أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-4-2022
1615
التاريخ: 11-12-2014
4226
التاريخ: 2024-11-04
304
التاريخ: 2024-09-24
200
|
في قبال كلّ هذه الألطاف لم تكف اليهود عن خيانتها وكيدها، بل ظلّت تخطّط ـ في الخفاء ـ للايقاع برسول الله (صلى الله عليه واله) وأصحابه، والحاق الاذى بهم.
ولنقف فيما يأتي على نموذجين من هذا الأمر :
1 ـ لما اطمأنّ رسول الله (صلى الله عليه واله) قرّرت جماعة من اليهود في الخفاء أن تقضي على رسول الله (صلى الله عليه واله) بدس سمّ إليه. فأهدت له زينب بنت الحارث زوجة سلام بن مشكم اليهودي شاة مشويّة وقد سألت أي عضو من الشاة أحب إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فقيل لها الذراع، فاكثرت فيها من السمّ، ثم سمت سائر الشاة، ثم جاءت بها، فلما وضعتها بين يدي رسول الله (صلى الله عليه واله). تناول الذراع، فلاك منها مضغة فلم يسغها، ومعه بشر بن البراء بن معرور قد أخذ منها كما أخذ رسول الله (صلى الله عليه واله) فأما بشر فقد ابتلعها، وأما رسول الله (صلى الله عليه واله) فقد لفظها وعرف بأنها مسمومة، ومات بشر من أكلته التي أكل ثم دعا زينبا، وقال لها : سمّمت الذراع؟ فاعترفت. فقال لها : ما حملك على ذلك، قالت : قتلت أبي وعمّي وزوجي، ونلت من قومي ما نلت فقلت : إن كان ملكا استرحت منه، وان كان نبيّا فسيخبر.
فعفا عنها رسول الله (صلى الله عليه واله)، ولم يلاحق من تواطئوا معها.
إن هذه المؤامرة الدنيئة التي قامت بها امرأة من اليهود جعلت الكثير من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) يسيئون الظن بصفية اليهودية التي أصبحت في عداد ازواج النبي (صلى الله عليه واله).
فقد باتوا يتصوّرون أنها ربما أقدمت في ليلة من الليالي على اغتيال رسول الله (صلى الله عليه واله).
ولهذا عند ما أعرس رسول الله (صلى الله عليه واله) بها بخيبر أو في أثناء الطريق بات أبو أيّوب الانصاري يحرس قبّة رسول الله (صلى الله عليه واله) التي دخل بها بصفية ليلة عرسه بها، وبقي يطوف بالقبة حتى أصبح رسول الله (صلى الله عليه واله) فلما رأى أبا أيوب قال : مالك يا أبا أيوب؟
قال : يا رسول الله خفت عليك من هذه المرأة، وكانت امرأة قد قتلت أباها وزوجها وقومها وكانت حديثة عهد بكفر، فخفتها عليك. فشكره رسول الله (صلى الله عليه واله)، ودعا له بخير.
2 ـ والنموذج الثاني من جفاء اليهود، وكيدهم حتى بعد عفو النبي عنهم، ولطفه بهم أنّ عبد الله بن سهيل الذي كلّف من جانب النبي (صلى الله عليه واله) في إحدى السنين بخرص محاصيل خيبر وتقديرها وحمل نصيب المسلمين منها إلى المدينة قتله جماعة مجهولة من اليهود أثناء قيامه بواجبه في خيبر وقد كسروا عنقه وألقوه في بئر، فقدم جماعة من زعماء اليهود المدينة ودخلوا على رسول الله (صلى الله عليه واله) وأخبروه بهذه العملية الغادرة المجهول فاعلها، وتقدم الى رسول الله (صلى الله عليه واله) أيضا عبد الرحمن اخو عبد الله بن سهل وابنا عمّه وكان عبد الرحمن من أحدثهم سنا وكان صاحب الدّم فلما تكلّم قبل ابني عمّه قال رسول الله : الكبر الكبر ( أي قدّموا الاكبر للكلام إرشادا إلى الأدب في تقديم الأسنّ وهو خلق يدعو إليه الاسلام ).
فذكروا لرسول الله (صلى الله عليه واله) قتل صاحبهم وطلبوا القصاص فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : أتسمّون قاتلكم، ثم تحلفون عليه خمسين يمينا فنسلّمه إليكم.
وحمل هذا التعليم النبوي أولياء الدم على أن يجعلوا التقوى والورع نصب أعينهم ولم يستسلموا لثورة العاطفة فقالوا : يا رسول الله ما كنّا لنحلف على ما لا نعلم.
فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : أفيحلفون ( أي يحلف اليهود ) بالله خمسين يمينا ما قتلوه، ولا يعلمون له قاتلا، ثم يبرءون من دمه؟.
قالوا يا رسول الله ما كنا لنقبل أيمان اليهود، ما فيهم من الكفر أعظم من أن يحلفوا على إثم.
فكتب رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى يهود خيبر كتابا فيه : انه قد وجد قتيل بين أبياتكم فدوه ( أي أعطوا ديته ).
فكتبوا إليه يحلفون بالله ما قتلوه، ولا يعلمون له قاتلا.
فلما رأى رسول الله (صلى الله عليه واله) أن المشكلة قد وصلت إلى طريق مسدودة وداه بنفسه من عنده مائة ناقة.
وهكذا اثبت النبي (صلى الله عليه واله) لليهود مرة اخرى بأنه ليس داعية حرب ولا طالب قتال وسفك دماء، ولو كان كغيره من الزعماء والسياسيين لاتخذ من قصة مقتل عبد الله ذريعة للقضاء على حياة تلك الزمرة المعتدية، المشاغبة المخلّة بالأمن إن النبي (صلى الله عليه واله) كما يصرّح بذلك القرآن الكريم ويصفه : نبي الرحمة، فهو لا يحتكم الى السيف ما لم يبلغ الامر مداه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|