أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-6-2017
2768
التاريخ: 17-5-2017
3359
التاريخ: 11-12-2014
3631
التاريخ: 11-5-2017
2812
|
لقد وصل نبأ انتصار المسلمين في معركة بدر عن طريق رجلين من المسلمين، ولم يكن الجيش الاسلامي الظافر قد وصل الى المدينة بعد، عند ما انزعج كعب بن الاشرف ـ الذي كانت أمه من يهود بني النضير وكان شاعرا قويا، وخطيبا بارعا ـ من الفتح الذي أصابه النبيّ (صلى الله عليه واله) والمسلمون في بدر فقال : والله لئن كان محمّد أصاب أشراف العرب وملوك الناس ( ويعني سادة قريش وصناديدهم الذين قتلوا في بدر على أيدي المسلمين) لبطن الأرض خير من ظهرها!! وبدأ يبث الأكاذيب والشائعات في المدينة ومضى يشكك في انتصارات المسلمين في بدر.
وقد كان يسيء الى رسول الله (صلى الله عليه واله) في قصائده حتى قبل معركة بدر ويحرّض الناس على المسلمين.
ثم إنه لما تيقن الخبر خرج حتى قدم مكة وجعل يحرّض قريشا على رسول الله (صلى الله عليه واله)، وقد أنشد في هذا المجال أشعارا يبكي فيها أصحاب القليب من قريش وقد ذكرتها المصادر التاريخية.
ثم رجع كعب هذا الى المدينة فشبّب بنساء المسلمين حتى آذاهم!!
ولا شك أنه بهذه المواقف المعادية كان من أظهر مصاديق المفسد في الارض، الأمر الذي آل إلى أن يقرّر رسول الله (صلى الله عليه واله) التخلص منه، وكفاية المسلمين شره، وقد أوكل هذه المهمة الصعبة الى محمد بن مسلمة.
وقد خطّط ابن مسلمة للتخلص من كعب خطة رائعة، وألّف لتنفيذها فريقا كان من بينهم أبو نائلة الأخ الرضاعي لكعب بن الأشرف، ليمكن من هذا الطريق التمويه على كعب وتنفيذ الخطة المذكورة.
فخرج أبو نائلة إلى كعب وجلسا يتحادثان، ويتبادلان الشعر.
ثم إن أبا نائلة قال لكعب ـ بعد ان طلب منه أن يخرج كل من كان هناك من ذويه وأهله ـ : إني قد جئتك في حاجة إليك اريد ذكرها لك فاكتم عني، وإني كرهت ان يسمع القوم كلامنا، فيظنون! لقد كان قدوم هذا الرجل ( يعني رسول الله ) علينا من البلاء، وحاربتنا العرب، ورمتنا عن قوس واحدة، وقطّعت السبل عنا حتّى جهدت الانفس، وضاع العيال، أخذنا بالصدقة ولا نجد ما نأكل.
فقال كعب : قد والله كنت احدّثك بهذا يا ابن سلامة إن الامر سيصير الى ما أقول.
فقال أبو نائلة : إنّ معي رجالا من أصحابي على مثل رأيي، وقد أردت أن آتيك بهم فنبتاع منك طعاما، أو تمرا وتحسن في ذلك إلينا، ونرهنك ما يكون لك فيه ثقة.
فقال كعب : وما ذا ترهنونني يا أبا نائلة، أبناءكم ونساءكم؟؟!
فقال أبو نائلة : لقد أردت أن تفضحنا وتظهر أمرنا، ولكنا نرهنك من الحلقة ( أي السلاح ) ما ترضى به.
فرضي كعب بن الاشرف بذلك.
وإنما قال أبو نائلة هذا القول لابن الاشرف حتى لا يستغرب إذا رأى السلاح بيد الرجال الذين سيأتون معه.
ثم خرج أبو نائلة من عند ابن الاشرف على ميعاد، فاتى أصحابه، فأخبرهم بما دار بينه وبين كعب، فأجمعوا أمرهم على أن يأتوه إذا أمسى لميعاده، ثم أتوا الى رسول الله (صلى الله عليه واله) عشاء وأخبروه، فمشى معهم حتى اتى البقيع، ثم وجّههم، ثم قال : امضوا على بركة الله وعونه اللهم أعنهم.
فمضوا حتى أتوا ابن الاشرف، فلمّا انتهوا إلى حصنه هتف به أبو نائلة، وكان ابن الاشرف حديث عهد بعرس، فوثب من فراشه، فأخذت امرأته بناحية ملحفته وقالت : أين تذهب، إنك رجل محارب، ولا ينزل مثلك في هذه الساعة؟؟
فقال ابن الاشرف : ميعاد، إنما هو أخي أبو نائلة.
ثم نزل إليهم فحيّاهم، ثم جلسوا فتحدثوا ساعة حتى اطمأن إليهم.
ثم قالوا له : يا ابن الاشرف : هل لك أن تتمشّى الى شعب العجوز ( وهو موضع قرب المدينة ) فنتحدث فيه بقيّة ليلتنا.
فخرجوا يتماشون حتى ابتعدوا عن حصنه، وبينما هم كذلك إذ أدخل أبو نائلة يده في رأس كعب ثم شم يده فقال : ويحك ما أطيب عطرك هذا يا ابن الاشرف، ثم مشى ساعة، ثم كرّر هذا العمل ثانية حتى اطمأن ثم مشى ساعة ثم عاد لمثلها فأخذ بفود رأسه وقال : اضربوا عدوّ الله، فضربوه بسيوفهم، وطعنه أبو نائلة بخنجر في بطنه، وصاح صيحة ثم وقع على الارض ولم تنفعه استغاثاته.
ثم عاد هذا الفريق الفدائي إلى المدينة من فورهم ولما بلغوا بقيع الغرقد كبّروا، وقد قام رسول الله (صلى الله عليه واله) تلك الليلة يصلّي، فلما سمع رسول الله (صلى الله عليه واله) تكبيرهم بالبقيع كبّر، وعرف أنهم قد قتلوه.
وبهذا أعلنوا عن نجاح عمليّتهم الفدائية الجريئة التي أراحت رسول الله (صلى الله عليه واله) وأصحابه من شرّ ذلك المفسد الخطير الذي لم يفتأ عن إيذاء النبيّ (صلى الله عليه واله) وتناول أعراض المسلمين في أشعاره....
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|