أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-4-2022
2807
التاريخ: 4-4-2022
2389
التاريخ: 13-4-2022
1910
التاريخ: 2-5-2022
2035
|
تعد الدولة الرومانية وفترتها أولى اكبر فترات الازدهار السياحي في العالم من حيث حجمه ومداه وتعدد اغراضه, ففي الفترات التالية على القرن السادس قبل الميلاد حدثت تغيرات هائلة في مناطق الحضارات التقليدية في العالم القديم. فقد هدمت تقاليد قديمة وظهرت روح جديدة من الاخلاق وحب المعرفة وانتشرت القراءة والكتابة بين الطبقات الحاكمة والأقليات الثرية، ولم يعد الحكام حراسا غيورين على اسرار الكهنة.
وزاد الترحال والتنقل حيث اصبح النقل ايسر بانتشار الخيول والعربات. كما ظهرت وسيلة جديدة لتسهيل التجارة تمثلت في أنواع العملات, وبدات القوة الرومانية في الظهور منذ القرن الخامس قبل الميلاد الا انها سادت العالم الغربي في القرنين الثاني والأول قبل الميلاد. وانتشرت مناطق النفوذ الروماني الى كل انحاء البحر المتوسط والى شمال غرب اوربا. واستولت على مناطق المدنيات الاقدم جزءا جزءا ووحدتها في امبراطورية كبيرة قوية.
وامتدت الى مراكش واسبانيا، واتجهت الى شمال غرب اوربا فيما يعرف باسم فرنسا وبلجيكا وبريطانيا، وكذلك نحو الشمال الشرقي الى هنغاريا وجنوب روسيا والى الأراضي اليونانية وآسيا الصغرى. وفي القرن الأول للميلاد كانت الإمبراطورية الرومانية والامبراطورية الصينية هما اعظم القوي السياسية في العالم وابرز مراكز الحضارة كذلك.
وحتى يسهل على الدولة الرومانية السيطرة على انحاء الإمبراطورية على انحاء الإمبراطورية المترامية الأطراف ويمكن استغلال مواردها قامت بأنشاء شبكة ضخمة من الطرق المعبدة ربطت بين الأجزاء المختلفة من أراضيها. وكانت تمتد من بريطانيا الى وسط وغرب اوربا ثم الى غرب آسيا حتى وادي الفرات وسارت في جبال الالب عبر الممرات الجبلية به. وكانت روما بمثابة المركز الذي تشع منه هذه الطرق. واستخدمت في نقل الجنود والبريد والتجارة، واستخدم للحركة عليها الجياد والعربات الى جانب الافراد الراجلين.
وكانت الطرق الرومانية مخصصة أساسا للنقل بواسطة العربات التي تجرها الخيول. وقد تعددت الأغراض التي خدمتها من حربية استراتيجية واقتصادية وهو توصف بانها جدار حقيقي ولكنه منبسط على الأرض بدلا من ان يكون واقفا منتصبا. وبني أساسها من قطع حجرية كبيرة فوقها احجار اقل حجما تعلوها بلاطات من حجارة رقيقة واستعيض عنها في بعض أجزاء الطرق بمادة لاحمة تتكون من الرمل والجير.
وقد شكلت هذه الطرق شبكة كبيرة امتدت في انحاء متفرقة من أراضي البحر المتوسط وأوربا وبريطانيا. وكانت روما هي مركز هذه الطرق وامتد منها ثلاثة رئيسية هي: (آبيا) نحو الجنوب، (قلامينيا) نحو الشمال الشرقي، و (اوريليا) نحو الشمال ثم الغرب، وامتدت في شمال افريقيا، وسواحل ايبيريا ومناطق المعادن في شمالها الغربي. كما امتدت من طرق سهل البو والطريق الغربي الى السهل الأوربي وشمال غرب اوربا. وكانت الطرق في بريطانيا تتخذ من لندن مركزا وتمتد نحو الشمال ونحو الجنوب الشرقي والغربي.
فالرومان كان لهم اثر عظيم في تقدم النقل في المناطق التي غزوها وسيطروا عليها. وبلغ طولها حوالي 80 الف كم تقريبا في عهد (تراجان) وكان يمكن باستخدامها الوصول من اسكتلندا الى بيت المقدس. وكانت حالة الطرق في بريطانيا في عصر الرومان احسن كثيرا من حالتها في القرن 18. وتعزى شهرتها لخصائصها الى جانب انها تشكل في كثير من الأحيان الأساس الذي قامت عليه كثير من الطرق الحديثة.
ولاشك ان توسيع النفوذ الروماني في مناطق متباينة من قارات العالم القديم، بالإضافة الى سهولة النقل بين ارجاء هذه الإمبراطورية المترامية الأطراف، وتوفر طرق النقل وبخاصة بعد اكتمال انشاء الطرق التي اشتهرت بها فان أمور الحركة والانتقال كانت يسيرة وزاد بالتالي تحرك العديد من الناس جند - تجار - عاملون مرتحلون بين ارجائها.
وقد كثرت الحركة البحرية في البحر المتوسط منذ منتصف القرن الأول قبل الميلاد. فقد استولت روما على مصر وأصبحت احد الاهراء التي تمونها بالغلال، كما امتدت الحركة التجارية الى البحر الأحمر والمحيط الهندي أيضا. ويرجع ذلك الى ان احد قادة السف من الرومان (هيبالوس) قد توصل الى اكتشاف مواعيد الرياح الموسمية الجنوبية الغربية وبالتالي عرف أهمية استخدامها في شؤون الملاحة والنقل البحري بالسفن الشراعية، وقد استخدمها في الوصول من البحر الأحمر الى الهند بعيدا عن الطريق القديم الذي كان يتبع الساحل الجنوبي لشبه الجزيرة العربية وتبع ذلك إقامة خط ملاحي منتظم يربط عدن ببعض موانئ الهند.
وكانت معلومات اوربا عن الشرق تتحسن بالتدريج بسبب امتداد السيطرة الرومانية على آسيا الغربية في سوريا والعراق بالإضافة الى نشاط التجارة مع المحيط الهندي. ورغم ان الصين كانت تمدهم لقرون عديدة بالحرائر الثمينة الا ان اوربا كانت تجهل الكثير عن تلك الأقاليم. لذلك اخذوا يتوغلون من غرب آسيا شرقا عن طريق البحر. ويبدو ان الحرير كان من اعظم الأسباب التي دفعت الى خلق نوع من الاتصال بين اوربا والصين. على الرغم من ان تطور كلتا الامبراطوريتين كان يتم في خطوط منفصلة وكانتا منعزلتين الى حد كبير.
وقد تعزو قلة الاتصالات بينها الى عوامل طبيعية ولكن العوامل البشرية كانت في الواقع هي اكبر عوائق الاتصال بينهما. وتمثل عوامل المسافات البعيدة وطول طرق النقل بالبحر وبالبر بالإضافة الى الامتدادات الشاسعة للجبال والاستبس والصحارى عقبات كبيرة للاتصال بين الامبراطوريتين. الا ان اخطر العوائق تتمثل في القفار الواقعة الى الشمال من ذلك حيث انتشرت القبائل المتبربرة من الجرمان في الغرب والهون والمغول والتتار والترك في الوسط والشرق في مناطق تتعرض لذبذبات مناخية غير مأمونة العواقب ولفترات جفاف قاتلة.
وكانت تحركات هذه القبائل في الاتجاهات المختلفة تهدد مراكز الحضارات المستقرة وتهدد طرق النقل عبر أواسط آسيا. فلم تكن العقبات الطبيعية تقف امام التجار اذا كانت فرصة التجارة متاحة لذلك كانت هناك بعض الصلات التجارية بينهما باستخدام قوافل الجمال عبر فارس، وباستخدام السفن التي اتبعت سواحل البحر الأحمر والمحيط الهندي.
وكان استرابو (64 ق.م – 20م) من الرحالة الممتازين الذين زاروا في رحلاتهم كثيرا من البلدان المأهولة عند بداية التاريخ الميلادي بهدف التعرف عليها. كذلك حال ديودور الصقلي من القرن الأول للميلاد حيث زار كل الأماكن العظيمة الشأن في اوربا والشرق ولاقى في سبيل ذلك متاعب واهوالا جساما. ونتيجة للرحلات الكثيرة وتجميع المعلومات عن ارجاء العالم والذي اتسع مدى التعرف عليه كثيرا. كما يتضح من خريطة بطليموس – اصبح الانتقال ميسرا واتسع مداه وتعددت اغراضه عندما بلغت الامبراطورية الرومانية اوج عظمتها في القرن الثاني للميلاد.
لذلك نجد الرومان اول من مارس السفر بغرض التمتع والنزهة فقد سافر الافراد بهدف التجارة او الإدارة او الجندية، وازدحمت بهم الطرق الرومانية. وساعد على ذلك سهولة السفر باستخدام الجياد والعربات على مراحل وبسرعة بلغت نحو مائة ميل او يزيد في اليوم الواحد. وارتحلوا لمشاهدة الآثار في مناطق اليونان ومصر وغيرهما من مناطق شرق البحر المتوسط، وكانت تمثل عجائب الدنيا القديمة. فكان المسافرون يتجهون الى مصر لمشاهدة الاهرامات والتماثيل الضخمة، والى اليونان لمشاهدة الاكروبول وغيره من الآثار.
كما ظهر في هذه الفترة أيضا رحلات الاستشفاء والترويح. فقد ظهرت حمامات المياه المعدنية فيما بين جبال الفروج والبرانس، كذلك حال الشواطئ حيث اتجه اليها الناس للتمتع. وفي بداية الصراع على النفوذ في مصر كانت أبو قير احدى المناطق الرئيسية للهو والتمتع في مصر يقصدها اثرياء الإسكندرية والحكام والقادة للمتعة وتناول الأسماك. اضف الى ذلك انه مع الاعتراف الرسمي بالديانة المسيحية زاد السفر لزيارة الأماكن المقدسة.
وكانت حياة الرومان زاخرة بعديد من ظروف اللهو والترويح، وتعددت لديهم المواسم والاعياد والأسواق. وهي مناسبات وظواهر كان يجتمع لها الكثير من الناس من العامة وعلية القوم لمشاهدة الاحتفالات والمسرحيات والمسابقات السنوية والمباريات الرياضية.
وبلغ الرومان درجة كبيرة من الدقة في تنظيم اجازاتهم التي بلغت 182 يوما في السنة بصورة لم يسبق لها مثيل. واتجهوا الى شواطئ اللانيوم، كامباني، وساحل اتروريا وكانت تزدحم بالأسرات النبيلة، وبعد ما اصبحت نابولي المقصد المفضل لهم سرعان ما انتشرت في خليجها المنازل الضخمة والقصور التي امتدت أيضا الى ما وراء تلال المنطقة. كما انتشرت على طول الطرق الممتدة الى جنوب ايطاليا الفيلات الصغيرة التي استخدمت كمحطات للراحة. واتسم قضاء وقت الفراغ بالبذخ حيث اقتصر على النخبة الممتازة من المجتمع.
الا ان تغير عوامل الازدهار من الثروة والقوة ووفرة طرق النقل المجهزة لراحة المسافرين وهجمات البربر واضطراب الامن أدت الى اضمحلال السياحة والترويح. وبعد سقوط روما ورثت ظاهرة الرحلة السياحية الدولة العربية الإسلامية ممثلة للصورة الثانية المزدهرة من السياحة قبل ان تصل الى الظاهرة الحديثة للسياحة التي بدأت منذ نهاية القرن التاسع عشر.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مستشفى العتبة العباسية الميداني في سوريا يقدّم خدماته لنحو 1500 نازح لبناني يوميًا
|
|
|