المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06
النضج السياسي في الوطن العربي
2024-11-06

قواعد اخراج الفضاءات
17-8-2021
تلوث التربة Soil Pollution
2023-11-04
تمييز تصحيح العقد الباطل عن تحوله
17-5-2016
الماء الأكسجيني
30-4-2020
الاقمار الاصطناعية لاند سات Land sat Satellites
19-6-2022
COMPOSITION OF CRUDE OILS
13-2-2016


حرية التعبير  
  
2310   12:25 مساءً   التاريخ: 29-4-2017
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص120-121
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-12-2016 5063
التاريخ: 20-4-2017 2103
التاريخ: 19-4-2016 3943
التاريخ: 24-5-2017 1958

قد تشعر بان الحياة ستصير افضل بكثير اذا ما كان ابناؤك هادئين على الدوام، دون مشاحنات، او دموع، او نوبات غضب، اجل، انت محق، سيكون هذا افضل، الا ان ذلك لن يكون شيئا صحيا لأطفالك؛ فمن المستحيل ان يظلوا كذلك على الدوام؛ لانهم يملكون مشاعر قوية وهم بحاجة الى التعبير عنها؛ فعندما يغضبون، يجب ان يسمح لهم بالتعبير عن غضبهم ـ ومهمتك هي ان تعلمهم كيفية التعبير عن مثل هذه المشاعر بصورة مقبولة وان تؤكد لهم على ضرورة عدم كبت أي مشاعر او اخفائها مهما كانت طبيعة تلك المشاعر.

إنني اعرف عائلات يتعرض فيها الاطفال للتوبيخ لمجرد اظهارهم لمشاعر الغضب مهما كانت الوسيلة التي عبروا بها. بالطبع يجب تعليم الاطفال كيف يظهرون غضبهم دون عدوانية او ايذاء للآخرين أو تهديدهم، إلا أن هذا لا ينفي ضرورة السماح لهم بالشعور بالغضب والتعبير عنه. يمكن تبرير الشعور بالغضب، وعلى اطفالك ان يعرفوا ان بمقدورهم التعبير عن مشاعر الغضب المبرر التي لديهم دون أن يتعرضوا للتأنيب. إنهم بحاجة لسماع عبارة مثل: (إنني أستطيع أن أرى السبب وراء غضبك، لكن ليس من المسموح لك بان تصرخ في وجه اختك).

ان الطفل اذا لم يستطيع التعبير عن مشاعره فلن يستطيع التخلص منها ـ حتى البالغون يعانون من هذا الامر. كل ما يستطيع الطفل عمله هو اختزان تلك المشاعر وكبتها؛ وهو ما قد يؤدي لمشكلات نفسية وبدنية عويصة. والأسوأ من ذلك هو انه عندما يكبر طفلك، فسوف يصير بالغا لا يستطيع البوح بما يشعر به، وهو ما يعد شيئا مدمرًا لكافة انواع العلاقات، خاصة الحميمة منها.

ان الاشخاص الذين يكبرون دون المرور بخلافات قد لا يتفهمون انه من الطبيعي ان يمر المرء بخلاف مع انسان اخر ومع ذلك تسير الامور بعدها بسلاسة؛ لهذا السبب هم يخافون أن يتجادلوا مع شركاء حياتهم اذا فعلوا شيئا يغضبهم. وهذا يعني انه لا يتم التنفيس عن المشكلات، وتبدا مشاعر الاحتقان في التجمع، وهو ما نعرف انه امر غير صحي على الاطلاق.

إنني اعلم اننا مازلنا في القسم الخاص بالانضباط في هذا الكتاب (بالكاد)، لكن بما اننا نتحدث في موضوع التعبير عن المشاعر ،فإنني اود ان اؤكد على اهمية وفائدة البكاء بالنسبة للطفل، وللبالغين ايضا، ليس من المعتاد ان يعاقب الاباء ابنائهم على بكائهم، لكن سمعت الكثير من الاباء وهم يقولون لأبنائهم  :(لا تكن طفلا) او (دعك من هذا؛ فالأمر ليس بهذا السوء)، حسنا من الواضح ان الامر بهذا السوء من وجهة نظرهم، والا لما بكوا، أليس كذلك؟ سرعان ما سيتعلم الطفل في المدرسة الا يبكي في المواقف غير الملائمة لذلك؛ لذا لا داعي للقلق بشان هذه النقطة. ولقد تعلمت من صديق عزيز منذ سنوات عديدة ان الاستجابة المناسبة التي عليك ان تبديها عندما ترى طفلا يبكي، (او شخصا بالغا) ليست أن تقول له : (مهلا، توقف عن البكاء)، بل : (هيا، أخرج ما في صدرك).

إن الطفل اذا لم يستطيع التعبير عن مشاعره – فلن يستطيع التخلص منها.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.