ، فيقال له : يا هذا إنه قد ظهر صاحبك ، فإن تشأ أن تلحق به فالحق ، وإن تشأ أن تقيم في كرامة ربك فأقم » .
دلائل الإمامة / 248 : « عن المفضل بن عمر : قال أبو عبد الله عليه السلام : يا مفضل ، أنت وأربعة وأربعون رجلاً تحشرون مع القائم ، أنت على يمين القائم تأمر وتنهى ، والناس إذ ذاك أطوع لك منهم اليوم » .
وفي رجال الكشي / 402 : « نظر أبو عبد الله عليه السلام إلى داود الرقي وقد ولَّى فقال : من سرَّهُ أن ينظر إلى رجل من أصحاب القائم عليه السلام فلينظر إلى هذا ! وقال في موضع آخر : أنزلوه فيكم بمنزلة المقداد رحمه الله » .
وفي الكشي / 217 : « عن أبي جعفر عليه السلام قال : كأني بعبد الله بن شريك العامري عليه عمامة سوداء وذؤابتاه بين كتفيه ، مصعداً في لحف الجبل بين يدي قائمنا أهل البيت ، في أربعة آلافٍ مُكِرُّونَ يُكبرون » .
وفي مختصر البصائر / 25 ، عن ابن بكير عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : « كأني بحمران بن أعين وميسر بن عبد العزيز يخبطان الناس بأسيافهما بين الصفا والمروة » .
رجعة سبع وعشرين رجلاً إلى الدنيا لنصرة الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف
في تفسير العياشي : 2 / 32 : « عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا قام قائم آل محمد استخرج من ظهر الكعبة سبعة وعشرين رجلاً ، خمسة عشر من قوم موسى الذين يقضون بالحق وبه يعدلون ، وسبعة من أصحاب الكهف ، ويوشع وصي موسى ، ومؤمن آل فرعون ، وسلمان الفارسي ، وأبا دجانة الأنصاري ، ومالك الأشتر » .
وفي دلائل الإمامة / 247 و 464 : « إذا ظهر القائم من ظهر هذا البيت ، بعث الله معه سبعة وعشرين رجلاً ، منهم أربعة عشر رجلاً من قوم موسى عليه السلام وهم الذين قال الله : وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ . وأصحاب الكهف ثمانية ، والمقداد ، وجابر الأنصاري ، ومؤمن آل فرعون ، ويوشع بن نون وصي موسى » .
وفي الإرشاد / 365 : « عن أبي عبد الله عليه السلام قال : يخرج مع القائم عليه السلام من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلاً خمسة عشر من قوم موسى عليه السلام الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون ، وسبعة من أهل الكهف ، ويوشع بن نون ، وسلمان ، وأبو دجانة الأنصاري ، والمقداد ، ومالك الأشتر ، فيكونون بين يديه أنصاراً وحكاماً » .
سلمان الفارسي من أنصار المهدي عليه السلام
دلائل الإمامة / 237 : « عن سلمان قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله تعالى لم يبعث نبياً ولا رسولاً إلا جعل له اثني عشر نقيباً ، فقلت : يا رسول الله لقد عرفت هذا من أهل الكتابين ، فقال : هل علمت من نقبائي الاثني عشر الذين اختارهم للأمة من بعدي ، فقلت : الله ورسوله أعلم . فقال : يا سلمان خلقني الله من صفوة نوره ودعاني فأطعته ، وخلق من نوري علياً ودعاه فأطاعه ، وخلق من نور علي فاطمة ودعاها فأطاعته ، وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسن ودعاه فأطاعه ، وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسين ودعاه فأطاعه . ثم سمانا بخمسة أسماء من أسماءه : فالله المحمود وأنا محمد ، والله العلي وهذا علي ، والله الفاطر وهذه فاطمة ، والله ذو الإحسان وهذا الحسن ، والله المحسن وهذا الحسين . ثم خلق منا ومن نور الحسين تسعة أئمة ودعاهم فأطاعوه ، قبل أن يخلق سماء مبنية وأرضاً مدحية ولا ملكاً ولا بشراً ، وكنا نوراً نسبح الله ثم نسمع له ونطيع .
فقلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمي فما لمن عرف هؤلاء ؟ فقال : من عرفهم حق معرفتهم واقتدى بهم ووالى وليهم وعادى عدوهم ، فهو والله منا يَرِدُ حيث نرد ويسكن حيث نسكن . فقلت : يا رسول الله وهل يكون إيمان بهم بغير معرفة بأسمائهم وأنسابهم ؟ فقال : لا . فقلت : يا رسول الله : فأنى لي بهم ، وقد عرفت إلى الحسين ؟ قال : ثم سيد العابدين علي بن الحسين ، ثم ابنه محمد بن علي باقر علم الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين ، ثم ابنه جعفر بن محمد لسان الله الصادق ، ثم ابنه موسى بن جعفر الكاظم الغيظ صبراً في الله ، ثم ابنه علي بن موسى الرضا لأمر الله ، ثم ابنه محمد بن علي المختار لأمر الله ، ثم ابنه علي بن محمد الهادي إلى الله ، ثم ابنه الحسن بن علي الصامت الأمين لسر الله ، ثم ابنه محمد بن الحسن المهدي القائم بأمر الله . ثم قال : يا سلمان إنك مدركه ومن كان مثلك ممن تولاه بحقيقة المعرفة .
فشكرت الله وقلت : وإني مؤجل إلى عهده ؟ فقرأ قوله تعالى : فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً . ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً .
قال سلمان فاشتد بكائي وشوقي وقلت : يا رسول الله أبعهد منك ؟ فقال : إي والله الذي أرسلني بالحق ، مني ومن علي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة ، وكل من هو منا ومعنا ومضام فينا ، إي والله وليحضرن إبليس له وجنوده ، وكل من محض الإيمان محضاً ، ومحض الكفر محضاً ، حتى يؤخذ له بالقصاص والأوتار ، ولا يظلم ربك أحداً ، وذلك تأويل هذه الآية : وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرض وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ . وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرض وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ . قال : فقمت من بين يديه ، وما أبالي لقيت الموت أو لقيني » .
رجعة المؤمنين الخاصين لنصرة الإمام المهدي عليه السلام
العياشي : 2 / 276 : « عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من قرأ سورة بني إسرائيل في كل ليلة جمعة ، لم يمت حتى يدرك القائم ، ويكون من أصحابه » .
مختصر البصائر / 32 : « عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : فيا عجباه وكيف لا أعجب من أموات يبعثهم الله أحياء ، يلبون زمرة زمرةً بالتلبية : لبيك لبيك يا داعي الله ، قد أطلوا بسكك الكوفة ، قد شهروا سيوفهم على عواتقهم ، لَيضربون بها هام الكفرة وجبابرتهم وأتباعهم من جبابرة الأولين والآخرين ، حتى ينجز الله ما وعدهم في قوله عز وجل : وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لايُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً . أي يعبدونني آمنين لا يخافون أحداً من عبادي ، ليس عندهم تقية .
وإن لي الكرة بعد الكرة والرجعة بعد الرجعة ، وأنا صاحب الرجعات والكرات ، وصاحب الصولات والنقمات ، والدولات العجيبات ، وأنا قرنٌ من حديد ، وأنا عبد الله وأخو رسول الله صلى الله عليه وآله » .
وفي كتاب الزهد للحسين بن سعيد / 81 : « عن عمار بن مروان قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : منكم والله يقبل ، ولكم والله يغفر ، إنه ليس بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى السرور وقرة العين ، إلا أن تبلغ نفسه ها هنا ، وأومأ بيده إلى حلقه . ثم قال : إنه إذا كان ذلك واحتضرَ حضره رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة وعلي وجبرئيل وملك الموت عليهم السلام فيدنو منه جبرئيل فيقول لرسول الله : إن هذا كان يحبكم أهل البيت فأحبه ، فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله : يا جبرئيل إن هذا كان يحب الله ورسوله وآل رسوله فأحبه وارفق به ، ويقول جبرئيل لملك الموت : إن هذا كان يحب الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأحبه وارفق به ، فيدنو منه ملك الموت فيقول له : يا عبد الله أخذت فكاك رقبتك ، أخذت أمان برائتك ، تمسكت بالعصمة الكبرى في الحياة الدنيا ؟ قال : فيوفقه الله عز وجل فيقول : نعم ، فيقول له : وما ذاك ؟ فيقول : ولاية علي بن أبي طالب فيقول : صدقت ، أما الذي كنت تحذر فقد آمنك الله منه ، وأما الذي كنت ترجو فقد أدركته ، أبشر بالسلف الصالح ، مرافقة رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والأئمة من ولده عليهم السلام ، ثم يسل نفسه سلاً رفيقاً ، ثم ينزل بكفنه من الجنة وحنوطه حنوط كالمسك الأذفر ، فيكفن ويحنط بذلك الحنوط ، ثم يكسى حلة صفراء من حلل الجنة .
فإذا وضع في قبره فتح الله له باباً من أبواب الجنة يدخل عليه من روحها وريحانها ، ثم يفسح له عن أمامه مسيرة شهر ، وعن يمينه وعن يساره ، ثم يقال له : نم نومة العروس على فراشها ، أبشر بروح وريحان وجنة نعيم ، ورب غير غضبان ، ثم يزور آل محمد في جنان رضوى فيأكل معهم من طعامهم ، ويشرب معهم من شرابهم ، ويتحدث معهم في مجالسهم ، حتى يقوم قائمنا أهل البيت ، فإذا قام قائمنا بعثهم الله فأقبلوا معه يلبون زمراً زمراً ، فعند ذلك يرتاب المبطلون ، ويضمحل المحلون ، وقليل ما يكونون . هلكت المحاضير ونجا المقربون . من أجل ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : أنت أخي وميعاد ما بيني وبينك وادي السلام .
قال : وإذا حضر الكافر الوفاة حضره رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي والأئمة وجبرئيل وملك الموت عليهم السلام فيدنو منه جبرئيل فيقول : يا رسول الله إن هذا كان مبغضاً لكم أهل البيت فأبغضه ، فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله : يا جبرئيل إن هذا كان يبغض الله ورسوله وأهل بيت رسوله ، فأبغضه واعنف عليه ، ويقول جبرئيل : يا ملك الموت إن هذا كان يبغض الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأبغضه واعنف عليه ، فيدنو منه ملك الموت فيقول : يا عبد الله أخذت فكاك رهانك ، أخذت أمان براءتك ، تمسكت بالعصمة الكبرى في الحياة الدنيا ؟ فيقول : لا ! فيقول : أبشر يا عدو الله بسخط الله عز وجل وعذابه والنار ، أما الذي كنت ترجو فقد فاتك ، وأما الذي كنت تحذر فقد نزل بك ، ثم يسل نفسه سلاً عنيفاً ، ثم يوكل بروحه ثلاث مأة شيطان يبصقون في وجهه ، ويُتأذى بريحه ، فإذا وضع في قبره فتح له باب من أبواب النار فيدخل عليه من قيحها ولهبها » .
عجباً كل العجب بين جمادى ورجب
ينابيع المودة / 512 : « عن كتاب صفين للمدائني : خطب علي عليه السلام بعد انقضاء أمر النهروان فذكر طرفاً من الملاحم فقال : ذلك أمر الله وهو كائن وقتاً مريحاً ، فيا ابن خيرة الإماء متى تنتظر ، أبشر بنصر قريب من رب رحيم ، فبأبي وأمي من عدة قليلة أسماؤهم في الأرض مجهولة ، قد دان حينئذ ظهورهم . يا عجباً كل العجب بين جمادى ورجب ، من جمع شتات وحصد نبات ، ومن أصوات بعد أصوات ، ثم قال : سبق القضاء سبق .
وقال : قال رجل من أهل البصرة إلى رجل من أهل الكوفة في جنبه : أشهد أنه كاذب ! قال الكوفي : والله ما نزل علي من المنبر حتى فُلج الرجل فمات من ليلته » !
وفي شرح ابن أبي الحديد : 2 / 49 ، ونهج السعادة : 3 / 449 : « وخطب علي عليه السلام بعد انقضاء أمر النهروان ، فذكر طرفاً من الملاحم قال : إذا كثرت فيكم الأخلاط واستولت الأنباط ، دنا خراب العراق ، وذاك إذا بنيت مدينة ذات أثل وأنهار ، فإذا غلت فيها الأسعار وشيد فيها البنيان ، وحكم فيها الفساق ، واشتد البلاء وتفاخر الغوغاء ، دنا خسوف البيداء ، وطاب الهرب والجلاء .
وستكون قبل الجلاء أمور يشيب منها الصغير ، ويعطب منها الكبير ، ويخرس الفصيح ، ويبهت اللبيب ، يعاجلون بالسيف صلتاً ، وقد كانوا قبل ذلك في غضارة من عيشهم يمرحون . فيالها من مصيبة حينئذ من البلاء العقيم ، والبكاء الطويل ، والويل والعويل ، وشدة الصريخ ، وفناء مريح ، ذلك أمر الله وهو كائن .
فيا ابن خيرة الإماء متى تنتظر ، أبشر بنصر قريب من رب رحيم ! ألا فويل للمتكبرين عند حصاد الحاصدين ، وقتل الفاسقين ، عصاة ذي العرش العظيم . فبأبي وأمي من عدة قليلة أسماؤهم في السماء معروفة ، وفي الأرض مجهولة ، قد دان حينئذ ظهورهم . ولو شئت لأخبرتكم بما يأتي ويكون من حوادث دهركم ونوائب زمانكم ، وبلايا أممكم ، وغمرات ساعاتكم ، لفعلت ، ولكن أفضيه إلى من أفضيه إليه مخافة عليكم ، ونظراً لكم ، علماً مني بما هو كائن وما تلقون من البلاء الشامل ، ذلك عند تمرد الأشرار ، وطاعة أولي الخسار ، أوان الحتف والدمار ، ذاك عند إدبار أمركم ، وانقطاع أصلكم ، وتشتت أنفسكم . وإنما يكون ذلك عند ظهور العصيان وانتشار الفسوق ، حيث يكون الضرب بالسيف أهون على المؤمن من اكتساب درهم حلال ! حين لا تنال المعيشة إلابمعصية الله في سمائه ، حين تسكرون من غير شراب ، وتحلفون من غير اضطرار ، وتظلمون من غير منفعة ، وتكذبون من غير إحراج ، تتفكهون بالفسوق وتبادرون بالمعصية ، قولكم البهتان ، وحديثكم الزور ، وأعمالكم الغرور !
فعند ذلك لا تأمنون البيات ، فيا له من بيات ما أشد ظلمته ، ومن صائح ما أفظع صوته ! ذلك بيات لا يتمنى صباحه صاحبه ، فعند ذلك تُقتلون ، وبأنواع البلاء تُضربون ، وبالسيف تحُصدون ، وإلى النار تصيرون ، ويعضُّكم البلاء كما يعضُّ الغارب القتب ! يا عجباً كل العجب بين جمادى ورجب ، من جمع أشتات وحصد نبات ، ومن أصوات بعدها أصوات ! ثم قال عليه السلام : سبق القضاء سبق القضاء » .
وفي مصنف ابن أبي شيبة : 8 / 698 : « عن قيس بن السكن قال : قال علي على منبره : إني أنا فقأت عين الفتنة ، ولو لم أكن فيكم ما قوتل فلان وفلان وفلان أهل النهر ، وأيمُ الله لولا أن تتكلوا فتدعوا العمل لحدثتكم بما سبق لكم على لسان نبيكم ، لمن قاتلهم ، مبصراً لضلالتهم ، عارفاً بالذي نحن عليه ! قال ثم قال : سلوني ، فإنكم لا تسألوني عن شئ فيما بينكم وبين الساعة ، ولا عن فئة تهدي مائة وتضل مائة ، إلا حدثتكم بناعقها وسائقها .
قال فقام رجل فقال : يا أمير المؤمنين حدثنا عن البلاء ، فقال أمير المؤمنين : إذا سأل سائل فليعقل ، وإذا سئل مسؤول فليتثبت : إن من ورائكم أموراً جللاً ، وبلاءً مبلحاً مكلحاً ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو قد فقدتموني ونزلت كرائه الأمور وحقائق البلاء ، لفشل كثير من السائلين ولأطرق كثير من المسؤولين ، وذلك إذا فصلت حربكم وكشفت عن ساق لها ، وصارت الدنيا بلاء على أهلها حتى يفتح الله لبقية الأبرار .
قال : فقام رجل فقال : يا أمير المؤمنين ! حدثنا عن الفتنة فقال : إن الفتنة إذا أقبلت شبهت ، وإذا أدبرت أسفرت ، وإنما الفتن تحوم كحوم الرياح ، يُصبن بلداً ويخطئن آخر ، فانصروا أقواماً كانوا أصحاب رايات يوم بدر ويوم حنين تُنصروا وتُؤجروا . ألا إن أخوف الفتنة عندي عليكم فتنة عمياء مظلمة ، خصت فتنتها وعمت بليتها ، أصاب البلاء من أبصر فيها ، وأخطأ البلاء من عمي عنها ، يظهر أهل باطلها على أهل حقها ، حتى تملأ الأرض عدواناً وظلماً ، وإن أول من يكسر عمدها ويضج جبروتها وينزع أوتادها ، الله رب العالمين . ألا وإنكم ستجدون أرباب سوء لكم من بعدي ، كالناب الضروس ، تعض بفيها وتركض برجلها وتخبط بيدها ، وتمنع درها !
ألا إنه لا يزال بلاؤهم بكم حتى لا يبقى في مصركم إلا نافع لهم أو غير ضار ! وحتى لا يكون نصرة أحدكم منهم إلا كنصرة العبد من سيده ! وأيم الله لو فرقوكم تحت كل كوكب ، لجمعكم الله لشر يوم لهم . قال : فقام رجل فقال : هل بعد ذلكم جماعة يا أمير المؤمنين ؟ قال : إنها جماعة شتى غير أن أعطياتكم وحجكم وأسفاركم واحد ، والقلوب مختلفة هكذا ، ثم شبك بين أصابعه . قال : مم ذاك يا أمير المؤمنين ؟ قال : يقتل هذا هذا ! فتنة فظيعة جاهلية ، ليس فيها إمام هدى ولا علم يرى ، نحن أهل البيت منها بمنجاة ، ولسنا بدعاة .
قال : وما بعد ذلك يا أمير المؤمنين ؟ قال : يفرج الله البلاء برجل من أهل البيت ، تفريج الأديم . بأبي ابن خبره يسومهم الخسف ، ويسقيهم بكأس مصبرة ، ودت قريش بالدنيا وما فيها لو يقدرون على مقام جزر جزور ، لأقبل منهم بعض الذي أعرض عليهم اليوم فيردونه ، ويأبى إلا قتلاً » .
وفي نهج البلاغة : 1 / 182 ، بعضه ، قال : « ومن خطبة له عليه السلام : أما بعد أيها الناس فأنا فقأت عين الفتنة ولم تكن ليجرأ عليها أحد غيري ، بعد أن ماج غيهبها واشتد كلبها . فاسألوني قبل أن تفقدوني ، فوالذي نفسي بيده لا تسألوني عن شئ فيما بينكم وبين الساعة ، ولا عن فئة تهدي مائة وتضل مائة ، إلا أنبأتكم بناعقها وقائدها وسائقها ، ومناخ ركابها ومحط رحالها ، ومن يقتل من أهلها قتلاً ، ومن يموت منهم موتاً !
ولو قد فقدتموني ونزلت بكم كرائه الأمور وحوازب الخطوب ، لأطرق كثير من السائلين ، وفشل كثير من المسؤولين . وذلك إذا قلصت حربكم وشمرت عن ساق ، وضاقت الدنيا عليكم ضيقاً تستطيلون معه أيام البلاء عليكم ، حتى يفتح الله لبقية الأبرار منكم . إن الفتن إذا أقبلت شبهت وإذا أدبرت نبهت ، يُنكرن مقبلات ويُعرفن مدبرات ، يحمن حوم الرياح يصبن بلداً ويخطئن بلداً . ألا إن أخوف الفتن عندي عليكم فتنة بني أمية فإنها فتنة عمياء مظلمة ، عمت خطتها وخصت بليتها ، وأصاب البلاء من أبصر فيها ، وأخطأ البلاء من عمي عنها .
وأيم الله لتجدن بني أمية لكم أرباب سوء بعدي ، كالناب الضروس تعذم بفيها ، وتخبط بيدها ، وتزبن برجلها ، وتمنع درها ! لا يزالون بكم حتى لا يتركوا منكم إلا نافعاً لهم أو غير ضائر بهم ، ولا يزال بلاؤهم حتى لا يكون انتصار أحدكم منهم إلا كانتصار العبد من ربه ، والصاحب من مستصحبه ! ترد عليكم فتنتهم شوهاء مخشية ، وقطعاً جاهلية ، ليس فيها منار هدى ولا علم يرى ، نحن أهل البيت منها بمنجاة ولسنا فيها بدعاة . ثم يفرجها الله عنكم كتفريج الأديم بمن يسومهم خسفاً ويسوقهم عنفاً ، ويسقيهم بكأس مصبرة ، لايعطيهم إلا السيف ، ولا يحلسهم إلا الخوف ! فعند ذلك تود قريش بالدنيا وما فيها لو يرونني مقاماً واحداً ، ولو قدر جزر جزور ، لأقبل منهم ما أطلب اليوم بعضه فلايعطونني » .
الاكثر قراءة في الدولة المهدوية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة