أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-5-2017
2952
التاريخ: 2-7-2017
3166
التاريخ: 23-5-2017
9786
التاريخ:
3320
|
بعثت قريش ـ في المرة الخامسة ـ سهيل بن عمرو الى رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد كلّفته بانهاء المشكلة ضمن شروط خاصّة سنقرؤها في ما يأتي.
فأقبل سهيل بن عمرو على رسول الله (صلى الله عليه واله) ولما رآه النبي (صلى الله عليه واله) قال : قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل.
فلما انتهى سهيل إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) تكلّم في المسألة كما يتكلّم أي دبلوماسيّ بارع، فقال وهو يحاول إثارة عواطف النبي (صلى الله عليه واله) وأحاسيسه : يا أبا القاسم إن مكة حرمنا وعزّنا، وقد تسامعت العرب بك إنك قد غزوتنا ومتى ما تدخل علينا مكة عنوة تطمع فينا فنتخطّف، وإنا لنذكّرك الحرم، فان مكة بيضتك التي تفلّقت عن رأسك.
فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله) : فما تريد ؟
قال : اريد أن أكتب بيني وبينك هدنة على أن اخلّيها لك في قابل فتدخلها، ولا تدخلها بخوف ولا فزع، ولا سلاح إلاّ سلاح الراكب، السيف في القراب.
فقبل رسول الله (صلى الله عليه واله) بعقد مثل هذا الصلح.
وهكذا أدّت مفاوضات سهيل مع رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى عقد صلح شامل وواسع بين قريش وبين المسلمين.
ولقد تشدد سهيل في شروط هذا الصلح كثيرا، حتى كاد أن ينتهي هذا التشدّد إلى قطع المفاوضات أحيانا، ولكن حيث إن الطرفين كانا يرغبان في الصلح والموادعة، لهذا كانا يستأنفان التحاور والتفاوض مرة اخرى، بعد كلّ أزمة تطرأ على المباحثات.
وأخيرا انتهت مفاوضات الجانبين ـ رغم كل ما أبداه مندوب قريش من التصلّب ـ الى عقد وثيقة موادعة وهدنة نظّمت في نسختين ووقع عليها الجانبان.
ويروي كافّة المؤرخين وأرباب السير أن رسول الله (صلى الله عليه واله) استدعى عليّا (عليه السلام)، وامره أن يكتب تلك الوثيقة قائلا له : اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فكتب عليّ ذلك فقال سهيل : لا أعرف هذا، ولكن أكتب : باسمك اللهم!!
فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : اكتب : باسمك اللهم وامح ما كتبت.
ففعل علي ذلك.
ثم قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : أكتب هذا ما صالح عليه رسول الله سهيل بن عمرو.
فقال سهيل، لو أجبتك في الكتاب إلى هذا لأقررت لك بالنبوّة فامح هذا الاسم واكتب : محمّد بن عبد الله أو قال : لو شهدت انك رسول الله لم اقاتلك ولكن أكتب اسمك واسم ابيك.
ولم يرض بعض من حضر من المسلمين في هذه النقطة بأن يرضخ رسول الله (صلى الله عليه واله) لمطالب سهيل الى هذه الدرجة، ولكن رسول الله (صلى الله عليه واله) الذي كان يلاحظ مصالح عليا غفل عنها ذلك البعض بعد رضي بمطلب سهيل ، وقال لعليّ (عليه السلام) : امحها يا عليّ.
فقال عليّ (عليه السلام) بأدب بالغ : يا رسول الله إن يديّ لا تنطلق لمحو اسمك من النبوة.
فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : فضع يدي عليها، فمحى رسول الله (صلى الله عليه واله) بيده كلمة : رسول الله نزولا عند رغبة سهيل مفاوض قريش.
ان التسامح الذي أبداه رسول الله (صلى الله عليه واله) في تنظيم وثيقة الصلح هذه لا يعرف له نظير في تاريخ العالم كله، لأنه اظهر بجلاء أن رسول الله (صلى الله عليه واله) لم يقع فريسة بيد الاهواء والاغراض الشخصية والعواطف والاحاسيس العابرة، وكان يعلم أن الحقائق لا تتبدّل ولا تتغيّر بالكتابة والمحو، من هنا تسامح مع مفاوض قريش سهيل الذي تصلّب في مطاليبه غير المشروعة كثيرا، حفاظا على أصل الصلح. وحرصا على السلام.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|