أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-8-2017
1764
التاريخ: 4-11-2021
2085
التاريخ: 17-10-2017
1967
التاريخ: 24-10-2017
1976
|
العلامة المجلسي من اكابر علمائنا الافاضل في القرن الحادي عشر الهجري ، توفي عام 1111هـ ، ومن اشهر مؤلفاته كتاب (بحار الانوار) وفي جمع معظم الاحاديث المروية من طريق أهل البيت (عليهم السلام)، وهو كاسمه بحار من العلم والمعرفة ، ويقع في نحو (110) مجلدات.
قضى في تأليفه قرابة أربعين سنة.
ولما انتهى من تأليفه اخذه شيء من الزهو والعُجب ، فكان كلما حضر مجلساً ذكر انه مؤلف (البحار)، وانه عمل عملاً لم يقم به أحد من قبله.
وفي يوم من الايام نام المجلسي فرأى حُلما عجيباً ؛ رأى أن القيامة قامت ، وحشر الله الناس جميعاً ليوم الحساب.
وعرضوا على ربك صفاً ، وجاء دوره لتوزن حسناته وسيئاته.
ووضع الميزان ، وجاء الملائكة فوضعوا سيئاته في الكفة اليُسرى فهبطت الى الاسفل.
ثم جاؤوا بحسناته وما زالوا يضعونها في الكفة اليمنى فلم تعادل السيئات ، ثم وضعوا كتاب بحار بطوله وعرضه فلم يحس به الميزان الا بمقدار ريشة طائر. فكانت نتيجة أعماله أن يؤخذ الى النار؛ فجاء زبانية جهنم السود الغلاظ الشداد ، فكبلوه بالسلاسل والاصفاد ، ووضعوا في عنقه مقامع الحديد ، واقتادوه من ناصيته اقتياد الاسير الذليل الى شفير جهنم.
وقيل ان يُلقوه ، نادى منادٍ من عند الله عز وجل ان ارجعوا (المجلسي) فقد نسيتم حسنه واحدة من حسناته.
فأرجعوه واعادوا حسابه بالميزان ، فما زالت سيئاته طاغية على حسناته ، ثم جاء ملك صغير وهو يطير ، بحسنة صغيرة بحجم العدسة ـ وهي الحسنة التي نسوها ـ فوضعها في كفت الحسنات فاذا بالكفة تهوي الى الارض هوياً شديداً.
فاستبشر المجلسي وطأطأ فرحاً اذ انه صار من اهل الجنة ، واذا بغلمان الجنة وقد اتوه بالثياب الخضر المزركشة بالذهب والفضة ، فالبسوه اياها ، وحملوه معززاً مكرماً الى الجنة.
ولما وصل الى باب الجنة توقف عن الدخول وناجى ربه قائلا : الهي ليس استغرابي من دخول الجنة بأعظم من استغرابي من هذه الحسنة الصغيرة التي لا اعرفها ، التي دخلت بسببها الجنة.
فاطلب منك بعزتك وجلالك ان تخبرني عنها.
فبعث الله له صوتاً يقول : اتذكر يوم كنت تزور أسرة من اليتامى والمساكين؟ فأعطيتهم شيئاً من المال والفواكه , وحملتَ ابنهم الصغير تعطف عليه ، وتعوض له شيئاً مما حرم من العطف والحنان ، واعطيته التفاحة من الارض وغسلتها ثم ناولته إياها ومسحت دموعه عن خديه ، فأخذ يضحك ويبتسم؟
قال المجلسي نعم.
قال تعالى : فذلك العمل هو الحسنة الصغيرة التي أدخلتك الجنة.
قال المجلسي : ولكن ما قيمة هذه الحسنة امام كتاب (البحار) الذي قضيت في تأليفه مدة اربعين سنة.
قال رب العزة : ان هذه الحسنة الصغيرة لهي عند الله أعظم بكثير من كتاب البحار، لأنك حين فعلتها لم تكن تطلب إلا وجه الله تعالى.
أما كتاب البحار فهو رغم ضخامته وعِظَمه ، لا يعادل عند الله وزن ريشة ، لأنك بعد ان ألفته بدأت تزدهي به وتذكر فضلك في تأليفه في كل مجلس ، فلم تكن فيه متقرباً الى الله تعالى.
وإن العمل إذا كان خالصاً لله تعالى يرتفع الى اعلى الدرجات ، اما اذا كان يعمل رياءً امام الناس طلباً للشهرة او الرفعة والجاه ، فذلك يذهب من قيمة ولو كان بحجم البحار .
ثم انتبه العلامة المجلسي من نومه مذعورا ، فعاهد الله من تلك اللحظة ان لا يذكر كتابه (البحار) وفضله في تأليفه ، بل يتقرب به الى الله تعالى خالصا لوجهه الكريم.
رحم الله المجلسي واجزل له الثواب.
العبرة من هذه القصة
1ـ اذا عمل الانسان قاصدا وجه الله فهو (الاخلاص). وان عمله قاصدا السمعة والثناء بين الناس فهو (الرياء). وان الله لا يقبل من الاعمال الا ما كان خالصا لوجهه تعالى.
2ـ الرياء يحبط اجر العمل (اي يذهبه) مهما كان كبيرا.
3ـ اذا تباهى الانسان بعمله واعجب به صغر عند الله ؛ فالإخلاص يجعل العمل الصغير كبيرا عند الله ، والعجب يجعل العمل الكبير صغيرا عند الله.
ولذلك قال سيدنا المسيح (عليه السلام): (كم من عابد افسده العجب)(1).
___________________
(1) هذه القصة من انشاء مؤلف.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|