الآثار الاقتصادية والاجتماعية للسياحة على تنمية الأقاليم الريفية والنائية
المؤلف:
د . مصطفى يوسف كافي
المصدر:
فلسفة اقتصاد السياحة والسفر
الجزء والصفحة:
ص126 - 128
2025-06-02
540
الآثار الاقتصادية والاجتماعية للسياحة على تنمية الأقاليم الريفية والنائية: ومن أبرز تلك الآثار (1):
1 ـ التنمية في الريف وتطوير المناطق السياحية (أثر التطوير السياحي في الريف). يهدف التطوير السياحي في الريف إلى إسعاد الناس والمحافظة على الريف وتطويره اجتماعياً واقتصادياً، وجعل الوصول إليه ممكنـاً بـدون صعوبة. ويفضل الكثيرون من الناس الذهاب إلى الريف بهدف الابتعاد عن ضوضاء المدينة وتلوثها والازدحام السكاني والقلق والإرهاق والضجيج... الخ. كذلك توفر زيارة الريف للإنسان مناظر طبيعية وهــواء عليلاً، والإحساس بالسعادة (2) ... الخ. وهذا يدفع المواطن إلى الاستغناء عن التفكير بالسياحة الدولية والسفر خارج بلده وبالتالي يربح البلد المال الذي كان سينفقه في الخارج... ويكون بذلك كأنه حصل على سائح دولي بل أكثر.
2 ـ التنمية في الريف تحد من الهجرة باتجاه المدينة وباتجاه البلدان الأخرى وهذا ما تعاني منه الدول النامية.
3 ـ التنمية في الريف تساهم في توزيع الثروة الوطنية وهذا شكل من أشكال العدالة الاجتماعية.
4 ـ كما أن السياحة تؤدي إلى تشجيع مهن وخدمات وأعمال عديدة تبدو علـــى هامش التنمية الاقتصادية . مثل بعض الصناعات الحرفية والفولكلورية في هذه الأقاليم.
5 ـ إن طبيعة التشابك القطاعي الكثيف للنشاط السياحي ومساهمة العديد من القطاعات الاقتصادية بتصنيع المنتوج السياحي، سوف يعمل على خلق عدد من الصناعات والخدمات التكميلية في هذه الأقاليم، لتجهيز السياحة بمستلزمات الإنتاج.
6. إقامة مثل هذه المشاريع السياحية والغير السياحية، تتطلب وبالضرورة إقامة العديد من مشاريع البنى التحتية المتمثلة بالماء والكهرباء.. إلخ.
7. بناء المشاريع السياحية والعديد من المشاريع والصناعات التكميلية ومشاريع البنى التحتانية، تتطلب المزيد من القوى العاملة وبالتالي خلق تجمعات سكانية كثيفة في هذه الأقاليم، مما يستوجب توفير الخدمات التعليمية والصحية والأسواق والعديد من المشاريع الخدمية الأخرى.
8 . كثرة المشاريع والصناعات الناتجة عن النشاط السياحي سوف يعمل على خلق فرص عمل لسكان هذه الأقاليم، وبذلك يتم القضاء على البطالة والبطالة المقنعة.
9. إن الحصول على فرص عمل في المشاريع، وتصريف المنتجات الزراعية والحرفية بأثمان جيدة، تعمل على خلق دخل جيد لسكان هذه الأقاليم، وهذا يعني زيادة دخول الأفراد، وارتفاع المستوى المعاشي، وما يرافق ذلك مـــن ارتفاع وتطور في المستوى الثقافي والصحي... الخ.
10. زيادة الإنتاج والدخل في هذه الأقاليم، يجعل منها أقاليم تنموية فعالة تساهم وبشكل جدي في تكوين الناتج القومي أو الدخل القومي بل وتعمل على توفير العملات الأجنبية ودعم ميزان المدفوعات.
11. إن ظهور مثل هذه التجمعات السكانية الكثيفة في الأقاليم، يستوجب إقامة مراكز لحفظ الأمن، وهذا يوفر الجانب الأمني والاستقرار، كذلك لا بد من إقامة دوائر تنظيم الأحوال المدنية للسكان مثل دوائر النفوس والجنسية والبلديات... الخ.
12. وكحصيلة نهائية لابد وأن يرافقه هذه السلسلة التنموية، وتطور في الجانب الاجتماعي بحكم ارتفاع المستوى المعاشي والتعليمي وبحكم الاحتكاك المباشر مع السياح.
ومن هنا يمكن أن تؤثر السياحة على التنمية الريفية باعتبارها مصدراً للدخل بالنسبة للسكان المحليين في المناطق السياحية، مما يقلل من فجوة الأجور بين الأقاليم المختلفة ويعمل على ارتباط السكان بأرضهم حيث يقلل نزوحهم إلى المناطق الحضرية.
فإذا انتهجت الدولة التخطيط الإقليمي السياحي فإنها يمكن أن تحقق مزايا كثيرة منها (3):
- تقريب المستويات الاقتصادية بين الأماكن المختلفة في الدولة.
- تحقيق تكافؤ الفرص بين المواطنين في مختلف الأماكن.
- زيادة التجارب بين المواطنين في تنفيذ خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية. - زيادة معدل التنمية في مجموعها.
- تقليل الهجرة الداخلية من الريف إلى المدن للتمتع بالخدمات الحضرية.
وهكذا فإننا نستنتج أن السياحة تساهم في التوازن الاقتصادي داخل البلد. كانجغرافياً (ريف ومدن) وطبقياً (أغنياء وفقراء) وقطاعياً (أنشطة جديدة).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) خربوطلي، صلاح الدين - الاقتصاد السياحي، المرجع السابق ص 74.
(2) الريمادي، حسين - 1988 - مدخل إلى السياحة والاستجمام والتنزه، مرجع سابق، ص 178.
(3) د. الروبي، نبيل - 1986 - نظرية السياحة - مؤسسة الثقافة الجامعية، الإسكندرية ص(50 - 51).
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في علم الاقتصاد
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة