الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الإسلام واهمية الغريزة الجنسية
المؤلف: الأستاذ مظاهري
المصدر: الأخلاق البيتية
الجزء والصفحة: ص46ــ48
2024-05-28
782
أن الغريزة الجنسية تختلف كثيراً عن باقي الغرائز، فعندما تطغى هذه الغرائز، أو تثار شعلتها وتؤجج تبدو المسكنة والذلة على حاملها.
أما الغريزة الجنسية فهي شكل آخر، وهي لوحدها مقابل جميع تلك الغرائز، وهي التي جعلت يوسف يفر من زليخا - بالرغم من مقامه الشامخ - كيلا تتمكن منه.
وعلى حد قول القرآن الكريم.
{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف: 24].
أي لو لم تكن العصمة موجودة في يوسف، ولو لم تكن تلك الإرادة القوية في كوامن نفسه، لمال إلى تلك المرأة.
إن نبي الله يوسف عليه السلام - بالرغم من إرادته القوية تلك - قال بعد أن رأى نفسه وسط تلك النساء المغرمات به واللائي قطعن أيديهن من شدة تولههن به.
{وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [يوسف: 33].
ومعنى الجهل هنا هو: غلبة الغريزة على العقل؛ وهذه الآية المباركة المنقولة عن لسان يوسف «عليه السلام»: اللهم، إنك أنت الذي أعنتني بلطفك وعنايتك وجعلتني أتمكن من التغلب على هذه الغريزة الجنسية.
إن هاتين الآيتين المرتبطتين بما جرى ليوسف «عليه السلام»، تفهمنا بأن الغريزة الجنسية لها حساب غير حساب باقي الغرائز، وأن الإسلام فتح لها حساباً خاصاً بها، وباقي الغرائز في حساب آخر، وأن هذا الحساب الخاص يرتبط بمسألة مهمة وحساسة الا وهي مسألة دفع خطر هذه الغريزة بعيداً عن التنكر لها أو رفعها بشكل كلي، وأن هذا الدفع جاء من أجل أن لا تثور هذه الشهوة فتدمر الأخضر واليابس، لذا حث الإسلام العظيم على عدم مد النظر صوب ما حرم الله، وكما تعلمون أن النظر إلى الأجنبية شهوة يهيج الغريزة الجنسية ويؤدي بصاحبها إلى حيث لا تحمد عقباه.
لذا حرم الإسلام النظر بشهوة إلى ما حرم الله النظر إليه، كون ذلك النظر يتفاقم شيئاً فشيئاً فيضحى عشقاً أسوأ من السرطان الساري.
وحرم الإسلام أيضاً على المرأة أشياء تدخل في تهيج شهوة الرجل، وتذهب بعقله ولبه وهي: التحدث بغنج، أو المشي بدلال، أو ارتداء الملابس المبتذلة الخليعة، أو محاولة إطالة الأحاديث مع الرجال، والنظر في صميم عيونهم، وما إلى ذلك من الأعمال التي تدخل في إثارة غريزة الرجل الجنسية.
أيتها السيدة المسلمة! إن القرآن الكريم يحرم عليك التحدث إلى الرجال إلاً إذا كانت هناك ضرورة تستوجب ذلك، وإذا ما ذهبت إلى إحدى المحلات التجارية لا ينبغي لك أن تبتسمي بوجه البائع أو التاجر من أجل تخفيض الثمن، ولا يجدر بك وأنت المسلمة أن تطيلي في الكلام مع هذا وذاك، واعلمي بأن هناك من يتصيد في الماء العكر، ممن كان قلبه مريضاً.
أيتها السيدة الخيرة! حاولي أن لا ترتدي إلا الإزار الأسود، وابتعدي عن لبس الإزار الملون الذي يجلب الأنظار إليك، ولا تنتعلي الأحذية المثيرة، واحذري أن تكون طريقة مشيتك جاذبة لقلوب الآخرين، فلو كان إزارك مثيراً عد ذلك من الظلم، وظلم كبير لأنه حرك الشهوات الخامدة، ولو أثير شاب بسبب طريقة مشيك، او بسبب لون حذاءك البراق كان عليه صعباً أن يلجم غريزته الجنسية.
من هذا نفهم - وسبق أن ذكرنا ذلك - بأن الغريزة الجنسية تختلف كثيراً عن باقي الغرائز وأنها لتقول للشاب وللأبوين بأنها تتفتح ابتداء من عمر (17) إلى عمر «28» سنة، وبعد ذلك تخبو شيئا فشيئا عندها لا ينفع ذلك الشاب للزواج.
إن الشاب في العادة يمكن أن يتلذذ جنسياً في ظرف هذه الأعوام العشرة، فلا بأس أن يقدم له النصح باتخاذ المرأة بعنوان زوجة حليلة له.
إن ما نراه اليوم من عُقَدٍ في مجتمعاتنا الإسلامية ترجع في أساسها إلى إغفال الشباب تلك السنوات العشر من اعمارهم التي كان ينبغي أن تستثمر في الحلال دون الحرام والمقاطعة، والانزواء بعيدا عن الناس؛ مما حدا ببعض المجتمعات أن تفسد نتيجة تلك المقاطعة للزواج، وطفو الحالات الجنائية، وحالات الهم والغم، وبروز عُقَدِ الحقارة والشعور بالعظمة.
سيدتي الجليلة! سيدي الفاضل! إن الإسلام يعلم بهذه المسائل أفضل مني ومنكم.