أكّد أهالي قرية البشير في محافظة كركوك، أنّ نهضة الشباب العراقيّين بعد فتوى الدفاع الكفائي التي أطلقها المرجع الديني الأعلى سماحة السيّد علي الحسينيّ السيستانيّ (دام ظله الوارف) أفشلت كلّ المؤامرات التي تحاك لرسم خارطة جديدة في المنطقة. جاء ذلك في كلمة ألقاها معتمد المرجعيّة الدينيّة في محافظة كركوك السيّد قنبر الموسويّ في المهرجان الذي أقيم في قصبة البشير برعاية العتبة العباسية المقدسة تحت عنوان "تحرير البشير.. عقد فريد في لوح مجيد"، بمناسبة تحريرها من براثن عصابات داعش الإرهابية. في أدناه نصّ الكلمة: في مثل هذا اليوم بزغ نور الأمل في الحياة من جديد في ربوع منطقة البشير فتنور جزء من بلدنا العراق العزيز. في مثل هذا اليوم سطّر أبناؤكم أبناء العراق الشرفاء الغيارى أروع الملاحم وأثبتوا أنّ في هذا البلد أبطالًا يقفون سدًّا منيعًا ويبذلون مهجهم في سبيل وطنهم العزيز. فرأينا يأس أعدائنا عندما رأوا أنّ هنا شعبًا لا يقهر بل ولا يخدع بمكرهم فلقد كان هناك ألوان من المكر والتضليل من الداخل والخارج. وكانت القيادة الحكيمة المخلصة المتمثلة بالمرجعيّة الدينية العليا لسماحة آية الله العظمى السيّد علي الحسينيّ السيستانيّ (دام ظله الواف)، كانت هذه القيادة لها بالمرصاد تصطاد أفاعيلهم في اللّيل والنهار والسر والعلن. نعم كانت هناك مخطّطات جبّارة حيكت في أروقة البغض وأروقة الغدر وخلف ستار من الزخارف كان هدفها تحطيم هذا الشعب وإذابة كبريائه وجعله خاضعًا لهذا وذاك، وإلى الآن هناك من يتصور بأن الشعب العراقي يمكن أن يتنازل عن سيادته فهذا الشعب يحمل قلبًا مليئًا بحب الله ورسوله وآل بيته (عليهم السلام) وبحب وطنه وتربته، هذه النهضة الشبابيّة العظيمة من الشباب الشرفاء والغيارى والذين يحبون وطنهم ويبذلون كل غال ونفيس من أجل هذا العراق، أفشلت كل المؤامرات القديمة وستفشل كل المؤامرات الحديثة التي تحيكها بعض الأصابع الخفيّة، وغيرت حسابات دول كانت تخطط وتضع برامج ومعادلات لرسم خارطة جديدة في المنطقة وكذلك أفشلت كل من حاول مصادرة جهود المجاهدين الغيارى الشهداء الذين بذلوا مهجهم من أجل هذا الوطن العزيز.
هذه التجربة دلّت على أنّ أبناء العراق يحبون وطنهم وينتمون إليه بل أفرزت البعض ممن اختلط ولائهم لوطنهم ببعض الشوائب، نحن اليوم وبعد كل تلك الدماء نقف أمام لون من الفساد يهدد كل مفاصل البلد ولكن لن يعجز الشرفاء من أبناء هذا البلد من معالجته وكل فرد في هذا البلد من أبنائه أمانة في أعناق الشرفاء والغيارى الذين يتمتعون بخصلة حب الوطن يحاول بعض أعدائنا أن يقلل من شأن الوطن وحبه ببعض التفاهات، مثلًا ماذا أفعل في وطن لا أملك فيه شبرًا من الأرض أو سيارة أو دارًا هذا من فنون خداع الناس كل الوطن وطننا بترابه وسمائه ومائه وهوائه كله لنا جميعا، علينا جميعا أن نلتف حول مرجعيتنا الحكيمة فهي صمام الأمان وبوصلة الاتجاه الصحيح لحركتنا نحو الإزدهار والأمان. نقف إجلالًا لأمهات الشهداء تلك الأمهات التي رضعن بحليب طيب وتلك الأيادي التي هزّت مهد هؤلاء الأبطال حتى تعلموا هذا الإصرار، نقف ونطأطأ رؤوسنا أمام المقاتلين المجاهدين الأبطال الذين يقفون الآن في سواتر الكرامة يدفعون عن هذا البلد وشعبه ومقدساته تلك الطغمة الشريرة التي عاثت في الأرض الفساد، فألف تحيّة لدماء الشهداء وألف تحيّة لأيتامهم وأمهاتهم ولكل مقاتل شمّر عن ساعده لأجل الأرض والعرض والمقدّسات وألف تحيّة لكل المجاهدين الشرفاء بشتى صنوفهم ومن كل المناطق التي وقفت من أوّل يوم في سواتر العزّ وأخيرًا وليس آخرًا.