x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
التجريد
المؤلف: جلال الدين القزويني
المصدر: الإيضاح في علوم البلاغة
الجزء والصفحة: ص338-340
25-03-2015
4330
التجريد وهو أن ينتزع من أمر ذي صفة أمرا آخرا مثله في تلك الصفة مبالغة في كمالها فيه وهو أقسام منها نحو قولهم لي من فلان صديق حميم أي بلغ من الصداقة مبلغا صح معه أن يستخلص منه صديق آخر ومنها نحو قوله لئن سألت فلان لتسألن به البحر ومنها نحو قول الشاعر
( وشوهاء تعدو بي إلى صارخ الوغى ... بمستلم مثل الفنيق المرحل )
أي تعدو بي ومعي من نفسي لكمال استعدادها للحرب مستلئم أي لابس لأمة ومنها نحو قوله تعالى ( لهم فيها دار الخلد ) فإن جهنم أعاذنا الله منها هي دار الخلد لكن انتزع منها مثلها وجعل معدا فيها للكفار تهويلا لأمرها ومنها نحو قول الحماسي
( فلئن بقيت لأرحلن بغزوة ... تحوي الغنائم أو يموت كريم ) وعليه قراءة من قرأ ( فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان ) بالرفع بمعنى فحصلت سماء وردة وقيل تقدير الأول أو يموت مني كريم والثاني فكانت منه وردة كالدهان وفيه نظر ومنها نحو قوله
( يا خير من يركب المطي ولا ... يشرب كأسا بكف من بخلا )
ونحوه قول الآخر
( إن تلقني لا ترى غيري بناظرة ... تنس السلاح وتعرف جبهة الأسد)
ومنها مخاطبة الإنسان نفسه كقول الأعشى
( ودع هريرة إن الركب مرتحل ... وهل تطيق وداعا أيها الرجل ) وقول أبي الطيب
( لا خيل عندك تهديها ولا مال ... فليسعد النطق إن لم يسعد الحال )
ومنه المبالغة المقبولة والمبالغة أن يدعي لوصف بلوغه في الشدة أو الضعف حدا مستحيلا أو مستبعدا لئلا يظن أنه غير متناه في الشدة أو الضعف وتنحصر في التبليغ والإغراق والغلو لأن المدعي للوصف من الشدة أو الضعف إما أن يكون ممكنا في نفسه أو لا الثاني الغلو والأول إما أن يكون ممكنا في العادة أيضا أو لا الأول التبليغ والثاني الإغراق أما التبليغ فكقول امرىء القيس
( فعادى عداء بين ثور ونعجة ... دراكا فلم ينضح بماء فيغسل )
وصف هذا الفرس بأنه أدرك ثورا وبقرة وحشيين في مضمار واحد ولم يعرق وذلك غير ممتنع عقلا ولا عادة ومثله قول أبي الطيب
( وأصرع أي الوحش قفيته به ... وأنزل عنه مثله حين أركب )
وأما الإغراق فكقول الآخر
( ونكرم جارنا ما دام فينا ... ونتبعه الكرامة حيث مالا )
فإنه ادعى أن جاره لا يميل عنه إلى جهة إلا وهو يتبعه الكرامة وهذا ممتنع عادة وإن كان غير ممتنع عقلا وهما مقبولان وأما الغلو فكقول أبي نواس
( وأخفت أهل الشرك حتى إنه ... لتخافك النطف التي لم تخلق )
والمقبول منه أصناف أحدها ما أدخل عليه ما يقربه إلى الصحة نحو لفظة يكاد في قوله تعالى ( يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار ) وفي قول الشاعر يصف فرسا
( ويكاد يخرج سرعة عن ظله ... لو كان يرغب في فراق رفيق )
والثاني ما تضمن نوعا حسنا من التخييل كقول أبي الطيب
( عقدت سنابكها عليها عثيرا ... لو تبتغي عنقا عليه لأمكنا ) 0وقد جمع القاضي الأرجاني بينهما في قوله يصف الليل بالطول
( يخيل لي أن سمر الشهب في الدجى ... وشدت بأهدابي إليهن أجفاني )
والثالث ما أخرج مخرج الهزل والخلاعة كقول الآخر
( أسكر بالأمس إن عزمت على الشرب ... عدا إن ذا من العجب ).