x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
السجع
المؤلف: جلال الدين القزويني
المصدر: الإيضاح في علوم البلاغة
الجزء والصفحة: ص362-365
25-03-2015
4150
السجع وهو تواطؤ الفاصلتين من النثر على حرف واحد وهذا معنى قول السكاكي الأسجاع من النثر كالقوافي في الشعر وهو ثلاثة أضرب مطرف ومتواز وترصيع لأن الفاصلتين إن اختلفتا في الوزن فهو السجع المطرف كقوله تعالى ( ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا ) وإلا فإن كان ما في إحدى القرينتين من الألفاظ أو أكثر ما فيها مثل ما يقابله من الأخرى في الوزن والتقفية فهو الترصيع كقول الحريري فهو يطبع الأسجاع بجواهر لفظه ويقرع الأسماع بزواجر وعظه وكقول أبي الفضل الهمذاني إن بعد الكدر صفوا وبعد المطر صحوا
وقول أبي الفتح البستي ليكن إقدامك توكلا وإحجامك تأملا وإلا فهو السجع المتوازي كقوله تعالى ( فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ) وفي دعاء النبي ( اللهم إني أدرأ بك في نحورهم وأعوذ بك من شرورهم )
وشرط حسن السجع اختلاف قرينتيه في المعنى كما مر لا كقول ابن عباد في مهزومين طاروا واقين بظهورهم صدورهم وبأصلابهم نحورهم )
قيل وأحسن السجع ما تساوت قرائنه كقوله تعالى ( في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود ) ثم ما طالت قرينته الثانية كقوله ( والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى ) أو الثالثة كقوله تعالى ( خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ) وقول أبي الفضل الميكالي وله الأمر المطاع الشرف اليفاع والعرض المصون والمال المضاع
وقد اجتمعا في قوله تعالى ( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) ولا يحسن أن تولي قرينة قرينة أقصر منها كثيرا لأن السجع إذا استوفى أمده من الأولى لطولها ثم جاءت الثانية أقصر منها كثيرا يكون كالشيء المبتور ويبقى السامع كمن يريد الانتهاء إلى غاية فيعثر دونها والذوق يشهد بذلك ويقضي بصحته ثم السجع إما قصير كقوله تعالى ( والمرسلات عرفا فالعاصفات عصفا ) أو طويل كقوله تعالى ( إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو ( فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ) وفي دعاء النبي ( اللهم إني أدرأ بك في نحورهم وأعوذ بك من شرورهم )
وشرط حسن السجع اختلاف قرينتيه في المعنى كما مر لا كقول ابن عباد في مهزومين طاروا واقين بظهورهم صدورهم وبأصلابهم نحورهم )
قيل وأحسن السجع ما تساوت قرائنه كقوله تعالى ( في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود ) ثم ما طالت قرينته الثانية كقوله ( والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى ) أو الثالثة كقوله تعالى ( خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ) وقول أبي الفضل الميكالي وله الأمر المطاع الشرف اليفاع والعرض المصون والمال المضاع
وقد اجتمعا في قوله تعالى ( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) ولا يحسن أن تولي قرينة قرينة أقصر منها كثيرا لأن السجع إذا استوفى أمده من الأولى لطولها ثم جاءت الثانية أقصر منها كثيرا يكون كالشيء المبتور ويبقى السامع كمن يريد الانتهاء إلى غاية فيعثر دونها والذوق يشهد بذلك ويقضي بصحته ثم السجع إما قصير كقوله تعالى ( والمرسلات عرفا فالعاصفات عصفا ) أو طويل كقوله تعالى ( إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم إنه عليم بذات الصدور وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور ) أو متوسط كقوله تعالى ( اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر ) ومن لطيف السجع قول البديع الهمذاني من كتاب له إلى ابن فريقون كتابي والبحر وإن لم أره فقد سمعت خبره والليث وإن لم ألقه فقد تصورت خلقه والملك العادل وإن لم أكن لقيته فقد لقيني صيته ومن رأى من السيف أثره فقد رأى أكثره واعلم أن فواصل الأسجاع موضوعة على أن تكون ساكنة الأعجاز موقوفا عليها لأن الغرض أن يزاوج بينها ولا يتم ذلك في كل صورة إلا بالوقف ألا ترى أنك لو وصلت قولهم ما أبعد ما فات وما أقرب ما هو آت
لم يكن بد من إجراء كل من الفاصلتين على ما يقتضيه حكم الإعراب فيفوت الغرض من السجع وإذا رأيتهم يخرجون الكلم عن أوضاعها للازدواج في قولهم إني لآتيه بالغدايا والعشايا أي بالغدوات فما أظنك بهم في ذلك وقيل إنه لا يقال في القرآن أسجاع وإنما يقال فواصل وقيل السجع غير مختص بالنثر ومثاله من الشعر قول أبي تمام
( تجلى به رشدي وأثرت به يدي ... وفاض به ثمدي وأورى به زندي )
وكذا قول الخنساء
( حامي الحقيقة محمود الخليقة مهدي ... الطريقة نفاع وضرار ) وكذا قول الآخر
( ومكارم أوليتها متبرعا ... وجرائم ألفيتها متورعا )
وهو ظاهر التكلف وهذا القائل لا يشترط التقفية في العروض والضرب كقوله
( وزند ندى فواضله ورى ... ورند ربى فضائله نضير )