أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-8-2017
323
التاريخ: 11-2-2018
311
التاريخ: 23-8-2017
287
التاريخ: 23-8-2017
384
|
يرى جورج مور (G.Moore) أن تصور معنى كلمة أو جملة يمر عبر إجراءات تحليل صحيح يقوم على خطوتين: التقسيم والتمييز وعلى معايير ثلاث هي: التكافؤ المنطقي والترجمة والترادف. ويقصد (مور) بالتقسيم، تحليل تصور معنى ما إلى مؤلفاته ويعني ذلك أن تصور المعنى مركب من جملة تصوراته الجزئية، وشبيه تقسيم (مور) بتصنيفات أصحاب النظرية التحليلية الذين قسموا معنى الكلمات إلى ما يؤلفها، من سمات دلالية (2). أما التمييز فله ارتباط عند (جورج مور) باستخدام الكلمة في السياق اللغوي وذلك بإحصاء جملة الاستخدامات الممكنة للكلمة الحاملة لتصور المعنى موضوع البحث، ومحاولة جمع الخصائص المشتركة التي تجمعها وتميزها عن المعنى الذي نحن بصدد البحث عنه، وإذا تحقق ذلك تميز تصور المعنى عما عداه من التصورات الأخرى..
ص102
أما معايير التحليل الصحيح فهي تهدف إلى إيجاد معادل دلالي للمعنى، فمعيار التكافؤ المنطقي عند "مور" يعني تحليل مقارب لتصور المعنى (موضوع البحث) إلى جملة تصورات أخرى تكافئه وتساويه وذلك من أجل التحقق من المعنى..
أما معيار الترجمة فليس يعني نقل كلمة من لغة إلى أخرى وإنما يعني ترجمة التصور إلى تصورات تصل معه إلى حد التكافؤ وينتج عن ذلك تساو في المعنى بين التحليل وموضوعه، وهو ما يسمى بـ"الترادف". فالترجمة تفضي إلى التكافؤ الذي يفضي بدوره إلى الترادف.
وبالرغم مما سجلته نظرية (مور) من تقدم في البحث حول المعنى إلا أنها تعرضت لمآخذ وانتقادات كثيرة كانت وراء نشوء نظريات أخرى قدمت البديل لنظرية (مور) ومن تلك النظريات نظرية (كواين (W.V.Quine 1908)) الذي تتلمذ على (كارنب (Carnap))، بدأ (كواين) من حيث انتهى عنده (مور) الذي قال: أن تصور معنى الكلمة هو الإتيان بتصورات أخرى تكافئه منطقياً ويسمى المعنى الناتج ترادفاً، ولكنه يجد نفسه قد وقع في حلقة مفرغة أشرنا إليها من قبل عند أصحاب نظرية الوضعية المنطقية وهو أن المعنى يعتمد على الإتيان بترادف، لكن الترادف غير ممكن إلا إذا كان المعنى قد استقر في ذهننا من قبل، فخاض كواين بحثه الأول في مسألة الترادف كأساس للبحث عن المعنى، فاستعان في بادئ الأمر بالنظرية السلوكية التي تنبني على مبدأي المنبه والاستجابة؛ أي أن معنى جملة ما بالنسبة لشخص ما تحدده مجموعة المنبهات التي تفضي إلى تقبل الشخص للجملة، ويعني (كواين)، بذلك أن القول بأن جملة ما أو كلمات تعتبر مترادفة إذ حققت استجابة واحدة، ولكن هذه النظرية لا تشتمل كل الجمل أو الكلمات، كما أوضحنا ذلك في النظرية البراجماتية (لبيرس) ذلك أن أساس تصور المعنى ـ عند هذه النظرية ـ نفسي، وبالتالي، يختلف من شخص لآخر، فعدّل (كواين) من نظريته واعتمد على معيار (الصدق). نقول عن جملتين أو كلمتين أنهما مترادفتان إذا كانتا لهما قيمة صدق واحدة، وكانتا تشترك في المصادقات. و(كواين) يربط تصوره حول المعنى بتحققه في الواقع، ويرتد(كواين) إلى ما آلت إليه نظرية المعنى التجريبي عند (شليك) ويقر بصعوبة البحث عن المعنى باعتماد معيار الترادف..
ص103
_____________________
([1]) د.محمود فهمي زيدان، في فلسفة اللغة: ص 99-100-103-105.
(2) انظر "النظرية التحليلية"، ص 72.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|