يعمل الانسان في مجال واسع من الاعمال. وهي يمكن تقسيمها الى ثلاثة اقسام هي:

-   الأنشطة الأولية.

-   الأنشطة الثانوية.

-   الأنشطة الثالثة.

وتضم المجموعتين الاوليتين الأنشطة الإنتاجية لأنواع متعددة من السلع المادية التي يتم انتاجها باستخلاصها من الطبيعة مباشرة (زراعة - صيد - رعي - تعدين - قطع اخشاب). او بتغيير شكلها وزيادة منفعتها بالتصنيع وان كان الانسان في ممارسته لهذه الأنواع من الحرف يهدف الى تحقيق منفعة فانه قد يمارسها لتحقيق اشباع نفسي او جسدي دون ان يترتب على ذلك مكاسب مادية, وفي هذه الحالة تعتبر نوعا من الترويح والسياحة وقضاء وقت الفراغ.

اما الأنشطة من المرتبة الثالثة فان الانسان لا يحصد فيها موادا من الطبيعة، او يزيد قيمتها ومنفعتها بتغيير شكلها. وهو يضم الخدمات ذات القيمة التي يقوم الفرد بتقديمها لغيره من الناس. فالمدرس ينقل المعرفة ويحفز الفكر، وموظفو الحكومة ينفذون القانون ويجمعون الضرائب، وهو يضم أيضا الخدمات التي يقدمها الموسيقيون والمحامون والأطباء ورجال الإدارة والبنوك ومديرو المنازل والفنادق.

ويتم تبادل الأشياء ذات المنفعة من أنواع الإنتاج الثلاثة (الأولي - الثانوي - الثالث) بواسطة النقل وهو يزيد من قيمة الأشياء عن طريق تغيير موطنها، وهو يتضمن أيضا تغيير موقع الانسان نفسه.

ويمثل استهلاك السلع والخدمات المرحلة الأخيرة من مراحل التتابع في العملية الاقتصادية, وان كان ينتج عن بعض اشكال الاستهلاك تدمير للسلع بصورة سريعة او بطيئة الا ان هناك اشكالا من الاستهلاك لا ينتج عنها دمار للسلعة, ومن الأمثلة على هذه الحالة الأخيرة التطلع الى الجبال او الآثار او التزحلق على الجليد, كما ان الاستهلاك قد يزيد من قيمة بعض الأشياء مثل التمتع بمائدة اثرية او احدى لوحات مشاهير الرسامين.

وهناك فارق آخر أساسي بين الأقسام الثلاثة للأنشطة الاقتصادية للإنسان. وهو يتضح من إمكانية استخدام الآلات في الاعمال من عدمها, ففي أنواع الأنشطة الأولى والثانية امكن التوسع في استخدام الآلات التي اخذت جانبا كبيرا من الدور الذي كان يقوم به الانسان العامل. اما الأنواع من المجموعة الثالثة فان عمل الانسان هو الأساس فيها ولا يمكن أداء معظم خدماتها بواسطة الآلات.

ويمثل الإنتاج من النوع الثالث انتاج الاعمال البشرية أي خدمات الأشخاص مجردا من التقدم الفني (او التقني). لذلك ظل دائما يعاني ضعفا حيث يتزايد الطلب بلا انقطاع على الخدمات وأصبحت بالتالي مغرية لجماعات كبيرة يتضاعف عددها باستمرار نظرا لتزايد الطلب عليها مع نقص العاملين فيها.

وتنتمي صناعة السياحة والفندقة الى هذا النوع الثالث من الأنشطة الاقتصادية. وهي تنتمي الى قطاع خدمات الترف الذي تزيد فيه معدلات الاستهلاك والمصروفات المظهرية.

وتنقسم أنشطة صناعة السياحة الى مجموعة كبيرة من الحرف التي أساسها عمل الفرد. كما يرتبط بها صناعات خاصة. وهي تنقسم الى صناعات مباشرة وصناعات أخرى غير مباشرة وينتج عنها رواج ف بالمتاحف والصناعات التذكارية ونشاط وكالات السفر السياحية وأفادت في المناطق الجمركية الحرة.