أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-3-2022
2070
التاريخ: 11-12-2014
3630
التاريخ: 4-5-2017
3100
التاريخ: 23-5-2017
2796
|
لقد خاض المشركون حروبا عديدة ضدّ رسول الله (صلى الله عليه واله) قبل معركة الأحزاب، ولكن العدوّ في جميع تلك المعارك والحروب كان من طائفة أو قبيلة واحدة، ولم يكن من عموم الجزيرة العربية، ومن عموم القبائل، أي الاسلام لم يواجه في تلك الحروب والوقائع عدوانا شاملا من سكان الجزيرة.
وحيث إن أعداء الاسلام رغم الجهود الكبيرة لم ينجحوا في القضاء على الحكومة الاسلامية الفتيّة، قرروا هذه المرة أن يستأصلوا الاسلام عن طريق اتّحاد عسكري عريض، يضم كل قبائل الجزيرة العربية المشركة، ويرموا المسلمين بآخر سهم في جعبتهم، من هنا عمدوا الى تعبئة أكبر قدر من المقاتلين، واستصرخوا أكبر قدر من القبائل وتحركوا في جمع لم يعرف له تاريخ العرب والجزيرة من نظير نحو المدينة لتحقيق ذلك الهدف المشؤوم. ولو لا تدبير المسلمين للدفاع عن المدينة لحقق العدوّ الحاقد أهدافه.
ولهذا جلب أعداء الاسلام معهم أكبر صنديد من صناديد العرب، وأشهر بطل من أبطالهم ورأسوه عليهم، وهو عمرو بن عبد ود العامري ليشدّوا به أزرهم، ويحققوا بسببه ما كانوا يأملونه من الظفر.
وعلى هذا الاساس كانت معركة الأحزاب مواجهة كاملة بين كل الكفر وكلّ الايمان، وخاصة عند ما تبارز بطل الاسلام وبطل الكفر وتواجها في ساحة القتال.
ولقد كان الخندق الذي احتفره المسلمون سلفا من عوامل إخفاق المشركين، وكان العدوّ يحاول أن يعبر هذا الخندق فتطيف فرسانهم به ليل نهار ولكن دون جدوى، لانهم كانوا يواجهون في كل مرة سهام الحرس الذي وكلهم رسول الله (صلى الله عليه واله) بحراسة الخندق، ورصد محاولات العدو لاجتيازه وافشالها فورا، وأيضا بفضل تدابير النبي القائد نفسه.
كان الشتاء وبرده القارص في تلك السنة وتناقص الطعام، والعلف يهدد جيش المشركين، وأنعامهم، وخيولهم فاستقرض حيي بن أخطب من بني قريظة عشرين بعيرا محملة شعيرا وتمرا وتبنا تقوية لقريش، ولكن دورية من المسلمين صادفتها في أثناء الطريق فصادرتها وأتوا بها الى النبي (صلى الله عليه واله) فتوسع بها أهل الخندق.
وذات يوم من أيام الانتظار وراء الخندق كتب أبو سفيان الى رسول الله (صلى الله عليه واله) كتابا يقول فيه : إني احلف باللات والعزى لقد سرت إليك في جمعنا وإنّا نريد ألاّ نعود إليك أبدا حتى نستأصلكم فرأيتك قد كرهت لقاءنا، وجعلت مضايق وخنادق، فليت شعري من علمك هذا؟ فان نرجع عنكم فلكم منّا يوم كيوم احد تبقر فيه النساء.
فكتب إليه رسول الله (صلى الله عليه واله) : من محمّد رسول الله إلى أبي سفيان بن حرب... أمّا بعد فقديما غرّك بالله الغرور، أما ما ذكرت أنك سرت إلينا في جمعكم، وانك لا تريد أن تعود حتى تستأصلنا فذلك أمر الله يحول بينك وبينه، ويجعل لنا العاقبة وليأتينّ عليك يوم تدافعني بالراح، ولياتينّ عليك يوم أكسر فيه اللات والعزّى واساف، ونائلة، وهبل حتى اذكّرك ذلك .
ولقد وقعت إجابة الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله) التي كانت تنبئ عن قوة إرادته وشدة عزيمته، وتصميمه القاطع موقع السهم في قلب زعيم المشركين، وحيث إن قريش كانت تعتقد بصدق رسول الله (صلى الله عليه واله) فانّها اصيبت بهذا الرد الحاسم في عزيمتها ونفسيتها، ولكنها مع ذلك لم تكفّ عن مواصلة عدوانها.
وذات ليلة عزم خالد بن الوليد على أن يعبر بجماعته الخندق ولكنه اضطرّ الى التراجع عند ما واجه مقاومة شجاعة من مائتين من المسلمين بامرة اسيد بن حضير وقد كلّفهم رسول الله (صلى الله عليه واله) بالقيام على شفير الخندق، ودفع المشركين ومنعهم من العبور!!
ثم ان رسول الله (صلى الله عليه واله) لم يكن ليغفل عن تقوية عزائم المقاتلين المسلمين ورفع معنوياتهم، ولهذا كان يهيّئهم بخطبه الحماسية، وكلماته المشجعة، الحاثة على الجهاد والاستقامة والدفاع عن حياض العقيدة والايمان، والذود عن صرح الحرية، والعدل.
فقد وقف ذات يوم خطيبا في اجتماع كبير من المسلمين وقال ـ بعد أن حمد الله وأثنى عليه ـ.
أيّها النّاس إذا لقيتم العدوّ فاصبروا واعلموا أنّ الجنّة تحت ظلال السيوف .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|