أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-7-2017
3539
التاريخ: 14-11-2017
3071
التاريخ: 1-6-2017
2947
التاريخ: 7-6-2017
3114
|
في مثل هذه الحالة التي كان قد استولى فيها جوع شديد على المسلمين، اضطروا معه إلى تناول لحوم ما كره أكله من الأنعام أتى رسول الله (صلى الله عليه واله) راع أجير لليهود يرعى لهم غنمهم، ورسول الله محاصر لبعض حصون خيبر فقال : يا رسول الله اعرض عليّ الاسلام، فعرضه عليه، فأسلم، وكان رسول الله لا يحقّر أحدا أن يدعوه إلى الاسلام ويعرضه عليه ـ فلما أسلم قال : يا رسول الله اني كنت أجيرا لصاحب هذه الغنم وهي أمانة عندي فكيف أصنع بها؟ فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله) أمام عيون المئات من جنوده الجياع : أخرجها من العسكر ثم صح بها وارمها بحصيات فإنّ الله عزّ وجلّ سيؤدّي عنك أمانتك.
ففعل الراعي ما أمره به رسول الله (صلى الله عليه واله) وخرجت الغنم إلى صاحبها حتى دخلت الحصن كأنّ سائقا يسوقها، وقد قاتل ذلك اليهودي إلى جانب المسلمين حتى استشهد.
أجل لم يكتسب رسول الله (صلى الله عليه واله) لقب الامين من قومه في فترة شبابه فقط بل كان أمينا في جميع الحالات والظروف وهو القائل :
ما من شيء كان في الجاهلية إلاّ هو تحت قدمي إلا الامانة فأنها مؤداة إلى البر والفاجر ، وقد بقي تردد القطعان حرا طوال مدة الحصار ولم يفكر ولا واحد من المسلمين بأخذ غنم منها لأنهم تعلّموا الأمانة والتقوى والصدق والورع من معلّمهم الاكبر محمّد الصادق الأمين (صلى الله عليه واله).
نعم غلب الجوع الشديد على العسكر ذات يوم حتى كادوا أن يهلكوا فأمر رسول الله (صلى الله عليه واله) بأن تؤخذ شاتان من غنم اليهود اضطرارا، واطلق البقية لتدخل الحصن بامان ، ولو لا ذلك الاضطرار الذي يباح معه المحذور بقدره لما سمح رسول الله (صلى الله عليه واله) بذلك، ولما رأى جوع أصحابه وتضوّرهم من شدّة السغب دعا قائلا : اللهم انّك قد عرفت حالهم وان ليست بهم قوة، وان ليس بيدي شيء اعطهم إياه فافتح عليهم أعظم حصونها عنهم غناء، وأكثرها طعاما .
ولم يكن يأذن لاحد من المسلمين بأن يأخذ شيئا من اموال الناس ابدا.
في ضوء كل هذا تتضح دسائس جماعة من المستشرقين في تاريخنا المعاصر فهم يصرّون على القول بأن غزوات الاسلام ومعاركه كانت للإغارة وجمع الغنائم ومصادرة الأموال والسيطرة عليها وان جنوده لم يكونوا يتقيّدون خلال تلك المعارك بمبادئ العدالة والامانة، وذلك كيد منهم للاسلام، ومحاولة بغيضة للحط من قيمة الاهداف الاسلامية العليا، وتشويهها.
ولكن النموذج المذكور هنا، وأمثاله ممّا يعدّ بالعشرات في صفحات التاريخ الاسلامي تشهد بكذبهم، فإن النبي (صلى الله عليه واله) لم يأذن وهو في أشدّ الظروف وأصعبها وجنوده الاوفياء قد غلبهم الجوع ودنوا من الهلاك، بأن يخون راع في أغنام كان يرعاها ليهودي، بل أمره بردّها إلى صاحبه وهو في قتال مع اليهود على حين كان يمكنه مصادرتها جملة واحدة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|