المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

الإمام المهدي ( عليه السّلام ) وغيبته في القرآن الكريم
2023-05-27
Cis/Trans Isomerization
23-12-2015
إجراء تجارب الهضم على الدجاج
24-4-2022
الدعاية الانتخابية المباشرة
2024-08-17
نظرة سريعة إلى الغلاف الجوي
20-3-2018
الحسن بن موسى الأزدي
11-4-2017


المفهوم الشامل للتربية  
  
8369   12:43 مساءً   التاريخ: 24-5-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص16-18
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-4-2017 5634
التاريخ: 24-4-2017 2376
التاريخ: 26-1-2016 2444
التاريخ: 19-4-2016 25946

تتعدد تعريفات التربية ويختلف الناس حولها، ويدور هذا الاختلاف بألوانه وصوره ومظاهره حول موضوع التربية ذاتها وعدم وضوح موضوع التربية او عدم تحديده او النظر اليه نظرة جزئية سطحية تعتبره اصل هذا الاختلاف وما يترتب عليه من مشكلات.

وقد يرى البعض ان المعرفة موضوع التربية ومن ثم ينبغي ان نركز على عقل التلميذ غير ان الاخذ بهذا المفهوم ادى الى اغفال جوانب شخصية التلميذ الجسمية والنفسية والاجتماعية وجعل هدف التربية محددا بتمكين التلميذ من التحصيل الدراسي وارتبط هذا التحصيل بالمادة الدراسية فقط ، ونتجت عنه طرق معينة في التدريس وهي طرق التلقين والحفظ والاستظهار.

ويرى البعض الاخر ان موضوع التربية هو تهذيب السلوك وتكوين الاخلاق، على اساس ان الروضة والمدرسة قد انتقلت اليهما مسؤولية الاسرة في تحقيق هذه الوظيفة ومن هنا كانت الروضة والمدرسة مسؤولتين عن اختيار الوسائل المناسبة لتحقيق هذا المفهوم، وقد تذهب لتحقيق ذلك الى استخدام وسائل العقاب والتأديب الصارمة.

ويوجد اتجاه ثالث يرى ان موضوع التربية هو الخبرة المباشرة التي يعيشها الانسان المتعلم وهدفها تمكين هذا الانسان من وسائل التفاعل السليم في الخبرة ومواجهة ما يعترضه من عقبات ومشكلات وهذا الاتجاه تركز فيه التربية على التفكير والنشاط من جانب التلميذ.

اما الاتجاه الرابع فيؤكد على مستقبل الافراد وما دام هذا المستقبل هو الموضوع الرئيسي فليس هناك ما يبرر التركيز على الحاضر بمشكلاته وعوامله المتغيرة .

ويرى اصحاب الاتجاه الاخير ان موضوع التربية هو اعداد الفرد لكسب العيش ولهذا يجب ان يدور النشاط التربوي حول الوظائف والمهن المختلفة وتدريب الاطفال والشباب على مهاراتها واصولها وقد ظن البعض ان هذا الاتجاه يغلب الصفة النفعية على التعليم ويهمل الوظائف الفكرية والخلقية والثقافية.

وهذه الرؤى المختلفة السابقة لموضوع التربية على اختلاف اتجاهاتها تعتبر ناقصة لأنها تقوم على اساس نظرة جزئية ضيقة لموضوع التربية فالمفهوم الشامل للتربية يرتكز على مسلمة اساسية وهي ان موضوع التربية هو الانسان بكليته (عقله ـ ووجدانه ـ وجسمه - وقيمه واتجاهاته، وما لديه من مهارات وافكار)(1). فموضوع التربية ليس هو المعرفة او المواد الدراسية كما يذهب الفكر الدارج بين الآباء والمدرسين، ولكن الانسان موضوع التربية، ولا ينظر اليه منعزلا عن المجتمع فهو لا يعيش ولا ينمو الا في مجتمع، والتربية هي الوسيلة الاساسية التي تنقل الانسان من مجرد فرد الى انسان يشعر بالانتماء الى مجتمع له قيمه واتجاهاته وآماله وآلامه ومصالحه، والتربية هي وسيلة المجتمع لترجمة نفسه في سلوك افراده وبذلك يصبح هذا المجتمع متفردا يعيش وينمو ويستمر بنمو افراده واي مجتمع يستند الى نتائج خبرات اجياله المتعاقبة وهي ما تسمى بالرصد الثقافي والذي يتمثل فيما احتفظت به الاجيال المختلفة من قيم وتقاليد وانظمة ومعان وقواعد ومبادئ.

والمجتمع يعيش حاضرا معينا مختلفا عن السابق، فهو يعيش مشكلات مختلفة وظروفا معينة وتحيط به اتجاهات وتطورات خاصة وهذا الحاضر بهذا المعنى هو نتاج الماضي وامتداد له وان اختلفت نوعيته ودرجة التغير فيه بفعل استخدام عوامل جديدة وكذلك افكار ومبتكرات جديدة.

والمجتمع وهو يعيش حاضره لابد أن ينظر الى المستقبل بخطوات سريعة ومقصودة من اجل الحركة السريعة الهادفة ليصنع مستقبلا جديدا وهكذا تترابط ابعاد حركة المجتمع.

وبذلك تتحدد معالم التربية او مجالها ومجال التربية هو الانسان منظور اليه من زاوية المجتمع ومن زاوية ابعاد حركة هذا المجتمع. ويعد الانسان نقطة البداية لأي عمل تربوي من اجل تنميته وتوجيهه والارتقاء بمستواه فان هذا العمل يقع في نفس الوقت على الحاضر الذي يعيش فيه من اجل ان يتمكن من تحريك الحاضر نحو مستقبل افضل ، من هنا تشتق التربية مفهومها الحضاري لانها تدور حول الانسان وحول مكانه من الحضارة التي يعيشها ويصنعها مجتمعه.

_____________

1ـ محمد الهادي عفيفي: في اصول التربية ـ الاصول الثقافية للتربية ، القاهرة ، مكتبة الانجلو المصرية ، 1997 ، ص27.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.