علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
الأحاديث القدسيّة
علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
ترجمة المؤلّف
المؤلف:
أبو الحسن علي بن عبد الله الأردبيلي التبريزي
المصدر:
الكافي في علوم الحديث
الجزء والصفحة:
ص 71 ـ 102
2025-05-11
45
* اسمه ونسبه:
هو الإمام أبو الحسن علي بن أبي محمد عبد الله بن الحسن الأرْدَبيلي ثم التِّبرِيْزي، هكذا وجدته بخطه في آخر مخطوطة "المنهل الروي" لابن جماعة، وهي من محفوظات مكتبة الأسكوريال (1598/ 1).
ووقع اسمه في "وفيات ابن رافع" (2/ 16 - 17) هكذا: "أبو الحسن علي بن عبد الله بن [أبي] الحسن بن أبي بكر الأرْدَبيليّ التِّبريْزيّ الشَّاميّ" وكذا بالحرف في "تذكرة النبيه" (3/ 89) وفيه "الشافعيّ" بدل "الشاميّ" وهو الصواب.
والصواب أيضًا حذف "أبي" قبل (الحسن)، مع أنّها مثبتة في جلّ مصادر ترجمته، مثل: "الدرر الكامنة" (3/ 72)، "بغية الوعاة" (2/ 171)، "العقد المذهب" (415)، "الوافي بالوفيات" (21/ 144)، "أعيان العصر" (3/ 407)، "طبقات الشافعية الكبرى" (10/ 137)، "شذرات الذهب" (6/ 148 - 149) ودونها -على الجادة- في "طبقات الشافعية" (3/ 188) لابن قاضي شهبة، و"كشف الظنون" (2/ 1375) وعند ابن قاضي شهبة في "تاريخه" (1/ 467) وتبعه الزِّركلي: "علي بن عبد الله بن الحُسين"! وصوابه "ابن الحسن" واقتصر السيوطي في "حسن المحاضرة" (1/ 472) من اسمه ذكر (علي بن عبد الله) فقط! وسماه المقريزي في "السلوك" (2/ ق 3/ 698): "علي بن عبد الله بن أبي بكر الأردبيلي".
* كنيته ولقبه:
أجمعت المصادر على تلقيبه بـ "تاج الدين"، وهو مكنى في جميعها بأبي الحسن (1)، وانفرد الزركشي في "نكته على مقدمة ابن الصلاح" (1/ 341) بقوله: "وقال أبو الحسن التبريزي الحافظ: ويعرف بابن الخازن: … " وأورد فائدة عنه حول "سنن أبي داود": إنّ أصح رواياته رواية اللؤلؤي؛ لأنّها هي آخر ما أملى أبو داود، وعليها مات.
ولم أجد من وصف أبا الحسن بأنّه يعرف بابن الخازن، ويمكن أن يكون التبريزي هذا آخر غير مؤلف كتابنا، إذ الفائدة المذكورة ليست فيه، ورأيتُها معزوّة في "ختم سنن أبي داود" للعلّامة عبد الله بن سالم البصري (ص 100) لأبي جعفر بن الزبير، وهو ليس بمعروف باللقب المذكور، فالله أعلم.
* نسبه:
لم أظفر بنسب أبي الحسن في الكتب التي ترجمت له، ولكنّه كما قال السيوطي في "بغيته" (2/ 171) "كان في لسانه عجمة"، فلعلّ أصله غير عربي.
وأكّد هذا عصريُّه الصفدي لمّا قال عنه في "أعيان العصر" (3/ 409): "وسمعتُ عبارته إلا أنّها في عُجمتها تُورِدُ من الدُّرِّ مُخشلبه".
* ميلاده وموطنه:
نعته مترجموه بقوله: "الأَرْدَبيلي ثم التِّبريْزي"، وهكذا أثبتها هو بخطّه، وقال الصفدي في "الأعيان" (3/ 407): "الأردبيلي المولد، التِّبْريزي الدار".
و(أردبيل) من أشهر مدن أذْرَبيجان، وكانت قبل الإسلام قصبتها، قاله صاحب "مراصد الاطلاع" (1/ 53) وهو في أصله "معجم البلدان" (1/ 145) وزاد الحميري في "الروض المعطار" (26): "من الثغور الجزرية، بينها وبين المراغة نحو أربعين". واكتفى البكري في "معجم ما استعجم" (1/ 137) بقوله: "مدينة بأذربيجان معروفة" وفصّل لتسرنج في "بلدان الخلافة الشرقية" (202 - 203) الكلام عليها، على وجه حسن مليح. وأمّا (تبريز)، "فهي الآن أجلّ مدينة في القسم الشمالي الغربي من بلاد فارس"، كذا في "بلدان الخلافة الشرقية" (194) وهي ليست ببعيدة من (أردبيل)، وقول صاحب "الروض المعطار" (130) عنها: "في خراسان" فيه تجوّز كبير! وكان مولد صاحبنا أبي الحسن سنة سبع وسبعين وست مئة (2)، كذا قال ابن رافع في "الوفيات" (2/ 17)، بينما أرّخها الصفدي في "الوافي بالوفيات" سنة أربع وسبعين، وما في "طبقات ابن قاضي شهبة" (3/ 188) و"شذرات الذهب" (6/ 149): "ولد سنة سبع وستين" ليس بصحيح، والله أعلم.
[نشأته ومسموعاته وشيوخه ورحلاته]
لم أظفر بتفصيل عن نشأته في بطون الكتب التي ترجمت له، ولكنّي ظفرتُ - فيما بعد - بكلام جيّد للصفدي في "أعيان العصر وأعوان النصر" (3/ 407 - 408) نقله على لسان صاحب الترجمة، قال (3): "سمعت من (4) "جامع الأصول" على القُطب الشِّيرازي (5)، وبعض "الوسيط" على شمس الدين بن المؤذّن، وأخذت النّحو والفقه عن ركن الدين الحديثي (6)، وعلم البيان من النِّظام الطُّوسي، والحكمة والمنطق عن السيّد برهان الدين عُبَيْد الله (7) "، و"شرحَ الحاجبيّة" عن السيّد ركن الدين(8) المؤلف، وأجازَني شمسُ الدين العُبَيْدي (9)، وعِلْمَ الخلاف عن علاء الدين النُّعمان الخوارزمي (10)، وإقليدس وأوطاوَقس وبادوسيوس، والحساب والهيئة عن فيلسوف الوقت كمال الدين حسن الشيرازي الأصبهاني، و"الوجيز" في الفقه عن شيخ الزمان حمزة الأردبيلي (11)، وعلم الجبر والمقابلة والمسَاحة والفرائض عن الصلاح موسى، و"شرح السُّنَّة" و"المصابيح" عن فخر الدين جار الله الجَنْدَرَاني والبَستي تاج الدين الملقّب بالشيخ الزاهد عن الشيخ شمسى الدين التبريزي عن الركن السجاسي عن القطب الأبهري عن أبي النجيب السهروردي (12) عن أحمد الغزالي عن أبي [بكر] النيسَابوري عن محمّد النّساج عن الشِّبلي عن الجنيد.
وأدركت كمال الدين أحمد بن عَرَبشاه بأردبيل، دعَا لي، ولقَّننِي الذكرَ عن أوحد الدين الكرماني، وأدركت شيخًا كبيرًا أجاز لي، أدرك الفخر الرازي، وأدركت ناصر الدين البيضاوي، وما أخذتُ عنه شيئًا، وجالست ابن المطهَّر الحلِّيّ، وما أخذت عنه لتشيّعه.
واشتغلت وأنا ابن عشرين إلى تسع وعشرين سَنَة، وأفْتَيْتُ ولي ثلاثون سنة، ووُلِّيت الخانقاه والتدريس وأنا ابن ثلاث وثلاثين، وخَرَجت إلى بغداد بَعد ست عشرة وسبع مئة، وأتيت المشهدَ والحلّة والسلطانيّة ومَراغة، وحججتُ، ثم دخلتُ مصر سنة اثنتين وعشرين وسبع مئة".
قال أبو عبيدة: ممّا سبق يظهر لنا ما يلي:
أولًا: تفنّن أبي الحسن التِّبريزي، وإتقانه لكثير من العلوم، وعدم اقتصاره على العلوم الشرعيّة، بل أتقن علم الجبر، والحساب، والمساحة، والمقابلة، والهيئة، والفلسفة، ولذا مدحه أبو الفضل العراقي بقوله عنه: "أحد العلماء الجامعين بين علوم شتّى، وكان إمامًا في الفقه والأصول والكلام والنحو والطب والهندسة"، كذا في "تاريخ ابن قاضي شهبة" (1/ 468)، وقال عنه السيوطي في "حسن المحاضرة" (1/ 472): "كان عالمًا في علوم كثيرة"، وقال ابن قاضي شهبة في "طبقات الشافعية" (3/ 188) عنه: "المتضلّع بغالب الفنون من المعقولات والفقه والنحو والحساب والفرائض"، وكذا في "شذرات الذهب" (1/ 149).
ثانيًا: كثرة مسموعاته وإجازاته، وعلوّه ببعضها.
ثالثًا: تنوّع شيوخه، سواء في الفنون المختلفة، أو في البلاد المتعددة، وأخذه عن أعيان شيوخ زمانه وأوانه.
رابعًا: تصوّفه، وأخذه الطريقة، وبهذا وصفه غير واحد، فنقل ابن السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" (10/ 138) عن الذهبي (13) قوله عنه: "من مشايخ الصوفية"، ونعته الصفدي في "الوافي بالوفيات" (21/ 144) بـ (الصوفي).
خامسًا: بُعده ... عن الأخذ عن علماء الشيعة....
سادسًا: انشغاله بعلم الحديث جاء مُتأخِّرًا بعد تضلُّعه بالمعقولات والفقه والنحو والحساب والفرائض ببلده، ولذا قال ابن السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" (10/ 138): "قلت: كان ماهرًا في علوم شتّى، وعُنِيَ بالحديث بالآخِرة، وسمع بدمشق ومصر، من جماعة من مشيختنا".
وهذا أدقّ من قول السيوطي في "بغية الوعاة" (2/ 171) عنه: "ولم يكن له خبرة بالحديث" فهذا صحيح في أول حياته، إلا أنّه اعتنى به عناية جيّدة بعد ذلك، ولا سيما في حجه وبعد قدومه لمصر، فقد ذكرت كتب التراجم أنّه حج سنة اثنتين وعشرين وسبع مئة، وهي السنة التي دخل بها مصر.
قال تلميذه ابن الملقّن في "العقد المذهب" (415) عنه: "حجَّ من بلاده سنة اثنتين وعشرين وسبع مئة، وقدم مصر …"، ولا ننسى ما تقدّم نقله بواسطة الصفدي عن المصنف نفسه من قوله: "وحججت ثم دخلتُ مصر سنة اثنتين وعشرين وسبع مئة"، وقال ابن حجر في "الدرر" (3/ 73) على إثرها: "وكان دخوله لها من مكة مع الركب المصري".
وعبارة ابن قاضي شهبة في "تاريخه" (1/ 467): "وقدم من بلاده حاجًّا، ثم قدم مع الركب المصري القاهرة سنة اثنتين وعشرين، وسمع بها من جماعة، منهم: عليّ بن عمر الواني، ويوسف الخُتَنِي، والدَّبّوسي، وابن جماعة، وهذه الطبقة"، بينما اختصر ذلك في "طبقات الشافعية" (3/ 188)، وعبارته (14): "ودخل بغداد بعد سنة ست عشرة، وحجّ، ثم دخل مصر سنة اثنتين وعشرين".
قلت: وممّا يؤكّد ذلك ما ظفرت به في آخر نسخة الأسكوريال من كتاب "المنهل الروي"(15) - وهي بخطّ صاحبنا أبي الحسن- ما نصّه: "قرأت جميع هذا الكتاب، وهو "المنهل الروي في مختصر علوم الحديث" على مصنّفه المذكور - أدام الله بركة أنفاسه بين المسلمين - من نسخة مقابلة بهذه في مجالس، آخرها العشر الآخر من ذي الحجّة، حجة ثنتين وعشرين وسبع مئة، وقد كتبه الفقير إلى الله أبو الحسن علي بن أبي محمد عبد الله بن الحسن الأَرْدَبيلي ثم التِّبريزي، حمد الله عواقب أموره بما يحب ويرضى، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبي محمد وآله أجمعين".
فقراءته ونسخه لهذا الكتاب - وهو في علم المصطلح - يدلّ على تعنّيه وحرصه، وهذا في بداية أمره، وإلا فانتهى به الأمر إلى أنّه لم يقنع بمختصر شيخه ابن جماعة، بل عمل هو على اختصار "علوم الحديث" لابن الصلاح، وسيأتي الفرق بينهما.
ومن أدلّة عنايته وتقدّمه - بل إبداعه - في هذا العلم: تصنيفه فيه، وصبره على بعضها(16)، كما سيأتي عند الحديث على مؤلفاته، ولذا سمع عند قدومه مصر من جماعة من المحدّثين، ورحل من مصر إلى دمشق، يتتبّع السماعات والإقراء والاستفادة، "واستكتب كتاب "ميزان الاعتدال" في الجرح والتعديل" (17)، وعمل على ترتيبه، كما سيأتي قريبًا عند الكلام على مؤلفاته، وممّا يدلّ على ذلك أيضًا ما ذكره في كتابنا هذا فقرة رقم (99) من وقوع غير حديث مسلسل له بإسناده.
ولذا قال ابن رافع في "الوفيات" (2/ 17) عنه: "سمع من علي بن عمر الواني ويوسف الخُتني، وغيرهما"، وعبارته في "منتخب المختار" (147 - 148): "قَدِمَ (18) فسمع عليّ بن عمر الواني، ويونس الدبابيسي، ويوسف الخُتَني، وابن جماعة، وكتب الطباقَ، وحصّل جملة من الكتب الحديثيّة، وَشغَل في فنون ودرّس بالطرنطائية، وناظر، وكثرت طلبته. وصنَّف في التفسير والحديث والأصول، وأقرأ "الحاوي" كلَّه في نصف شهر، رواه عن شرف الدين علي بن عثمان العتقي (19) عن مصنِّفه".
وقال ابن قاضي شهبة في "تاريخه" (1/ 467): "وكتب بخطه بعض الطباق".
قلت: والمراد بكتابته (الطباق): أي طباق سماعات الكتب والأجزاء الحديثية، وهذا يدل على عنايته بعلم الحديث، ودقته فيه، وحرصه على ضبط كتبه، وجودة خطه.
ثم وجدتُّ كلمة مهمّة لأبي الفضل العراقي، نقلها عنه ابن قاضي شهبة في "تاريخه" (1/ 468) في ترجمة المؤلف، توضّح بجلاء انشغال أبي الحسن التبريزي بعلم الحديث، وانكبابه عليه، وحرصه على تحصيل كتبه، وتصنيفه في أبوابه، وتدريسه ما صنّفه، وهذا نصّها: "وأكبَّ بالقاهرة على علم الحديث، فحصَّل منه كتبًا كثيرة نفيسة، رواية وكتابة ودراية، كـ"الموطأ" و"الكتب الستة" و"مسند أحمد" و"المعجم الكبير" للطبراني و"السنن" للبيهقي، و"الحلية" لأبي نعيم، و"دلائل النبوة" للبيهقي، وغير ذلك، ثم ذكر أنّه صنّف كتابًا في الأحكام، وآخر في الأحاديث الضِّعَاف، قال: "وحدَّث بها".
سابعًا: رحل المصنّف إلى أكثر من بلد، سبق ذكر بعضها، واستقرَّ به المقام في مصر، وقد اعتنى ابن الملقّن في كتابه "العقد المذهب" (415) بتفصيل مجريات ما حصل له بمصر، فقال بعد سياق اسمه: "نزيل القاهرة، وكان فاضلًا عن علوم كثيرة، من أعرف الناس "بالحاوي الصغير"، وبالأصول، والحساب، حجّ من بلاده سنة اثنين وعشرين وسبع مائة، وقدم مصر فنزل بالحساميّة، فأحدث ابن واقفها له بها تصدّرًا، حضرت فيه عنده وأنا الآن متصدّر به، وأضيف إليه التدريس بها أيضًا، وحصل له في آخر عمره صمم بحيث أنّه كان يقرئ والكتاب بيده ويشير إلينا هل فهمتم (20)، صنّف في الحساب، وشرح "المصباح"، وعمل أحكامًا في علم الحديث وأسمعها، سمعت عليه بعضها سماها "القسطاس" تعب عليها كثيرًا، وأفرد أحاديث الضعفاء في جزئين، وكان خيِّرًا ملازمًا للعبادة والبر".
وقال ابن حبيب في "تذكرة النبيه" (3/ 89): "وكانت إقامته بالقاهرة المحروسة، وبها توفي رحمه الله تعالى".
وقال ابن قاضي شهبة في "طبقات الشافعية" (3/ 188) والسيوطي في "حسن المحاضرة" (1/ 472): "نزيل القاهرة".
* تلاميذه:
وصفه غير واحد بأنّه: "لازم شَغْلَ الطَّلبة بأصناف العلوم إلى أن تُوفِّي"، كذا في "طبقات الشافعيّة الكبرى" (10/ 138) و"شذرات الذهب" (6/ 149).
وقال الحسن بن عمر بن حبيب في "تذكرة النبيه" (3/ 89) عنه: "وتصدّى لشغل الطلبة في أصناف العلم من تفسير وفقه وأصول ونحو وبيان ومنطق وجدل وفرائض وحساب، وجبر ومقابلة ومعقول ومنقول، وانتفع الناسُ به، ومكث على هذا سنين، ولم تقتصر الإفادة منه على طلبة العلم وإنّما جلس للفتوى" وقال ابن تغري بردي في "النجوم الزاهرة" (10/ 145) عن صاحبنا: "كان فقيهًا عالمًا بارعًا، أفتى ودرّس سنين".
وقال عنه الذهبي - فيما نقل ابن السبكي وابن قاضي شبهة في "طبقاته" (3/ 188) وابن العماد (6/ 149) وغيرهم - : "كثير التلاميذ"، وقال السيوطي في "حسن المحاضرة" (2/ 472): "تخرّج به فضلاء القاهرة"، وممّا يدلّ على كثرتهم تصدّره بالتدريس في (المدرسة الحسامية)، وسبق أنّ ابن الملّقن تتلمذ عليه فيها، وستأتي كلمة مطوّلة عنها.
وقد قصد صاحبنا كبار العلماء، للاستفادة منه، والأخذ عنه، ولكنّه كان خيِّرًا صالحًا متواضعًا، لا يهجم على تدريس ما لم يتقنه. ولذا ذكر الصفدي في "أعيان العصر" (3/ 409 - 410) مشاهدًا إقبال الطلبة عليه: "أخذ عنه جماعة وانتفعوا وترَقَّوا من حضيض الجهل وارتفعوا، وأقرأ الناس المنقول والمعقولَ، وتفرَّد بفنونه، فلو شاء لم يَدع قائلًا يقول، وحضرتُ دروسه للطلبة، وسمعتُ عبارته إلّا أنّها في عجمتها تُوْرِدُ من الدُرّ مُخشلبه، واعترف المشايخ بفضله، وأصاب الأغراض والشواكل (21) بنبال نَبْله. ولم يزل بمصر على حاله إلى أن سكنت تلك العبارات، وبطلت تلك الإشارات.
وتوجّهتُ إليه يومًا، وهو بالمدرسة الطرنطائيّة، ومعي كتاب "كشف الحقائق" لأثير الدين الأبهري (22)، وطلبت الاشتغال فيه عليه فقال: ما عندي عليه شرح، وكلامه عَقِد، ففارقته، وسمعت غير واحد من المصريّين أنّه أقرأ "الحاوي" من أوّله إلى آخره في شهر واحد تسع مرات (23).
وكان يشغل في هذه العلوم التي ذكرها كلّها، وعلى الجملة، فكان في عصره عديم النظير".
وقال عنه ابن رافع في "الوفيات" (2/ 17): "درَّس وأفتى"، وسبق عنه أنّه درس أيضًا في (المدرسة الطرنطائية)، فقال: "ودرّس بالطرنطائية، وناظر وكثرت طلبته". ودروسه كانت تشمل جميع العلوم، فقال في "الوفيات" (2/ 17): "وشغل الناس بالعلم على أصنافه من تفسير، وفقه، وأصول، ونحو، وبيان، ومنطق، وجدل، وحساب، وجبر، ومقابلة، ومعقول ومنقول". وقال السيوطي في "بغية الوعاة" (2/ 171): "فانتفع به الناس، كالبرهان الرشيدي، والمحبّ ناظر الجيش"، وقال: "ولي تدريس الحسامية، وحدّث".
وعبارة ابن حجر في "الدرر" (3/ 73) نقلًا عن شيخه العراقي - وهو عصري المصنف - : "انتفع الناس به، وتخرّج به مثل الشيخ برهان الدين الرشيدي (24) [والقاضي محب الدين] (25) ناظر الجيش وشهاب الدين بن النقيب" (26) ونقل فيه (3/ 74) عن ابن أيبك الصفدي قوله عن التبريزي: "كان يقرأ للطلبة من كتبه، ثم يشرح لهم".
وظفرتُ بتلميذين آخرين في كتاب: "إرشاد الطالبين إلى شيوخ قاضي القضاة محمد بن عبد الله بن ظهيرة جمال الدين" لغرس الدين خليل بن محمد الأقفهسي (ت 821 هـ)، هما:
الأول: محمد بن أحمد بن أحمد بن حاتم الأنصاري الشافعي، أبو البقاء وأبو الفتح تقي الدين (ت 793 هـ).
قال الأقفهسي في "الإرشاد" (1/ 312) في ترجمته: "وأخذ الفقه عن العلّامة تاج الدين علي بن عبد الله التِّبْريزي وغيره".
الآخر: إبراهيم بن محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن أبي المجد اللخمي الشافعي، المعروف بـ(ابن الأُمْيُوطي) (ت 790 هـ).
قال الأقفهسي في "الإرشاد" (3/ 1359): "وتفّقه على الشيخ مجد الدين الزَّنكلوني والتاج التبريزي وغيرهما".
وقال ابن حجر في "المجمع المؤسس" (1/ 239) عنه: "واشتغل في الفقه وغيره، وأخذ عن مجد الدين الزَّنكلوني، وتاج الدين التِّبريزي".
* تحرير مكان تدريسه، وأين موقع مدرسته اليوم؟
سبق أن ذكرنا عن جماعة من مترجمي أبي الحسن التِّبريزي أنَّهُ درَّس في (المدرسة الطرنطائية)، هكذا قال ابن رافع في "الوفيات" (2/ 17).
وسبقت عبارة الصفدي في "أعيان العصر" (3/ 409 - 410):
"وحضرتُ دروسه للطلبة.. وتوجَّهتُ إليه يومًا وهو بالمدرسة الطرنطائية.. " ومنهم من قال إنّه كان يدرّس بالمدرسة الحساميّة. قال ابن الملقّن في "العقد المذهب" (415) عن المترجم: "وقدم مصر، فنزل بالحساميّة، فأحدث ابنُ واقفها له بها تصدُّرًا، حضرتُ فيه عنده، وأنا الآن متصدّر به، وأضيف إليه التدريس بها أيضًا".
فالظاهر أنّه نزل في هذه المدرسة عند أوّل قدومه، ومن ثم عرف الناس علمه، فأُذِن له بالتدريس بها.
قال ابن حجر في "الدرر الكامنة" (3/ 73): "وكان يسكن المدرسة الحساميّة، مدرسة حسام الدين طرنطاي، وجدّد له ولد حسام الدين بها تصديرًا، فلمّا مات المدرس قرّره في تدريسها".
ويفيدنا هذا أمورًا:
الأول: أنّه - كما قلنا - سكن هذه المدرسة عند أوّل قدومه مصرّ.
الثاني: جدِّد له ذلك بعد وفاة بانيها من قبل ولده.
الثالث: أن أبا الحسن التبريزي درَّس في هذه المدرسة بعد وفاة المدرس بها، وقرّره على ذلك ولد واقفها أيضًا.
الرابع: انتفع كثير من الطلبة بالمصنّف في أثناء تدريسه في هذه المدرسة، ويكفيه فخرًا أن يكون أمثال الصفدي وابن الملقّن ممّن تتلمذ عليه فيها.
قال المقريزي في "السلوك" (2/ ق 3/ 698) عن المترجَم: "مدرّس المدرسة الحسامية طُرنطاي بالقرافة"، قال: "وانتفع بالقراءة عليه جماعة".
وقال السيوطي في "بغية الوعاة" (2/ 171): "ولي تدريس الحسامية، وحدَّث"، فكان وقت أبي الحسن التبريزي موزعًا في هذه المدرسة بين تحديثه فيها، وتدريسه الفقه، ولا سيما "الحاوي الصغير" للقزويني، وإفتائه الناس والعامّة، وتدريسه اللغة والمنطق والحساب، وكذا تدريسه كتبه التي ألفها في الحديث. وسيأتي أنّه كان يدرس الأحاديث التي جمعها في الأحكام، وبيان عدم صحّتها، وهذا يدلّل على أثر إقباله على الحديث في علومه، وبركة ذلك عليه، وأنّه لم يكن متعصبًا جامدًا، ولو حفظ لنا أثره فيما كتبه في الفقه، لزادنا ذلك وضوحًا، والله أعلم.
ومن خلال ما مضى يظهر لنا أنّ ما في "تاريخ ابن قاضي شهبة" (1/ 467) عن تقي الدين السبكي فيما نقل من خطه: "وولي تدريس الخشَّابيَّة" تحريف، وأنّ صواب "الخشابيّة": "الحساميّة".
قال ابن تَغْري بَرْدي في "النجوم الزاهرة" (10/ 145) معرّفًا بأبي الحسن التبريزي: "مدرِّس مدرسة الأمير حسام الدين طُرْنَطاي المنصوري بالقاهرة".
فهذه المدرسة كانت في القاهرة (27)، وهي في (القرافة) تحديدًا، كما أفاده المقريزي فيما نقلناه عنه قريبًا.
ولمحقّق "النجوم الزاهرة" (28) بحث مطوّل بديع في تحديد مكان هذه المدرسة اليوم، نسوقه بتصرف يسير قال عن (المدرسة الحسامية):
"هذه المدرسة ذكرها المقريزي في "خططه" باسم المدرسة الحسامية (ص 386 ج 2)، فقال: إنّ هذه المدرسة بخطّ المسطاح تجاه سوق الرقيق، ويسلك منها إلى درب العدّاس وإلى حارة الوزيرية من القاهرة، بناها الأمير حسام الدين طرنطاي المنصوري نائب السلطنة بمصر إلى جانب داره وجعلها برسم الفقهاء الشافعية، ولم يذكر المقريزي تاريخ إنشائها.
وبالبحث تبيّن:
أولًا: أنّ هذه المدرسة أنشئت في سنة 684 هـ.
ثانيًا: أنّ خط المسطاح يشمل اليوم المنطقة التي يتوسّطها عطفه الصاوي المتفرّعة من شارع درب سعادة.
ثالثًا: أنّ سوق الرقيق مكانه بيت محمد بن سويدان وهو من البيوت الأثريّة، يملكه الآن ورثة علي باشا برهام بعطفة الصاوي تجاه جامع أبي الفضل.
رابعًا: أنّ درب العدّاس هو الطريق التي يشغلها اليوم القسم البحري من شارع درب سعادة في المسافة بين الأزهر ومدخل حارة الصاوي.
خامسًا: حارة الوزيريّة تشمل المنطقة التي تشرّف على القسم الأوسط من شارع درب سعادة فيما بين مدخل حارة الصاوي وسكّة النبويّة.
سادسًا: أنّ المدرسة الحساميّة حلّ محلّها جامع أبي الفضل بعطفة الصاوي بالقاهرة، يؤيّد ذلك أنّه يوجد بجوار هذا الجامع تربة الأمير طرنطاي منشئ المدرسة الحساميّة، وبها تابوت عليه بعد البسملة: "هذا قبر العبد الفقير إلى الله تعالى الأمير حسام الدين طرنطاي الملكي المنصوري، توفّي يوم الخميس 24 من شهر ذي القعدة سنة 689 هـ". وكان قد دفن بجوار زاوية الشيخ عمر السعودي بن أبي العشائر بالقرافة نقلت جثته إلى المدرسة الحسامية بالقاهرة، ويوجد بجوار قبر الأمير طرنطاي قبر آخر باسم الشيخ أبي الفضل، ولهذا عرفت المدرسة باسم جامع أبي الفضل، ومكتوب بإِزاء سقف الجامع ما يبين أن الأمير عثمان جاويش تابع المرحوم حسن كتخدا القصدغلي جدّده في سنة 1140 هـ، وهي الآن جامع صغير قديم، والظاهر أن علي باشا مباؤك لم يوصله بحثه إلى الحقيقة بدليل أنّ ما ذكره في "الخطط التوفيقيّة" عن المدرسة الحساميّة وعن جامع أبي الفضل لا يتّفق والواقع، فإنّه لمّا تكلّم عن المدرسة المذكورة (ص 6 ج 6) قال: إنّ هذه المدرسة قد تخرّبت ولم يبقَ منها إلا المحراب، وأخذ منها قطعة في مطهرة جامع المغربي الذي كان يعرف قديمًا بالمدرسة الزماميّة بسوق النمارسة (تجّار الصيني).
وأقول: إنّ سوق النمارسة هو الذي يعرف اليوم بشارع السلطان الصاحب وشارع اللبودية المتفرعين من شارع الأزهر، وفضلًا عن أنّ جامع المغربي هو جامع آخر غير المدرسة الزماميّة فإنّ ما ذكره مبارك باشا لا ينطبق على مكان المدرسة الحسامية، بل ينطبق على مكان المدرسة الصاحبية.
ولمّا تكلم مبارك باشا على جامع أبي الفضل (ص 53 ج 4) قال: إنّ هذا الجامع هو المدرسة القطبية التي ذكرها المقريزي، وقال: إنّها في خط سويقة الصاحب داخل درب الحريري.
وأقول: إنّ المدرسة القطبيّة قد خربت من قديم وزال أثرها، وليس لها أيّة علاقة بجامع أبي الفضل الذي هو المدرسة الحساميّة كما ذكرنا، والله تعالى أعلم".
* مدحه وثناء العلماء عليه:
مدح أبا الحسن التبريزي جمع من العلماء، وبعضهم التقى به، وهذه شذرات من كلامهم.
* قال ابن حبيب في "تذكرة النبيه" (3/ 89): "كان إمامًا عالمًا علّامة، متفنّنًا، بارعًا، درس وأفتى".
* وقال صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي في كتابه "أعيان العصر وأعوان النصر" - وهو من العلماء الذين عاصروا الإمام التبريزي - فقد قال فيه (3/ 407): "علي بن عبد الله بن أبي الحسن العلّامة المُفَتّن، المفتي، المتكلّم.. ". وقال فيه (3/ 409): "كان الشيخ تاج الدين من أفراد زمانه، وأنجاب عصره، وأنجاد أوانه، بحرًا يتموّج علومًا، وحَبْرًا يتأرجُ طيبًا بالفوائد مُستديمًا".
* ونقل صلاح الدين الصفدي في "أعيان العصر" عن الإمام الذهبيّ قوله فيه: "هو عالمٌ كبير شهير، كثير التلامذة حَسن الصيانة، من مشايخ الصوفيّة، كاتبني غيرَ مَرَّة وحَصَّل نسخةً من "الميزان" وذكرني في تواليفه"، وهكذا نقلهما ابن قاضي شهبة في "طبقاته" (3/ 188) وابن العماد في "الشذرات" (6/ 149) دون "كاتبني غير.." إلخ.
* ونقل ابن حجر في "الدرر الكامنة" (3/ 74) قوله -أي الذهبي- عن التبريزي: "واعتنى بهذا الشأن اعتناءً كبيرًا، وحصل غالب مسموعاته، وكان أحد الأئمة العلماء، الجامعين لأنواع العلوم، وكان يشتغل في علوم" قال: "وجمع في الحديث مجاميع".
وعبارة الذهبي -على ما في "تاريخ ابن قاضي شبهة" (1/ 467) -: "حَصَّلَ جملة من كتب الحديث، واشتغل في فنون، وناظر".
* وقد مدحه الإمام السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" (10/ 137)، قال: "المتضلِّع بغالب الفنون، من المعقولات والفقه والنحو والحساب والفرائض ببلاده". وقال (10/ 138): "كان ماهرًا في علوم شتّى".
* وقال عنه السيوطي في كتابه "بغية الوعاة" (2/ 171): "كان عديم النظر في عصره، أحد الأئمة الجامعين لأنواع العلوم، عالمًا كبيرًا مشهورًا في الفقه والمعقول والعربية والحساب وغير ذلك".
وقال: "وكان من خيار العلماء دينًا ومروءة، فانتفع به الناس".
* ونقل ابن حجر في "الدرر الكامنة" (3/ 73) عن شيخه أبي الفضل ابن العراقي قوله: "كان من خيار العلماء دينًا ومروءةً"، وقال ابن حجر بعد أسطر من ذكر كلام شيخه أبي الفضل: قرأتُ بخط السبكي، قال: "كانت له فضائل من فقهٍ وعربيةٍ ومعقولٍ وحسابٍ وغير ذلك"، ونقلها كذلك ابن قاضي شهبة في "تاريخه" (1/ 467).
* وقال عنه ابن الملقّن في "العقد المُذْهب في طبقات حَمَلةِ المذهب" (18/ رقم 415): "وكان فاضلًا في علومٍ كثيرة.. وكان خَيِّرًا مُلازمًا للعبادة والبر".
* وقال الإِسْنَوي: "واظبَ العلمَ فُرَادى وجَماعة، وجانَبَ الملَلَ فلم يسترحْ قبلَ قيامِ قيامَتِه ساعة، كانَ عالِمًا في عُلُوم كثيرة، من أعْرَفِ الناس بـ"الحاوي الصغير"، مُلازمًا على الاشْتِغال والإشْغال، صَبُورًا على ذلك لا يَتْركه إلّا في أَوْقات الضرورة، ملازِمًا للتِّلاوة، وأداءِ الفَرائض في الجَماعة، مُكْثرًا من الحَجّ، كثيرَ البرِّ والصَّدَقة، تخرَّج به جماعة كثيرون، وصَنَّف في الحديثِ والحساب وغير ذلك، إلا أنَّهُ كان مُتخيّلًا من النّاس، ويُؤَدِّيه تخيّلُه إلى الوَقيعة فيهم بلا مُسْتَنَدٍ بالكُلِّيّة، وحَصَل له في آخِرِ عُمُره صَمَم".
وقال أبو الفَضْل العراقي: "أحدُ العُلماء الجامِعين بينَ عُلُوم شَتَّى، كانَ إمامًا في الفِقْه، والأُصول، والكَلامِ، والنَّحو، والطِّب، والهَنْدَسة"، كذا في "تاريخ ابن قاضي شهبة" (1/ 468).
* وقال ابن تغري بردي في "النجوم الزاهرة" (10/ 145) عنه: "الشيخ الإمام العلّامة"، ومدحه بقوله: "كان فقيهًا عالمًا بارعًا، أفتى، ودرّس سنين".
* مؤلّفاته:
تبيّن لنا ممّا مضى أنّ صاحبنا أبا الحسن التبريزي متفنِّنٌ في العلم، ودرَّس وأفاد الطلبة ممّن عاصروه في علوم شتّى، وهكذا استفاد العلماء ممّن لم يدركوه من كتبه، وكانت مؤلفاته متنوّعة بتنوّع العلوم التي خاض عبابها، وأتقنها، وأشار إلى هذا غير واحد من مترجميه، وهذه شذرات من كلامهم:
* قال السيوطي في "حسن المحاضرة" (1/ 472): "له تصانيف"، وعبارته في "بغية الوعاة" (2/ 171): "صنَّف في أنواع من العلم".
* وقال ابن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب" (6/ 149): "وصنَّف في التفسير والحديث والأصول والحساب".
قال أبو عبيدة: لم أظفر فيما وقفت عليه من كتب التراجم، والنظر في الأثبات والمشيخات، وفهارس دور الكتب الخطية بشيء من كتب التفسير لأبي الحسن التبريزي، وظفرتُ بذكر عناوين لمؤلفاته في سائر الفنون التي ذكرها ابن العماد، وهي: الحديث، والأصول (29)، والحساب، وكذلك في علم الفقه والنحو والبلاغة.
وهذا ثبت فيما وقفتُ عليه مقسَّمًا على الفنون والعلوم.
* كتبه الحديثيّة:
لأبي الحسن التبريزي جهود في علم الحديث تدريسًا وتأليفًا، وهذه هي أسماء مؤلفاته التي وقفت عليها في هذا الميدان:
* الأحكام في علم الحديث، سماه "القسطاس المستقيم في الحديث الصحيح القويم".
ذكره ابن الملقّن في "العقد المذهب" (415) وابن قاضي شهبة في "طبقات الشافعية" (3/ 189)، وقالا: "تعب عليه كثيرًا".
وذكره أيضًا إسماعيل باشا البغدادي في "هدية العارفين" (1/ 719)، وعبارته: "صنف الأحكام في علم الحديث، سماه: "القسطاس".
* أفرد الأحاديث الضعيفة في جزئين، هكذا في "هدية العارفين" (1/ 719).
وزاد بعض مترجميه، ففصَّل هذا الإجمال، فأفاد ابن قاضي شهبة في "تاريخه" (1/ 468) وفي "طبقاته" (3/ 189) وابن حجر في "الدرر الكامنة" (3/ 73) أن له كتابًا جرد فيه الأحاديث التي في "الميزان" للذهبي، ورتّبها على الأبواب، وأفادا أنّه درَّس كتابه هذا. ولكن ما اسم هذا الكتاب؟ والجواب: لعلّه المذكور في كتابنا هذا في فقرة رقم (67): "المعيار في علل الأخبار"، فإنه لما ذكر (الوضع في الحديث)، قسَّم الوضّاعين إلى خمسة أقسام، وجعل (الخامس) في (المعمَّرين)، وسرد أسماءهم، وذكر أن السِّلفي نظمهم في بيتين، وألحق بهم الوادي آشي بيتًا آخر، وألحق هو بهم بيتًا آخر كذلك، ثم قال: "وقد تكلّمتُ في شرح الأبيات في كتابي "المعيار في علل الأخبار"، مع بسط هذا النوع، فليطلب منه".
ثم نُمي إليَّ طبع هذا الكتاب في دمشق (30)، وتأكدتُ من ذلك، وتبيَّن لي -ولله الحمد- صحةُ ما ظننتُه، وهذا تعريف موجز (31) به:
فاسم الكتاب المطبوع كاملًا: "المعيار في الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي استشهد بها الفقهاء" (32) واسم المؤلف على الغلاف:
"تاج الدين علي بن عبد الله بن الحسن الأرزديليّ (!!) التِّبريزي (!!) الشافعيّ" قام بتحقيقه الأستاذ خلدون الباشا، وهو من باكورة منشورات دار الإصلاح، ويقع في ثلاثة مجلّدات.
اعتمد المحقّق على نسخة خطيّة وحيدة، عليها خطّ الحافظ ابن حجر العسقلاني، ولم يذكر مكان وجود النسخة، ثم تبيَّن لي أنّها من محفوظات مكتبة مراد ملّا (499)، (608) ومنها نسخة في معهد المخطوطات العربية، بالقاهرة.
عرَّف المصنف بمادة كتابه وطريقة تأليفه ومصادره وموارده بقوله في (ديباجته) (ص 2 - 4): "جمعت في هذا الكتاب متون بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة لما يُتداولُ بين الناسِ في استدلال لأصولها على الأحكام، واستشهادهم بها في الأصول، وبنوا عليها الفروع متساهلين متساهيين في التفريع عليها غير ما (33) يبنى، لا سيما من اتّسم بالزهد والصلاح من الجهلة والمعرفة، وإلا مثل السفلة فإنّه لا يعلم ولا يفقه، ولا يُحسن قطعًا ولا يُنقه، ويروي كلّ أثر موضوع وخبر ساقط موضوع، يتقلّد كلّ ما يسمع ويحكيه، ويرتكب كلّ أفك وزور ويرويه، ومع ذلك يرى نفسه عالمًا، ويعيب من كان من العيب سالمًا، والذبّ عن حَوزةِ الإسلامِ واجبٌ على الخواصّ والعوامّ، فَنَدَبَنِي مع ما ذكرت من الاقتداء بالسلف، والاندراج في زمرة الخلف تعليمي، والاستبصار فيها لنفسي وتعليمي، والاستحضار لميعادي ودرسي إذ هي المعتمد الأسنى، وما عداها ذريعة إليه، وهي الطُلبة العليا، وما سواها وسيلة لديه، راجيًا أن يكون مستعانه خالصًا لوجهه تعالى غير مشوب بشيء من الأغراض الدنيوية والأسباب، ولا متضمّن لما يوجب حرمان الثواب، وسميته "المعيار" إذ يُعرف به مبهرج الحديث وزيوفه وسقيم المتن ومأروفه (34)، وبنيته على مقدمة وجزأين وخاتمة.
أمَّا المقدّمة: فلبيان أقسام الحديث وتحقيقه.
وأمَّا الجزء الأول: ففيما روي في الأحكام على ترتيب أبواب الفقه (35).
وأمَّا الجزء الثاني: ففيما روي في التوحيد والفضائل والترغيب والترهيب وغير ذلك.
وأمَّا الخاتمة: فيما روي من منسوب الأحاديث قلما يندرج تحت باب من المذكورة". ثم ذكر المصادر التي اعتمد عليها، فقال:
"وجرّدتُ أكثرَ متون الأحاديث عن أسانيدها اختصارًا، وألفيت عنها بأن أسند بيانها إلى إمام من الأئمّة ممّا نصَّ واحدٌ منهم كالبخاري، ومسلم، وابن معين، وأبي داود، النسائي، والترمذي، والدارقطني، وابن حبّان البستي، وأبي حاتم، وأبي زُرعة الرازيَينِ، وابن أبي حاتم، وأبي أحمد بن عَدي، والإمام أحمد، ويحيى بن سعيد، وابن المديني، والفلاس، والأزدي، والجَوزَجَاني، وابن جنيد، ومحمد بن سعد، وابن المبارك، والحافظ البيهقي، والإمام مالك، والشافعي الإمام، والحافظ أبي بكر بن الحسن الخطيب، وأبي الفرج الأصفهاني، والحافظين الإمامين شهاب الدين [محمد بن] (36) أحمد بن عثمان الذهبي، وشيخه الإمام جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزّيّ الدمشقيّ أبقاهما الله عُمَّار (37)، وغير هؤلاء؛ على أنّه ضعيف أو موضوع، أذكره لذلك إلا قليلًا ممّا نصَّ عليها الحافظ أبو الفرج على أنّه موضوع استدلالًا عليه بضعف بعض من في إسناده ولم ينصّ عليه غيره، فأقول في ذلك: هذا ضعيف، وربّما أذكر لبعض الأحاديث إسناده لأمر أضطر إليه؛ إمّا لأجل ضعفه لاضطرابِ السند أو لعلّةٍ فيه أو غير ذلك، واستعنت فيما توكلت إليه بتوفيق الله وتسديده إنّه حقيق بتحقيق رجاء الراجين" انتهى كلامه.
والذي أحال عليه أبو الحسن التِّبريزي في كتابه "الكافي" في النصّ الذي ذكرناه عنه هو في كتاب "المعيار" إذ جعل صاحبه في مطلع "المعيار" - كما سبق آنفًا - (مقدّمة) لبيان أقسام الحديث وتحقيقه، وهي فيه (1/ 5 - 46)، وجعلها في ثلاثة أنواع:
النوع الأول: في بيان الصحيح.
النوع الثاني: الحسن.
النوع الثالث: غير الصحيح وغير الحسن.
وهي مأخوذة بالحرف من كتابنا "الكافي"، وسبق أن بيَّنَّا ذلك عند دراستنا للكتاب، والذي يهمُّني هنا التأكيد أن المحال عليه في كتابنا "الكافي" في فقرة (67) بعنوان "المعيار في علل الأخبار" هو عين المطبوع بعنوان "المعيار في الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي استشهد بها الفقهاء"، إذ جاء فيه (1/ 32 - 36) ذكر (الصنف الخامس) من (الوضاعين) وهم (المعمَّرون) وبسط فيه أسماء المذكورين في الأبيات على النحو الذي وعد به (38).
ومن الجدير بالذكر أنّ المثبت على مطبوع الكتاب بعد "المعيار في" هو: "الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي استشهد بها الفقهاء" من كيس محقّق الكتاب، إذ لا وجود لها على طرة النسخة الخطيّة، وهي مثبتة في المطبوع (ص ذ).
* ومن الكتب المهمّة كتابنا "الكافي" هذا، وسبق تعريفٌ مفصَّلٌ به.
* كتبه في الفقه وأصوله:
كان أبو الحسن التِّبريزي مولعًا بكتاب "الحاوي الصغير" للقزويني، وهو في فروع الشافعية، وأقرأه كلَّه في نصف شهر، كما في "منتخب المختار" (147 - 148) و"الدرر الكامنة" (3/ 73 - 74)، و"شذرات الذهب" (6/ 149).
بل قال ابن أيبك الصفدي في "عيان العصر" (3/ 410) - كما تقدّم - : "وسمعتُ غير واحد من المصريّين أنَّهُ - يريد أبا الحسن التبريزيّ - أقرأ "الحاوي" من أوّله إلى آخره في شهر واحد تسع مرّات".
وعند ابن قاضي شهبة في "طبقاته" (3/ 189) وابن حجر في "الدرر" (3/ 73): "سبع مرات"، وزادا: "وكان يرويه عن علي بن عثمان عن مصنّفه".
وترتّب على عناية أبي الحسن بهذا الكتاب أنْ كانت له حواشٍ جيّدة عليه، ذكر ذلك غيرُ واحد من مترجميه:
* حواش على الحاوي الصغير للقزويني و"شرحه":
قال ابن قاضي شهبة في "طبقات الشافعية" (3/ 189) وفي "تاريخه" (1/ 468): "وكتب بخطّه حواشي مفيدة على "الحاوي الصغير""، وعبارة السيوطي في "بغية الوعاة" (2/ 171): "وله "حواشٍ على الحاوي"، وعبارة إسماعيل باشا البغدادي في "هدية العارفين" (1/ 719): "حاشية على "شرح الحاوي الصغير" للقزويني في الفروع"، فجعل الحاشية على "الشرح" وليس على أصل "الحاوي"! وهو كذلك في "معجم المؤلفين" لكحالة (7/ 134) وهذا الذي قرره حاجي خليفة في "كشف الظنون" (1/ 626)، إذ ذكر "الحاوي الصغير في الفروع" للشيخ نجم الدين عبد الغفار بن عبد الكريم القزويني الشافعي (ت 665 هـ)، وقال عنه: "وهو من الكتب المعتبرة بين الشافعية"، ثم ذكر شروحه، ومن بينها: شرح قطب الدين محمد بن محمود التحتاني الرازي المتوفى (766 هـ)، قال: "ولم يكمله" قال: "وعليه حاشية لتاج الدين علي بن عبد الله التبريزي، المتوفى 746 هـ".
ولا يبعد أن يكون لأبي الحسن حاشيتان، حاشية على هذا الشرح، وأخرى على الكتاب نفسه، والله أعلم.
ومن الكتب التي ذُكرت لمصنّفنا وعُدَّت في أصول الفقه: "شرح بديع النظام" (39) في أصول الفقه. ومنه نسخة كتبت سنة 748 هـ، محفوظة في خزانة فيض الله أفندي، بإستانبول، برقم (600) تقع في (279) ورقة، كذا وجدته في "الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط" الفقه وأصوله (5/ 82)، رقم (189)، وأحالوا فيه على مجلة "المورد"، ثم راجعت المجلة المذكورة: المجلد السابع، العدد الثاني، 1398 هـ-1978 م، (عدد خاص التراث والمعاصرة) ففيه مقالة (المخطوطات العربية في المكتبة الوطنية بإستانبول، خزانة فيضي الله أفندي) بقلم حميد مجيد هدّو، وفي هذه المقالة ما نصُّه: "شرح البديع، لعلي بن عبد الله الأردبيلي التبريزي (ت 746)، 279 - 29، 215 × 145، خ (748) ".
قال أبو عبيدة: يظهر من هذا أنّه لا صلة لهذا الكتاب بـ"بديع النظام" لابن الساعاتي، وأخشى أن يكون سلك هذا الكتاب في "الفهرس الشامل" (الفقه وأصوله) خطأ.
* كتب في النحو واللغة:
ذكرت مصادر ترجمة المصنّف أكثر من كتاب للمصنف في اللغة العربية والنحو، وهذا الذي وقفت عليه منها:
* " شرح المصباح":
ذكره له: ابن الملقّن في "العقد المذهب" (415)، وعنه ابن قاضي شهبة في "طبقات الشافعية" (3/ 189).
* " تنقيح المفتاح للسكاكي في المعاني والبيان":
ذكره إسماعيل البغدادي في "هدية العارفين" (1/ 719).
* " مبسوط الأحكام في تصحيح ما يتعلَّق بالكِلم والكلام":
ذكره هكذا: إسماعيل باشا البغدادي في "هدية العارفين" (1/ 719) و"إيضاح المكنون" (2/ 424) وكحالة في "معجم المؤلفين" (7/ 134) وهو من الشروحات المطولة لـ"الكافية" في النحو، لابن الحاجب.
قال صاحب "كشف الظنون" (2/ 1375) تحت "الكافية" معرَّفًا بهذا الكتاب: "ومن شروحها: شرح الإمام تاج الدين أبي محمد (40) علي بن عبد الله بن الحسن الأردبيلي ثم التبريزي، نزيل القاهرة، المتوفى في رمضان سنة ست وأربعين وسبع مئة، وهو شرح كبير، كـ"شرح الرَّضي"، أوله: الحمد لله حمدًا، يوافي نعمه، ويكافئ مزيده .... وفرغ من تسويده لثلاث بقين من المحرَّم سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة، سماه "مبسوط الكلام (41) في تصحيح ما يتعلق بالكلم والكلام"".
* كتب في الحساب:
ومن الكتب التي ذكرها كحالة في "معجم المؤلفين" (7/ 134) للمترجم:
* التذكرة في الحساب.
* وفاته:
توفّي بالقاهرة في شهر رمضان، سنة ست وأربعين وسبع مئة (42)، وأرّخ ابن حجر في "الدرر" (3/ 146) والسيوطي في "حسن المحاضرة" (1/ 486) و"بغية الوعاة" (2/ 171) وفاته في سابع عشر من رمضان، بينما ذكر ابن رافع في "الوفيات" (2/ 16) أنّ ذلك كان في ليلة السادس من رمضان من السنة المذكورة، وقال: "ودفن من الغد بظاهر باب البَرْقِيَّة، بتربة أعدَّها لنفسه"، وزاد ابن قاضي شهبة في "تاريخه" (1/ 469) و"طبقاته" (3/ 189): "قريبًا من الخَانْقاه الدَّوادَاريّة".
قلت: باب البرقيّة: أحد أبواب القاهرة الثلاثة، من جهتها الشرقيّة باب البرقيّة، والباب الجديد، والباب المحروق (43).
وقال تلميذه ابن الملقّن في "العقد المذهب" (415):
"ثم أصابه فالج، فمات به في رمضان سنة ست وأربعين وسبع مئة، ودفن بتربته بالروضة، خارج باب البرقيّة، سقى الله ثراه".
وقد أصيب بالصمم في آخر عمره، ولكنّه بقي متماسكًا، قادرًا على التدريس، كما تقدّم عن ابن الملقّن، وذكر ذلك السيوطي في "بغية الوعاة" (2/ 171) وغيره.
وقال الصفدي في آخر ترجمته من "الأعيان": "وقلت أنا فيه لمّا مات:
يقول تاجُ الدِّين لمَّا قَضَى … من ذا رأى مِثْلي بَتَبْرِيزِ
وأهل مِصْرٍ بَاتَ إجمَاعهم … يَقْضي على الكلِّ بتبْرِيزِي" (44)
* مصادر ترجمة المصنف:
* أعيان العصر وأعوان النصر" (3/ 407 - 410) للصفدي (عصريِّه).
* "طبقات الشافعية" (2/ 358 - 359) للأَسنوي.
* "طبقات الشافعية الكبرى" (10/ 375 - 138) رقم (1391) لابن السبكي.
* "طبقات الشافعية" (3/ 188 - 189) لابن قاضي شهبة.
* "العقد المُذهب في طبقات حملة المذهب" (415) رقم (1631) لابن الملقّن.
* "إرشاد الطالبين إلى شيوخ قاضي القضاة ابن ظهيرة جمال الدين" (1/ 312 و 3/ 1359 - ط الأوقاف القطرية).
* "الوافي بالوفيات" (21/ 144 - 145) للصفدي.
* "الوفيات" (2/ 16 - 17) رقم (443) لابن رافع السلامي.
* "منتخب المختار" (45) (146 - 149) لابن رافع السلامي.
* "السلوك" (2/ قسم 3/ 698) للمقريزي.
* "تاريخ ابن قاضي شهبة" (1/ 467 - 469).
* "تذكرة النبيه في أيّام المنصور وبنيه" (3/ 89) لابن حبيب (ت 779 هـ).
* "الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة" (3/ 72 - 73) لابن حجر.
* "حسن المحاضرة" (1/ 472) للسيوطي.
* "النجوم الزاهرة" (10/ 145) لابن تَغْري بَرْدي.
* "بغية الوعاة" (2/ 171) للسيوطي.
* "طبقات المفسّرين" (1/ 406 - 407) للداودي.
* "شذرات الذهب" (6/ 148 - 149) لابن العماد الحنبلي.
* "كشف الظنون" (1/ 626 و 2/ 1375) لحاجي خليفة.
* "إيضاح المكنون" (2/ 424) لإسماعيل باشا البغدادي.
* "هدية العارفين" (1/ 719) لإسماعيل باشا البغدادي.
* "الأعلام" (4/ 306) للزِّركلي.
* "معجم المؤلّفين" (7/ 134) لكحالة.
* "كشاف معجم المؤلّفين لكحالة" لفراج عطا سالم (ق 1/ ج 2/ 1313).
* "معجم الأطبّاء" (307) لأحمد بن عيسى.
* "فهرس دار الكتب المصريّة" (2/ 156).
* "فهرس مكتبة طوبقبو" (2/ 5، 228).
* "الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط"، مؤسّسة آل البيت، الفقه وأصوله (5/ 82).
* مجلّة "المورد" العراقيّة، المجلد السابع، العدد الثاني، سنة 1978 م، (ص 347).
* "الفهرس الشامل للتراث العربيّ الإسلاميّ المخطوط"، مؤسّسة آل البيت، الحديث النبويّ الشريف وعلومه ورجاله (2/ 1277).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) باستثناء ما في "كشف الظنون" (2/ 1375) فإنّه مكنّى بها أبا محمد!!.
(2) قال ابن حجر في "الدرر الكامنة" (3/ 72): "ولد في حدود السبعين، ثم حرّره في سنة سبع وسبعين". قلت: سبقه ابن قاضي شهبة في "تاريخه" (1/ 467)، فأرّخ ولادته سنة سبع وسبعين، وكذلك فعل ابن رافع في "الوفيات" (17/ 2).
(3) وكلامه بنوع اختصار في "تاريخ ابن قاضي شهبة" (1/ 467).
(4) عبارة ابن قاضي شهبة في "تاريخه" (1/ 467): "وسمع بعض...".
(5) محمود بن مسعود بن مُصْلح (ت 710 هـ) ترجمته في "أعيان العصر" (5/ 409)، "طبقات الشافعية الكبرى" (10/ 137)، "طبقات ابن قاضي شهبة" (3/ 91).
(6) هو الحسن بن محمد العلوي، توفي بالموصل سنة (715 هـ)، ترجمته في "الدرر الكامنة" (2/ 16)، "شذرات الذهب" (6/ 8)، "الكشف" (2/ 376) وفي "تاريخ ابن قاضي شهبة" (1/ 467): "الزكي"!
(7) في "تاريخ ابن قاضي شهبة" (1/ 467): "عُبيد" فقط.
(8) الأستراباذي، حسن بن محمد، ترجمته في أعيان العصر (2/ 196).
(9) عبد الكافي العبيدي (ت 707 هـ)، ترجمته في "ذيل العبر" (39).
(10) ترجمته في: "طبقات الشافعية الكبرى" (10/ 137).
(11) في "تاريخ ابن قاضي شهبة" (1/ 467) و"طبقاته" (3/ 188): "سراج الدين الأَرْدَبيلي".
(12) عبد القاهر بن عبد الله بن محمد (ت 563 هـ)، ترجمته في "السير" (20/ 375).
(13) لم يترجمه في "تاريخ الإسلام" ولا في "المعجم المختص" ولا في "معجم الشيوخ".
(14) هي بالحرف في "شذرات الذهب" (6/ 149) أيضًا.
(15) هو اختصار لـ"علوم الحديث" لابن الصلاح، فمادّته مادّة كتابنا "الكافي".
(16) انظر كلام ابن الملقن الآتي قريبًا.
(17) طبقات الشافعية الكبرى (10/ 138).
(18) أي: إلى مصر.
(19) سيأتي على وجهين آخرين: "العفيفي" و"العقيقي".
(20) المراد أنَّ الصَّمم اشتدَّ عليه، قال المقريزي (2/ 3/ 698) عنه: "وقد اشتدَّ صممه".
(21) هي الفرق المتشعّبة عن الطريق الأعظم.
(22) (ت 663 هـ) انظر "كشف الظنون" (2/ 1489).
(23) في مطبوع "طبقات ابن قاضي شهبة" (3/ 189) و "الدرر" (3/ 73): "سبع مرات" وزادا: "وكان يرويه عن علي بن عثمان عن مصنّفه"، وفيه أيضًا (3/ 73 - 74) وفي "شذرات الذهب" (6/ 149) نقلًا عن الذهبي: "وأقرأ "الحاوي" كلّه في نصف شهر، فراوه عن شرف الدين علي بن عثمان العفيفي عن مصنّفه".
قلت: ولا يبعد تكرّر الإقراء كما هو معلوم، ثم وجدت عبارة الذهبي في "تاريخ ابن قاضي شهبة" (1/ 467 - 468) وفيه: "العَقيقي" بدل "العفيفي" وسبق على وجه ثالث "العتقي"! فليحرّر بالنظر في "تاريخ ثغر عدن" (ص 185)، "تحفة الزمن" (1/ 466).
(24) اسمه إبراهيم بن لاجين بن عبد الله الرشيدي، ترجمته في "الدرر الكامنة" (1/ 29)، "شذرات الذهب" (6/ 158).
(25) سقطت من مطبوع "الدرر" -وهو كثير السقط والتحريف- وهي مثبتة في نقل ابن قاضي شهبة في "تاريخه" (1/ 168) و"طبقاته" (3/ 189)، واسمه محمد بن يوسف بن أحمد بن عبد الدائم القاضي محب الدين، ناظر الجيوش بالديار المصرية، كان إمامًا كبيرًا عالمًا باللغة وغيرها، ترجمته في "غاية النهاية" (2/ 284) وشهاب الدين هو أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم البعلبكي، ترجمته في "طبقات ابن قاضي شهبة" (3/ 229).
(26) زاد ابن قاضي شهبة: "والشيخ صدر الدين الحلبي، وآخرون".
(27) لها ذكر في "الدارس في تاريخ المدارس" (1/ 125) للنُّعيمي.
(28) (10/ 145 - 146) طبعة دار الكتب والوثائق بالقاهرة، والمحقق العلّامة أحمد زكي العدوي.
(29) على احتمال! وسيأتي بيان ذلك في محلّه.
(30) بلغني الخبر عند فراغي من تحقيق "الكافي" (كتابنا هذا)، وتجهيزه لإرساله إلى بيروت لتنضيد حروفه، فأمسكته، واتصلت بدمشق، وجاءني - ولله الحمد - "المعيار" في اليوم التالي فجزى الله ناشره خيرًا.
(31) لم يعرّف به محقّقه، ولم يطل النفس في ترجمة مؤلّفه، واقتصر على ذكر مصدرين من مصادر ترجمته، وكتب صفحة ونيّفًا في ذلك! على الرغم أنّه أوّل كتاب ينشر له!
(32) سيأتيك لاحقًا أنّ ما بعد "في" في العنوان المذكور من كيس المحقّق!
(33) كذا في صورة المخطوط المرفقة (ص ر). وفي المطبوع: "ممّا".
(34) كذا! ولعله "مألوفه".
(35) إلى هنا ينتهي المجلد الثالث من مطبوع الكتاب، فهو يشمل (الجزء الأول) من تقسيم المؤلف، ولا ندري شيئًا عن تتمّة الكتاب، ونسخه الخطيّة.
(36) سقط من المطبوع، وهو شمس الدين لا شهاب الدين!
(37) كذا في المطبوع! وفي هذه العبارة دلالة على معرفة أبي الحسن التبريزي لأعلام فنّ الحديث في زمنه، وإفادته من أمثال الذهبي والمزي، وسبق نقلنا لمدح الذهبي له.
(38) سبق ذكرها عند تعريفي بـ"الكافي"، والله الهادي.
(39) بديع النظام الجامع بين كتابي البزدوي والأحكام، لأحمد بن علي الشهير بـ(ابن الساعاتي).
(40) كذا قال! والمشهور أنّه (أبو الحسن)، كما تقدّم في كنيته.
(41) عند غيره: (الأحكام) كما قدّمناه.
(42) "تاريخ ابن قاضي شهبة" (1/ 469) و"طبقات الشافعية" (3/ 189).
(43) "المواعظ والاعتبار" (1/ 380).
(44) ونقلهما عنه: السيوطي في "بغية الوعاة" (2/ 472).
(45) أو "تاريخ علماء دمشق"، انتخاب تقي الدين الفاسي المكي (ت 832 هـ)، نشر في بغداد، سنة 1357 هـ- 1938 م.