المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

يوم المظلوم على الظالم
30-1-2021
دور الموطن في القانون الدولي الخاص في القانون العراقي
22-12-2021
سلطةُ الناس على أموالهم وأنفسهم
13-02-2015
معنى وصف الملائكة بالغلظة والشدة
8-06-2015
conjoined (adj.)
2023-07-18
العمل نفس الجزاء
11-10-2016


استخبارات المسلمين ترفع تقريرا للقيادة  
  
3404   12:47 مساءً   التاريخ: 1-6-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏2،ص250-253.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-6-2017 3066
التاريخ: 23-5-2017 3369
التاريخ: 17-5-2017 2843
التاريخ: 15-6-2017 3277

منذ أن سكن رسول الله (صلى الله عليه واله) في المدينة كان يبعث بجواسيسه وعيونه النشطين الاذكياء الى مختلف مناطق الجزيرة، لتقصّي الأخبار، ومراقبة الأوضاع، وإخبار النبي (صلى الله عليه واله) بكلّ ما يحصلون عليه في هذا المجال أولا بأول.

فقدم أحدهم على رسول الله (صلى الله عليه واله) وأخبره بخروج تلك القوة الكبيرة ومسيرها إلى المدينة، وبهدفها، وتاريخ خروجها، ووصولها إلى مشارف يثرب.

فرعا رسول الله (صلى الله عليه واله) أصحابه فورا وأخبرهم خبر عدوّهم، وشاورهم في الامر، ليستفيدوا من تجارب احد ، فاقترح جماعة منهم اسلوب التحصن، والقيام بالدّفاع من داخل القلاع والحصون، ولكن هذا العمل لم يكن كافيا لأن جيش العدوّ كان كثيفا وكبيرا جدا وكان من المحتمل بقوّة أن تقوم عناصره الكثيرة، الكبيرة في عددها بهدم الحصون والقلاع، والقضاء على المسلمين، فلا بد اذن من اتخاذ وسيلة تمنع العدوّ من الاقتراب الى المدينة أصلا.

فقال سلمان الفارسي الذي كان عارفا بفنون القتال عند الفرس معرفة كاملة : يا رسول الله إنّا اذا كنّا بأرض فارس، وتخوّفنا الخيل، خندقنا حولنا، فهل لك يا رسول الله أن تخندق؟

وفي رواية اخرى أنه قال : يا رسول الله نحفر خندقا يكون بيننا وبينهم حجابا، فلا يمكنهم أن يأتونا من كل وجه، فانا كنّا معاشر العجم في بلاد فارس اذا دهمنا دهم من عدونا نحفر الخنادق فيكون الحرب من مواضع معروفة ، ( أي محدودة ).

فاعجب رأى سلمان المسلمين جميعا، وكان لهذا التكتيك أثر جوهري وبارز جدا في حفظ الاسلام وصيانة المسلمين.

ومن الجدير بالذكر أن النبي (صلى الله عليه واله) خرج بنفسه يدرس المنطقة ميدانيا ولكى يحدّد المنطقة التي يمكن ان ينفذ من خلالها العدو فقرر ان يحفروا الخندق من ناحية احد  الى راتج  وكان سائر المدينة مشبك بالبنيان والنخيل لا يتمكن العدو منها، وعلّم الموضع الذي يجب ان يحفر بخط خطّه على الأرض.

ولكي يتم هذا الامر بنظام وسرعة جعل على كلّ عشرين خطوة، وثلاثين خطوة جماعة من المهاجرين والانصار يحفرونه، فحملت المساحي والمعاول، وبدأ رسول الله (صلى الله عليه واله) نفسه وأخذ معولا فحفر في موضع المهاجرين بنفسه، وعليّ (عليه السلام) ينقل التراب من الحفرة حتى عرق رسول الله (صلى الله عليه واله) وعيي  وهو يقول : لا عيش إلاّ عيش الآخرة، اللهم اغفر للأنصار والمهاجرة.

وقد كشف رسول الله (صلى الله عليه واله) بعمله هذا عن جانب من نهج الاسلام واسلوبه، وفي ذلك تنشيط الامة وتقوية لعزائمهم في مجال القيادة واخلاق القائد، وأفهم المجتمع الاسلامي أنّ على القائد الاسلاميّ، وعلى إمام الامة أن يشارك الناس في آلامهم كما يشاركهم في آمالهم ويسعى أبدا الى التخفيف عن كاهلهم بمشاركته العملية في الأعمال، ولهذا لما نظر الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) يحفر نشطوا واجتهدوا في الحفر، ونقلوا التراب، ولما كان اليوم الثاني بكّروا في العمل، وكان ذلك النشاط العظيم عاملا في أن يندفع يهود بني قريظة أيضا إلى مساعدتهم فأعاروهم المساحي والفؤوس والأوعية الكبيرة لنقل التراب.

وكان المسلمون يومئذ يعانون من نقص وضيق شديدين في المواد الغذائية، ومع ذلك كان أصحاب المكنة والثراء من المسلمين يمدّونهم بالطعام وغيره.

وربما عرضت للمسلمين وهم يحفرون في الخندق صخرة عظيمة عجزوا عن كسرها وإزالتها، فأخبروا رسول الله (صلى الله عليه واله) بذلك فأخذ معولا فكسرها وأزالها.

أما طول الخندق فكان بالنظر الى عدد العاملين في حفرها ـ وقد كان المسلمون يومئذ ثلاثة آلاف حسب المشهور، وكان كل عشرة يحفرون (40) ذراعا ـ هو (12000) ذراعا اي ما يقارب خمس كيلومترات ونصف الكيلومتر، وأما العرض فكان بحيث لا يقدر الفرسان الماهرون من عبوره بالقفز بأفراسهم، فيكون عرضه بطبيعة الحال ما يقارب خمسة أمتار وعمقه خمسة أمتار أيضا.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.