1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المراهقة والشباب :

الشباب ومشكلة الحروب

المؤلف:  السيد مرتضى الحسيني الميلاني

المصدر:  الى الشباب من الجنسين

الجزء والصفحة:  ص 178 ــ 180

2024-08-24

532

لا شك في أن الشباب يكونون دائماً ضحية لسياسات أنظمتهم الهوجاء والرعناء، إذ أنهم يمتلكون طاقة وقوة كان ينبغي الإستفادة منها في موارد أخرى تعود على البلد بالخير والعطاء. وبالتالي فهم ضحية الحروب الظالمة. وكم عانت البشرية منها، وكم استهلكت تلك الحروب من الشباب وهدرت من الطاقات. فالحرب أينما وقعت دارت على رؤوس الشباب بشكل أساس. وكانوا ضحاياها في ساحات القتال. كما أنهم ضحاياها لتخلف التنمية إبان الحرب وتناقص الخدمات وتدهور الاقتصاد. فالشاب الذي يجند للحرب كثيراً ما يطول تجنيده سنوات عديدة في ثكنات الجيش أو مواقع القتال. فيحال بينه وبين مستقبله وبناء حياته الأسرية، من الزواج وإنجاب الأبناء، ومواصلة الدراسة، والعمل والإنتاج، كما تكون الحروب مصدراً للقلق والإضطراب النفسي والجسمي لدى جيل الشباب الذي يُساق إلى الخدمة العسكرية وساحات القتال بقرار من تجار الحروب.

وقد كشفت حرب فيتنام والحرب الكورية وحرب صدام في الخليج والحرب العراقية الإيرانية ومن قبلها حروب كثيرة أهلية ودولية، عن الآثار التدميرية على الملايين من الشباب كضحايا ومعاقين ومصابين بأمراض نفسية. هذا في الحروب الظالمة. أما الحرب العادلة، حرب الدفاع عن المقدسات والمبادي الحقة، أو حماية مصالح الأوطان والأمة والقيم السامية النبيلة، لهي حرب مقدسة. وهي إحدى عناصر حماية الأمن والسلم.

والإسلام وفق منطقه، ومنهجه في فهم الحياة والموت والآخرة قد جعل الجهاد والشهادة من المبادئ السامية. قال تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [الزمر: 69].

وفي موضع آخر أوضح القرآن الكريم أن القتال يجب أن يكون ضد الطاغوت (ضد الطغاة) الذين يتجاوزون على أمن البشرية وحقوقها. قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: 76].

وهكذا فإن الشباب في منطق الحرب المادية هم وقود الحرب وأدوات لمصالح الحكام والطغاة، وتجار الحروب.

وفي منطق الإسلام إن القادرين على الجهاد يتحملون مسؤولية الدفاع عن الوطن والمواطن والثروة وجميع المقدسات، ومحاربة الظلم والفساد والطغيان. ودعوة القرآن إلى البشرية هي دعوة الحب والسلام قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (وهل الدين إلا الحب) (1). وليست دعوة الحروب والعدوان قال تعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الأنفال: 61].

أعزاءنا الشباب:

إن القتال في منطق الدين هو الدفاع عن الحق وأهله ودفع العدوان، وإزاحة كابوس الطواغيت عن طريق الهدى والسلام.

وشتان بين جيلين من الشباب، جيل يعيش نظرية الحب والسلام، ويعتبر الحرب أداة للدفاع عن الحق، وجيل يعيش على الحرب كأداة للظلم والاستغلال والعدوان على حقوق الآخرين داخل البلد وخارجه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مستدرك الوسائل، 12 / 219.