أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-11-2017
1494
التاريخ: 22-11-2017
1172
التاريخ: 22-11-2017
1064
التاريخ: 22-11-2017
404
|
تُعتبر الجغرافيا من العلوم الإنسانية التي كان لها السَّبق في ميدان وصف الحياة البشرية، ومحاولة فَهم علاقة الإنسان بمحيطه، وقد ظلَّت منفعتها - إلى عهد قريبٍ - تقتصر على محاولة الفَهم العميق لعناصر المحيط البيئي لمعناه الواسع؛ نظرًا لموقعها الاستراتيجي عند ملتقى التخصُّصات المعرفية الدقيقة، وانطلاقًا من موقعها هذا فإن مجالها التطبيقي الأول في مساعدة الإنسان على الانفتاح ومعرفة الآخرين؛ حتى يتم الاندماج بشكلٍ سليم في المجتمع, فالنمو الطبيعي لشخصية الإنسان يقتضي منه اكتشاف محيطها القريب، ثم البعيد فالأبعد، وفي هذا التحول يتمُّ اكتشاف الذات(1).
بل تُعد الجغرافيا - كأحد فروع الدراسات الاجتماعية - من أكثر المواد الدراسية حساسية لِما يجري في المجتمع من أحداث، وما يعتريه من مشكلات؛ لاتصالها بالإنسان وعلاقته بالبيئة، وما ينشأ بينهما من تفاعلات، وما ينتج عنهما من مشكلات؛ ولذلك فإن المختصين في مناهج هذه المادة وتدريسها يسعون دائمًا وراء كل جديد يمكن أن يَزيد من فاعليتها، ويُحقق أهدافها، ومحاولة توظيفها لخدمة دارسيها، والإفادة منها في حياتهم اليومية والعملية(2).
لكن المقاربة الديداكتيكية الحديثة للجغرافيا تقتضي من المتعلم أن يتسلَّح بعُدَّة معرفية جغرافية، ومهارات تُمكِّنه من المزج بين الجانب النظري والتطبيقي، وبين التعلُّم داخل الفصل الدراسي وخارجه، من خلال الربط بين التأصيل الإبستمولوجي الجغرافي، والانفتاح على المحيط القريب؛ سواء تعلَّق الأمر بما هو بيئي، أو تنموي، أو مشاريع تربوية، وهذا الطرح الجديد يُخرج لا محالة تدريس الجغرافيا من المَلل الذي يَطبعها - من جرَّاء التلقين والاستظهار - إلى التشويق والوظيفية بعرْض المادة التعليمية على مِجهر الحياة اليومية والعملية للمتعلِّم؛ حيث تشير "فارعة حسن" (2001)(3) إلى أنه: في التعليم الناجح لا يُقاس التعلُّم بما يَعرفه المتعلم من جوانب نظرية، بل يُقاس في ضوء ما يستطيع توظيفه من هذه الجوانب النظرية في حياته، بحيث يكون لها أثرٌ وظيفي واضح في سلوكه وفي ممارسته لحياته اليومية.
ويؤكد على ذلك "ميشيل"(4) (Mechel,2003)؛ حيث يرى أن ارتباط المدرسة بالحياة والتلازم بين المنهج والبيئة، يُعد شرطًا أساسًا لتحقيق وظيفية التعليم، وهذا يعني أن يتَّجه التعليم بالدرجة الأولى إلى إعداد الفرد المتعلم لحياة منتجة، وليس لمجرَّد تحصيل حقائق ومعارف متفرِّقة، فالمعرفة لا تَكتسب أهميَّتها إلا من خلال إمكانية استخدامها وتطبيقها في الحياة بصورة أفضل.
______________
(1) موسى كرزاري ومحمد آيت حمزة؛ الجغرافية التطبيقية في المغرب، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، سلسلة ندوات ومناظرات رقم 122، ط1، 2005، ص 7.
(2) أحمد إبراهيم شلبي وآخرون (1998)؛ تدريس الدراسات الاجتماعية بين النظرية والتطبيق، القاهرة: المركز المصري للكتاب، ص 358.
(3) فارعة حسن محمد (2001)؛ دراسـات وبحـوث في المناهـج وتكنولوجيـا التعليم، ط2، القاهرة: عالم الكتب، ص 159.
(4) Mechel, David (2003) : "An Investigation of the Relationship among Life -Esteem, and Well - Being in Adults", (PhD), Louisiana. Tech University, Available at : http://wwwlib.umi.com/dissertations/Fullcit/3068014, P6. (Retrieved on : January / 15 / 2004) .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|