الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الشكوك في الدين والزندقة
المؤلف:
جرجي زيدان
المصدر:
تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة:
ج1، ص355
24-03-2015
2495
ذكرنا ما كان من الحركة الفكرية في هذا العصر على إثر الانقلاب السياسي وتجمع الحقائق العلمية والفلسفية والطبية واللاهوتية والرياضية والفكرية والادبية وتزاحمها في اذهان الناس، وقد ظهرت طائفة جاهروا بالزندقة. وفيهم جماعة كبيرة من الادباء والشعراء أشهرهم: حماد عجرد، وحفص بن أبي وردة، وابن المقفع، ويونس بن أبي فروة، وعلي بن الخليل، وحماد الراوية، وابن الزبرقان، وبشار بن برد، وصالح ابن عبد القدوس، وابان اللاحقي، وعمارة بن حمزة، ويزيد بن الفيض، وجميل بن محفوظ. وكانوا يجتمعون على الشراب يتنادمون ويقولون الشعر ولا يكادون يفترقون، ويهجو بعضهم بعضا هزلا وجدا (1) وكثيرا ما كانوا يشتركون في أموالهم واحوالهم كما يفعل الاشتراكيون اليوم. فكان مطيع بن اياس، ويحيى بن زياد الحارثي، وابن المقفع، ووالبة بن الحباب، يتنادمون ولا يفترقون ولا يستأثر أحدهم على صاحبه بمال ولا ملك وكانوا جميعا يرمون بالزندقة.
وكان أولئك المتفلسفون ينظرون الى الدنيا من وجهها الأسود فلا يرون فيها حسنا ولا يعترفون لاحد بفضيلة على شاكلة من يعبر عنهم الغربيون بكلمة Passimistes وذكروا ان مطيع بن اياس مر بيحيى بن زياد وحماد الرواية وهما يتحادثان، فقال لهما: (فيم انتما؟) قالا: (في قذف المحصنات) قال: (او في الارض محصنة تقذفانها؟) ويدل هذا من جهة أخرى على رأيهم في المرأة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الأغاني ج16 و18 و12