أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2014
3490
التاريخ: 5-11-2015
3959
التاريخ: 5-11-2015
3912
التاريخ: 23-5-2017
2890
|
هناك عوامل عديدة تسببت في تفرق الجيش العربي الذي زحف إلى المدينة لاجتياحها، وانقسام الاحزاب على أنفسهم، وإليك أبرزها :
1 ـ إن أول عامل من تلك العوامل هو تكلم مبعوثي رسول الله (صلى الله عليه واله) مع سادة غطفان وفزارة، لأن هذه المعاهدة وإن لم توقع إلاّ أنها لم تنقض، فتسبّب ذلك في أن يختلفوا مع قريش في الرأي، أي اجتياح المدينة وبشكل من الاشكال وان لا يقدموا على أي إجراء عسكريّ مع غيرهم انتظارا للتوقيع على تلك المعاهدة، ولهذا كلّما طلبت القيادة القرشية منهم الهجوم الشامل اعتذروا ببعض الاعذار تملّصا من ذلك الطلب.
2 ـ مصرع عمرو بن عبد ود فارس العرب الأكبر الذي كان الأغلبية في ذلك الجيش يعلّقون عليه آمالهم في الانتصار على المسلمين. فلما قتل تملّك الجميع رعب غريب وانهارت آمالهم، وبخاصة عند ما هرب زملاؤه الشجعان من وجه عليّ (عليه السلام) خوفا، ورهبة.
3 ـ ما لعبه نعيم بن مسعود الذي أسلم حديثا، من دور في إلقاء روح الشك والفرقة بين يهود بني قريظة وجيش الاحزاب ، فقد قام بهذا الدور بشكل رائع، تماما كما يفعله الجواسيس المنظّمون في عصرنا الحاضر، بل كان ما فعله أفضل وأكبر تأثيرا وعطاء.
فقد أتى نعيم هذا رسول الله (صلى الله عليه واله) وقال يا رسول الله ؛ قد أسلمت، وإن قومي لم يعلموا بإسلامي، فمرني بما شئت.
فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) إنما أنت فينا رجل واحد، فخذّل عنّا ما استطعت ( أي ادخل بين القوم حتى يخذّل بعضهم بعضا ) فان الحرب خدعة.
فخرج نعيم حتى أتى بني قريظة، وكان لهم نديما في الجاهليّة، فقال : يا بني قريظة قد عرفتم ودّي، وخاصّة ما بيني وبينكم.
قالوا : صدقت، لست عندنا بمتّهم.
فقال : إنّ قريشا وغطفان ليسوا كأنتم، البلد بلدكم، فيه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم، لا تقدرون على أن تحولوا منه إلى غيره، وان قريشا وغطفان قد جاءوا لحرب محمّد وأصحابه، وقد ظاهرتموهم عليه، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره، فليسوا كأنتم، فان رأوا نهزة أصابوها، وإن كان غير ذلك لحقوا ببلادهم، وخلّوا بينكم وبين محمّد، ولا طاقة لكم به. إن خلا بكم فلا تقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رهنا من أشرافهم يكونون بأيديكم ثقة لكم، على أن تقاتلوا معهم محمّدا حتى تناجزوه.
فقالوا : لقد أشرت بالرأي.
ثم خرج حتى أتى قريشا، فقال لأبي سفيان بن حرب ومن معه من رجال قريش : قد عرفتم ودّي لكم، وفراقي لمحمّد، وانه قد بلغني أمر قد رأيت عليّ حقا أن أبلغكموه، نصحا لكم فاكتموا عني. فقالوا : نفعل.
قال : اعلموا أنّ معشر اليهود قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمّد، وقد أرسلوا إليه إنا قد ندمنا على ما فعلنا، فهل يرضيك أن نأخذ من القبيلتين، من قريش وغطفان رجالا من اشرافهم فنعطيكم فتضرب أعناقهم، ثم نكون معك على من يبقى منهم حتى نستأصلهم؟ فأرسل إليهم : أن نعم، فإن بعثت إليكم يهود يلتمسون منكم رهنا من رجالكم، فلا تدفعوا إليهم منكم رجلا واحدا.
ثم خرج حتى أتى غطفان فقال : يا معشر غطفان، إنكم أصلي وعشيرتي، وأحب الناس إليّ، ولا أراكم تتهموني، قالوا : صدقت ما أنت عندنا بمتهم، قال فاكتموا عني، قالوا : نفعل فما أمرك، ثم قال لهم مثل ما قال لقريش وحذّرهم ما حذّرهم.
وهكذا أدّى نعيم وظيفته بأحسن صورة ثم دخل سرا في جيش المسلمين، واشاع بين المسلمين أنّ بني قريظة تنوي أخذ رجال من المشركين لتسليمهم الى النبي والمسلمين.
وقد كان يقصد من اشاعة هذا النبأ أن يبلغ مسامع رؤساء العرب وقادتهم.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|