المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

الاتجاهات النظرية المفسرة لعملية التحضر - الاتجاه الديموغرافي
21/9/2022
بحث روائي _ التوبة في القرآن
24-6-2021
الشيخ محمد طاهر ابن الشيخ محسن
2-2-2018
التصنيف الصناعي Industrial Calcification
2024-10-17
Mordell Curve
10-7-2020
What is informed consent
25-10-2020


معالجة التمرد والعصيان عند الفتيات في الاسلام  
  
4607   01:11 مساءً   التاريخ: 12-8-2017
المؤلف : الشيخ مجيد الصائغ
الكتاب أو المصدر : تربية الفتاة في الإسلام
الجزء والصفحة : ص102ـ105
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-14 1092
التاريخ: 15-10-2018 2202
التاريخ: 24-2-2022 3380
التاريخ: 21-4-2016 1915

تكتسب الفتيات عند دخولهن سن المراهقة نوعاً من الحساسية تجاه ظروفهن الحياتية في داخل الاسرة، ولأنهن يعتبرن الأسرة الوسط الذي ينمّين فيه كيانهن ويبرزن فيه شخصياتهن، ولذا فإنهن يبادرن أولاً إلى تقييم ظروف الحياة داخل الأسرة.

وبسبب من التطورات والتبدلات النفسية والعضوية التي يمررن بها خلال هذه المرحلة من العمر والتي تؤدي بطبيعتها إلى تغيرات نفسية وعاطفية عميقة لديهن، لذا فإن تقييماتهن تكون سلبية في غالب الأحيان حول ظروف حياة الأسرة، خصوصاً في ما يتعلق منها بطبيعة سلوك وحياة الأم، ويسعين الى ان تكون حياتهن مختلفة عن حياة الأم.

وقد تتطور هذه النظرة السلبية لدى بعض الفتيات تجاه أمهاتهن إلى حد يصل في بعض الحالات إلى درجة الكراهية وتدهور علاقاتهن بهن على نحو خطير.

إن كل شيء في حياة الوالدين يصبح في نظر مثل هذه الفتيات داعياً إلى الرفض والاستهجان خصوصاً مع الأم, وكذلك سلوكهم وتصرفاتهم وعلاقاتهم بالآخرين ونوع وطريقة تفكيرهم وآرائهم تجاه مختلف القضايا.

ان اغلب الفتيات في مثل هذا السن لا يجدن الظروف مؤاتيه للتعبير عن آرائهن بشأن الأجواء السائدة في البيت او تجاه الوالدين فيحتفظن بها لأنفسهن، وذلك اما حياءً واما خوفاً من المحاسبة والعقاب، فينشأ التمرد والعصيان في أوائل سن المراهقة، وتكون الفتاة مطيعة ومسلّمة قيادها للوالدين إلى حد ما، وتحاول الظهور بمظهر الهادئة والمنسجمة مع الاوضاع بحيائها وخجلها المعهود ، ولكنَّ هذه الحالة تتغير لديها ويحلُّ محلُّها نوع من العصيان والتمرد على الاوامر والتوجيهات في المراحل البعيدة من المراهقة ، حيث الاقتراب من البلوغ والنضوج الجنسي. كما ان حالة التمرد والعصيان تكتسب في بداية الامر منحىً شفهياً فتحاول الفتاة التعبير عن تمردها ورفضها للقضايا التي لا تنسجم مع رغباتها وميولها من خلال الكلام وإبداء الانزعاج فقط لكنها تتحول فيما بعد الى مواقف عملية تبرز من خلال الأفعال والتصرفات.

وأحيانا يكون التمرد والعصيان نوعاً من المقاومة الطفولية ، بمعنى ان الفتاة تعبّر بذلك عن رغبتها في ان تبقى طفلة تتمتع بمزايا الطفولة والواقع أنها تكون في هذه الحالة حائرة بين عالمين عالم الطفولة الذي ابتعدت عنه قليلا من جهة وعالم الكبار الذي وضعت اقدامها الاولى فيه من جهة اخرى.

ويشتد الميل نحو تحمل المسؤوليات لدى الفتيات بشكل خاص خلال هذه المرحلة ، حيث يسعين فضلا عن اداء الواجبات الخاصة بهن الى القيام بأعمال ونشاطات اخرى في البيت ايضا، وحتى إنَّ الحماسة لتبلغ ببعض الفتيات في هذا المجال درجة يصررن فيها على تجاوز الأم والقيام ببعض الأعمال على رغم إرادتها.

فلابدَّ من ترشيد هذه الحالة وتنميتها بشكل ايجابي من خلال إيكال بعض الأعمال أليهن بما يتناسب سنهن وتشجيعهن على أدائها. ويستمر الميل إلى النشاط ابتداءً من السنين الاولى للمراهقة ، وحتى قبل ذلك بقليل ، يتولد لدى الفتاة دافع نفسي نحو النشاط والمسؤولية وكانه يثقل عليها ان تأكل وتشرب وتبقى عاطلة تتفرج مثلا على الام والاخوات الاكبر سنا وهن يتحملن وحدهن مسؤولية انجاز الاعمال في البيت دون ان تشاركهن هي بشيء من هذه الاعمال والمسؤوليات.

والفتاة في هذه السن تنمو من الناحية الذهنية وتميل الى النظر الى الاشياء بواقعية اكثر ، وعلى الوالدين ان يأخذا هذه القضية بعين الاعتبار في تعاملهم معها.

ويؤكد علماء التربية ان الميول والرغبات لدى الفتاة في هذه السن متنوعة ومتغيرة لكنها تستقر على حال ولون معينين بمرور الزمن على نحو تدريجي.

لقد اعتبر فريق من المتخصصين مرحلة المراهقة واحده من اكثر مراحل الحياة تأزماً فقد شبهوها بالعاصفة العاتية وقالوا :

ان هذه العاصفة تهز المراهق هزاً عنيفاً الى درجة يمكن معها القول انه يعيش خلالها في حالة من القلق والاضطراب والحيرة الشديدة. وما اكثر المراهقين الذين يتعرضون الى صدمات نفسية وأخلاقية كبيرة إثر هذه العاصفة ويتسببون في مشكلات واحراجات عديدة لأسرهم وللقائمين على امور التربية.

ان السلوك الذي تسيِّره العواطف والاحاسيس خصوصاً العواطف المنفلتة من عقال الفكر والمنطق هو الذي يتسبب في حصول الكثير من المشكلات الأخلاقية, ولا شك في حقيقة ان مرحلة المراهقة هي فترة فوران العواطف وجيشان المشاعر والأحاسيس التي تترك اثاراً مباشرة على سلوك ونفسية المراهقين وقد تؤدي الى عواقب وخيمة في حال اغفالها او استسهالها من قبل أولياء الأمور والمربين.

ولا شك ان للبيئة أثراً في السلوك، فإن انخراط الفتاة في المجتمع وتعرفها مختلف النماذج والظروف الحياتية فيه يبدو ان في نظرها شيئاً جديداً وجذاباً لم تكن قد اطلعت عليه قبل ذلك.

ومن هنا نجد الفتاة شديدة الرغبة في الاقتباس منها ومحاكات ما ينسجم منها مع ميولها ورغباتها النفسية في حياتها الشخصية والاجتماعية الجديدة، وبالتدريج يصبح سلوك الفتاة المراهقة في الحياة انعكاساً لصورة الوضع البيئي الذي يحيط بها الى درجة تلفت فيها الانتباه بما يطرأ على شخصيتها من تغيرات في علاقتها الاجتماعية ومحاولاتها الحثيثة لتقليد الوسط الجديد في السلوك والملبس.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.