أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-01-2015
1555
التاريخ: 21-01-2015
1510
التاريخ: 25-01-2015
1466
التاريخ: 26-01-2015
1531
|
تعرض القرآن الكريم لقضايا العلمية كثيرة منها موضوع خلق الكون والزمان
والمكان والقران يشير إلى أن اللّه خلق الكون في ستة أيام والأيام عند اللّه هي
فترات زمنية وليست أياما بالمعنى الأرضي لآن الزمن نسبى وليس مطلق.
قال اللّه تعالى : {وإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ
كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ } (الحج : 47) .
قال اللّه تعالى : {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ والرُّوحُ
إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} (المعراج : 4) .
وهذا ما يتفق مع معطيات العلم الحديث والنظرية
النسبية.
وللزمن في حياة الكائنات الحية بل وغير
الحية أهمية كبيرة فكلنا يهتم بقياس الزمن كمحدد للعمر.
وكذلك الشعب المرجانية والمواد المشعة
كالراديوم واليورانيوم تنحل إشعاعيا لتتحول إلى رصاص.
ولكل عنصر مشع معدل معين للانحلال.
وقد استخدم العلماء بعض المواد المشعة
كاليورانيوم والكربون 14 لتعيين عمر الأرض وعمر الحياة على الأرض، كما استخدم
العلماء ظاهرة تمدد الكون واتساعه المستمر لتعيين عمر الكون.
قال تعالى : {والسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وإِنَّا
لَمُوسِعُونَ} (الذاريات : 47)
وقد إستخدم العلماء ظاهرة تمدد الكون وإتساعه
المستمر لإثبات وجود اللّه لأن الكون طالما أنه له بداية زمنية محددة فلابد أن
يكون قد أوجده مبدئ لأنه لا يمكن أن يكون قد بدأ بنفسه.
وقد وجه القرآن للإنسان دعوة صريحة للبحث عن
نشأة الكون وبداية الخلق.
فيقول سبحانه وتعالى : {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ
فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ
الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (العنكبوت : 20)
ونستخلص من هذه الآية عدة إشارات مهمة منها
أن السير في الأرض سوف يرشدنا لبداية الخلق والتعبير القرآني بالسير في الأرض وليس
عليها يشير إلى البحث في الطبقات الجيولوجية للأرض للتعرف على نشأتها ونشأة
المملكة النباتية والحيوانية بها بل وعلى بداية الخلق بجميع أنواعه بما في ذلك
الكون.
وقد ذكر القرآن في كثير من آياته أن اللّه
سبحانه وتعالى خلق الكون في ستة أيام.
قال اللّه تعالى : {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي
خَلَقَ السَّماواتِ والْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى
الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً والشَّمْسَ والْقَمَرَ
والنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ والْأَمْرُ تَبارَكَ
اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ} (الأعراف : 54)
والمقصود هنا بالأيام: المراحل أو الحقب
الزمنية لخلق الكون وليست الأيام التي نعدها نحن البشر بدليل عدم الإشارة إلى ذلك
بعبارة مما تعدون في اي من الآيات التي تتحدث عن الأيام السته لخلق السماوات والأرض
وكمثال آخر في سورة يونس.
قال تعالى : {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي
خَلَقَ السَّماواتِ والْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى
الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ما مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ
ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ} (يونس : 3)
وفي سورة هود.
قال اللّه تعالى : {وهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ
والْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ لِيَبْلُوَكُمْ
أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ولَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ
الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ}(هود : 7)
وفي سورة الفرقان
قال اللّه تعالى : {الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والْأَرْضَ
وما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمنُ
فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً} (الفرقان : 59)
وفي سورة ق
قال تعالى : {ولَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ والْأَرْضَ
وما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ } (ق : 38)
وفي سورة الحديد
قال تعالى : {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والْأَرْضَ
فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي
الْأَرْضِ وما يَخْرُجُ مِنْها وما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وما يَعْرُجُ فِيها وهُوَ
مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ واللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (الحديد : 4)
في حين يقول سبحانه وتعالى في سورة الحج : {ويَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ ولَنْ
يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا
تَعُدُّونَ} (الحج : 47)
وفي سورة السجدة
قال تعالى : {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ
السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ
أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} (السجدة : 5)
وقد أجمع المفسرون على أن الأيام الستة
للخلق قسمت إلى ثلاثة أقسام متساوية كل قسم يعادل يومين من أيام الخلق بالمفهوم
النسبي للزمن.
أولا : يومان لخلق الأرض من السماء
الدخانية الأولى فاللّه تعالى يقول :
(خلق الأرض في يومين)
ويقول سبحانه وتعالى في سورة الأنبياء :
{أَ ولَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ
السَّماواتِ والْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ
كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَ فَلا يُؤْمِنُونَ} (الأنبياء : 30)
وهذا دليل على أن السموات والأرض كانتا في
بيضة كونية واحدة (رتقا) ثم انفجرت (ففتقناهما).
ثانيا : يومان لتسوية السماوات السبع طبقا لقوله (فقضاهن سبع سموات في يومين) وهو يشير إلى الحالة الدخانية
للسماء :
{ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وهِيَ دُخانٌ
فَقالَ لَها ولِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ } (فصلت : 11)
بعد الانفجار العظيم بيومين حيث بدأ بعد ذلك
تشكيل السماوات (فقضاهن) اي صنعهن وأبدع خلقهن سبع سموات في فترة محدودة بيومين
آخرين.
ثالثا : يومان لتدبر الأرض جيولوجيا وتسخيرها لخدمة الإنسان.
يقول سبحانه في سورة الأنبياء : {وجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ
أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وجَعَلْنا فِيها فِجاجاً سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} (الأنبياء : 31)
{وهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وجَعَلَ فِيها
رَواسِيَ وأَنْهاراً ومِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ
يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الرعد : 3)
وهو ما يشير إلى جبال نيزكية سقطت واستقرت
في البداية على قشرة الأرض فور تصلبها.
وقال سبحانه وتعالى في سورة النازعات : { أَ أَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ
السَّماءُ بَناها (27) رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها (28) وأَغْطَشَ لَيْلَها وأَخْرَجَ ضُحاها (29) والْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها (30) أَخْرَجَ مِنْها ماءَها ومَرْعاها} (النازعات : 31)
وقال تعالى في سورة فصلت : {وجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ
فَوْقِها وبارَكَ فِيها وقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً
لِلسَّائِلِينَ} (فصلت : 10)
اي أن اللّه سبحانه وتعالى أخرج منها ماءها
ومرعاها و(قدر فيها أقواتها) اي أرزاق أهلها ومعاشهم بمعنى أنه خلق فيها أنهارها وأشجارها
ودوابها استعداد لاستقبال الإنسان في أربعة أيام متساوية بلا زيادة ولا نقصان
للسائلين من البشر.
وقد توصل العلماء باستخدام الانحلال
الإشعاعي لليورانيوم وتحوله إلى رصاص في قياس عمر الصخور الأرضية والنيزكية إلى أن
تكوين القشرة الأرضية وتصلب القشرة بدأ منذ 5، 4 مليار سنة وأن هذا الرقم هو أيضا
عمر صخور القمر وقد إستخدم العلماء حديثا الكربون المشع لتحديد عمر الحفريات
النباتية والحيوانية وتاريخ الحياة على الأرض.
وبهذا فإن كوكب الأرض قد بدأ تشكيله وتصلب
قشرته منذ 4500 مليون سنة وأن الإنسان زائر متأخر جدا لكوكب الأرض بعد أن سخر له
اللّه ما في الأرض جميعا.
ويؤكد العلم أن الإنسان ظهر منذ بضع عشرات
الآلاف من السنين دون تحديد نهائي.
ويمكن أن نعتبر أن التشكيل الجيولوجي للأرض
بدأ من إرساء الجبال النيزكية على قشرتها الصلبة وانبعاث الماء والهواء من باطن
الأرض وتتابع أفراد المملكة النباتية والحيوانية حتى ظهور الإنسان.
وقد استغرق ذلك فترة زمنية قدرها 5، 4 مليار
سنة والتي يشير إليها القرآن الكريم في صورة فصلت على أنها تعادل ثلث عمر الكون.
وحيث أن التدبير الجيولوجي للأرض منذ بدء
تصلب القشرة الأرضية وحتى ظهور الإنسان قد استغرق زمنا قدره 5، 4 مليار سنة.
فإنه يمكن حساب عمر الكون بضرب هذه الفترة
الجيولوجية * 3.
على اعتبار أن الأيام الستة مقسمة إلى ثلاثة
أيام متساوية.
وكل قسم يعادل يومين من أيام الخلق بالمفهوم
النسبي للزمن ومن ثم يصبح عمر الكون 5، 4* 3- 5، 13 مليار سنة.
وتدور الأبحاث حول تحديد عمر الكون منذ
الانفجار العظيم (بج بانج) Big bang في الفيزياء الكونية وأيضا حسب ظاهرة تمدد الكون وبطريفتين
نوويتين إلى أن عمر الكون ما بين 13 إلى 15 مليار سنة واللّه أعلم.
يقول اللّه تعالى في سورة الكهف : { ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ
السَّماواتِ والْأَرْضِ ولا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وما كُنْتُ مُتَّخِذَ
الْمُضِلِّينَ عَضُداً} (الكهف : 51)