علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
الأحاديث القدسيّة
علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
مقدّمة المصنّف
المؤلف:
أبو الحسن علي بن عبد الله الأردبيلي التبريزي
المصدر:
الكافي في علوم الحديث
الجزء والصفحة:
ص 105 ـ 108
2025-05-12
13
بسم الله الرحمن الرحيم، صلِّ يا ربِّ على سيِّدنا محمّد وآله ويسّر.
الحمد لله الذي أرسلَ الرسلَ مُبشّرين ومنذرين؛ لعصمة الأمم عن طريق الضّلالة، ولهداية سلوك سبيل الرّشاد، وأنزل معهم الكتاب والميزان ليقوموا بالقِسْط (1)، منقادين عن القَسْط (2)، في تحصيل أسباب مصالح المبدأ، وتكميل علل أحكام المعاد، وأسند الأحكامَ المحكمةَ المتقنةَ إلى نصوصِ الكتابِ السَّنِيَة، والسُّنّة السَّنيَّة النَّبويّة؛ لتنقيح مناطِ عِلَلِها، وتصريحِ مظانِّ زَللها، تيسيرًا لتخريج الفتاوى عن تحقيق مناطها، وتفصيلًا في فيصل قضايا الأيام وارتباطها إلى يوم التناد، وما أرسل رسلًا فيهنّ بالأهواء الفاسدة على مَرِّ الليالي وكَرِّ الأيّام، بالتَّكرار والتَّرداد، بل أحكم متونَها بالتَّواتر قطعًا، أو بالمساند رفعًا، أو بالمرسلات عُرفًا، صونًا عن تلبيس الأبالسة، وحرزًا عن طَعْنِ الزَّنادقة الملابسة (3) بالإلحاد، والصَّلاة والسلام على مَنِ اختصَّ أمته بعَنْعنةِ الأخبار، وسلسلةِ الإسناد، محمّد المصطفى، ونبئه المجتبى، المبعوث إلى الأحمر والأسود من الحواضر والبواد، وعلى آله وأصحابه أولي القوَّةِ والجِدِّ في سُلوك طريق السَّداد، وسدِّ باب البدعة، ومحو رسم الفساد، أمّا بعد:
[[سمات التصانيف التي رآها المؤلّف في المصطلح]]
فإنّي رأيتُ جماعة من أئمّة السَّلفِ، وأمناءِ الخلَفِ، وناصري المئة، ومنتخبي الأمّة صنَّفُوا في علوم الحديث، ومهَّدوا أساسَ قواعدِه، وَرَصنُوا معاقدَ شواهده، ورصفوا بذلك بُنيانَ السُّنَّةِ، محرسًا عن ثَلْمِه بحصائد الألسنة، وجعلوه معيارًا لصحيحهِ وسقيمهِ، ومسبارًا لمُعلَّلهِ وسَليمِه، أردت أنْ أتشبَّثَ بأهداب تصنيفهم وتحقيقِهم، وأتعلَّق بأذيالِ تفسيرهم وتحديثهم، مُتشبِّهًا بهم لأُعَدَّ منهم، وأُحشَرَ في زُمرَتهم، بتصنيفِ مُختصَرٍ في علوم الحديث، حاويًا لِجميع مَقَاصِدِها، كافِلًا لإبرازِ مَحَاسِنها، كافِيًا فيما يُحتاجُ إليه فيها.
[[كتاب ابن الصلاح وأهميته ومختصراته]]
ولمَّا كان كتابُ "علوم الحديث" للشيخ العلّامة الحافظ المتقن، إمامِ المتأخِّرين، تقي الدين أبي عَمرو عُثمان بن الصّلاح الشَّهْرَزَورِيّ - كتابًا لا نظير له فيها، ولا غنىً لأحدٍ في هذا الفنِّ عنه، واختصره جماعة مِنَ الحفَّاظ (4) الذين بعده اختصارًا رَأَى كلُّ واحدٍ أنَّهُ أضبطُ، وأسهلُ طريقًا إلى المقصود وأحوطها، وللنّاس فيما يعشقون مذاهب.
[[سمات كتابنا ومنهجية المصنف فيه]]
رأيتُ أن أختصرَه على ما رُئِيَ لي أنَّهُ أيسرُ وأجملُ وأضبطُ لفوائد هذا الفنِّ وأسهل، بحذف ما يُرَى كالمكرَّر في إطنابه، وإضافةِ ما لا بُدَّ للطَّالب منه في كلِّ بابه، مع زيادةٍ مِمَّا ذَكَرَهُ قاضي القضاة العلّامة الحافظ تقيّ الدّين ابن دقيق العيد، والشيخ الإمام الجليل الحافظ محيي الدّين النّووي - تغمّدهما الله بغُفرانه - في "مختصريهما" (5)، فاختصرتُ حَسَبَ ما أردتُ مُحافِظًا على مسائلِ جميع الأنواع وأضرابه (6)، مُحتَرِزًا عمَّا يُخِلُّ بغرضٍ في مَرَامِهِ (7) وسَمَّيتُهُ "كافيًا" - لكفايَةِ مَن أقبل عليه بقراءته في دِرَايَتِهِ، وبَنيتُهُ على مُقَدِّمَتيْنِ، وأربعةِ أبوابٍ، وخاتمة.
وأستمدُّ الله التوفيق، فإنَّه بتحقيق رجاءِ الرَّاجين حَقيق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هو العدل: تقول: تقسطوا بمعنى تعدلوا. يقال: أقْسَط الرجل إذا عدل، وقَسَطَ إذا جار وظلم صاحبه، فالقاسط: الجائر؛ لأنّه عادل عن الحق، والمُقْسِط: العادل؛ لأنّه عادل إلى الحق. انظر "تفسير القرطبي" (5/ 12 و 19/ 17).
(2) هو الظلم، انظر الهامش السابق.
(3) يمكن قراءتها: "المتناسبة" والمثبت أنسب للرسم والسياق.
(4) ذكرناهم في تقديمنا لهذا الكتاب، وهم جماعة.
(5) اختصار ابن دقيق العيد يسمى "الاقتراح"، وهو مطبوع، وحققه - كلّ على حدة - أكثر من واحد، ونظمه وزاد عليه العراقيّ، وتأخّر نظمه عن "ألفيّته"، فكان أضبط. ولم يشتهر ولا قوّة إلا بالله! ولصاحب هذه السطور تحقيق وشرح له مطبوع عن الدار الأثريّة، الأردن، اسمه "البيان والإيضاح شرح نظم العراقي للاقتراح" في مجيليد، والحمد لله وحده.
وأمّا اختصار النووي فهو "إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق" طبع مرّتين، أحسنهما بتحقيق صديقنا عبد الباري فتح الله السَّلفي حفظه الله تعالى.
(6) غير واضحة في الأصل.
(7) قال ابن حجر في "الدرر الكامنة" (3/ 73) في ترجمة المصنّف: "اختصر "علوم الحديث" لابن الصلاح اختصارًا حسنًا".