أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-5-2022
1990
التاريخ: 22-11-2017
1844
التاريخ: 20-7-2017
1338
التاريخ: 2-2-2018
1810
|
ذكر المحقق السبزواري رحمه الله .. قصة طويلة خلاصتها أنه : كان المسلمون لا يستطيعون الخروج جميعاً إلى الحرب ، فكانت أوضاعهم المعيشية تضطرب أثناء الغزوات ، ففي صدر الإسلام وزمن رسول الله (صلى الله عليه واله) عقد النبي (صلى الله عليه واله) ميثاق اخوة بين كل اثنين ، حتى يذهب أحدهم إلى الحرب والآخر يبقى من أجل الانتباه إلى عياله وعيال اخيه وتأمين امور معيشتهم.
ففي غزوة تبوك آخا النبي (صلى الله عليه واله) بين سعيد بن عبد الرحمن وثعلبة الأنصاري ، فذهب سعيد مع رسول الله (صلى الله عليه واله) وبقي ثعلبة حق ينتبه لعيالهما .
فكان يأتي كل يوم ويسأل عن حوائج عيال رفيقه وأخيه ويؤمن لهم احتياجاتهم.
وفي إحدى الأيام وقع نظر ثعلبة على زوجة سعيد ، فلم يستطع ان يتحكم بمشاعره فمد يده نحوها ، وكانت امرأة عفيفة وما أن رأت هذه الخيانة من ثعلبة حتى صرخت به : تباً لك ! إن اخاك ذهب ليضحي بنفسه في سبيل الله وأنت تريد ان تخون زوجته التي ائتمنك عليها؟.
كان ثعلبة مؤمناً ، وصدف أنه ارتكب هذه المعصية ، فما إن سمع هذه الجملة من هذه المرأة حتى شعر وكأنها كانت كالسهم في قلبه ، فالرجل من اهل الإيمان ، وله رابطة مع الله فإذا كان قد ارتكب معصية فقد كان ذلك سهواً وغفلة , فهام ثعلبة في الصحراء واستقر في جبال المدينة يستغفر الله ويتوب ويتوسل إليه ليغفر له.
وبعد ان عاد النبي (صلى الله عليه واله) وأصحابه من الحرب ، أتى سعيد إلى البيت فسأل عن أحوال ثعلبة ، فقالت زوجته : كان يأتي كل يوم ويؤمن لنا احتياجاتنا إلى أن قصد ذات يوم خيانة بأهلك فقرعته لذلك ، فذهب باكياً وسمعت انه اتجه إلى الصحراء يريد التوبة في جبالها.
فقصده لتلك المعصية جعله يخرج التوبة بهذا الشكل ، فخرج سعيد وراءه ، فرآه باكياً جالساً في أشعة الشمس الحارة على صخور الصحراء ، فرق قلبه له ، وقال : أخي! ما الذي حدث لك؟.
قال : إن وجهي أسود ، وذنبي كبير . [طبعاً قصد المعصية ولكنه لم يرتكب المعصية الكبيرة].
فقال سعيد : انهض إلى النبي (صلى الله عليه واله) حتى يستغفر الله لك.
قال ثعلبة : لا أذهب هكذا ، لأني عاصي وأسود الوجه ، فاربط يدي ثم اجعل حبلاً في عنقي وجرني جراً كالعبيد إليه.
فأخذه بهذا الوضع ، إلى المدينة ، وأثناء الطريق كان الناس يعرضون بوجوههم عنه فرأته ابنته فقالت له : أبي ! ما هذه الفضيحة التي جلبتها؟
قال : فضيحتي هي معصية ، فأنا عاص مذنب.
فرافقته ابنته أيضاً وقد ورد في هذه الرواية أنه التقى بأمير المؤمنين علي (عليه السلام) فأنّبه قائلاً : ألا تعلم أن من يذهب إلى الحرب في سبيل الله ، محترم عند الله ومكرم ، ماذا فعلت ؟ ماذا اسأت ؟
وعندما وصل إلى بيت رسول الله (صلى الله عليه واله) أراد منه ثعلبة أن يستغفر له فسأله رسول الله (صلى الله عليه واله) عن ذنبه ، وذكر له ثعلبة ما جرى ، فانقبض وجهه الكريم وقال له : اذهب! لم يقل له لم يغفر الله لك.
وكم هو مثير للضحك والسخرية أنه يوجد من يمنح العفو للعاصين عند البعض فأذنب ما شئت ثم اذهب إلى من يمنح العفو ، فيعطيه مبلغاً من المال ويقر بذنبه ثم يعفو عنه.
نعم : ماذا فعل الشيطان ؟ ثم يقولون : نحن من الناجين !!. كم هو ادعاء فارغ !.
والنتيجة ان النبي (صلى الله عليه واله) قال : ارجع ! فأنا انتظر ربي بماذا يوحي إلي فالمعصية كبيرة لأنها مخالفة لرب عظيم.
ثم عاد ثعلبة إلى مكانه وأخذ بالبكاء تحت أشعة الشمس المحرقة ، وهو يقول : إلهي ! إذا كنت قد غفرت لي فأوحى إلى نبيك حتى يبشرني بذلك ، وإن لم تغفر لي فأرسل علي ناراً تحرقني.
ولم تطل المدة حتى نزلت الآية القرآنية في قبول توبته ، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : يا علي ! أين ثعلبة؟
قال (عليه السلام) : إنه في جبال المدينة.
فقال (صلى الله عليه واله) : بشره بأن الله قد غفر له.
فجاءه علي (عليه السلام) وبشره وأتى به إلى المدينة ، ثم شارك في تلك الليلة في صلاة العشاء في المسجد مع الرسول الله (صلى الله عليه واله) وأثناء الصلاة تلا النبي (صلى الله عليه واله) بعد الحمد سورة التكاثر، لقد كانت آيات مخيفة فهي ترعب الصحيح فكيف بمن رق قلبه كثعلبة الذي ليس لديه القدرة على سماعها فصاح ثعلبة صيحة سقط ، وبعد الصلاة نظر إليه من حوله فإذا به قد مات.
يا لسعادته ! ذهب إلى رحمته تعالى بعد ان قبل توبته وتطهر من دنس ذنوبه.
نعم لقد رق قلبه كثيراً لدرجة انه لم يستطع أن يستمع إلى آية عن عذاب.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|