أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-10-2014
1643
التاريخ: 12-10-2014
1473
التاريخ: 11-10-2014
1590
التاريخ: 18-11-2014
2265
|
قال تعالى : {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} [الصف: 6]
إن الاسم المعروف للرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هو ( محمد ) والسؤال الذي يطرح هنا أن الآيات مورد البحث قد ذكرته باسم ( أحمد ) . فكيف يمكن التوفيق بين هذين الإسمين ؟ وللإجابة على هذا السؤال يجدر الالتفات إلى النقاط التالية :
أ - جاء في كتب التأريخ أن لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اسمين منذ الطفولة ، حتى أن الناس كانوا يخاطبونه بهما أحدهما ( حمد ) والآخر ( محمد ) ، الأول اختاره له جده عبد المطلب والآخر اختارته امه آمنة . وقد ذكر هذا الأمر بصورة تفصيلية في سيرة الحلبي .
ب - والمعروف أن من جملة الأشخاص الذين كانوا ينادون رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ( باسم ( أحمد ) هو عمه أبو طالب ، حيث نجد في كتاب ( ديوان أبي طالب ) أشعارا كثيرة يذكر فيها الرسول الكريم بهذا الاسم كما في الأبيات التالية :
أرادوا بقتل أحمد ظالموهم * وليس بقتله فيهم زعيم
وقال :
وإن كان أحمد قد جاءهم * بحق ولم يأتهم بالكذب (1)
ولأبي طالب شعر آخر في مدح رسول الله نقله ابن عساكر في تاريخه :
لقد أكرم الله النبي محمدا * فأكرم خلق الله في الناس أحمد (2)
ج - كما يلاحظ هذا التعبير في شعر ( حسان بن ثابت ) الشاعر المعروف في عصر الرسول كقوله : مفجعة قد شفها فقد أحمد * فظلت لآلاء الرسول تعدد (3) والأشعار التي ورد فيه ذكر اسم ( أحمد ) بدلا عن ( محمد ) كثيرة ، ولا يوجد مجال لذكرها جميعا لذا فإننا سننهي بحثنا بما ورد من شعر علي بن أبي طالب ( عليه السلام) .
أتأمرني بالصبر في نصر ( أحمد ) * ووالله ما قلت الذي قلت جازعا
سأسعى لوجه الله في نصر ( أحمد ) * نبي الهدى المحمود طفلا ويافعا (4).
د - إن المتتبع للروايات التي جاءت حول معراج الرسول كثيرا ما يلاحظ أن الله سبحانه قد خاطب رسول الإسلام في تلك الليلة الكريمة ب ( أحمد ) ومن هنا يمكن القول أن النبي قد اشتهر في السماء ب ( أحمد ) وفي الأرض ب ( محمد ).
وجاء في حديث عن الإمام محمد الباقر ( عليه السلام ) في هذا الشأن " إن لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عشرة أسماء ، خمسة في القرآن وخمسة ليست في القرآن ، فأما التي في القرآن ، محمد ، وأحمد ، وعبد الله ، ويس ، ون " (5)
ه - عدم اعتراض أهل الكتاب - وخاصة النصارى منهم - على النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من هذه الناحية ، حيث لم يقولوا له : بعد سماع المشركين وسماعهم آيات سورة الصف : إن الإنجيل قد بشر بمجئ ( أحمد ) وأنت اسمك ( محمد ( وعدم الاعتراض هذا دليل على شهرة هذا الاسم بينهم ، ولو وجد مثل هذا الاعتراض لنقل لنا ، خاصة أن مختلف الاعتراضات قد دونت في كتب التأريخ صغيرها وكبيرها .
لذا نستنتج من مجموع ما تقدم في هذا البحث أن اسم ( أحمد ) كان أحد الأسماء المعروفة لرسول الإسلام ( صلى الله عليه وآله وسلم ) (6).
____________________
1. ديوان ابو طالب , ص25-29.
2. تاريخ ابن عساكر , ج1 , ص275.
3. ديوان حسان بن ثابت ص59 , (تحقيق محمد عزت نصر الله ) .
4. الغدير , ج7 , ص358.
5. تفسير نور الثقلين , ج5 , ص313 , كما جاءت في تفسير الدر المنثور , ج6 , ص214 , وروايات في هذا المجال , حيث ان نقلها جميعا يطيل البحث .
6. استفيد في هذا البحث والبحث السابق من كتاب (أحمد موعود الانجيل) و(تفسير الفرقان ) ايضا .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|