أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2016
2676
التاريخ: 18-1-2016
2345
التاريخ: 14-11-2016
2084
التاريخ: 15/9/2022
1431
|
تنوعت مراحل النمو الديني تبعا لتنوع الباحثين ولكننا في هذا المجال سنحاول التوفيق بين وجهات نظرهم وتتبع السمات الذي ذكروها واتفقوا عليها من خلال التصنيف الاتي (1) :
1ـ مرحلة الخيال: وتتكون فيما بين (3-6) سنوات والطفل في هذه المرحلة يتصور الله والملائكة والشياطين بصورة خيالية لا صلة لها بالحقيقة إذ إن ذهن الطفل هنا لا يكون خاليا من صور حسية عن المفاهيم الدينية يؤلفها خياله الخصب من عناصر استمدها من واقعه الحسي فقد يتصور الله على سبيل المثال رجلا مسناً وقوراً بلحية طيب القلب او غير ذلك من صور تختلف باختلاف مشاعر الطفل نحو الله.
2- مرحلة التقليد: وتبدأ من مرحلة الطفولة المبكرة وتلاحظ في مرحلة الطفولة المتوسطة فطفل السادسة مثلا يطلب من والداه الذهاب للصلاة يسهم في صلاة قصيرة مطابقة للعرف المألوف ويبدأ ذلك في محاولته الصادقة والتي يبذلها لمجاراة من حوله واتباع ما هو مطلوب منه بحذافيره والجدير بالذكر ان تعاليم الدين عند الطفل في هذه المرحلة لا تخرج عن كونها مجموعة عبارات يرددها دون ان تنطوي على دلالة واضحة وتكون العبادة عنده قاصرة على أداء بعض الطقوس تقليداً مسايراً للجميع دون ان تنطوي على شعور التقوى والورع اللذين يتوفران لدى الكبار عند اداء هذه الطقوس بالاضافة الى الالفاظ الدينية التي ترد على لسان الطفل مثل: الحمد لله, سبحان الله يكتسبها هي الاخرى عن طريق تلقين الكبار له وتقليده لهم ولهذا تتسم هذه المرحلة (بالشكلية) كما يتميز النمو الديني لدى الصغار في مرحلة الطفولة المتوسطة (بالنفعية) فالصلاة والصوم والزكاة وسائل لتحقيق امانيهم ومنفعتهم الشخصية مثل الحصول على لعبة او النجاح في الامتحان او الحصول على الامن عن طريق الوالدين ويطلق البعض على هذه المرحلة اسم (المرحلة الفردية) لان الطفل يبدأ فيها باختيار العناصر التي ترضي حاجاته من الدين اي ينتقي العناصر الدينية التي تشبع حاجاته الفردية.
3- مرحلة الادراك : عندما يشعر الطفل في المرحلة السابقة بقصور والديه عن تلبية امانيه وحاجاته يتوجه الى الله ليحققها له فالارتباط وثيق بين فكرة الاب وفكرة الله عند الاطفال وبتقدم السن يدرك الاطفال شيئا فشيئا ان دعواتهم لا تجاب جميعا ولكنهم يدعون بحكم العادة التي تأصلت في نفوسهم.
ومع تقدم السن يدرك الاطفال في مرحلة الطفولة المتأخرة العلاقة بين الدعاء والعمل كما يدركون ان الدعاء وسيلة لتغيير السلوك حتى يصبح مقبولاً مجاباً وفي سن العاشرة تقريبا ينمو اعتزاز الطفل بدينه على اساس وحدة المعتقد والثقة برب واحد والتوجه الى قبلة واحدة والاقتداء بالرسول الكريم ابتغاء مرضاة الله.
وتسمى هذه المرحلة بالمرحلة الاجتماعية لان الطفل هنا يتأثر بالبيئة الاجتماعية فإذا كانت متدينة نشأ على ما تربى عليه. ولأن اداء الفرائض يأخذ شكلا اجتماعيا فإنه يسهم في التوافق الاجتماعي ويتميز النمو في هذه المرحلة باتساع افاق الطفل وخروجه من ذاته الضيقة فيعرف ان الله ليس ربه وحده، بل هو إله كل الناس وان الدين يجمع جماعة كبيرة اوسع من اسرته وان هناك جماعات اخرى تتبع اديانا اخرى، وتتسع لدى طفل هذه المرحلة المفاهيم الدينية فيفهم
الدين اكثر من قبل وينمو ادراكه الديني ويتسم بالاتي:
ـ معرفة الله بصفة عامة بواسطة التفكير المنطقي.
ـ معرفة معنى الوجدانية.
ـ معرفة ان الله موجود في كل مكان.
ـ معرفة ان في الجنة ما يفرح النفس وانه لا يدخلها الا اصحاب السلوكيات الحسنة.
ـ معرفة ان النار فيها عذاب شديد ويدخلها اصحاب السلوكيات السيئة.
ـ معرفة الصلوات المقررة.
4- مرحلة الجدل :
عندما يصل الطفل الى مرحلة الطفولة المتأخرة يستطيع ان يناقش الامور الدينية، ويأخذ في القاء الاسئلة التي تدور حول الخلق والبعث واصل العالم.
وهكذا ، وفي أول الامر يقبل الطفل ما يلقى عليه من اجابات ثم بتقدمه في العمر يعيد النظر فيها وفي بداية مرحلة المراهقة يميل المراهق الى الجدل ومحاورة الاخرين في القيم الدينية التي تعلمها في مرحلة الطفولة وعند بلوغه سن السادسة عشرة تقريبا يتمسك بالمبادئ ويعتز بدينه اعتزازاً كبيراً وتعرف هذه الفترة بفترة اليقظة الدينية (2) .
ومن الملاحظ ان هذه المراحل متداخلة وليست هنالك حدود فاصلة بينها شأنها في ذلك شأن مراحل النمو بشكل عام.
___________
1ـ حنان عبد الحميد العناني: تنمية المفاهيم الاجتماعية والدينية والاخلاقية مرجع سابق ص 147- 148.
2ـ حامد زهران: علم نفس النمو القاهرة عالم الكتب 1999.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|