أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-6-2017
10593
التاريخ: 11-12-2014
3399
التاريخ: 17-5-2017
2987
التاريخ: 21-6-2017
2855
|
لقد جعل رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) التاريخ الهجريّ بنفسه ، وانّ أيَّ إعراض وتجاهل لهذا التاريخ واختيار تاريخ آخر مكانه إعراضٌ عن سنة رسول الإسلام الكريم (صـلى الله علـيه وآله) ومخالفة لما رسمه للمسلمين في هذا المجال.
إن وجود تاريخ معين ثابت ( مؤلّف من السنة والشهر واليوم ) في الحياة الإجتماعية البشرية من الاُمور الضرورية الحيوية بل هو في غاية الضرورة والحيوية من أجل أن لا تتوقف عجلة الحياة الإجتماعية البشرية عن الدوران والحركة بسبب فقدان مقياس زمني ثابت ومعلوم للأمور والحوادث.
وتلك حقيقة لا حاجة إلى اقامة البرهان عليها لأنَّ الاستدلال عليها يكون مثل الاستدلال على الامور البديهية.
فهل يكون تنظيم المعاهدات والمواثيق السياسية والعسكرية والاتفاقيات والعقود الاقتصادية وتحويل وتسديد السندات والحوالات التجارية ودفع الديون وكتابة الرسائل العائلية من دون ذكر تاريخ معين فيها أمراً مفيداً؟ كلا حتما ودون ريب.
فعندما سأل بعض الصحابة النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) عن علة اختلاف أشكال القمر وانه لماذا يكون هلالا تارة ثم بدراً اُخرى . ثم يعود إلى سيرته الاُولى هلالا نزل الوحيُ الالهي يبيّنُ بعض حكمة هذه الظاهرة الطبيعية إذ قال تعالى : قل هيَ مواقيت للنّاس .
أي ان اختلاف اشكال القمر وهيئاته انما هو لأجل ان يعرف الناسُ به الوقت والتاريخ فيعرفوا في أي يوم من الشهر هم في مبدئه أو منتصفه أو منتهاه
ولكي يعرفوا بواسطة ذلك مواعيد واجباتهم الشرعية والاجتماعية ويعرف الدُّيّان موعد تسلّم دُيونهم ويعمَدُ المَدِينون إلى دفع ما عليهم في وقته ويقومَ المؤمنُون بفرائضهم المقيَّدة بالأزمنة والاوقات كالصوم والحج وماشابه ذلك.
من هنا لا مجال للنقاش في احتياج كل اُمة إلى تاريخ معين ثابت محدّد تجعله ملاكاً للتوقيت ومداراً لتحديداتها الزمنية.
إنما الكلام هو في ما ينبغي إتباعه والجري عليه من التواريخ وتنظيم المستندات والمكاتبات والمواعيد وفقاً له.
وبعبارة اُخرى : إن الكلام إنما هو في ما ينبغي جعله مبدءً للتاريخ يقاس به كل العُقودِ والاتفاقات من حيث الزمان والتوقيت.
فما الّذي يصلح أو ينبغي إتخاذه مبدءً للتاريخ للامة الإسلامية؟
الجواب :
إن الاجابة على هذا السؤال واضحة جداً وتلك الاجابة هي :
إذا كانت لاُمة من الامم حوادث لامعة وسوابق مشرقة في حياتها وثقافة خاصة بها وديناً ومسلكاً مستقلا وشخصيات علمية وسياسية بارزة واحداث ووقائع عظيمة مثيرة تبعث على الفخر والاعتزاز ولم تكن كنبتة وحشية نبتت عفواً واعتباطاً من غير قانون ولا جذور كبعض الجماعات والشعوب الجديدة الظهور الّتي لا ترتكز إلى اُصول ثابتة معلومة.
فان على مثل هذه الاُمة أن تتخذ من أعظم حوادثها الاجتماعية والدينية مبدءً لتاريخها الّذي تقيس وتنظم عليه بقية حوادثها وأعمالها الّتي سبقت تلكم الحادثة العظمى أو الّتي وقعت اوتقع بعدها.
ومن هنا تكون قد اكسبت شخصيتها وكيانها قوةً اكبر وصانت نفسها من التبعية للشعوب والاُمم الاخرى والميعان والفناء فيها.
وإذ لم يكن في تاريخ الاُمة الإسلامية شخصية أعلى شأناً من شخصية رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) كما لم يكن هناك حادثة أعظم وانفع من حادثة الهجرة النبوية المباركة لأن هجرة النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) فتحت ـ في الحقيقة ـ صفحةً جديدةً في حياة البشرية فقد خرج رسول الإسلام واتباعه من بيئة مكة الرازحة تحت الكبت إلى بيئة مناسبة حرة مكنّتهم من إحداث انطلاقة كبرى لم يشهد التاريخُ البشريُ برمّته لها مثلا.
فقد استقبل اهلُ المدينة رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) ومن هاجر معه من المسلمين إلى يثرب استقبالا حاراً ووضعوا تحت تصرّفه كلَّ ما توفر لديهم من الامكانات والقوى فلم يمض زمن إلاّ وتمتع الإسلام بفضل هذه الهجرة المباركة بتشكيلات سياسية وعسكرية واتخذ صورة وشكلَ حكومة قوية لها وزُنها وشأنُها وجانبُها المرهوب في شبه الجزيرة العربية وسرعان ما نشر رايته على البسيطة كلها تقريباً وأسس حضارةً عظمى لم تر البشرية لها نظيراً.
فاذا لم تحدث تلك الهجرة المباركة المعطاء لقُضي على الإسلام في محيط مكة وحُرمَ العالم الانساني من هذا الفيض العظيم.
من هنا ولأجل هذا اتخذ المسلمون هجرة رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) مبدءً لتاريخهم ودأبوا على ذلك إلى الآن حيث ينقضي أكثر من ألف وأربعمائة عام أي أن هذه الامة الكبرى تركت وراءها إلى هذا اليوم أربعة عشر قرناً من الأمجاد والمفاخر وهي الآن على أعتاب القرن الخامس عشر؟
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|