x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
السّوق عز المؤمن
المؤلف: مركز نون للتأليف والترجمة
المصدر: آداب السّوق والطريق
الجزء والصفحة: ص 31 ــ 33
2024-01-23
1080
عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام): (أيها التجار، قدموا الاستخارة، وتبركوا بالسهولة، واقتربوا من المبتاعين، وتزينوا بالحلم، وتناهوا عن اليمين، وجانبوا الكذب، وتجافوا عن الظلم، وأنصفوا المظلومين، ولا تقربوا الربا، وأوفوا الكيل والميزان، ولا تبخسوا الناس أشيائهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين).
إن تنظيم أمور الناس في معاشهم يتطلب صياغة قانون تراعى فيه جميع الجوانب والحيثيات والتفاصيل، وهذا الأمر ليس في مقدور القوانين الوضعية أن تهتم بكل جوانبه فهي إن حققت شيئا فهو لا يخلو من النقص والظلم في كثير من الموارد، وينقصه أمر آخر وهو عدم اهتمامه بالشأن الفردي ولا ينظر لعلاقات الناس الأخلاقية لينظمها بخلاف الشريعة ونظامها فهي بالإضافة لما تنظمه من صيغ العلاقات العامة تحوي الكثير من الآداب التي محلها نفس الإنسان حيث تربيه على تركيز دعائم الأخلاق في نفسه لينعكس ذلك مرونة وصلاحا ولياقة حين يحتك مع الآخرين، ومسألة السوق مسألة على قدر كبير من الأهمية حيث أن السوق هو:
أولاً: مركز المدينة وموضع ثقلها الاقتصادي.
وثانياً: أنه أحد الأمكنة التي يتلاقى بها الناس وطبيعة هذا التلاقي الذي يتضمن بطبيعة الحال تعاطيا مباشراً مع الآخر، والذي قد يسبب ـ بدون أن يكون هنالك أي نظام أو مناعة داخلية ـ الكثير من المشاكل التي تنعكس سلبيا على علاقات أفراد المجتمع الواحد وفك الارتباط الأخوي الذي يسعى الإسلام من خلال أكثر تنظيماته للحفاظ عليه ليكون المجتمع كتلة واحدة متلاحمة فيما بينها.
حتى يكون الأمر ممدوحاً لا بد وأن يحوي مرتبة لا بأس بها من الكمال، وللسوق الممدوح صفات لا بد وأن تتوفر فيه حتى يصير كما عبرت الرواية عزاً لمن يعمل فيه كما يروي المعلى بن خنيس أن الإمام الصادق (عليه السلام) رآه متأخراً عن السوق.
فقال له (عليه السلام): (اغد إلى عزك) (1).
فكيف يكون السوق عزاً للمؤمن؟
عندما يكون العمل لأجل هدف مشروع ونبيل وخالياً من المكر والنوايا السيئة كأن يعمل الإنسان لأجل أن يكسب لقمة لعياله فينفق ويوسع عليهم في النفقة ولا يبغي الإنسان خداع المشترين بغية الكسب السريع بل يصر على الكسب الحلال بعرق الجبين متقرباً لله عز وجل بما يفعله، يكون عمله لله عز وجل، بل يكون مثالا لنقاء السريرة وصفاء النفس، هذا الشخص الذي هكذا ديدنه وهذه نيته هو الشخص الذي يكون العمل في السوق عزاً له ويكون مصداقاً لقول الإمام الصادق (عليه السلام): (الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله) (2).
سوق الشياطين
مقابل هذه الروايات التي تصف السوق بأنه عز المؤمن نجد روايات أخرى تتحدث عن السوق بشكل آخر حيث تعتبره مرتعاً لإبليس.
فقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): (شر بقاع الأرض الأسواق، وهو ميدان إبليس، يغدو برايته، ويرفع كرسيه، ويبث ذريته...).
ما السبب في ذلك؟
يتابع الإمام (عليه السلام): (... فبين مطفف في قفيز، أو طائش في ميزان، أو سارق في ذراع، أو كاذب في سلعته الخ...) (3).
ولك أن تتخيل كيف يكون سوق بهذه الصفات فليس من العجب أن يكون مملكة لإبليس حيث تفعل كل هذه المعاصي التي تتعلق بحقوق الناس والتي لا يغفرها الله عز وجل بمجرد التوبة بل تحتاج إلى مسامحة من سرق ماله أو غشه في سلعة اشتراها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ من لا يحضره الفقيه، ج 3، ص 192.
2ـ الكافي، ج 5، ص 88.
3ـ ميزان الحكمة، الحديث 9042.