الشواطئ :

لفظ ساحل يستخدم لوصف وتحديد منطقة الاحتكاك بين الأرض والبحر. والشاطئ تتضمن المسافة بين الجزء الأدنى للمياه وبين الحافة الساحلية وفي حالة الشواطئ المنخفضة ما بين ادنى نقطة واعلى نقطة تصل اليها الأمواج العاصفة واصطلاح شاطئ يتكون من التكوينات الرملية والصخرية وتتحدد ملامح أي شاطئ ساحلي بعدة عوامل هي: عمل الأمواج وطبيعة الساحل ذاته والتغيرات الطارئة على منسوبه ومنسوب المياه وتتمثل العوامل الخاصة ذات التأثير على المناطق الساحلية مثل النفايات البحرية المفتتات الصخرية وتأثير الثلاجات والنطاقات الجليدية ثم العوامل البشرية مثل الاعمال الهندسية والحواجز والسدود وغيرها. وعلى العموم فان كل شواطئ البحر الحالية ما هي الا نتاج التطور الذي حدث وما زال يحدث نتيجة لتقدم البحر وتقهقره عن الأرض المجاورة فيؤدي ارتفاع منسوب البحر او انخفاض أجزاء من ظاهرات سطح الأرض التي قد تكون قد ظهرت أصلا بفعل عوامل التعرية الأخرى.

انغمار الأرض تحت سطح البحر بهذا الشكل قد يساعد على تكوين سواحل بحرية ويساعد على تشكيل ظاهرات جيومورفولوجية مثل الخلجان والمضايق البحرية والرفوف والسواحل البحرية والشواطئ البحرية لها أهمية كبرى في الجذب السياحي وتعطى مزية خاصة للدولة السياحية وتضيف اليها عامل جذب مميزا، وموقع أي دولة على شاطئ البحر يعطيها منفذا بحريا وواجهة ممتازة للجذب السياحي، ولا يخفى علينا ان اكبر دول الجذب السياحي في العالم تطل جميعها على شواطئ البحر ولها مصايف عالمية شهيرة مثل فرنسا واسبانيا وإيطاليا واليونان وألمانيا، والشواطئ مناطق جذب سياحي لأبناء الدول المحرومة من شاطئ وكذلك الدول التي لديها شواطئ غير صالحة مثل اغلب أجزاء شاطئ البحر الأحمر والمناطق شديدة الانحدار والارتفاع في غرب اوربا.

ولعل المنطقة الوحيدة التي يمكن مقارنتها بشواطئ مصر هي شواطئ ساحل الريفيرا الفرنسية والإيطالية وذلك من حيث طبيعة المناخ والقرب من مراكز الكثافة السكانية والواجهة البحرية لدول قلب ووسط اوربا. ويتطلب وجود المصيف عادة موضعا يتوفر فيه شاطئ متدرج رملي ناعم نظيف ولهذا تلعب التعرية والارساب البحري دورا هاما في تكونه وظاهرة المصايف البحرية حديثة نسبيا اذ لم تقدر الأهمية الصحية للسباحة وماء البحر الا منذ القرن الثامن عشر.

وفي القرن التاسع عشر روجت لها الهيئات الطبية فتحول الاهتمام من المياه المعدنية الى مياه البحر وقادت الملكية والارستقراطية في إنجلترا خاصة هذا التقليد (الموضة) واتفق هذا زمنيا مع الانقلاب الصناعي وتقدم المواصلات وارتفاع مستوى المعيشة وظهور مدن الفحم الخانقة والتحول الى استخدام المواصلات الحديدية من ناحية أخرى وانتشار الامن على الساحل الإنجليزي الجنوبي بعد الحروب النابليونية من جهة ثالثة، كذلك ارتفاع مستوى المعيشة والرفاهية. وكانت النتيجة ان ظهرت سياحية الاصطياف كملطف ورد فعل.

ونتيجة مباشرة للعصر الصناعي في بريطانيا التي تمتاز بسواحل مترامية في كل ناحية ظهر نوع جديد من مدن البلاجات، وأصبحت مصايف الشواطئ تقام على كل بقعة ساحلية صالحة، واعتاد بعض سكان المدن على الانتقال بين الداخل والساحل في حركة كالمد والجرز تنتظم ملايين السكان سنويا مشكلة ظاهرة عالمية مثيرة واسعة النطاق جدا.

ولهذا ربما كانت مدن المصايف البحرية اهم أنواع مدن الترفيه. واذا كانت مدن المشاتي قاصرة على نطاقات عرضية مركزة ومعينة فان مدن حمامات البحر هذه قد أصبحت واسعة الانتشار. ولكل بلد شواطئه ومصايفه واذا كانت مدن المشاتي ضرورة من مدن السياحة فان مدن المصايف البحرية تعتبر من مدن قضاء العطلات ولهذا فهي تتكدس بمختلف المستويات الاجتماعية والاقتصادية وتأخذ نمطا فصليا اشد وضوحا. وهذه المدن تلعب فيها حرفة الخدمات وبيوت الضيافة دورا بارزا حتى سميت مع غيرها من مدن الترفيه بمدن (البنسيونات), وتقسم مواضع المصايف الى قسمين:

1- قديم مورث من ميناء صيد صغيرة قد يكون قد بدا بداية متواضعة وبمرور الوقت تنشا المدينة الجديدة بجوار المدينة القديمة، وبعد ان تكون النواة الاصلية للمدينة واقعة في خليج او مشرفة على جونة نجد ان المدينة الجديدة تنشا مواجهة للبحر مباشرة وقريبة منه مثل راس البر وبلطيم وأبو قير والإسكندرية ومرسى مطروح.

2- النوع الثاني قد يكون قد صنع لخدمة مراكز هامة مثل مصيف رشيد وبور سعيد وجمسه, ويمكن القول اذا بانه ليس هناك في الغالب نقص في المواضع الصالحة، ولهذا فالمهم هو الموقع بالنسبة لكتل السكان الكبرى، ولما كانت المصايف أساسا من مدن العطلات فلا ينبغي ان تبعد كثيرا عن مدن مصادر السكان.

ولهذا تنفرد مواقع المصايف بحسب تعدد المدن ومراكز العمران الداخلية واحيانا تجد المدنية بلاجاتها داخل نطاقها مثل الإسكندرية، ولكن الاغلب ان لكل مدينة داخلية (البلاج) المقابل، ومعظم العواصم الكبرى لها مصايفها المجاورة فالقاهرة مثلا بلاجاتها المقابلة في الإسكندرية وراس البر.

ولكن الموضع والموقع لا يحدد ان دائما أهمية المصايف بل لابد من دفعة الدعاية والتقليد فبعض المصايف نجح بفضل جهود شركات السكك الحديدية في جذب الناس اليها بل أحيانا من صنعها اما التقليدي فهي من وضع الحكام والاغنياء, ولقد أصبحت مصايف الشواطئ تقام على كل بقعة ساحلية صالحة وبذلك ظهر نوع متخصص من مدن البلاجات تعتبر من مدن قضاء العطلات من اشهرها شواطئ الريفييرا وعديد من شواطئ البحر المتوسط وكذلك مصر وتمتاز بريطانيا بسواحل مترامية في كل ناحية.

وتملك الولايات المتحدة مناطق مائية كبيرة ومتنوعة. فلها سواحلها الطويلة على المحيطين الأطلسي والهادي وخليج المكسيك  كما تضم عديدا من البحيرات المتفاوتة الاحجام في مواقع متباينة منها الجبلي ومنها البحيرات العظمى وتمثل بعض ولايتها جزرا لها جاذبيتها السياحية الكبيرة لذلك كانت سياحة الاصطياف هامة وتمارس بها عديد من الأنشطة المتصلة بالمسطحات المائية وظهر لذلك عديد من المنتجعات الشاطئية وغيرها وبعضها يخضع لقانون الحدائق القومية.

وتملك الدولة مصايف ساحلية وأخرى جبلية متقدم ومشهور ويستمتع زوار النوع الأول بالبحر وممارسة الألعاب البحرية مثل التزحلق على الماء وركوب القوارب بأنواعها والتجديف. والغوص تحت الماء ومشاهدة القاع والسباحة والتعرض لأشعة الشمس وزيارة الجزر وصيد الأسماك والحيوانات البحرية. ومن اشهر المصايف المميزة لخدمة السياحة بمستوى طيب مصايف ولاية فلوريدا مثل ميامي بتيش، كيويست داتيونايبتش وهي تجتذب سائحين من اوربا أيضا وبخاصة في الشتاء وكذلك شاطئ رود ايلند في الشمال الشرقي ويرتاده حوالي 15 مليون مصطاف سنويا ورمالة ناعمة وطقسه متعدل صيفا وكذلك شواطئ مري لاند وفيلادلفيا.

وتحظى مصايف جزر هاواي بشهرة عالمية بما تملكه من مناظر ساحرة وجو دافئ وهي تجتذب الملايين من الزوار من جميع انحاء العالم كل عام وتوجد اشهر مصايفها في جزر كاواي ومداوي وهواي وملوكاي ولاناي والسياحة هي المصدر الرئيسي للدخل في الجزر, ويوجد على ساحل المحيط الهادي عديد من الشواطئ المشهورة من أهمها لونج بيتش وسانتاكروز ولوس انجيلوس واسن فرانسكو ولعل مناخ المنطقة لا يساعد بقدر كبير على شهرة شواطئ هذا الجزء من الولايات المتحدة فهي بعيدة ولا يأتي السياح غالبا للتمتع بالشواطئ ولكن لأغراض أخرى وغالبية مرتاديها من المواطنين الأمريكيين.