أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-5-2017
2895
التاريخ: 15-6-2017
2844
التاريخ: 15-6-2017
3051
التاريخ: 7-6-2017
3116
|
هنا يمكن أن يقال بأن قضية المباهلة وقعت في شهر ذي الحجة من السنة التاسعة، وقد ذهب إلى هذا الرأي بعض المؤرخين أيضا.
ولكن المحاسبات التاريخية تثبت أيضا بطلان هذا الرأي، وذلك لأن الامام عليا الذي كان من الشاهدين لقضية المباهلة، كما أنه هو الذي كتب وثيقة الصلح بيده الشريفة كان قد كلّف في التاسع من شهر ذي الحجة من هذه السنة ( التاسعة ) من قبل النبي (صلى الله عليه واله) بمهمة إبلاغ آيات البراءة ـ على المشركين في يوم الحج الاكبر بمنى، وفي الحقيقة كانت السنة الثانية التي كانت قد انيطت امارة الحج وادارة امر الحجيج إلى المسلمين، وكان قد اختير أمير المؤمنين أميرا على الحج فيها.
ونحن نعلم أن مناسك الحج تنتهى في اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة، ولا شك أن شخصية بارزة ومسئولة كالإمام علي (عليه السلام) الذي كان يرأس الحج في ذلك العام من غير الممكن أن يكون قد غادر مكة في اليوم الثالث عشر ويتوجه الى المدينة وهو الذي كانت له أقرباء وانسباء كثيرون في مكة، هذا مضافا إلى أن حركة الحجيج لم تكن في تلك العصور حركة انفرادية حتى يستطيع كل واحد منهم أن يقطع الفيافي القفراء والصحاري القاحلة الموحشة بمفرده فكان على من يريدون الحج ان يتوجّهوا بصورة جماعية الى مكة أو يغادروها إلى بلادهم.
ولهذا فان عليّا (عليه السلام) مهما اسرع وجدّ في السير قافلا الى المدينة، وقطع المسافة بين مكة والمدينة بسرعة فائقة فانه من غير الممكن أن يكون قدم المدينة قبل اليوم الرابع والعشرين، ولهذا كيف يمكن أن يقوم بإرشاد وفد نجران ودلالتهم على ما يجب ان يفعلوه حتى يستقبلهم النبي ببشاشة ويرحّب بهم، ويشهد المباهلة مع المتباهلين.
إن الشواهد والادلة التاريخية تشهد بان النظرية المشهورة حول زمن المباهلة ( يوما وشهرا وعاما ) لا تحظى بالاعتبار الكافي، ولا بدّ ـ لمعرفة زمن هذه الحادثة التي هي من مسلّمات القرآن والتفسير والحديث ـ من مزيد التحقيق، ومزيد الدراسة، والتقصّى.
وهنا يبقى سؤال لا بدّ من الإجابة عليه وهو : كيف اختار المشهورون من العلماء مثل هذه النظرية حول يوم المباهلة وشهرها وعامها.
والجواب هو : أن المرحوم الشيخ الطوسي اختار هذا القول استنادا الى رواية مسندة نقلها في كتابه ولكن في سند الحديث المذكور رجالا غير ثقات في نظر علماء الرجال، نظراء :
1 ـ محمّد بن أحمد بن مخزوم استاذ التلّعكبريّ في الحديث فهو ممن لم يوثّق.
2 ـ الحسن بن على العدويّ وقد ضعّفه العلامة.
3 ـ محمّد بن صدقة العنبري وقد وصفه الشيخ الطوسي بالغلوّ.
وقد ذكر المرحوم السيد ابن طاوس في كتاب الاقبال امورا تتعلق بالمباهلة نقلا عن كتاب أبي المفضل وقد ذكرنا في الهامش ( ص 2073 ) أن ابا المفضل له فترتان في حياته، فهو موثق في حال وغير موثق في حال آخر، ولا يدرى في أي حال من الحالين كتب أبو المفضل قضايا المباهلة، واخذها عنه العلماء.
كما ان السيّد استند في كتابه المذكور ( ص 743 ) على حديث مرفوع ( وهو ما فيه نقص في رجال سنده )، وذكر في ضوئه ان يوم المباهلة هو اليوم الرابع والعشرون على حين لا تقوم مثل هذه الرواية بأثبات المدعى.
1 ـ تقييم البراءة من المشركين
2 ـ وفود القبائل في المدينة
تركت البراءة القوية التي أعلنها امير المؤمنين علي (عليه السلام) في موسم الحج في السنة التاسعة بمنى بامر رسول الله (صلى الله عليه واله) والتي أعلن فيها بصراحة وبصورة رسمية ان الله ورسوله بريئان من المشركين والوثنيين، وأن على المشركين أن يضعوا حدّا لشركهم خلال أربعة أشهر فإما أن يسلموا ويكفّوا عن عبادة الاصنام ويهجروها، وإما أن يستعدوا لمواجهة شاملة.
لقد ترك إعلان هذه البراءة الصريحة أثرها العميق والسريع، فقد ارتبكت القبائل العربية القاطنة في شتى أنحاء الجزيرة العربية التي كانت بسبب عنادها ولجاجتها ترفض الخضوع لمنطق القرآن والاستجابة لنداء التوحيد وتصر على المضي في عاداتها الشنيعة، والعكوف على الاوهام والخرافات وعبادة الاصنام والأوثان.
لقد ارتكبت هذه القبائل، على اثر تلك البراءة الصريحة القوية، فعمدت إلى إيفاد وفود ومندوبين من جانبها إلى المدينة عاصمة الإسلام، وقد دار بين كل واحد من هذه الوفود وبين رسول الله (صلى الله عليه واله) حوار خاص.
وقد ذكر ابن سعد في الطبقات الكبرى مواصفات وخصوصيات اثنين وسبعين وفدا من تلك الوفود.
إن توافد هذه البعثات والوفود العجيب وخاصة في أعقاب إعلان البراءة يكشف عن أن مشركي العرب فقدوا في السنة العاشرة من الهجرة كل حصين يمنعهم عن رسول الله (صلى الله عليه واله)، والاّ لكانوا يلجئون إليه، ويتظاهرون على رسول الله (صلى الله عليه واله).
ولم تنته المدة المضروبة ( اربعة أشهر ) بعد إلاّ ودخلت كل مناطق الحجاز وكل أقوامها تحت راية التوحيد، ولم يبق في الحجاز بيت تعبد فيه للأصنام والاوثان ظاهرا حتى أن فريقا من سكان اليمن والبحرين واليمامة انتبهوا الى الاسلام فاقبلوا عليه واعتنقوه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|