 
					
					
						المعنى والاستعمال					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						عبد المجيد الجحفة
						 المؤلف:  
						عبد المجيد الجحفة					
					
						 المصدر:  
						مدخل الى الدلالة الحديثة
						 المصدر:  
						مدخل الى الدلالة الحديثة					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ص27- 28
						 الجزء والصفحة:  
						ص27- 28					
					
					
						 23-8-2017
						23-8-2017
					
					
						 1010
						1010					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				 
اقترحت نظرية اخرى ان يتم تحديد المعنى عن طريق الاستعمال. يقول فيتغنشتاين: "وإن معنى كلمة ما هو استعمالها في اللغة " (Philosophical investigationes , 1953). كما يطلب منا فيتغنشتاين الا نسأل عن المعنى ونسال عوض ذلك عن الاستعمال. وبخلاف النظريات السابقة القائمة على تعيين معاني الالفاظ بمراجعها او الافكار المرتبطة بها، تلجأ هذه النظرية مفهوم القيمة وهو مفهوم سوسيري معروف. فتحديد معنى العبارة هو تحديد قيمة هذه العبارة داخل النسق الذي تشكل تلك العبارة جزءا منه.
لا يركز فيتغنشتاين على دور العبارة في اللغة فحسب بل عل دور اللغة في الحياة البشرية بصفة عامة. فاللغة تتدخل بصورة فاعلة في حياتنا، فتكيف سلوكاتنا وتفاعلنا مع الآخرين. إننا نستعملها كي نأمر، وكي نستفهم ونسأل، وكي نشكر بعضنا البعض، وكي نتجادل ونتناقش،... الخ. ويجب الا ننظر الى اللغة باعتبارها عمليات مجردة، وانما باعتبارها أداة. وما يحدد العبارة اللغوية هو الكيفية التي تستعمل بها والاغراض التي توظف لها.
ولكي يتم رصد ما يمكن في الاستعمال وما لا يمكن، على نظرية المعنى ان تحدد القواعد التي تتيح الممكن وتستبعد غير الممكن، بحيث تستطيع هذه القواعد ضبط الاستعمالات المعيار المتواضع عليها.
من المزايا المباشرة لنظرية الاستعمال أنها تنسحب على كل طبقات العبارات الدالة. فألفاظ مثل " لو " أو " كي " أو " دال "... إلخ، ليست لها مراجع، ولا تُحدث صوراً ذهنية أو استجابات خاصة، إلا أن لها استعمالا. وبما أن المعنى يوازي الاستعمال، فإن لهذه الألفاظ معاني. إن الاستعمال مفهوم واسع يغطي، مثلا استعمال " ال " في تكوين المركبات الاسمية، مثلما هو الأمر في قولنا " البيت الأبيض " للإحالة على مكان مخصوص، وقولنا " قرر البيت الأبيض منح مساعدات لكولومبيا " للإحالة على من يوجد بالبيت الأبيض . وإلا أن المشكل في هذه النظرية أنها واسعة، كما قلنا. فكل مشكل عارض في هذا الإطار ستقول عنه إن الاستعمال هو الذي يحله. فإذا كان لابد من تبني مفهوم الاستعمال، وجعله صالحا لأن
ص27
يكون أساسا لنظرية المعنى، فعلينا تقييد هذا المفهوم بوجه من الوجوه. إننا نقول، مثلا: " القهوة بالحليب "، ولا نقول " الحليب بالقهوة ". وهذه قاعدة تحدد استعمال هاتين العبارتين دون تغيير معنييهما . فتركيب " القهوة بالحليب " يفيد، بدون شك، نفس ما يعنيه " الحليب بالقهوة ". فالاستعمال لا يؤثر هنا على المعنى. هناك ايضا قواعد اجتماعية تتدخل في الاستعمال (مثل: لا تخاطب أمك بألفاظ نابية )، وقواعد عملية (مثل: لا تستعمل ألفاظاً غريبة في حديثك مع طفل )، وقواعد أسلوبية،... إلخ. وكل هذه القواعد تحدد الاستعمال، ولا تحدد المعنى. كما أن الألفاظ النابية التي يحرمها الاستعمال ألفاظ لغوية لها معنى، وكذلك الألفاظ الغربية التي يحرم استعمالها في الحديث مع طفل. وإذا كنا نريد تحديد المعنى عن طريق الاستعمال فعلينا ان نحدد، بصورة دقيقة، انواع الاستعمالية التي توجد في أذهاننا.
ص28
 
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  نظريات اخرى
					 الاكثر قراءة في  نظريات اخرى					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة