x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
ماهية الرياء
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة: ص273 ــ 275
2023-02-09
1343
ان ماهية الرياء تعني إحياء الشخصية والنجاة من التحقير الذي يعاني منه المرائي. وهذا الأمر يعني بانه يفتقد إلى نقطة ايجابية أو كمالية ويحرص المرائي حرصاً شديداً على إخفاء وجهه الحقيقي والواقعي.
والأصل هو انه يحب الثناء والمدح ويتهرب من الألم والمعاناة وعدم الراحة وهذه من علامات الضعف والحقارة التي يعاني منها.
ان الطفل بالرغم من كل التذكرات فإنه لا يقلع عن التظاهر والتمجيد بنفسه. وهذا يدل على انه لم يلقِ من يمدحه ويمجّده في صغره.
وقد وصف علماء النفس ذلك بأنّه نوع من الآلية الدفاعية والتي تتمثل بالكذب والسعي لإظهار نفسه. والبعض الآخر من الرياء ناشئ من حب الجاه والمقام أو من مشكلات يجب أن تحل وتُزال.
كذلك ذكروا ان ماهية المرائي تعبر عن نوع من التسليم حيث يسعون عن طريق ذلك أن يرغموا الآخرين على اتباعهم أو أن يجدوا المقبولية لديهم. فهو عن طريق الرياء يريد أن يقول بأنني لطيف ومليح. يجب أن تقبلوني وتتفقدوني. أو تعالوا خلصوني مما أنا فيه من الشر والاخفاق.
شمولية الرياء
ان الرياء موجود عند أكثر الأفراد بمستوى قليل وقال للتحمّل وبالأخص عند الاطفال وعند الصغار والصبيان والبالغين أمر طبيعي وعادي وعند الكبار له وجود حيث تبدو مظاهره في أعمالهم وسلوكهم اليومي في العبادة والمعاملات ويوجد عند ذوي الأساطير والكذب ومن يرغبون في الاسم والشهرة والمحبوبية.
وفي حدود السنة الثانية من عمر الطفل يظهر تمايل إلى الرياء، فيحاول التظاهر ليجلب نظر الآخرين إليه. والطفل في السنة الاولى أحياناً يقوم بحركات من شأنها دعوة الآخرين إلى قبوله واحتضانه أو بأعماله الحلوة يرغب في جلب اهتمام الآخرين له بحركات توجب ضحك الآخرين. وفي سن الرابعة تشتد هذه الحالة حيث يقوم بواسطة أساليب معقولة وغير معقولة أن يعمل على جلب نظر الآخرين إليه فيهتموا به. وحتى في سني الخامسة فإن الطفل يقرن الضرر بالحيلة فيتظاهر أحياناً بالمرض والتمارض. وتزداد هذه الحالة في سنين المدرسة.
أما في سنين الصبا والبلوغ فإن الرياء يأخذ حالة مشخصة فيرغب بالتظاهر، يحاول ان يبرز فنّه وقيمته ويُعرف نفسه للآخرين بعنوان فرد مهم، وهذا الأمر يكون سبباً لجذب الجنس الآخر حيث يحبب نفسه عن هذا الطريق ليحصل على المكانة والموفقية.
صنف هؤلاء
المراؤن من أي سنخ ومن أي صنف؟ وللجواب على هذا السؤال نقول: انهم افراد مغلوبون على أمرهم واذلة وممن يحسون بالحقارة والنقص، ومن أجل بقائهم ونجاتهم من الضعف يلجأون إلى التظاهر، باطنهم مضطرب ودنياهم غير مستقرة. الاضطراب وعدم الامن دفعهم إلى التوسل بأساليب غير صحيحة فسبب لهم الصعاب والفشل والحرمان.
شخصياتهم ضعيفة ويرغبون بأن يكونوا محبوبين فيحصلون على مكانة وشأن عن هذا الطريق.
فقدوا السيطرة على أنفسهم وفقدوا إرادتهم.
يسعون دائماً إلى الاختفاء تحت نقاب ولباس الرياء. يفتقدون إلى الحنان والعاطفة في باطنهم وعلى هذا الاساس فإن بعضهم يتظاهرون بالخشونة. وأحياناً يكون الفرد لا أبالي ومن ذوي الأخطاء والشر حيث يتظاهرون عن طريق الرياء بأنهم من ذوي القدرة والعلو.
البعض يظنّ بأن مثل هؤلاء الاطفال من المغامرين والمتهورين ومن الذين يعتمدون على أنفسهم في حين ان القضية تكون معكوسة لدى البعض الآخر.
فالتظاهر والكذب واختلاق الأساطير والسعي إلى اظهار نفسه بأنه المتفوق على الآخرين نابع من عدم اعتماد هؤلاء على قدراتهم وامكاناتهم. حتى انه على استعداد ان يتقبل العقوبة في طريق اقناع الآخرين بما يرغب فيه.