1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الآباء والأمهات :

عادات الأبوين وأثرها على الأبناء / بعض العادات السيئة

المؤلف:  السيد علي عاشور العاملي

المصدر:  تربية الجنين في رحم أمه

الجزء والصفحة:  ص163ــ170

2024-12-03

188

إن كل عادة تتعود عليها الأم أو الأب فإنها ستوجد في الأبناء، سواء كان ذلك في مرحلة الحمل أم بعده وسوف نتعرض الى بعض هذه العادات ضمن عناوين:

بين العادات الإسلامية وغير الإسلامية

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24].

بعث سبحانه وتعالى الأنبياء والرسل (عليهم السلام) من أجل إحياء النفوس والأمم، فما أتى به الأنبياء (عليهم السلام) كان مرتبطاً بعامة الناس، فجاء ما ينظم علاقة الإنسان بمجتمعه ويبين له حسن الارتباط مع أخيه وزوجته، ويفرض أهمية بر والديه وغير ذلك من القوانين الشرعية والاجتماعية.

فكانت الأحكام الشرعية والآداب الإسلامية والفضائل الحسنة من أجل إحياء ضمير الإنسان وكيانه من أجل حياة أفضل في الدارين، دار الدنيا وهي دار العمل، ودار الآخرة وهي دار الجزاء والثواب.

ولم يترك الإسلام أي حكم أو أدب يتعلّق بالإنسان وحياته وشؤونه إلا وأتى به بأفضل أسلوب وأدق طرح وأعظم فائدة لهذا الإنسان سواء على نفسه أم عياله أم

مجتمعه.

أتى القرآن الكريم والنبي (صلى الله عليه وآله) وترك لنا أهل البيت (عليهم السلام) ثقافة غنية وعادات تحيي نفوسنا وتجعل لنا نوراً نمشي به بين الناس ما على الموالي إلا اتباعها والمداومة عليها.

لكن أعداء الإنسانية وطواغيت كلّ عصر زرعوا ثقافات معادية وعادات سيئة وأتوا بها إلى البلاد الإسلامية لتكون عوضاً عن ثقافة وعادات القرآن الكريم والنبي وأهل

بيته (عليهم السلام).

وتماشى كثير من الناس مع ذلك بل أصبحوا أداة لتنفيذ هذه المعصية العظيمة:

فبتنا عندما نرى شيئاً جميلاً أو خارقاً نقول: (آتونا بالخشب لندق عليه) وتخلّينا عن ثقافة الإسلام القائلة أن نصلي على محمدٍ وآل محمد، أو أن نقول: ما شاء الله، سبحانه الله، الله أكبر.

فرض الإسلام ثقافة بين الناس وهي التعاطف والتراحم والتعامل بالحسنى والتزاور وإلقاء السلام فيما بيننا، لكن بدأ الناس بالتخلّي عن ذلك والتمسك بالعادات الغربية المنحرفة القاضية بافتعال المشاكل والفتن بين الناس وظلمهم واستعمال الكلام البذيء والقطيعة بين الناس والأرحام وترك السلام أو عدم المبالاة به، أو السلام بغير تحية الإسلام (السلام عليكم و....).

أصبحنا نرى ونسمع عن خلاف بين الأب وابنه والأخ وأخته والعم وابن أخيه، بل

قد يستمر هذا الخلاف لسنواتٍ ويموت بعضهم وهو لا يكلّم الآخر ولا يراه.

كل ذلك أثّر على نفوسنا ومجتمعنا وأخلاقنا، فتراجعنا من كل النواحي وأثمنا بكلّ الأفعال وحرمنا من كثير النعم التي وعد الله تعالى المطيعين بها والمتأدبين بالآداب الحسنة والأخلاق الفاضلة.

نحن أيُّها الإنسانيون مدعوون لإحياء إنسانية الإنسان بإحيائنا للآداب المحمدية والفضائل الإسلامية والتي بها نحيي أنفسنا وأهلينا.

نحن مدعوون للتخلّي عن العادات السيئة والقبيحة لدى الغرب وعن ثقافته ولباسه وشكله، لأن التمثل بهم وبلباسهم وأشكالهم من الأمور التي يمقتها الله تعالى.

بل التعامل معهم وشراء بضائعهم الداعمة للاستعمار والاستكبار مشكل شرعاً لما فيه من تضعيف للإسلام والمسلمين وثقافتهم ومنتوجاتهم.

أيُّها المسلمون الإسلام يعلى ولا يُعلى عليه والمسلم عزيز مكرم عند الله تعالى، فلماذا ننبهر بالكفّار المستكبرين وعاداتهم وثقافتهم بل ومنتوجاتهم وقد أذلهم الله تعالى لما في قلوبهم من الحقد والبغض للإنسانية، وما في أيديهم من ضرر لشعوب العالم.

قال إمامنا الصادق (عليه السلام): ((أوحى الله إلى نبي من الأنبياء: قُل للمؤمنين لا تلبسوا لباس أعدائي ولا تطعموا مطاعم أعدائي، ولا تسلكوا مسالك أعدائي، فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي))(1).

بعض العادات السيئة

هناك عادات سيئة ينبغي على الزوجين اجتنابها مخافة وجودها عند الأطفال، سواء وراثة أم اكتساباً، منها:

1- إيذاء الناس واحتقارهم:

قال الله تعالى في حديث قدسي: (من أهان لي وليّاً فقد بارزني بالمحاربة، وأنا أسرع

شيء إلى نصرة أوليائي)(2).

وقال عز من قائل: (ليأذن بحربٍ منّي من أذلّ عبدي المؤمن، وليأمن غضبي مـن أكرم عبدي المؤمن)(3).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((من استخف بفقير مسلم فقد استخف بحق الله، والله يستخف به يوم القيامة إلا أن يتوب))(4).

وقال (صلى الله عليه وآله): ((ولا تحقروا ضعفاء إخوانكم، فإنّه من احتقر مؤمناً لم يجمع الله بينهما في الجنة))(5).

وفي لفظ: من استذلّ مؤمناً أو حقّره لفقره وقلة ذات يده شهره الله يوم القيامة [على جسر جهنّم] [على رؤوس الخلائق](6).

وزاد في البحار: ثم يفضحه(7).

وقال الصادق (عليه السلام): ((ما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته إلّا خذله الله في الدنيا والآخرة))(8).

وقال (عليه السلام) لمن لم يحمل على فرسه فقيراً: ((لقد استخففت بـه ومـن استخف

بمؤمن فبنا استخف وضيّع حرمة الله عزّ وجلّ))(9).

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ((لا يحل لمؤمن أن يروّع مؤمناً))(10).

وقال الصادق (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله): ((من نظر إلى مؤمن نظرة ليخيفه بها أخافه الله عزّ وجلّ يوم لا ظل إلا ظله))(11).

هذا وقال عزّ وجلّ في محكم كتابه: {فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ} [المؤمنون: 110].

يتّصف بعض الناس بصفة الأذيّة تجاه الآخرين، أرحامه أم غيرهم، ويحاول بذلك إظهار ما اكتنز ودفن في قلبه من بغضاء وحقد على عامة الناس نتيجة عقدة نفسية

معينة أو ظروف قاهرة مرّت عليه أو مشكلة ماليّة لا يقدر على التخلّص منها.

ولا أعتقد أنّ من يؤذي الآخرين ويحتقرهم ويهينهم خالٍ عن عقدة نفسية أو مشكلة اجتماعية أو عائلية، ذلك أنّ الإنسان المؤمن والسليم يحب الخير لغيره كما يحبه لنفسه، لذا حثّ سبحانه وتعالى على إكرام المؤمن وعدم أذيته واعتبر أنّ المذلّ والمستخف بالمؤمن أو المحتقر له بمثابة المحارب له تعالى تأكيداً على حرمة الإنسان المؤمن.

وينبغي لهذا الإنسان أن يتأمل في عقوبة المؤذي والمهين للمؤمن ويدرك شناعة وخطورة هذا العمل، وليلاحظ الأحاديث المتقدّمة لعلّه يرتدع عن هذا المحرّم ويعيش كبقية الناس يحبّ الناس ويحبّونه، يأتلفهم ويأتلّفونه.

وليتوسل بآل طه الأطياب (عليهم السلام) ويدعو الله عزّ وجلّ للإقلاع عن هذا الفعل والدخول في مرضاة الله تعالى وإكرام المؤمنين وخدمتهم وإدخال السرور عليهم.

وليست الأذية فقط بالضرب، بل تشمل أذيّة الكلام والنظرات والمضايقات حتى لو كانت بالإيماء أو الإشارة، وعموماً كل ما أدى إلى انزعاج الناس وعدم ارتياحهم وتحسّسهم منه كان أذيّة واحتقاراً حرّمه الله تعالى وعاقب على إتيانه.

وعلى الأم تربية أولادها على ترك أذية الآخرين الصغار ليتعودوا على ذلك كباراً. جعلنا الله من الذين يُكرمون الناس ويخدموهم ويرفعون عنهم الأذى والاحتقار، بحرمة ضلع الزهراء المكسور وصدر الحسين المرضوض صلوات الله عليهما ما طلع نجم وأفل آخر.

2- هجران الناس وعداوتهم لبعضهم البعض:

قال الإمام الصادق (عليهم السلام): ((لا يفترق رجلان على الهجران إلا استوجب أحدهما البراءة واللعنة، وربما استحق ذلك كلاهما)).

فقال له معتب: جلعني الله فداك هذا الظالم فما بال المظلوم؟

قال (عليه السلام): ((لأنه لا يدعو أخاه إلى صلته ولا يتغامس(12) له عن كلامه، سمعت أبي (عليه السلام) يقول: إذا تنازع اثنان فعازّ(13) أحدهما الآخـر فـلـيـرجـع المظلوم إلى صاحبه حتى يقول لصاحبه: أي أخي أنا الظالم حتى يقطع الهجران بينه وبين صاحبه، فإنّ الله تبارك وتعالى حكمٌ عدلٌ يأخذ للمظلوم من الظالم))(14).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((أيّما مسلمين تهاجرا فمكثا ثلاثاً لا يصطلحان إلا كانا خارجين عن الإسلام ولم يكن بينهما ولاية، فأيهما سبق إلى أخيه كان السابق إلى الجنة يوم الحساب))(15).

وقال الإمام الباقر (عليه السلام): ((إن الشيطان يغري بين المؤمنين ما لم يرجع أحدهم عن دينه، فإذا فعلوا ذلك استلقى على قفاه وتمدّد ثم قال: فزت، فرحم الله امرءاً ألف بين وليين لنا، يا معشر المؤمنين تألفوا وتعاطفوا))(16).

نتيجة بعض المشاكل العائلية أو الاجتماعية، وأحياناً نتيجة سوء تفاهم وتحسّس، يقع الخلاف والهجران بين الناس، ليتطوّر ويزداد مع مرور الزمن ومع البعد الذي يعتبر جفاء بين بني البشر، وقد يقوّي الشيطان هذه النزعة عند الإنسان ليقوّي الحقد والبغضاء بين المتنازعين، وقد يكون شياطين الإنس لهم دور في ذلك من باب الفتن التي هي أشدّ من القتل.

فينبغي للإنسان المؤمن أن يتقي الله تعالى ويصلح ما بينه وبين الناس من الهجران والعداوة، وإذا تأمّل المكلّف ما تقدم من أحاديث يدرك عظمة الإثم المترتب على الهجران والمعاداة، وعلى كلا الطرفين - الظالم والمظلوم - بل جعل سبحانه وتعالى الهجران إذا استمر أكثر من ثلاثة أيام مخرجاً للإنسان عن ولاية الله تعالى، ومحلاً لسخطه سبحانه، وفي المقابل موجباً ـ العداء ـ لفرح الشيطان وفوزه ودخوله بــين المؤمنين ليغري ويزيد من هذا الهجران ليستمر الإنسان في معصية الله تعالى أكثر

ويُحرم من فيضه الأقدس ورحمته الواسعة.

وواجب بقية الناس السعي لحل الخلافات بين المؤمنين وفيه أجر عظيم من الله

ورضوان أكبر.

3- السباب والكلام البذي:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((لا تسبّوا الناس فتكسبوا العداوة بينهم))(17).

وعن الإمام الباقر (عليه السلام): ((إن اللعنة إذا خرجت من في صاحبها ترددت، فإن وجدت مُساغاً(18) وإلا رجعت على صاحبها(19).

وقال (عليه السلام): ((ما من إنسان يطعن في عين مؤمن إلا مات بشرّ ميتة وكان قَمَناً(20) أن لا يرجع إلى خير))(21).

وقال الإمام الصادق (عليه السلام): ((إذا قال الرجل لأخيه المؤمن: أفّ خرج من ولايته، وإذا قال: أنت عدوّي كفر أحدهما، ولا يقبل الله من مؤمن عملاً وهو مضمر على أخيه المؤمن سوءاً))(22).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((إن الله حرم الجنّة على كلّ فحّاشٍ بذيء، قليل الحياء، لا يبالي ما قال ولا ما قيل له فإنّك إن فتشته لم تجده إلا لغيّة(23) أو شرك شيطان(24)، فقيل: يا رسول الله وفي الناس شرك شيطان؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما تقرأ قول الله عزّ وجلّ: {وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} [الإسراء: 64](25).

وقال الإمام الصادق (عليه السلام): ((البذاء من الجفاء والجفاء في النار)).

وفي حديث: ((الفحش والبذاء والسلاطة(26) من النفاق))(27).

وقال (عليه السلام): ((مَن فحش على أخيه المسلم نزع الله منه بركة رزقه ووكله نفسه وأفسد عليه معيشته))(28).

نتيجة البعد عن الأخلاق وتهذيبها ابتلي جملة من عامة الناس بالكلام البذيء والسباب، فأخذوه عادة يصعب التخلّص منها.

ثم أخذوا يعلّمونه أولادهم - عن عمد أم سهو أم مزح - فأصبحنا نسمع السباب من أفواههم بكثرة ولا معترض فأثر ذلك عليهم وعلى مجتمعهم، فالتهوا جميعاً بهذه المساوئ وابتعدوا عن الأدب والفضائل المتعلقة باللسان كالسلام وتسبيح الله تعالى وذكره على كل حال، والدعاء وقراءة القرآن، فحرموا أنفسهم من آثار وبركة ذكر الله أو التسمية.

وأخذت آثار السباب والبذاء بالانتشار، فسلبت البركة من أموال الناس وثمارهم، وخرجوا من ولاية بعضهم البعض، وتنازعوا ففشلوا وذهب ريحهم وقوتهم بذهاب الحياء والفضيلة منهم.

وفشت العداوة بينهم نتيجة البذاء والسباب واللعن، وصاروا أحزاباً متقاتلين لا يعرفون الحق من الباطل، ولا يميزون بين العيب والجميل.

أيُّها الموالي لشجرة الطهر والعفّة والمحب لغصن الولاية، ابتعد عن الفحش وتحلّى بذكر الله وحمده، عد - أيها المؤمن - إلى ذاتك وفطرتك وأكثر من التسمية (بسم الله الرحمن الرحيم) على كلّ شيءٍ وعند كلّ شيءٍ ومع كل شيء، والتزم بتسبيح الزهراء (عليها السلام) بعد الصلاة وقبل النوم، وتذكّر دستور الإسلام واقرأ بعض آياته ولو صفحة واحدة كل يوم.

عدّ بنا أيُّها الزوج الموالي إلى أخلاق النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) وابتعد عن اللعن ومساوئه والسباب ومنفّراته، تفوز بخير الدنيا والآخرة، وراجع ما ذكرناه من روايات لتتقوى بها على نفسك فتتوب من المعاصي المتعلقة باللسان.

وأنتِ أيتها الزوجة المؤمنة والمقتدية بفاطمة الطهر والعفة (عليها السلام)، انتبهي لأولادك والسباب المحرم والكلام البذيء، وعلميهم عوض ذلك ذكر الله تعالى والصلاة على النبي محمد وآله الطاهرين (عليهم السلام).

4- سوء الظن بالآخرين والحقد عليهم:

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات: 12].

{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا} [الحشر: 10].

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ((ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه، ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لهـا فـي الخـيـر محملاً(29).

وقال الإمام الصادق (عليه السلام): ((إذا اتهم المؤمن انماث الإيمان من قلبه كما ينماث الملح في الماء))(30).

وورد عن عيسى (عليه السلام): ((صدّق أخاك وكذب بصرك))(31).

من الصفات الخبيثة والمنتشرة بين بعض الناس اتهام الآخرين بأفعالهم وسوء الظن بهم، بحيث إنّ فاعل الخير أصبح يساوى بفاعل الشرّ في بعض الأحيان، مع أنّ القرآن نهانا عن الظن بالسوء بالآخرين، وأمرنا أن نتيقّن قبل الاتهام ونحمل أفعال وأقوال الناس على الصحة والخير.

وكذلك أهل البيت (عليهم السلام) حثّوا شيعتهم على عدم اتهام المؤمنين وإلّا ذاب الإيمان من القلب وضعف حتى يتوب الإنسان عن فعلته هذه.

وسوء الظنّ يؤثر على المجتمع والعائلة إذا انتشر، فيصبح الإنسان لا يطمئن لكلام الناس وأفعالهم ونواياهم، فيقلّ عمل الخير وينتشر الفساد من جرّاء تبادل التهم بين الناس. فلا بد للمؤمنين من الحذر من سوء الظنّ، ولنحاول جميعاً تعويد أنفسنا على حسن الظنّ بالآخرين وحمل كلّ أفعالهم وأقوالهم على أحسنها، بل لو كان فيها نوع شك وشبهة أن نؤوله لنجد له محملاً حسناً، فتصديق المؤمن أفضل من تكذيبه.

* هذه جملة من العادات - الإسلامية وغيرها - فلا بد للوالدين من مراقبة أنفسهما فما كان من العادات السيئة في أفعالهما أو أقوالهما أو حركاتهما فلابد أن يبعدوه عن سمع أطفالهم وعيونهم، كالكلام البذيء والحركات المنافية للمروءة والشهامة والأخلاق والنزاع العائلي، والصراع على أية قضيّة لا بد أن يكون بعيداً عن الأطفال أو عن فطرة الحمل مهما أمكن.

على أن يسعى الوالدان للتخلق بأخلاق أهل البيت (عليهم السلام) وعاداتهم وأقوالهم والابتعاد عن عادات الشياطين التي تضرّ بنفس الإنسان وبأولاده ومجتمعه.

____________________________

(1) مفاتيح الجنان: 836.

(2) الوسائل: 8/ 588، ح16270.

(3) الوسائل: 8/ 590ــ591، ح16282.

(4) الوسائل: 8/ 588، ح 16273.

(5) البحار: 75/ 151، ح16.

(6) الوسائل: 8/ 589، ح16275.

(7) البحار: 75/ 143، ح4.

(8) الوسائل: 8/ 589، ح16278.

(9) الوسائل: 8/ 592، 16290.

(10) الوسائل: 8/ 592، 16288.

(11) البحار: 75/ 151، ح19.

(12) تغامس: تغافل.

(13) عازّ من المعازاة: أي مال عن الحقّ وغلبه وجار عنه.

(14) البحار: 75/ 184، ح1.

(15) البحار: 75/ 186، ح5.

(16) البحار: 75/ 187، ح6.

(17) الكافي: 2/ 360، ح2، والبحار: 75/ 163، ح34.

(18) أي إذا كان الملعون أهلاً للعنة استقرّت عليه.

(19) البحار: 75/ 165، ح27.

(20) قمناً: أي خليقاً وجديراً.

(21) الكافي: 2: 361، ح9.

(22) البحار: 75/ 166، ح38.

(23) لغية: أي لزينة.

(24) أي شارك الشيطان في نطفته.

(25) الكافي: 2/ 323، ح3.

(26) السلاطة: شدة اللسان.

(27) الكافي: 2/ 325، ح9ــ10.

(28) الكافي: 2/ 325، ح13.

(29) الكافي: 2/ 362، ح3.

(30) الكافي: 2/ 361، ح1.

(31) الوسائل: 12/ 296. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي