أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-8-2017
359
التاريخ: 23-8-2017
371
التاريخ: 23-8-2017
366
التاريخ: 23-8-2017
356
|
هناك جملة من الطرق الاخرى لتحديد المعنى أو توضيحه ، سنكتفي بالتناول السريع لبعضها :
1- طريقة توضيح المعنى بذكر مرادفه ، او اقرب لفظ اليه . وتصلح هذه الطريقة أكثر عند شرح الكلمات الأجنبية ، وفي المعاجم المزدوجة اللغة . وأقرب معجم عربي لهذه الطريقة " القاموس المحيط " للفيروزآبادي الذي عرّى الكلمات عن سياقاتها ، وحذف في الأمثلة والشواهد إلا ما ندر ، وكان يكتفي بذكر المرادف للكلمة التي يتناولها .
وأحظر ما يعيب هذه الطريقة أنها لا تبين الاستخدام الايجابي للغة ، وأنها تعزل الكلمة عن سياقاتها ، مع انه يندر في الاستعمال اللغوي الفعلي أن ترد الكلمة مفردة أو معزولة .
٢- طريقة تحديد المعنى وتوضيحه ببيان خصائص الشيء المعرف ، أو بوضع تعريف له . وهذه الطريقة تقرب من النظرية التحليلية التي تحاول حصر الخصائص التكوينية أو مجموع الملامح التي تشكل محتوى الكلمة . ولكنها تختلف عنها في أنها تتبع في التعريف قاعدة أرسطو التي تعتبر التعريف الدقيق هو الذي " يضع الكلمة المعرفة في جنس يضم الأشياء المتشابهة ، ثم يحدد ما يميز هذا الشيء المعرف عن غيره من الاشياء ، الأخرى الداخلة في نفس الجنس " .
ص139
مثال ذلك تعريف "العدسة" بأنها « قطعة من الزجاج أو المادة الشفافة . محصورة بين سطحين معينين ، عن طريقها يتجمع الشعاع الضوئي أو يتفرق " . فقد عرفت العدسة أولا بأنها قطعة زجاج أو مادة شفافة . ثم ميزت عن سائر القطع المماثلة ببيان شكلها واستعمالها .
وعيب هذه الطريقة أنها تقوم على اكتشاف الماهيات أو الجواهر . وعلى الفصل بين الصفات المشتركة والصفات التفردية ، بل وحتى الفصل بين ما هو أساسي من تلك الصفات وما هو عرضي .
ولنضرب على ذلك مثالا . لو عرف الأنسان بأنه " حيوان ذو قدمين " ، فالطيور تشاركه في هذه الخاصة ، ولذا يزاد على ذلك : " بدون ريش " حتى تخرج الطيور . ولكن لا القدمان ولا التعري من الريش كافيان لمعرفة جوهر الانسان ، بالإضافة الى أنه قد يشاركه في هاتين الصفتين حيوانات أخرى ليست من الانسان مثل الكانجارو .
ولو قيل في تعريفه : " حيوان يصنع الأجهزة " لكان مقبولا بخلاف ما لو قيل : " يستعمل الأجهزة " ؛ لآن من الحيوانات ما يستعملها كالقرود مثلا . ومع ذلك فأن التعريف المقبول يصبح مرفوضا لآنه لم يكشف جوهر الانسان ، حيث تجاهل الجانب الاجتماعي فيه . والانسان الأول كان إنسانا دون اختراع الأجهزة أو استعمالها .
ولو عرفنا الانسان بانه (حيوان متكلم) فربما اعترض على التعريف بأن هناك حيوانات اخرى تشاركه خاصة التكلم ، ولو عن طريق الإشارات والصراخ والغناء . ولكن اذا عدلنا التعريف ليصبح (الإنسان حيوان ذو لغة رمزية) فقد يكون التعريف كافياً لإخراج أنواع الحيوانات التي تتفاهم بصورة أخرى . اذ الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي يستخدم اللغة الرمزية في التفاهم .
3- وقد يوضح المعنى عن طريق تقديم صورة أو نموذج للشيء المعرف وهذه
ص140
الطريقة تستخدم في الاشياء القابلة للتصوير والرسم فقط ، وان لم تكن ناجحة في جميع الحالات . كما اذا قمنا برسم كرسي او رسم قبعة لتوضيح المراد ؛ اذ ان الكراسي والقبعات تأتي مختلفة اللون والشكل والحجم .
4- كما ان من الممكن تعريف الشيء بذكر افراده . وهذه الطريقة سهلة جداً حين يكون للشيء فرد واحد (اذا كان معرفة proper name) أو افراد يمكن حصرها . ولكن يصعب تطبيقها او يستحيل في الشيء الذي تتعدد افراده وتتنوع مثل التوابل والحيوانات المفترسة .
واهم ما تتميز به هذه الطريقة أنها تحدد بدقة مجالات استعمال الكلمة . ولذا فإنها تستخدم عادة في الوثائق القانونية حين يكون مجال التطبيق للكلمة واجب الوضوح . فكلمة (الاقرباء الملاصقون) close relatives قد تثير جدلاً وبخاصة في مجالات الإرث والنفقة والزواج والالتزام .. ولذا فإن القوانين التي تستعمل هذه الكلمة تحدد المراد كأن تقول : الأم - الأب - الابن - البنت - الأخ - الأخت ... (1)
ص141
__________________________
(1) انظر في كل ما سبق : Rapoport في : Semantics ص4 وما بعدها ، وص 115 وما بعدها ، و Semantic Fields ص3 ؛ والمنطق الصوري لعبد الرحمن بدوي ص75 وما بعدها .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|