x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
تراجم منقولة عن الفتح
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة: مج4، ص: 228-236
2024-01-31
917
تراجم منقولة عن الفتح
1 _ ترجمة ابن البني من المطمح
وهو أعني الفتح يشيد قصور الشرف إذا مدح ويهدم معاقلها إذا هجا وقدح.
ومن أغراضه قوله في المطمح في حق الأديب أبي جعفر ابن البني
رافع رايات القريض وصاحب آيات التصريح والتعريض أقام شرائعه
وأظهر بدائعه إذا نظم أزرى بالعقود وأتى بأحسن من رقم البرود وكان
أليف غلمان وحليف كفر لا إيمان ما نطق متشرعا ولا رمق متورعا
ولا اعتقد حشرا ولا صدق بعثا ولا نشرا وربما تنسك مجونا وفتكا وتمسك
باسم التقى وقد هتكه هتكا لا يبالي كيف ذهب ولا بما تذهب وكانت له أهاجي جرع بها صابا ودرع منها أوصابا وقد أثبت له ما يرتشف ريقا ويشرب تحقيقا فمن ذلك قوله يتغزل :
من لي بغرة فان يختال في حلل الجمال إذا بدا وحليه
لو شمت في وضح النهار شعاعها ما عاد جنح الليل بعد مضيه
شرقت لآلي الحسن حتى خلصت ذهبيه في الخلد من فضيه
في صفيحته من الجمال أزاهر غذيت بوسمي الحيا ووليه
وله فيه :
كيف لا يزداد قلبي من جوى الشوق خبالا
وإذا قلت علي بهر الناس جمالا
هو كالغصن وكالبدر قواما واعتدالا
أشرق البدر كمالا وانثى الغصن اختيالا
إن من رام سلوي عنه قد رام محالا
لست أسلو عن هواه كان رشدا أو ضلا لا
قل لمن قصر فيه عذل نفسي أو أطالا
دون أن تدرك هذا تسلب الأفق الهلالا
وكنت بميورقة وقد حلها متسما بالعبادة وهو أسرى إلى الفجور من خيال
أبي عبادة وقد لبس أسملا ولبس منه أقوالا وأفعالا سجوده هجود وإقراره بالله جحود وكانت له رابطة لم يكن للوازمها مرتبطا ولا بسكانها مغتبطا سماها بالعقيق وسمى في كان يتعشقه بالحمى وكان لا يتصرف إلا في صفاته ولا يقف إلا بعرفاته ولا يؤرقه إلا جواه ولا يشوقه إلا هواه فإذا بأحد دعاة حبيبه ورواة تشبيبه قال له : كنت البارحة بحماه وذكر له خبرا ورى به عني وعماه فقال :
تنفس بالحمى مطلول أرض فأودع نشره نشرا شمالا
فصبحت العيون إلي كسلى تجرر فيه أردانا خضالا
أقول وقد شممت الترب مسكا بنفحتها يمينا أو شمالا
نسيم جاء يبعث منك طيبا ويشكو من محبتك اعتلا لا
ولما تقرر عند ناصر الدولة من أمره ما تقرر وتردد على سمعه انتهاكه
وتكرر أخرجه من بلده ونفاه وطمس رسم فسقه وعفاه فأقلع إلى الشرق
وهو جار فلما صار من ميورقة على ثلاثة مجار نشأت له ريح صرفته عن وجهته إلى فقد مهجته فلما لحق بميورقة أراد ناصر الدولة إماحته وأخذ ثار الدين منه وإراحته ثم آثر صفحه وأخمد ذلك الجمر ولفحه وأقام أياما
ينتظر رجا علها تزجيه ويستهديها لتخلصه وتنجيه وفي أثناء بلوته لم يتجاسر
أحد على إتيانه من إخوته فقال يخاطبهم :
أحبتنا الألى عتبوا علينا فأقصرنا وقد أزف الوداع
لقد كنم لنا جذلا وأنسا فهل في العيش بعدكم انتفاع
أقول وقد صدرنا بعد يوم أشوق بالسفينة أم نزاع ؟
إذا طارت بنا حامت عليكم كأن قلوبنا فيها شراع
وله يتغزل :
بني العرب الصميم ألا رعيم مآثركم بآثار السماح
رفعم ناركم فعشا إليها بوهن فارس الحي الوقاح
فهل في القعب فضل تنضحوه به من محض ألبان القاح
لعل الرسل شابته الثنايا بشهد من ندى نور الأقاح
وله أيضا:
وكأنما رشأ الحمى لما بدل لك في مضلعة الحديد المعلم
غصب الغمام قسيه فأراكها من حسن معطفه قويم الأسهم
وله أيضا:
نظرت إليه فاتقاني بمقلة ترد إلى نحري صدور رماح
حميت الجفون النوم يا رشأ الحمى وأظلمت أيامي وأنت صباحي
وقال:
قالوا تصيب طيور الجو أسهمه إذا رماها فقلنا عندنا الخبر
تعلمت قوسها من قوس حاجبه وأيد السهم من ألحاظه الحور
يروح في بردة كالنقس حالكة كما أضاء بجنح اللية القمر
وربما راق في خضراء مورقة كما تفتح في أوراقه الزهر
2 _ ترجمة ابن لبال من المطمح
وقال في ترجمة أبي الحسن ابن لبال : شاعر سمح متقلد بالإحسان متسح
أم الملوك والرؤساء ويمم تلك العزة القعساء فانتجع مواقع خيرهم واقتطع
ما شاء من ميرهم وتمادت أيامه إلى هذا الأوان فجالت به في ميدان الهوان
فكسد نفاقه وارتدت آفاقه وتوالى عليه حرمانه وإخفاقه وأدركته وقد خبته
سنونه وانتظر منونه ومحاسنه كعهدها في الانتقاد وبعدها من الانتقاد وقد أثبت منها ما يعذب جنى وقطافا ويستعذب استنزالا واستلطافا فمن ذلك قوله يستنجد الأمير الأجل أبا إسحاق ابن أمير المسلمين :
قل للأمير ابن الأمير بل الذي أبدا به في المكرمات وفي الندى
والمجتني بالرزق وهي بنفسج ورد الجراح مضعفا ومنضدا
جاءتك آمال العفاة ظوائما فاجعل لها من ماء جودك موردا
وانثر على المداح سيبك إنهم نثرو المدائح لؤلؤا وزبرجدا
فالناس إن ظلموا فأنت هو الحمى والناس إن ضلوا فأنت هو الهدى
أخبرني وزير السلطان أن هذه القطعة لما ارتفعت اعتنت بجملة الشعراء
وشفعت فأنجز لهم الموعود وأورق لهم ذلك العود كثر الغط في تعظيمها
واستجادة نظيمها وحصل له بها ذكر وانصقل له بسببها فكر
وله من قطعة يصف بها سيفا :
كل نهر توقدت شفرتاه كاتقاد الشهاب في الظلماء
فهو ماء قد ركبت فوق نار أو كنار قد ركبت فوق ماء
وكتب إلي معزيا عن والدتي :
على مثله من مصاب وجب على من أصيب به المنتجب
وقلب فروق ولب خفوق ونفس تشب وهم نصب
فقد خشعت للتقى هضبة ذؤابتها في صميم العرب
من الجاعلات محاربيها هوادجها أبدا والقسب
من القائمات بظل الدجى ولا من تسامر إلا الشهب
فكم ركعت إثرها في الدجى تناجي بها ربها من كثب
وكم سكبت في أوان السجود مدامع كالغيث لما انسكب
وقد خلفت ولدا باسلا فصيحا إذا ما قرا أو خطب
يفل السيوف بأقلامه ويكسر صم القنا بالقصب
وكان القائد أبو عمرو عثمان بن يحيى بن إبراهيم أجل من جال في خلد
واستطال على جلد رشأ يحيى باحتشامه ويسرد البدر بلثامه ويزري بالغصن تثنيه ويثمر الحسن لو دنت قطوفه لمجتنيه مع لو ذعية تخالها جريالا وسجيه يختال فيها الفضل اختيالا وكان قد بعد عن أنسنا بحمص وانتضى
من تلك القمص وكان بثغر الأشبونة فسده ولم ينفرج لنا من الأنس بعده ما يسد مسده إلى أن صدر فأسرع إلينا وابتدر فالتقينا وبتنا ليلة نام عنها الدهر
وغفل وقام لنا بما شئنا فيها وتكفل فبينا نحن نقض ختامها وتنقض عنا غبار الوحشة وقتامها إذا أنا بابن لبال هذا وقد دخل إذنه علينا فأمرناه بالنزول
والتقيناه برحيب وأنزلناه بمكان من المسرة رحيب وسقيناه صغارا وكبارا
وأريناه إعظاما وإكبارا فلما شرب طرب وكلما كرعها التحف السلوة
وتدرعها وما زال يشرب أقداحا وينشد فينا أمداحا ويفدي بنفسه
ويستهدي الاستزادة من أنسه فهتكنا الظلام بما أهداه من البديع واجتلينا محاسنه كالصديع وانفصلت ليلته عن أثم مسرة وأعم مبرة وارتحل
عثمان أعزه الله إلى ثغره وأقام به برهة من دهره فمشيت بها إليه مجدا عهدا
ومتضلعا من مؤانسته شهدا فكتب ابن لبال هذه القطعة من القصيدة يذهب إلى شكره ويجتهد في تجديد ذكره :
ما شام إنسان كعثمان ولا كبغيته من حسن إحسان
بدر السيادة يبدو في مطالعه من المحاسن محفوفا يشهبان
له التمام وما بالأفق من قمر متمم دون أن يرمى بنقصان
به الشبيبة تزهى من نضارها كما تساقط طال فوق بستان
معصفر الحسن لأبصار ناصعه كأنه فضة شيبت بعقيان
نبئت عنه بأنباء إذا نفحت تعطلت نفحات المسك والبان
قامت عليه براهين تصدقها كالشكل قام عليه كل برهان
قد زادها ابن عبيد الله من وضح ما زادت الشمس نور الفجر لار اني
بالله بلغه تسليمي إذا بلغت تلك الركاب وعجل غير ليسان
وليت أني لو شاهدت أنسكما على كؤوس وطاسات وكيزان
فأفظ الكلم المنشور بينكما كأنما هو من در ومرجان
الله درك يا ذا الخطتين لقد خططت بالمدح فيه كل ديوان
كلاكما البحر في جود وفي كرم أو الغمامة تسقي كل ظمآن
إن كان فارس هيجاء ومعرك فأنت فارس إفصاح وتبيان
فاذكر أبا نصر المعمور منزله بالرفد ما شئت من مثنى ووحدان
قصائدا لأخي ود وإن نزحت بك الركاب إلى أقصى خراسان
3_ ترجمة عبد المعطي من المطمح
وقال في ترجمة الأديب أبي بكر عبد المعطي : بيت شعر ونباهة وأبو بكر ممن انتبه خاطره للبدائع أي انتباهة وله أدب باهر ونظم كما سفر
أزاهر وقد أثبت له جمالا يبلغ آمالا فمن ذلك قوله وقد اجتمعنا في ليلة لم يضرب لها وعد ولم يعزب عنها سعد وهو قعدي قد شب عن طوق الأنس في الندي وما قال خالي عمرو ولاعدي والكهولة قد قبضته وأقعدته عن ذلك وما أنهضته :
إمام النثر والمنظوم فتح جميع الناس ليل وهو صبح
له قلم جليل لا يجارى يقر بفضله سيف ورمح
يباري المزن ماسحت سماحا وإن شحت فليس لديه شح
وكان مرتسما في عسكر قرطبة وكان ابن سراج يقوم له بكل ما ينبغي
تطلبه خفية من لسانه ومحافظة على إحسانه ولما خرج إلى إقليش خرج معه وجعل يساير من شيعه فلما حصلوا بفحص سرادق وهو موضع توديع
المفارق للمفارق قرب منه أبو الحسين ابن سراج لوداعه وأنشده في تفرق الشمل وانصداعه :
هم رحلوا عنا لأمر لهم عنا فما منهم أحد منهم على أحد حنا
وما رحلوا حتى استقادوا نفوسنا كأنهم كانوا أحق بها منا
فيا ساكني نجد لتبعد داركم ظننا بكم ظنا فأخلفتم الظنا
غدرتم ولم أغدر وخنتم ولم أخن وقلم ولم أعتب وجرتم وما جرنا
وأقسم أن لا تخونون في الهوى فقد وذمام الحب خنتم وما خنا
ترى تجمع الأيام بيني وبينكم ويجمعنا دهر نعود كما كنا
فلما استتم إنشاده لحق بالسلطان واعتذر إليه بمريض خلفه وهو يخاف
تلفه فأذن له بالانصراف وكتب إلى أبي الحسين ابن سراج :
أما والهدايا ما رحلنا ولا حلنا وإن عن من دون الرحل ما عنا
تركنا ثواب الفضل والعز للعزى على مضض منا وعدنا كما كنا
وليس لنا عنكم على البين سلوة وإن كان أنم عندكم سلوة عنا
وجمعتنا عيشة بربض الزجالي بقرطبة ومعنا لمة من الإخوان وهو في
جملتهم مناهض لأعيانهم وجلتهم بفضل أدبه وكثرة سحبه فجعل
يرتجل ويروي وينشر محاسن الآداب ويطوي ويمتنا بتلك الأخبار
ويقطعنا منها جانب اعتبار ويطلعنا على إقبال الأيام وعلى الإبار ثم قال :
أيا ابن عبيد الله يا ابن الأكارم لقد بخلت يمناك صوب الغمائم
لك القلم الأعلى الذي عطل القنا وفل ظبات المرهفات الصوارم
وأخلاقك الزهر الأزاهر بالربى ترف بشؤبوب الغيوث السواجم
بقيت لتنشيد المكارم والعلى تظاهرها بالسالف المتقادم
واجتمع عند أبيه لمة من أهل الأدب وذوي المنازل والرتب في عيشة
غيم أعقب مطرا وخط فيها البرق أسطرا والبرد يتساقط كدر من نظام
ويتراءى كثايا غادة ذات ابتسام وهو غلام ما نضا برد شبابه ولا انتضى
مرهف آدابه فقال معرضا بهم ومتعرضا لتحقق أدبهم :
كأن الهواء غدير جمد بحيث البروق تذيب البرد
خيوط وقد عقدت في الهواء وراحة ريح تحل العقد
وشرب في دار ابن الأعلم في يوم لم ير الدهر فيه إساءة وليل نسخ نور أنسه مساءه ومعهم جملة من الشعراء وجماعة من الوزراء منهم أبناء القبطرنة فوقع بينهم عتاب وتعذال وامتهان في ميدان المشاجرة وابتذال آل به إلى تجريد السيف وتكدير ما صفا بذلك الخيف فسكنوه بالأستنزال وثنوه عن ذلك النزال .
4 _ ترجمة ابن بقي من المطمح والقلائد
وقال في المطمح في حق أبي بكر يحيى بن القرطبي صاحب الموشحات البديعة كان نبيل السيرة والنظام كثير الارتباط في سلكه والانتظام أحرز
خصالا وطرز بمحاسنه بكرا وآصلا وجرى في ميدان الإحسان إلى أبعد
أمد وبنى من المعارف أثبت عمد إلا أن الأيام حرمته وقطعت حبل رعايته وصرمته فلم تم له وطرا ولم تسجم عليه الحظوة مطرا ولا سوغت من الحرمة نصيبا ولا أنزلته مرعى خصيبا فصار راكب صهوات وقاطع فلوات لا يستقر يوما ولا يستحسن نوما مع توهم لا يظفره بأمان وتقلب ذهن كالزمان إلا أن يحيى بن علي بن القاسم نزعه من ذلك الطيش أقطعه جانبا من العيش وأرقاه إلى سمائه وسقاه صيب نعمائه وفيأه ظلاله وبوأه أثر النعمة يجوس خلاله فصرف به أقواله وشرف بعواقبه فعاله وأفرده منها بأنفس در وقصده منها بقصائد غر انتهى المقصود جلبه من ترجمته في المطمح
وقال في حقه في القلائد : رافع راية القريض وصاحب آية التصريح فيه والتعريض أقام شرائعه أظهر روائعه وصار عصيه طائعه إذا نظم زرى بمنظم العقود وأتى بأحسن من رقم البرود وطفا عليه حرمانه فما صفا له زمانه انتهى . وابن بقي المذكور هو القائل :
بأبي غزال غازلته مقلي بين العذيب وبين شطي بارق
الأبيات المذكورة في غير هذا الوضع .
ومن موشحاته قوله :
غلب الشوق بقلبي فاشتكى ألم الوجد فلبت أدمعي
أيها الناس فؤادي شغف
وهو من بغي الهوى لا ينصف
كم أداريه ودمعي يكف
أيها الشادن من علمكا بسهام اللحظ قتل السبع
بدر تم تحت ليل أغطش
طالع في غصن بان منتشي
أهيف القد بخد أرقش
ساحر الطرف وكم ذا فتكا بقلوب الأسد بين الأضلع
أي ريم رمته فاجتنبا
وانثى يهتز من سكر الصبا
كقضيب هزه ريح الصبا
قلت هب لي يا حبيبي وصلكما واطرح أسباب هجري ودع
قال خدي زهره مذ فوفا
جردت عيناي سيفا مرهفا
حذرا منه بأن لا يقطفا
إن من رام جناه هلكا فأزل عنك علال الطمع
ذاب قلبي في هوى ظبي غرير
وجهه في الدجن صبح مستنير
وفؤادي بين كفيه أسير
لم أجد للصبر عنه مسلكا فانتصاري بانسكاب الأدمع
وقال رحمه الله تعالى :
خذ حديث الشوق عن نفسي وعن الدمع الذي همعا
ما ترى شوقي وقد وقدا
وهمى دمعي واطردا
واغتدى قلبي عليك سدى
آه من ماء ومن قبس بين طرفي والحشا جمعا
بأبي ريم إذا سفرا
أطلعت أزراره قمرا
فاحذروه كلما نظرا
فبألحاظ الجفون قسي أنا منها بعض من صرعا
أرتضيه جار أوعلا
قد خلعت العذر والعذلا
كم وكم أشكو إلى اللعس ظمئي لو أنه نفعا
صال عبد الله بالحور
وبطرف فساتر النظر
حكمه في أنفس
مثل حكم الصبح في الغلس إن تجلى نوره صدعا
شبهته بالرشا الأمم
فلعمري إنهم ظلموا
فتغتنى من به السقم
أين ظبي القفر والكنس من غزال في الحشا رتعا
انتهى ,
وله أيضا :
ما ردني لابس ثوب الضنى الدارس إلا قمر
في غصن مائس شعاعه عاكس ضوء البصر
أسير كالسيل إليه لا باع إلا ودادي
والطيف في خيل لهن إسراع مع الرقاد
يا كوكب الليل إن كنت ترتاع فلم فؤادي
كالأسد العابس لكنه خانس من الحور
ومن نظمه قصيدة مدح يحيى بن علي بن القاسم المذكور بها منها في المديح قوله :
نوران ليسا يحجبان عن الورى كرم الطباع ولا جمال المنظر
وكلاهما جمعا ليحيى فليدع كتمان نور علائه المتشهر
في كل أفق من جمال ثنائه عرف يزيد على دخان المجمر
رد في شمائله ورد في جوده بين الحديقة والغمام الممطر
بدر عليه من الوقار سكينة فيها لقيطة كل ليث مخدر
مثل الحسام إذا انطوى في غمده ألقى المهابة في نفوس الحضر
أربى على المزن الملث لأنه أعطى كما أعطى ولم يستعبر
ومنها :
أقبلت مرتادا لجودك إنه صوب الغامة بل زلال الكوثر
ورأيت وجه النجح عندك أبيضا فركبت نحوك كل لج أخضر
وهي طويلة.
استطراد
وقوله أربى على المزن الملث البيت هو معنى تلاعب الشعراء بكرته
وأورده كل منهم على حسب مقدرته فقال بعض :
من قاس جدواك بالغمام فما أنصف في الحكم بين شيئين
أنت إذا جدت ضاحك أبدا وهو إذا جاد دامع العين
وقال آ خر :
ما نوال الغمام يوم ربيع كنوال الأمير يوم سخاء
فنوال الأمير بدرة عين ونوال الغمام قطرة ماء
وهما من شواهد البديع
وقال أبو عبد الله الحوضي التلمساني في قصيدة مدح بها سلطان تلمسان أبا عبد الله الزياني
أصبح المزن من عطاك يحكي يوم الاثنين للأنام عطاء
كيف يدعى لك الغمام شبيها ولقد فقته سنا وسناء
أنت تعطي إذا تقصر مالا وهو يعطي إذا تطول ماء
رجع __ وذكر العماد في الخريدة ابن بقي المذكور وأورد له جملة من المقطعات ومحاسنه كثيرة رحمه الله تعالى وبقي على وزن علي
رجع إلى بني عباد رحمهم الله تعالى :
وقال ابن اللبانة في بني عباد ما نصه : بماذا أصفهم وأحليهم وأي منقبة
من الجلالة أوليهم فهم القوم الذين تجل مناقبهم عن العد والإحصاء ولا يتعرض
لها بالاستيفاء ملوك زينت بهم الدنيا وتحلت وترقت حيث شاءت وحلت إن ذكرت الحروب فعليهم يوقف منها الخبر اليقين أو عدت
المآثر فهم في ذلك في درجة السابقين أصبح الملك بهم مشرق القسام والأيام
ذات بهجة وابتسام حتى أناخ بهم الحمام وعطل من محاسنهم الوراء والأمام
فنقل إلى وجودهم ولم يرع بأسهم وجودهم وكل ملك آدمي فمفقود
( وما نؤخره إلا لأجل معدود ) (هود 104 ) فأول ناشئة ملكهم
ومحصل الأمر تحت ملكهم عظيمهم الأكبر وسابقة شرفهم الأجل الأشهر
وزينهم الذي يعد في الفضائل بالوسطى والخنصر محمد بن عباد ويكنى أبا القاسم واسم والده إسماعيل ومن شعره قوله:
يا حبذا الياسمين إذ يزهر فوق غصون رطيبة نضر
قد امتطى للجبال ذروها فوق بساط من سندس أخضر
كأنه والعيون ترمقه زمرد في حلاله جوهر
ولنذكر كلام ابن اللبانة وغيره في حقهم فنقول: وصف المعتضد رحمه الله تعالى بما صورته: المعتضد أبو عمرو عباد رحمه الله تعالى لم تخل أيامه في أعدائه من تقيد قدم ولا عطل سيفه من قبض روح وسفك دم حتى لقد كانت في باب داره حديقة لا تثمر إلا رؤسا ولا تنبت إلا رئيسا ومرؤوسا
فكان نظره إليها أشهى مقر حاته وفي التلفت إليها استعمل جل بكره وروحاته فبكى وأرق وشنت وفرق ولقد حكي عنه من أوصاف التجبر ما ينبغي أن تصان عنه الأسماع ولا يتعرض له بتصريح ولا إلماع ومن نظمه عفا الله عنه: أتتك أم الحسن تشدو بصوت حسن
تمد في ألحانها من الغناء المدني
تقود مني ساكنا كأني في رسن
أوراقها أستارها إذا شدت في فنن
وقوله:
شربنا وجفن اليل يغسل كحله بماء صباح والنسيم رقيق
معتقة كالتبر أما نجارها فضخم وأما جسمها فرقيق
وقوله:
قد وجدنا الحبيب يصفي وداده وحمدنا ضميره واعتقاده
وقال عند حصول رندة في ملكه :
لقد حصلت يارنده فصرت للمكان عده
أفا دتناك أرماح وأسياف لها حده
وقال رحمه الله تعالى :
اشرب على وجه الصباح وانظر إلى نور الأقاح
واعلم بأنك جاهل ما لم تقل بالاصطباح
فالدهر شيء بارد ما لم تسخنه براح