- توفير العمالة المطلوبة للقطاع السياحي

إن العمل في القطاع السياحي يتطلب قدرات فنية وإدارية لمواجهة احتياجات هذا القطاع وتنميتها باستمرار. لذلك لا يكفي إقامة مشروعات سياحية ضخمة وتخصيص رؤوس أموال كبيرة لها، ولكن يجب أن يتوفر فرق يقوم بشؤونها تشغيلاً وإدارة.

ومن هنا نجد أن توفير العمالة للقطاع السياحي يتطلب الوقوف على عرض العمالة المتاحة والطلب عليها، لتحديد الأفراد اللازمين وهنا تجدر الإشارة إلى ثلاث نقاط

1- حصر المهارات المتاحة من العمالة السياحية

إن حصر المهارات المتاحة من العمالة السياحية يمثل أولى الخطوات في تخطيط العمالة في المجتمع. إن خطة العمالة تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الخطة الوطنية، لذلك فمن المفيد حصر المهارات المحلية أولاً ثم تحديد الاحتياجات مــن العمالة المستوردة. مع ضرورة وضع برامج التعليم والتدريب من أجل اكتساب المهارات للحلول محل الخبرات المستوردة. مع العلم قد يكون هناك عقبات قانونية وإدارية أو سياسية لاستيراد العمالة.

ومن جهة أخرى نلاحظ أن العمالة المستوردة في القطاع السياحي والفندقي تتركز في وظائف الإدارة العليا والوظائف الإشرافية والتخصصية وتلك التي تستخدم التكنولوجيا. وقد يكون من الضروري الاستعانة بالخبرات الأجنبية للاستفادة من عاملين قد يكونون على مستوى مرتفع من الخبرة ويكونوا قادرين على تدريب العمالة المحلية، كما يلاحظ أن القطاع السياحي لا يتطلب عمالة مستوردة بدرجة كبيرة مثلما تتطلبه بعض الصناعات (كالصناعة التحويلية).

2- التعليم والتدريب

فالتعليم: يهدف إلى توسيع مدارك الفرد الذهنية وتزويده بأصول المعارف المهنية مع عدم التطرق إلى شغله وظيفة بذاتها أو تحمل مسؤوليات بعينها. ويلاحظ أن التعليم المهني ( Education-Vocational) في مجال الضيافة والسياحة قد خطا خطوات واسعة في المستويات التعليمية المختلفة في الدول التي تعتمد على القطاع السياحي بدرجة كبيرة ⁽¹⁾.

أما التدريب بأنه مجموعة الإجراءات أو العمليات لغرض اكتساب وتطوير المهارات والمعرفة والاتجاهات لدى مجموعة من الأفراد العاملين في المنظمة لغرض رفع مستوى الأداء بما يحقق نتائج إيجابية للمنظمة والعاملين على حد سواء، أي يحقق المنفعة المتبادلة (Mutual Benefit).

الشكل (هـ) يوضح فكرة التدريب.

إن فاعلية التدريب تقاس على أساس تحسين الكفاءة والقدرة من خلال عملية التعليم (Learning) وهذا ضروري إذا كانت المهارات والمعرفة والاتجاهات غير محسنة قبل عملية التدريب، أما إذا تطورت هذه السمات اكتسبت كفاءة عالية فهذا يعني أن التدريب كان فعالاً ومؤثراً لأن عملية التدريب يجب أن تتزامن مع عملية التعليم لأنه بدون التعلم واكتساب الخبرة لا يكون هناك دور للتدريب. وهذا ما نلاحظه في شركة ديزني (Disney) حيث تقوم الشركة بإعداد برنامج تدريبي لجميع العاملين الجدد يسمى (Traditions)، يتعلم فيه العاملون جميع المعلومات المتعلقة بالشركة وتعميقها في أذهانهم بشكل كبير.

واليوم أصبحت شركة ديزني معروفة عالمياً في برامجها التدريبية المميزة وإدارة الموارد البشرية ⁽²⁾. 

وللتدريب السياحي والفندقي أصوله وأبعاده الفنية نذكر منها على سبيل المثال:

1- إن التدريب ليس برنامجاً يبدأ أو ينتهي في مرحلة معينة بل هي عملية مستمرة.

2- يجب أن يشمل التدريب جميع العاملين في المنشآت السياحية والفندقية.

3- إن التدريب يتطلب عناصر معينة من أجل نجاحه منها ⁽³⁾:

ـ مدربون أكفاء لهم القدرة على نقل معلوماتهم للغير.

ـ أدوات التدريب التي تتناسب مع التخصصات المختلفة.

ـ جهاز يقوم بوضع برامج للتدريب، وأهدافه.

4- إن تدريب المدربين هو أمر ضروري، وهو قد يتم محلياً أو من الخارج أو من خلال دعوة الخبراء من الخارج للقيام بالتدريب.

5- يستخدم التدريب أساليب متعددة مثل (اسلوب المشاهدة - أو دراسة الحالات - أو الزيارات الميدانية - أو التمرين العملي... الخ).

6- تحقيق الاتصال بين المستويات المختلفة من العمالة في المنشآت السياحية أو الفندقية.

7- استمرارية التدريب ⁽⁴⁾ (Continuous Trairning) من خلال التأكيد على التدريب المتقاطع (Traning Cross) أي متعددة الاختصاصات. ومشاركة الجميع في عملية التدريب التجريبي (Experiment Training) أي الميداني لتحقيق الخبرة الميدانية.

ونرى من الضروري التطرق إلى ما أورده أحد مدراء الفنادق الكندية، حيث كتب عبارة عن فلسفة الموارد البشرية تضمنت (Orientation and Training) أي التدريب والتكييف وفقاً للظروف والخصائص وهذه العبارة فعلاً أروع أداة للتسويق الداخلي.

3 ـ الصفات المطلوبة فيمن يعمل في النشاط السياحي والفندقي:

إن العمل بقطاع السياحة والفندقة يستلزم أن يكون الفرد على مستوى ترتفع من الناحية المهنية والسلوكية والمظهر اللائق، مع إجادة لغة أجنبية واحدة على الأقل إجادة تامة (France-English) ومعرفة لغة أجنبية أخرى، علاوة على الصفات التالية:

أ- أن يكون الفرد مقتنعاً بالعمل بنفسه ولديه وفرة من المعلومات العامة، والثقافة القومية، مع إحساس بالوثوق بالنفس... إن الشعور بالوثوق بالنفس في المجال الوظيفي يمكن الوصول إليه من خلال التعليم والتدريب (Learning and Training) وهذا أمر محمود، بصفة عامة في الوظائف الخدمية Service Occupation ولا شك أن الفرد المعتد بنفسه يحظى بنظرة إعجاب من السائحين

ب ـ أن يتمتع الفرد بصفتي الصبر والتعاطف مع الآخرين.

ت ـ القدرة على التعامل مع المواقف: إنهم مطالبون بالاتفاق بالمرونة واتخاذ القرار. القدرة على التعامل مع المواقف من خلال التعليم والتدريب.

ث- القدرة على التكييف: إن العمل السياحي والفندقي هو عمل فريق، فعمل كل فرد يكمل عمل الآخر، مثله في ذلك مثل الفريق الرياضي. إن أي تداخل  أو تعارض أو اختلاف بين العاملين ينعكس فوراً على الأداء وبشكل سلبي⁽⁵⁾ .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) Kaiser C., and Larry E.Helber Tourism Planning 1978- andDevelopment CBI. P212,

(2) د. العلاق، بشير عباس. د الطائي، حميد عبد النبي - 1999 - تسويق الخدمات – مدخل استراتيجي، وظيفي، تطبيقي، ط1، دار زهران - عمان، ص 335 - 336).

(3) أ . د. عبد الوهاب، صلاح الدين - 1984 - السياسة القومية للتسويق السياحي ص 126.

(4) د. العلاق، بشير عباس - 1999 - المرجع السابق ذكره، ص 377. 

(5) Kaiserc. and Larry E.Helber – 1978 - Tourism planning and Develoment, CBI. P 201.

مواضيع ذات صلة

العوامل المؤثرة في السياحة في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين

الصفـات الرئيسيـة للنـشاط السيـاحـي فـي القـرن الحـادي والعشـريـن

الأنشطـة اللازمـة لتحريـك وتـنشيط السيـاحـة الدولـيـة

التدخـل الحكومـي المباشـر في إدارة المصـادر السياحيـة وخطـة التـرويـج السيـاحـي

العـوامـل التي تؤثـر علـى السيـاحـة الدوليـة وفق المنظمة العالمية للسياحة World Tourism Organization

العـوامـل المـؤثـرة علـى السيـاحـة الدوليـة

مـساهمـة السيـاحـة فـي تـوطيـد العـلاقات الدوليـة

الآثار الاقتصادية والاجتماعية للسياحة على تنمية الأقاليم الريفية والنائية

أثر مناطق الصناعات السياحية والفندقية في تحقيق التوازن الداخلي

أنـواع العـمالـة فـي القـطاع السـيـاحـي

مساهمة اقتـصاد السياحـة فـي تـوليـد فـرص العمـل

دور السياحة في التجارة الخارجية (في التصدير والاستيراد)