x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
برنامج الظهور في دعاء العهد.
المؤلف: الشيخ محسن قراءتي.
المصدر: شرح دعاء العهد.
الجزء والصفحة: ص 119 ـ 144.
24/12/2022
1811
"وَاعْمُرِ اللَّهُمَّ بِهِ بِلَادَكَ، وَأَحْيِ بِهِ عِبَادَكَ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ﴾. فَأَظْهِرِ اللَّهُمَّ لَنَا وَلِيَّكَ وَابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ الْمُسَمَّى بِاسْمِ رَسُولِكَ صلى الله عليه وآله وسلم حَتَّى لا يَظْفَرَ بِشَيْءٍ مِنَ الْبَاطِلِ إِلَّا مَزَّقَهُ، وَيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُحَقِّقَهُ، وَاجْعَلْهُ اللَّهُمَّ مَفْزَعاً لِمَظْلُومِ عِبَادِكَ، وَنَاصِراً لِمَنْ لا يَجِدُ لَهُ نَاصِراً غَيْرَكَ، وَمُجَدِّداً لِمَا عُطِّلَ مِنْ أَحْكَامِ كِتَابِكَ، وَمُشَيِّداً لِما وَرَدَ مِنْ أَعْلاَمِ دِينِكَ، وَسُنَنِ نَبِيِّكَ صلى الله عليه وآله وسلم. وَاجْعَلْهُ اللَّهُمَّ مِمَّنْ حَصَّنْتَهُ مِنْ بَأْسِ الْمُعْتَدِينَ، اللَّهُمَّ وَسُرَّ نَبِيكَ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله وسلم بِرُؤْيَتِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُ عَلَى دَعْوَتِهِ، وَارْحَمِ اسْتِكانَتَنَا بَعْدَهُ. اللَّهُمَّ اكْشِفْ هذِهِ الْغُمَّةَ عَنْ هذِهِ الأُمَّةِ بِحُضُورِهِ، وَعَجِّلْ لَنَا ظُهُورَهُ، إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَرَاهُ قَرِيباً. بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ".
في هذا القسم من الدعاء، واحد وعشرون مقطعاً، ثلاثة عشر منها تتحدّث حول نتائج الظهور.
1- وَاعْمُرِ اللَّهُمَّ بِهِ بِلادَكَ:
يعتني الإسلام بعمارة الأرض عناية خاصّة، ففي القرآن الكريم قال تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود: 61] كما يأمر أمير المؤمنين (عليه السلام) مالكاً الأشتر بـ: "جباية خراجها، وجهاد عدوّها، واستصلاح أهلها، وعمارة بلادها، وليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج" (1).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا بعث سريّة بعث أميرها فأجلسه إلى جنبه وأجلس أصحابه بين يديه، ثمّ قال: سيروا بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملّة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا تغدروا ولا تغلّوا ولا تمثّلوا ولا تقطعوا شجراً..." (2).
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): "وأن يُحترَز عن قطع الأشجار الرطبة إلّا عند الضرورة" (3).
وإنّ أحد معالم حكومة إمام الزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) - أيضاً - هو أنّ جميع المدن في عصره ستصبح عامرة بوساطته؛ لأنّ ثروات الأرض والسماء كلّها ستكون تحت يده.
عندما تكون الثروة في يد فرعون وقارون فهي سبب للفساد، لكنّها في يد النبيّ داوود والنبي سليمان (عليهما السلام) أساس البركة والعمران وجبر النقص الاقتصاديّ والاجتماعيّ.
وبشكل عام، فإنّ أحوال الأفراد والمجتمع وأعمالهم لها دور أساس في الاستفادة من النعم الإلهيّة أو زوالها، ففي سورة الفجر (الآية 17)، نجد أنّ أحد أسباب حرمان النعم هو عدم الاعتناء بالأيتام: {كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} [الفجر: 17] وفي سورة الأعراف (الآية 96) أيضاً، نقرأ قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الأعراف: 96].
كما ورد في الحديث عن عبد الله بن أبي يعفور أنّه قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "مَن زرع حِنطةً في أرضٍ فلم يزكِّ زرعه، أو خرج زرعُه كثير الشعير، فبظلمٍ عَمِلَه في ملك رقبة الأرض، أو بظلمٍ لمزارعه وأكرته؛ لأنّ الله يقول: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا} [النساء: 160] ..." (4).
وقد ذكر القرآن الكريم تأثير الإيمان على عمارة الأرض، فقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ} [المائدة: 66] ونقرأ في سورة هود (الآية 3) قوله تعالى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ} [هود: 3].
ففي دولة الإمام المهديّ (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، حيث تكون جميع الموجودات قد تحلّت بالعبوديّة لله تعالى، ستكون الأماكن كلّها عامرة، وخضراء، ومبهجة.
ونقرأ في الروايات أنّه (عجل الله تعالى فرجه الشريف): "يملأ الأرض عدلاً وقسطاً" (5). ويُفهم من الألف واللام في كلمة "الأرض" أنّ المراد هو الأرض كلّها.
ولوصيّة أمير المؤمنين (عليه السلام) بعمارة الأرض - أيضاً - أهمّيّة كبيرة، حيث يقول عليه السلام لحاكمه: "وليكن نظرك في عمارة الأرض" (6)، يعني لا يكن اهتمامك بجمع المال، بل اسعَ لأن يكون اهتمامك في الأرض ببناء الدور وزيادة المزارع.
كما يوصي أمير المؤمنين (عليه السلام) لتكون الحكومة إسلاميّة، بأن يصل لأبعد الناس ما يصل لأقربهم: "وتفقّد أمورهم بحضرتك وفي حواشي بلادك" (7). فلو كان هناك شيء موجوداً في العاصمة وغير موجودٍ على الحدود، فمن الواضح أنّنا لم نصل إلى العدالة.
وعليه، فبما أنّ أوضاع عمارة المدن والبلدات في دولة صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف هكذا، فالمناسب لنا أن نسعى في هذا الاتجاه، ولا نغفل عن أنّ ما لا بدّ من تأمينه للأقرب لا بدّ من تأمينه للأبعد أيضاً.
2 - وَأَحْيِ بِهِ عِبَادَكَ:
الله سبحانه وتعالى هو الحي، والحياة بيده. وللحياة أقسام مختلفة:
أ- الحياة النباتيّة: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} [الحديد: 17].
ب- الحياة الحيوانيّة: {إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى} [فصلت: 39].
ج- الحياة الفكريّة: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} [الأنعام: 122].
والمقصود من الحياة التي يقوم الأنبياء (عليهم السلام) بتحقيقها من خلال دعوتهم، ليست هي الحياة الحيوانيّة، وذلك لأنّ مثل هذا النوع من الحياة موجود بدون دعوة الأنبياء، بل المقصود هو الحياة الفكريّة، العقليّة والمعنويّة، الأخلاقيّة والاجتماعيّة، أي مجالات الحياة جميعها. لذا، يمكن القول: إنّ حياة الإنسان هي في الإيمان والعمل الصالح، والله تعالى والأنبياء (عليهم السلام) قد دعوا الناس إليها.
وإنّ إطاعة أوامرهم (عليهم السلام) هي رمز الوصول إلى الحياة الطيّبة والطاهرة، كما في قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97].
وعلى هذا، ففي زمان الظهور ينتهي عصر الأموات المتحرّكين، ويصبح الناس أحياءً واقعيّين.
3 - فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُ: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ﴾.
أوّلاً: إنّ جميع المطالب والمباحث قد قالها تعالى: "فإنّك قلت"، وكوننا لا نعلم تلك المباحث والمطالب، فهذا لا يعني أنّ الله تعالى لم يقل ذلك.
ثانياً: كلّ ما قاله تعالى هو الحق والحقيقة: "فإنّك قلت وقولك الحقّ".
ثالثاً: من جمال الأدعية والزيارات تطابقها مع الآيات النورانيّة للقرآن الكريم، ففي سورة الروم الآية (41)، نقرأ قوله تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41].
وفي (الآية 30) من سورة الشورى أيضاً، نقرأ قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30].
إنّ بعض الشدائد والمحن الدنيويّة هي نوع عقوبة على ذنوب الإنسان. لذا:
أ- الشرك سبب الفساد في الأرض: ﴿عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ ... ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ﴾.
ب- أعمال الإنسان تؤثّر في الطبيعة، فالأعمال القبيحة للإنسان تمنع من عطاء الماء والتراب، وعامل لحدوث الظواهر السيّئة: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ﴾.
ج- فساد المحيط سببه أعمال الإنسان: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ.. بِمَا كَسَبَتْ﴾.
4 - فَأَظْهِرِ اللَّهُمَّ لَنَا وَلِيَّكَ:
بما أنّه بسبب اشتباهات البشريّة، قد مُلئت الأرض فساداً وتلوّثاً، وحيث لا يمكن للبشر أن يخلّصوا أنفسهم من مستنقع الفساد، فإنّهم يلجؤون إلى خليفة الله لكي يطهّر الأرض، وينجي الناس من دوّامة الفساد والضياع؛ لأنّ لديه خصوصيّات فريدة ككونه وليّاً. لذا، في هذا المقطع، يُطلب من الله تعالى ظهوره.
5 - وَابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ:
إحدى خصوصيّات الإمام المهديّ (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) أنّه من نسل السيّدة فاطمة الزهراء ومن ذريّتها (عليها السلام)، إذ توجد أكثر من 190 رواية في مصادر السنّة والشيعة تذكر ذلك (8).
وممّا روي في ذلك، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: "المهديّ من ولد فاطمة". وهذا الحديث متواتر لا يمكن لأحد إنكاره، ففي (سنن أبي داود) عن أمّ سلمة أنّها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "المهديّ من عترتي، من ولد فاطمة" (9).
وفي كتاب (ينابيع المودّة)، عن أبي أيّوب الأنصاريّ قال: إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) مرض فأتته فاطمة (عليها السلام) وبكت، فقال: "يا فاطمة.. والذي نفسي بيده، منّا مهديّ هذه الأمّة، وهو من ولدك" (10).
وفي (كنز العمّال) عن الإمام عليّ (عليه السلام) أنّه قال: "المهديّ رجل منّا، من ولد فاطمة" (11).
يقول ابن أبي الحديد في (شرح نهج البلاغة)، في ذيل الخطبة رقم 16: وأكثر المحدّثين على أنّه من ولد فاطمة (عليها السلام) (12).
6 - الْمُسَمَّى بِاسْمِ رَسُولِكَ (صلى الله عليه وآله وسلم):
تدلّ الروايات المتواترة التي رواها الشيعة والسنّة، على أنّ المهديّ (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) اسمه اسم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكنيته كنيته، أي أنّ اسمه المبارك محمّد، وكنيته أبو القاسم، ولقبه المهديّ، وهو أشبه الناس به، وأنّ الله تعالى يفتح على يديه مشارق الأرض ومغاربها (13).
ونقل أصحاب الصّحاح، والسّنن، والمعاجم، والمسانيد، بألفاظ وأسانيد مختلفة، أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "يخرج في آخر الزمان رجلٌ من ولدي، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جَوراً" (14).
ونقل الترمذيّ بسنده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: "لا تذهب الدنيا حتّى يملك العربَ رجلٌ من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي" (15).
ونقل العلّامة المجلسيّ بسندٍ ذكره عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "المهديّ من ولدي، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خَلقاً وخُلُقاً..." (16).
7- حَتَّى لا يَظْفَرَ بِشَيْءٍ مِنَ الْبَاطِلِ إِلّا مَزَّقَهُ:
قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} [التوبة: 33] وقد تكرّرت هذه الآية في القرآن الكريم ثلاث مرّات، وهي تبشّر بأنّ دين الإسلام سيعمّ جميع أنحاء العالم.
لكي يعمّ الدين الإسلاميّ العالم، ثمّة شروط ثلاثة:
1- وجود القائد العالميّ.
2- وجود القانون العالميّ.
3- الجهوزيّة العالميّة.
أمّا القائد العالميّ فموجود، وهو الإمام المهديّ (عجّل الله تعالى فرجه الشريف). وأمّا القانون العالميّ فموجود - أيضاً -، وهو القرآن الكريم، الكتاب الهادي، الذي لا تحريف فيه. وأمّا الجهوزيّة العالميّة، فليست مشهودة حتّى الآن، ولا بدّ من السعي والعمل على تهيئة الأرضيّة لذلك.
فإمام الزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) عندما يظهر لا بدّ من أن يجد الجهوزيّة لدى الناس من جميع الجهات، وأن يجد الناس عالِمين بمعارف وعلوم القرآن والإسلام، وأن يكون لديهم الاستعداد لحكومته (عجّل الله تعالى فرجه الشريف).
إنّ الله تعالى وعد ثلاث مرّات بأن يُظهر هذا الدين على الدين كلّه، و {لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ} [الروم: 6].
وعن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: "فو الذي نفسي بيده حتّى لا تبقى قرية إلّا وينادى فيها بشهادة أن لا إله إلّا الله، بكرةً وعشيّة" (17).
لقد أثبت تاريخ الإسلام أنّه لا يضعف أبداً أمام ما يقوم به أعداؤه من استهزاء وأذيّة وتعذيب، ومحاصرة اقتصاديّة واجتماعيّة، وإشعال الحروب، ومؤامرات المنافقين الداخليّة، وإيجاد الفرقة بين المسلمين، والحروب الصليبيّة، وترويج الفحشاء والمنكر، والاستعمار العسكريّ والسياسيّ. ومع كلّ ما يقومون به من التبليغ والدعاية للتخويف من الإسلام بأشكال مختلفة، إلّا أنّ موج الإسلام يمتدّ على أطراف العالم، ويوماً بعد يوم نجد أنّ الإسلام يتّسع رقاعه، إلى اليوم الذي يأتي فيه - إن شاء الله - وديعةُ النبيّ (عجّل الله تعالى فرجه الشريف).
وممّا جاء في وصف الإمام المهديّ (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في خطبة الغدير عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): "معاشرَ الناس، النور من الله عزّ وجلّ فيَّ مسلوك، ثمّ في عليّ، ثمّ في النسل منه إلى القائم المهديّ، الذي يأخذ بحقّ الله، وبكلّ حقّ هو لنا..، ألا إنّه الظاهر على الدين..، ألا إنّه المفوَّض إليه..، ألا إنّه لا غالب له ولا منصور عليه..." (18).
وعليه، فإنّ إحدى نتائج دولة الإمام المهديّ (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) هي الانتصار على الجميع في أنحاء العالم كلّه.
8- ويُحِقَّ الحَقَّ ويُحقِّقَه:
حتميّة انتصار الحقّ في القرآن.
كان الناس، على امتداد التاريخ، واقعين تحت سلطة المستبدّين الذين أقاموا حكومتهم على الظلم والفساد والخوف، وقد قال تعالى في كتابه على لسان ملكة سبأ: {قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} [النمل: 34].
القرآن الكريم يزفّ إلينا - بشكلٍ قاطع - بشرى الانتصار النهائيّ، واقتراب اليوم الذي يحكم فيه الحقّ أنحاء العالم كلّه، ويُطوى بساط حكومة الباطل، ويرث فيه الصالحون الأرض.
وقد ورد في روايات عدّة من طرق الفريقين، أنّ هذا النصر النهائيّ مرتبط بقيام الإمام المهديّ (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81].
إنّ إحدى الآمال البشريّة الضاربة في عمق التاريخ، هي طوي بساط الظلم وزواله من المجتمع، وتحكيم الصلح والأمن وإجراء العدالة في كلّ أنحاء العالم، وهذه الآية الشريفة، تبشّر بشكل قاطع بمجيء الحقّ وزهوق الباطل.
القرآن الكريم يزفّ إلينا - بشكلٍ قاطع - بشرى الانتصار النهائيّ، واقتراب اليوم الذي يحكم فيه الحقّ أنحاء العالم كلّه، ويُطوى بساط حكومة الباطل، ويرث فيه الصالحون الأرض.
كيف يتغلّب الحقّ؟
يوضّح الله تعالى كيفيّة تحقّق هذا الوعد بتغلُّب الحقّ، من خلال تشبيه الباطل بالزَبَد الذي يطفو على وجه الماء، فهو لا فائدة منه، وسرعان ما يؤول إلى الزوال، ويشبّه تعالى الحقّ بالأمور النافعة التي تمكث في الأرض، قال تعالى: {كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ } [الرعد: 17] فالحقّ كالماء الذي يبقى موجوداً حقيقةً، والباطل كالزبد الذي يكون على وجه الماء، والذي حكمه الزوال، والحقّ كالماء المفيد والنافع والثابت، والباطل كالزبد الذي يعلو له صوت، ولكنّ داخله خالٍ لا يعتمد على أساس، ولا فائدة منه وسرعان ما يؤول إلى الزوال. وكما أنّ الماء يوجب زوال الزبد، فكذلك قضيّة الحقّ والباطل أيضاً، إذ الحقّ يتغلّب على الباطل ويزيله: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} [الأنبياء: 18].
ولَمّا كان الحقّ توأم الواقع والصدق، وله عمقٌ، ويعتمد على أساس، ويتناسب مع قوانين الخلقة، وهو ثابت، ونافع، وهو من الله ومؤيّد منه، فإنّه يبقى ولا يزول. ولهذا كان الباطل أمراً موهوماً، مزيّفاً، لا أساس له، أجوف، لا فائدة منه، غير متناسب مع الخلقة، لا ثبات له، وهو من الشيطان، وإلى زوال.
الزوال الكامل للباطل.
إنّ المسألة القابلة للتأمّل في الآيات المتقدّمة، هي أنّ الكلام هنا ليس عن سيطرة الحقّ على الباطل، بل عن الظهور المطلق للحقّ والزوال الكامل للباطل، فمن الممكن للباطل - إذاً - أن يكون له جولة مدّةً ما، إلّا أنّ عمره بالنتيجة قصير وينطفئ.
فالحقّ كالشجرة التي لها أصول متجذّرة لا يهزّها طوفان، ولا تزلزلها الرياح العواصف، والباطل كالشجرة التي لا أصل لها، فتظهر على وجه الأرض لكنّها لا تنمو ولا تثمر، وما لها من قرار وثبات.
الحقّ: ظهور المهديّ (عجّل الله تعالى فرجه الشريف).
من المصاديق الأخرى لهذه الآية هو ظهور الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، فقد جاء في رواية ولادة الإمام أنّ هذه الآية - {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81] كانت مكتوبة على ذراعه الأيمن (19).
وفي رواية أخرى لها صلة بهذه الآية، عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال: "إذا قام القائم عليه السلام ذهبت دولة الباطل" (20).
ففي ذلك الزمان، يحكم العدل والقسط أرجاء العالم كلّه، حيث لا مكان للظالمين، في الوقت الذي يكون الظلم والجَور قبل ذلك قد ملآ الدنيا.
وجاء في رواية من مصادر أهل السنة: "لتُملأنّ الأرض ظلماً وعدواناً، ثمّ ليخرجنّ رجل من أهل بيتي، حتّى يملأها قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وعدواناً" (21).
وتؤكّد رواية أخرى تحقُّقَ يومٍ كهذا، نُقلت عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "لو لم يبقَ من الدنيا إلّا يوم، لبعث الله عزّ وجلّ رجلاً منّا يملؤها عدلاً كما مُلئت جَوراً" (22).
مُدخل صدق ومُخرج صدق.
في ذلك اليوم، يظهر الدين الإلهيّ على سائر الأديان، ويتحقّق الهدف من رسالات الأنبياء الإلهيّين. ولأجل الوصول إلى هذا الهدف لا بدّ من أن نتحضّر ونستعدّ له نحن أيضاً، وهذا إنّما يحصل حينما تصبح أعمالنا، في جميع شؤون حياتنا الفردية والاجتماعيّة، قائمةً على الحقّ والحقيقة. ولعلّه لهذا علّمنا الله تعالى كيف ندعو - في الآية السابقة على هذه الآية التي فيها بشارة مجيء الحق وزهوق الباطل - بأن نقول: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا} [الإسراء: 80].
9- وَاجْعَلْهُ اللَّهُمَّ مَفْزَعاً لِمَظْلُومِ عِبَادِكَ:
جعل الله تعالى أهل البيت (عليهم السلام) كهفاً للخلائق وملجأ للمحرومين. ففي زمانهم (عليهم السلام) كانوا هم مأوى الطالبين والمتألمين والمحتاجين والمظلومين. وكذلك في أيّام الظهور، فإنّ هذه المسألة لها تجلّياتها الخاصّة. ومن هنا، ففي هذا الدعاء يطلب الداعي من الله تعالى ضمن دعائه للظهور تجلّي هذه الحقيقة الجميلة، وذلك لأنّ إحدى وظائف الإمام هي مساعدة الأفراد المحتاجين والضعفاء ومساندتهم. والآن - أيضاً - إنّ الإمام المهديّ (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) هو ملجأ المحرومين ومفزعهم ومأواهم؛ لأنّه الكهف والغَوث، ولكنّ في عصر الظهور سيكون ذلك ظاهراً ومشهوداً.
10- وَنَاصِراً لِمَنْ لا يَجِدُ لَهُ نَاصِراً غَيْرَكَ:
الله تعالى ناصر مَن لا ناصرَ له، وخليفة الله تعالى لديه هذه الخصوصيّة أيضاً. وفي عصر الظهور، لا يبقى أحد بلا ناصر، فالإمام المهديّ (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) ينصر جميع من يحتاج إلى النصرة، والروايات التي تصف حكومة الإمام (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) تذكر هذه المسألة ببيان جذّاب جدّاً.
11- وَمُجَدِّداً لِمَا عُطِّلَ مِنْ أَحْكَامِ كِتَابِكَ:
إحدى خصائص حكومة الإمام المهديّ (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) هي إحياء الدين وأحكام القرآن؛ لأنّ الإمام حينما يظهر لا يكون قد بقي من القرآن إلّا رسمه، ومن الإسلام إلّا اسمه. فعندما لا تعمل الأمّة بأحكام الإسلام، ولا تطبّق قوانينه، يمكن القول: إنّ الدين في ذلك المجتمع قد مات. ولذا، ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله حول صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف: "ويُحيي ميّتَ الكتاب والسُّنّة" (23).
ومعنى كون الإمام يحيي ذلك، هو أنّه عجل الله تعالى فرجه الشريف يعيد إجراء تعاليم الإسلام والقرآن التي تكون قد نُسيت، ويقوم بنشرها وترويجها في المجتمع. وبعبارة أخرى: كلّ ما هو دخيل أو خرافة أو بدعة ممّا ألصق بالدين ممّا لا حقيقة له إلّا ما نسجته الأوهام، يقوم الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف بمحوه وإزالة الغبار المتراكم على الدين بسببه. فعمل الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف في تبليغ الدين وبيانه له صورتان:
الأولى: إزالة البدع وإحياء السنن المتروكة، والدعوة من جديد إلى (إحياء) الإسلام والقرآن.
الثانية: إظهار الحقائق والتأويل والتنزيل القرآنيّ الذي لم يبن ويتّضح بعد إلى ذلك الزمان.
وفي كلتا الصورتين، بما أنّ الناس يرون في تعاليمه (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) خلاف عاداتهم ومعتقداتهم يُسمّون ذلك سنّة جديدة، مع أنّ كتابه (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) هو القرآن نفسه، ودعوته هي الإسلام والقرآن أيضاً.
عن الإمام الصادق (عليه السلام): "إذا خرج القائم يقوم بأمر جديد، وكتاب جديد، وسنّة جديدة، وقضاء جديد.." (24).
وعن الفضيل بن يسار أنّه قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "إنّ قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشدّ ممّا استقبله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من جهّال الجاهليّة. قلت: وكيف ذلك؟ قال: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان (25) والخشب المنحوتة، وإنّ قائمنا إذا قام أتى الناس وكلّهم يتأوّل كتاب الله يحتجّ عليه به، ثمّ قال: أَمَا والله ليدخلنّ عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحرّ والقرّ (26)" (27).
يكون الدين في عصر الظهور قويّاً ومحكماً؛ لأنّ الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف يبيّن دين الله بكلّ ما أوتي من قوّة وجهد وعلمٍ إلهيّ فائض
يقول النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم حول سيرته عجل الله تعالى فرجه الشريف وطريقته العامّة: "القائم من ولدي اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، وشمائله شمائلي، وسنته سنتي، يقيم الناس على ملّتي وشريعتي، ويدعوهم إلى كتاب ربي (عزَّ وجلَّ)" (28).
وثمّة أحاديث عدّة تتحدّث عن أنّ الإمام المهديّ (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) يجدّد الإسلام ويحيي السنن الميّتة والمتروكة، ويستفاد من هذه الروايات - أيضاً - أنّه (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) يقوم بتغيير كبير على المستويَين الدينيّ والثقافيّ، تزول معه البدع والخرافات، ويحيى به الإسلام من جديد. وعلى هذا الأساس، يأتي ما روي أنّه عجل الله تعالى فرجه الشريف يقوم بتخريب بعض الأبنية والمساجد.
ومن هنا، ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) قوله: "والله، لا تذهب الدنيا حتّى يبعث الله منّا رجلاً أهلَ البيت يعمل بكتاب الله" (29).
12- وَمُشَيِّداً لِمَا وَرَدَ مِنْ أعْلامِ دِينِكَ:
يكون الدين في عصر الظهور قويّاً ومحكماً؛ لأنّ الإمام المهديّ (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) يبيّن دين الله بكلّ ما أوتي من قوّة وجهد وعلمٍ إلهيّ فائض، وتكون له الغلبة على مَن سواه دائماً، ويَبْلُغ من الإحكام والنفوذ بحيث لا يشوبه أيّ خلل إلى يوم القيامة. ومن هنا، فإنّ الداعي حينما يدعو بذلك، فهو يدعو للظهور بنحو آخر.
13- وَسُنَنِ نَبِيِّكَ (صلى الله عليه وآله وسلم):
لقد كان أحد أهداف أهل البيت (عليهم السلام) إحياء سنّة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) واستحكامها. والمثال البارز على ذلك قيام الإمام الحسين (عليه السلام)، الذي كان أحد أهدافه الأساس إحياء سنّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم واستحكامها، بل حتّى سعي العلماء وجهدهم كان في هذا المضمار أيضاً، والمثال البارز هو السيّد الخمينيّ قدس سره الذي أحيا وأحكم بثورته المباركة القرآن وسنّة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم).
أمّا في عصر الظهور الذهبيّ، سيتذوّق العالم طعم السنّة الواقعيّة للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وسوف تكون سيرة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وطريقته هي الحاكمة على الوجود، ولن يكون بين المسلمين اختلاف على سنّته (صلى الله عليه وآله وسلم).
14- واجْعَلْهُ اللَّهُمَّ مِمَّنْ حَصَّنْتَهُ مِنْ بَأْسِ المُعْتَدِين:
يتعرّض الحقّ - على طول التاريخ - للهجوم والعداء، ولا يخلو عصر من عصور الرسالة والإمامة والولاية من المنازعة والاعتراض. وفي عصر الظهور، سيستقرّ الحقّ بشكلٍ تامّ، وسيسبّب ذلك اجتماع أعداء الإسلام مع الأعداء الآخرين لحجّة الله لخوض الحرب الأخيرة. وهنا نعتقد أنّ حزب الشيطان سيزول، وأمّا حزب الله، فليس فقط سيغلب وينتصر، بل سيكون الفائز والمُفلح أيضاً، قال تعالى: {حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة: 56] وقال سبحانه: {حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة: 22].
ولا يتحقّق النصر إلّا بشرطَين:
الأوّل: لا بدّ لحزب الله لكي يحكم ويغلب من تحقيق عناصر التنظيم والإدارة والقوة والوحدة والجرأة.
الثاني: علينا أن نرفع أيدينا بالدعاء للإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف في كلّ يوم لأجل عزّته وحفظ سلامته ونصرته وعدم خذلانه.
والأئمّة الأطهار (عليهم السلام) كانوا في جميع حالاتهم وفي مناجاتهم يدعون لحفظ إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وسلامته، وقد علّمونا كيف ندعو له بذلك:
فالإمام الرضا (عليه السلام) يعلّمنا أن ندعو له عجل الله تعالى فرجه الشريف بالقول:
"اللّهمّ ادفع عن وليّك.. وأعِذْه من شرّ جميع ما خلقت.. واحفظه من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، ومن فوقه ومن تحته، بحفظك الذي لا يضيع من حفِظته به" (30).
ويدعو الإمام العسكري (عليه السلام) في قنوت صلواته بهذا الدعاء:
"فاجعله - اللّهمّ - في حصانةٍ من بأس المعتدين.. فاجعله اللّهمّ في أمنٍ ممّا نشفق عليه منه، وردّ عنه من سهام المكائد ما يوجّهه أهل الشنآن إليه" (31).
15- اللَّهُمَّ وَسُرَّ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً (صلى الله عليه وآله وسلم) بِرُؤْيَتِهِ وَمَنْ تَبِعَهُ على دَعْوَتِه:
في أيّ زمان يُستجاب هذا الدعاء؟ قطعاً أحد مصاديقه يوم الظهور، عندما يشاهد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في سائر أرجاء الدنيا وقد علت أصوات الجنود في أرض المعركة بالتوحيد، فإنّه يدخل عليه السرور، ويسرّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما يُهزم إبليس.
وفي دعاء أبي حمزة الثماليّ، يقول الإمام زين العابدين (عليه السلام):
"إلهيّ، إن أدخلتني النار ففي ذلك سرور عدوّك، وإن أدخلتني الجنّة ففي ذلك سرور نبيّك، وأنا أعلم أنّ سرور نبيّك أحبّ إليك من سرور عدوّك".
وإنّما يُسرّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)؛ لأنّ فرداً من أمّته شملته رحمة الله تعالى وعفوه، وأمّا إذا لم يُعفَ عنه، فيفرح الشيطان لإضلاله شخصاً آخر وجعله من أهل جهنّم، وعلى هذا الأساس، كان هذا المقطع معبِّراً عن طلب الظهور.
16- وَارْحَمِ اسْتِكَانَتَنَا بَعْدَهُ:
بعد رحيل النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، غُصِب حقّ أهل البيت (عليهم السلام)، وبدأت محنتهم وشدّتهم. ففي دعاء قنوت الإمام الحسن العسكريّ (عليه السلام):"اللّهمّ، وقد عاد فيئنا دُولَةً بعد القسمة، وإمارتنا غَلَبةً بعد المشورة، وعُدْنا ميراثاً بعد الاختيار للأُمّة، واشتُريَت الملاهي والمعازف بسهم اليتيم والأرملة، وحكَم في أبشار المؤمنين أهلُ الذمّة، ووَلِيَ القيامَ بأمورهم فاسقُ كلِّ قبيلة، فلا ذائد يذودهم عن هلكة، ولا راعٍ ينظر إليهم بعين الرحمة، ولا ذو شفقة يُشبع الكبد الحرّى من مسغبة، فهم أولو ضرع بدار مضيعة، وأسراء مسكنة، وخلفاء كآبة وذلّة" (32).
17- اللَّهُمَّ اكْشِفْ هَذِهِ الْغُمَّةَ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِحُضُورِهِ:
الحضور هنا بمعنى الظهور، الذي حينما يحصل ستنجلي جميع غمومنا وغصصنا إلى الأبد؛ لأنّ غيبة الإمام (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) هي سبب الغمّ والغصّة، وظهوره هو أساس فرحتنا وسعادتنا، وزوال جميع المتاعب والشدائد في العالم، وهو ما ينعكس على الأمّة الإسلاميّة بشكل خاصّ من خلال حاكميّة الإسلام.
18- وَعَجِّلْ لَنَا ظُهُورَهُ:
إحدى وظائف المنتظرين هي الدعاء لتعجيل الفرج، فقد سأل أحمد بن إسحاق الإمام العسكري (عليه السلام): يا بن رسول الله، فمن الإمام والخليفة بعدك؟ فنهض (عليه السلام) مسرعاً فدخل البيت، ثمّ خرج وعلى عاتقه غلام كأنّ وجهه القمر ليلة البدر من أبناء الثلاث سنين، فقال: "يا أحمد بن إسحاق، لولا كرامتك على الله (عزَّ وجل) وعلى حُجَجه ما عرضت عليك ابني هذا، إنَّه سميُّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكنيُّه، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.
يا أحمد بن إسحاق، مَثَلُه في هذه الأمّة مَثَلُ الخضر (عليه السلام)، ومَثَلُه مَثَلُ ذي القرنين. واللهِ ليغيبنَّ غيبةً لا ينجو فيها من الهَلَكة إلّا من ثبَّته الله (عزَّ وجلّ) على القول بإمامته، ووفّقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه" (33).
لقد تعرّض القرآن الكريم لقضيّة العجلة والسرعة والسَبق إلى بعض الأعمال، فقال: ﴿وَسَارِعُواْ﴾، ﴿سَابِقُوا﴾، ﴿فَاسْتَبِقُواْ﴾. وثمّة اختلاف وتفاوت بين التعجيل والعجلة من جهة، والسرعة والسبق من جهةٍ أخرى، فحُسن السرعة والسبق إنّما هو في المواطن التي تكون الأمور كلّها فيها قد تمّت مراجعتها وتنظيمها، فلا ينبغي تضييع الوقت والفرصة.
وأمّا التعجيل والعجلة فهما في الأمور التي لم يحن موعدها بعد، أو أنّه يحتاج إلى مزيد من العمل أو المراجعة، فهنا لا بدّ من التأنّي.
والعجلة تكون مناسبةً في بعض المواضع {فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ} [الفتح: 20] بل لا مانع على الإطلاق من العجلة في أمور الخير وكسب رضا الله تعالى: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه: 84].
19- إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَرَاهُ قَرِيباً:
وردت هذه الجملة في القرآن الكريم في حقّ الكافرين الذين يستبعدون أصل المعاد، ويعدّونه أمراً بعيداً عن الذهن والعقل، في حين أنّ حصول يوم القيامة عند الله تعالى أمر قطعيّ وواقع لا محالة، وقادم وقريب.
كذلك الأمر بالنسبة إلى ظهور الإمام المهديّ (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، فبعضهم يراه أمراً بعيداً، في حين أنّ كلّ فرد يوفّق لقراءة هذا الدعاء يقرّ ويعترف بظهوره (عجّل الله تعالى فرجه الشريف).
وفي الحياة المهدويّة، مضافاً إلى الاعتقاد بالظهور الحتميّ، لا بدّ من الاعتقاد بقرب هذا الظهور، وذلك لأنّ الروايات طلبت من المنتظِر أن يتوقّع ظهوره صباحاً ومساءً، وأن يكون على أُهبَة الاستعداد له.
نعم، الاعتقاد بقرب هذه المسألة لا ينبغي أن ينجرّ إلى أمور سقيمة وفاسدة، كالتحديد والتوقيت.
20- بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ:
وردت هذه العبارة في كثير من الأدعية، وهي ترشدنا إلى أنّ استجابة الدعاء إنّما هي من خلال رحمة الله تعالى الذي ينظر بلطفه وعطفه ويستجيب دعاء الجميع. ولذا، ففي الأدعية والطلب منه تعالى لا بدّ من التوجّه إلى رحمته ومحبّته؛ لأنّ من بين الأسماء النورانيّة الإلهيّة خُصّ اسم الرحمان بالذكر.
21- الْعَجَلَ الْعَجَلَ يَا مَوْلايَ يَا صَاحِبَ الزَّمَانِ:
في هذه الجملة توجد أمور ثلاثة:
الأوّل: إنّه مضافاً إلى الطلب من الله تعالى في هذا الدعاء بتعجيل ظهور إمام الزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، كذلك يطلب هذا الأمر من وليّه وخليفته أيضاً.
الثاني: هو مولى وقائد.
الثالث: هو صاحب العصر والزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف).
الإجابة عن سؤال شائع:
في الختام، لا بدّ من الإجابة عن تساؤلٍ يخطر في الأذهان كثيراً، وهو: هل كلّ من يقرأ دعاء العهد يصبح من أنصار إمام العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف، وفي حال مات فهل يرجع حتماً بعد ذلك؟
وفي الجواب:
أوّلاً: إنّ أحد شرائط استجابة الدعاء هي المواءمة بين الدعاء والعمل والسعي، ففي الكلمات القصار لأمير المؤمنين عليه السلام: "الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر" (34).
وإذا عرفنا أنّ الوتر هو سبب حركة السهم وواسطة رميه نحو الهدف، يتّضح لنا دور العمل في التأثير في الدعاء. فلا بدّ من العمل مع الدعاء، وإلى جانبه لا بدَّ من السعي والطلب.
الجنود الذين استعدّوا وتجهّزوا للقتال، يدعون كما يقول القرآن الكريم: {وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 250].
كذلك النبيّ والأئمّة (عليهم السلام)، الذين هم مظهر الدعاء وحقيقته، كانوا في عمل وسعي في الليل والنهار. لذا، ورد في الروايات عدم استجابة دعاء الذي لا يعمل لتحقيق مطلوبه!
ثانياً: ضرورة توفير شرائط استجابة الدعاء. لذا، يُستجاب دعاء الذين لم يُدخلوا إلى بطونهم طعاماً محرّماً، فقد جاء عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): "أطِب كسبَك تُستجَب دعوتُك" (35).
وفي القرآن الكريم، نقرأ قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]. ومن باب المثال: لو أنّ شخصاً قال لآخر: "عندما تتعرّض لمشكلة اتصل بي كي أساعدك" فلهذه الجملة لوازم وشروط، من جملتها:
1- حفظ الصداقة معي.
2- عدم تضييع رقم هاتفي، وحينما تتّصل بي اطلبه بشكل صحيح.
3- في عرض المشكلات كن صادقاً ولا تكذب.
- فهل نحن نراعي هذه الشروط حينما نقرأ دعاء العهد؟
- هل حفظنا صداقتنا مع الإمام (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)؟
- هل نحن الآن صادقون حينما تلونا عهدنا وعقدنا؟
- هل سنفي لصاحب الزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) بعهدنا وعقدنا؟
- هل عملنا بوظائفنا؟
- هل لدينا توجّه كامل وتامّ نحو مضامين هذا الدعاء؟
- هل لاحظنا الشروط الأخرى للرجعة؟
يقول تعالى في القرآن الكريم: {وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} [الشورى: 26].
وقد سأل رجلٌ أميرَ المؤمنين (عليه السلام) عن قول الله تعالى: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾، فقال: فما بالنا ندعو فلا يجاب؟ قال (عليه السلام): "إنّ قلوبكم خانت بثمان خصال:
أوّلها: أنّكم عرفتم الله فلم تؤدّوا حقّه كما أوجب عليكم، فما أغنت عنكم معرفتكم شيئاً.
والثانية: أنّكم آمنتم برسوله ثمّ خالفتم سنّته وأمتّم شريعته، فأين ثمرة إيمانكم؟
والثالثة: أنّكم قرأتم كتابه المنزل عليكم، فلم تعملوا به، وقلتم سمعنا وأطعنا، ثمّ خالفتم.
والرابعة: أنّكم قلتم إنّكم تخافون من النار، وأنتم في كلّ وقت تقدمون إليها بمعاصيكم، فأين خوفكم؟
والخامسة: أنّكم قلتم إنّكم ترغبون في الجنّة، وأنتم في كلّ وقت تفعلون ما يباعدكم منها، فأين رغبتكم فيها؟
والسادسة: أنّكم أكلتم نعمة المولى ولم تشكروا عليها.
والسابعة: أنّ الله أمركم بعداوة الشيطان وقال: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} [فاطر: 6] فعاديتموه بلا قول، وواليتموه بلا مخالفة.
والثامنة: أنّكم جعلتم عيوب الناس نصب عيونكم، وعيوبكم وراء ظهوركم، تلومون من أنتم أحقّ باللوم منه.
فأيّ دعاء يُستجاب لكم مع هذا، وقد سددتم أبوابه وطرقه؟ فاتقوا الله وأصلحوا أعمالكم، وأخلصوا سرائركم، وأمروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، فيستجيب الله لكم دعاءكم" (36).
هذا الحديث العظيم في معناه، يتحدّث بصراحة عن أنّ إجابة الدعاء وآثاره أمران مشروطان لا مطلقان، والشرط هو عمل الإنسان بوعوده ووفائه بعهوده. فقد عرفنا الكثير عن الإمام المهديّ (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) ولكنّنا لم نؤدِّ حقّه!
حقّاً، هل أعمالنا موافقة لسيرة إمام الزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) وسنته؟
إنّ العمل بالأمور الثمانية المتقدّمة، التي هي في الحقيقة شروط استجابة الدعاء، كافٍ لتربية الإنسان المنتظِر، ولتوجيه قواه في مسير الحياة النافعة والمثمرة في الحياة المهدويّة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحار الأنوار، المجلسيّ، ج 33، ص599.
(2) المصدر نفسه، ج97، ص 25.
(3) المصدر نفسه، ج73، ص 319.
(4) مستدرك الوسائل، الميرزا النوريّ، ج 13، ص372.
(5) بحار الأنوار، المجلسيّ، ج 24، ص241.
(6) نهج البلاغة، الرسالة: 53.
(7) مستدرك الوسائل، الميرزا النوريّ، ج 13، ص167.
(8) منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر، لطف الله الصافي الگلپايگاني، ص247.
(9) سنن أبي داود، ج 4، ص87.
(10) ينابيع المودّة، القندوزيّ، ج 3، باب 73، ص269.
(11) كنز العمال، المتّقيّ الهنديّ، ج 7، ص261.
(12) شرح نهج البلاغة، (ابن أبي الحديد)، ج 1، 281.
(13) ينابيع المودّة، القندوزيّ، ج 3، ص398 و399 و386 و396؛ منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر، لطف الله الصافي الگلپايگاني، ص236.
(14) مسند أحمد، أحمد بن حنبل ج 1، ص376 و377 و448؛ صحيح ابن حبّان، ج 13، ص284؛ المعجم الأوسط، الطبرانيّ، ج 7، ص54؛ المعجم الكبير، الطبرانيّ، ج 10، ص131-137؛ المعجم الصغير، الطبرانيّ، ج 2، ص148, معجم أحاديث الإمام المهديّ (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، عليّ الكورانيّ، ج 1، ص113، و258؛ ينابيع المودّة، القندوزيّ، ج 3، ص386؛ الإمامة والتبصرة، ابن بابويه القمّيّ، ص119, بغية الباحث، الهيثميّ، ص248؛ موارد الظمآن، الهيثميّ، ص 464؛ كنز العمّال، المتّقي الهنديّ، ج 14، ص263؛ بحار الأنوار، المجلسيّ، ج 28، ص46؛ منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر، لطف الله الصافي الگلپايگاني، ص236.
(15) سنن الترمذيّ، ج 3، ص343.
(16) بحار الأنوار، المجلسيّ، ج 51، ص72؛ كمال الدين وتمام النعمة، الصدوق، ج 1، 286.
(17) تفسير كنز الدقائق، المشهديّ، ج13، ص234؛ تفسير الصافي، الفيض الكاشانيّ، ج2، ص328؛ البرهان، البحرانيّ، ج5، ص367.
(18) بحار الأنوار، المجلسيّ، ج37، ص211-213.
(19) تفسير نور الثقلين، الحويزيّ، ج3، ص213؛ الخرائج والجرائح، الراونديّ، ج1، ص456؛ الغيبة، الطوسيّ، ص239.
(20) الكافي، الكلينيّ، ج8، ص287.
(21) كنز العمّال، المتّقي الهنديّ، ج14، ص266، ح 3867, كشف الغمّة، الأربليّ، ج2، ص471.
(22) مسند أحمد بن حنبل، ج2، ص774.
(23) نهج البلاغة، الخطبة رقم: 138.
(24) إثبات الهداة، الحرّ العامليّ، ج 3، ص 542.
(25) المراد: الأصنام المنحوتة منه.
(26) القرّ: البرد.
(27) الغيبة، النعمانيّ، ص307.
(28) بحار الأنوار، المجلسيّ، ج 51، ص73, كمال الدين وتمام النعمة، الصدوق، ج2، ص411.
(29) إثبات الهداة، الحرّ العامليّ، ج5، ص218, الأصول الستّة عشر، ص63.
(30) مصباح المتهجّد، الطوسيّ، ص49.
(31) المصدر نفسه، ص156.
(32) المصدر نفسه، ص 157.
(33) كمال الدين وتمام النعمة، الصدوق، ج2، ص384.
(34) نهج البلاغة، الحكمة: 337.
(35) مكارم الأخلاق، الطبرسيّ، ص275.
(36) بحار الأنوار، المجلسيّ، ج90، ص376.