أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-6-2017
3164
التاريخ: 10-12-2014
3560
التاريخ: 23-5-2017
3154
التاريخ: 21-6-2017
2866
|
لا ريب أن الجهاد الابتدائي مرفوع عن المرأة ساقط عنها في نظر الاسلام، ولهذا عند ما أوفدت نساء المدينة امرأة الى رسول الله (صلى الله عليه واله) لتتحدّث معه حول الحرمان من هذه العبادة الكبرى، فجاءت إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) وقالت : يا رسول الله نحن نقوم بكل ما يحتاج إليه الرجال في حياتهم، ليجاهدوا ببال فارغ، فلم حرمنا نحن من هذه الفضيلة؟!
فأجابها رسول الله (صلى الله عليه واله) قائلا : إنّ حسن التبعّل يعدل ذلك كله ، وهو (صلى الله عليه واله) يشير إلى أن لهذا المنع أسبابه الطبيعية والوظيفية في طبيعة المرأة وخلقتها، وليس هو بالتالي يعني حرمانها من شيء فان قيامها على الوجه الصحيح بخدمة زوجها وتربية أولادها تعدل الجهاد في سبيل الله.
بيد أن بعض النسوة المجرّبات ربما كن يخرجن من المدينة لمساعدة جنود الاسلام كسقي العطاشى، وغسل ثياب المقاتلين، وتضميد الجرحى. وبذلك كنّ يقدّمن خدمة مؤثرة في نصرة المسلمين ودعمهم.
تقول أمّ عمارة ( نسيبة المازنية ) : خرجت أول النهار الى احد وأنا أنظر ما يصنع الناس، ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت الى رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو في الصحابة، والدولة والريح للمسلمين.
فلما انهزم المسلمون انحزت الى رسول الله (صلى الله عليه واله) فجعلت أباشر القتال وأذبّ عن رسول الله (صلى الله عليه واله) بالسيف، وأرمي بالقوس حتى خلصت إليّ الجراح.
( تقول راوية هذا الكلام ) فرأيت على عاتقها جرحا أجوف له غور، فقلت : يا أمّ عمارة من أصابك بهذا؟.
قالت : أقبل ابن قميئة وقد ولّى الناس عن رسول الله، يصيح : دلّوني على محمد، لا نجوت إن نجا. فاعترض له مصعب بن عمير وناس معه، فكنت فيهم فضربني هذه الضربة، ولقد ضربته على ذاك ضربات، ولكنّ عدوّ الله كان عليه درعان. هذا والنبيّ (صلى الله عليه واله) ينظر إليّ، فنظر الى جرح على عاتقي، فصاح بأحد اولادي وقال : امّك امّك اعصب جرحها. فعاونني عليه.
ثم إنها رأت أن ابنها جرح فاقبلت إليه ومعها عصائب في حقويها قد أعدّتها للجراح فربطت جرحه والنبيّ (صلى الله عليه واله) ينظر، ثم قالت لولدها : انهض يا بني فضارب القوم.
فأعجب رسول الله (صلى الله عليه واله) باستقامتها وثباتها وايمانها وقال : ومن يطيق ما تطيقين يا أمّ عمارة ؟!
وفي الأثناء اقبل الرجل الذي ضرب ولدها فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) هذا ضارب ابنك فاعترضت له، وحملت عليه كالأسد المغضب وضربت ساقه فبرك.
فازداد رسول الله (صلى الله عليه واله) إعجابا بشجاعتها وتبسّم حتى بدت نواجذه وقال : استقدت يا أمّ عمارة الحمد لله الذي ظفّرك وأقرّ عينك من عدوّك.
وعند ما نادى منادي النبيّ (صلى الله عليه واله) الى حمراء الأسد، بعد معركة احد، وطلب من الجرحى أن يخرجوا لملاحقه جيش المشركين، شدّت عليها ثيابها وقد كان بها جراح عديدة أعظمها الجرح الذي على عاتقها فما استطاعت بسبب نزف الدم، فأرادت أن تخرج مع العسكر منعتها جراحها الباهضة من ذلك، فلما رجع رسول الله (صلى الله عليه واله) من غزوة حمراء الاسد ما وصل الى بيته حتى أرسل إليها عبد الله بن كعب المازني يسأل عنها فرجع إليه يخبره بسلامتها، فسرّ النبيّ بذلك.
ولقد أثار موقف هذه المرأة البطلة الثابتة على درب الايمان سرور النبيّ واعجابه فقال في حقها مشيدا بموقفها البطل ومعرضا بفرار من فرّ وهروب من هرب في معركة احد : لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من فلان وفلان.
وكانت نسيبة قد طلبت من النبيّ (صلى الله عليه واله) يوم احد بعد أن أشاد النبيّ (صلى الله عليه واله) بصلابتها ومواقفها أن يدعو لها بمرافقته في الجنة فقال النبيّ (صلى الله عليه واله) داعيا لها ولأهل بيتها :
بارك الله عليكم من أهل بيت رحمكم الله. اللهم اجعلهم رفقائي في الجنّة.
وقال ابن أبي الحديد معلقا على عبارة رسول الله (صلى الله عليه واله) : لمقام نسبية اليوم خير من مقام فلان وفلان قلت : ليت الراوي لم يكنّ هذا الكناية، وكان يذكر من هما بأسمائهما حتى لا يترمى الظنون إلى امور مشتبهة، ومن أمانة الحديث أن يذكر الحديث على وجهه ولا يكتم منه شيئا فما باله كتم اسم هذين الرجلين.
ولكننا نعتقد أن الرجلين هما من الشخصيات التي تسنمت مراكز القيادة العليا بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد أحجم الراوي عن التصريح بأسمائهما إما احتراما أو تقية وخوفا.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|