نص مختار من رسالة محض الإسلام وشرائع الدين

عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ قَالَ: سَأَلَ الْمَأْمُونُ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى الرِّضَا (عليه السّلام) أَنْ يَكْتُبَ لَهُ مَحْضَ الْإِسْلَامِ عَلَى سَبِيلِ الْإِيجَازِ وَالِاخْتِصَارِ فَكَتَبَ (عليه السّلام) لَهُ أَنَّ مَحْضَ الْإِسْلَامِ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ إِلَهاً وَاحِداً أَحَداً فَرْداً صَمَداً قَيُّوماً سَمِيعاً بَصِيراً قَدِيراً قَدِيماً قَائِماً بَاقِياً عَالِماً لَا يَجْهَلُ قَادِراً لَا يَعْجزُ غَنِيّاً لَا يَحْتَاجُ عَدْلًا لَا يَجُورُ وَأَنَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ لَا شِبْهَ لَهُ وَلَا ضِدَّ لَهُ وَلَا نِدَّ لَهُ وَلَا كُفْءَ لَهُ وَأَنَّهُ الْمَقْصُودُ بِالْعِبَادَةِ وَالدُّعَاءِ وَالرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ.
وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَمِينُهُ وَصَفِيُّهُ وَصَفْوَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ وَسَيِّدُ الْمُرْسَلِينَ وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَأَفْضَلُ الْعَالَمِينَ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ وَلَا تَبْدِيلَ لِمِلَّتِهِ وَلَا تَغْيِيرَ لِشَرِيعَتِهِ وَأَنَّ جَمِيعَ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [صلى الله عليه وآله] هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ وَالتَّصْدِيقُ بِهِ وَبِجَمِيعِ مَنْ مَضَى قَبْلَهُ مِنْ رُسُلِ اللَّهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَحُجَجِهِ وَالتَّصْدِيقُ بِكِتَابِهِ الصَّادِقِ الْعَزِيزِ الَّذِي لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ وَأَنَّهُ الْمُهَيْمِنُ عَلَى الْكُتُبِ كُلِّهَا وَأَنَّهُ حَقٌّ مِنْ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ نُؤْمِنُ بِمُحْكَمِهِ وَمُتَشَابِهِهِ وَخَاصِّهِ وَعَامِّهِ وَوَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ وَنَاسِخِهِ وَمَنْسُوخِهِ وَقِصَصِهِ وَأَخْبَارِهِ لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ أَنْ يَأْتِيَ بِمِثْلِهِ.
وَأَنَّ الدَّلِيلَ بَعْدَهُ وَالْحُجَّةَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْقَائِمَ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ وَالنَّاطِقَ عَنِ الْقُرْآنِ وَالْعَالِمَ بِأَحْكَامِهِ أَخُوهُ وَخَلِيفَتُهُ وَوَصِيُّهُ وَوَلِيُّهُ وَالَّذِي كَانَ مِنْهُ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عليه السّلام) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَإِمَامُ الْمُتَّقِينَ وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ وَأَفْضَلُ الْوَصِيِّينَ وَوَارِثُ عِلْمِ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ وَبَعْدَهُ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ثُمَّ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ زَيْنُ الْعَابِدِينَ ثُمَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ بَاقِرُ عِلْمِ النَّبِيِّينَ ثُمَّ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ وَارِثُ عِلْمِ الْوَصِيِّينَ ثُمَّ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ الْكَاظِمُ ثُمَّ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا ثُمَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ثُمَّ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ثُمَّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ثُمَّ الْحُجَّةُ الْقَائِمُ الْمُنْتَظَرُ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ) أَشْهَدُ لَهُمْ بِالْوَصِيَّةِ وَالْإِمَامَةِ وَأَنَّ الْأَرْضَ لَا تَخْلُو مِنْ حُجَّةِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى خَلْقِهِ فِي كُلِّ عَصْرٍ وَأَوَانٍ وَأَنَّهُمُ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى وَأَئِمَّةُ الْهُدَى وَالْحُجَّةُ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا إِلَى أَنْ يَرِثَ اللَّهُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها وَأَنَّ كُلَّ مَنْ خَالَفَهُمْ ضَالٌّ مُضِلٌّ بَاطِلٌ تَارِكٌ لِلْحَقِّ وَالْهُدَى وَأَنَّهُمُ الْمُعَبِّرُونَ عَنِ الْقُرْآنِ وَالنَّاطِقُونَ عَنِ الرَّسُولِ (صلى الله عليه وآله) بِالْبَيَانِ وَمَنْ مَاتَ وَلَمْ يَعْرِفْهُمْ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَأَنَّ مِنْ دِينِهِمُ الْوَرَعَ وَالْعِفَّةَ وَالصِّدْقَ وَالصَّلَاحَ وَالِاسْتِقَامَةَ وَالِاجْتِهَادَ وَأَدَاءَ الْأَمَانَةِ إِلَى الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ وَطُولَ السُّجُودِ وَصِيَامَ النَّهَارِ وَقِيَامَ اللَّيْلِ وَاجْتِنَابَ الْمَحَارِمِ وَانْتِظَارَ الْفَرَجِ بِالصَّبْرِ وَحُسْنَ الْعَزَاءِ وَكَرَمَ الصُّحْبَةِ ... إلى آخر الرواية الشريفة (1).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عيون أخبار الرضا (عليه السّلام)، الشيخ الصدوق (رض)، ج2، ص 129 ـ 130.
1