المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

شحن مساند floating charge
8-5-2019
ترتيب مصحف أُبي بن كعب
2023-07-27
إبراهيم محطِّم الأَصنام
أنواع العلاقات العامة- ثانيا: العلاقات العامة الخارجية
3-8-2022
Enantiomers and the Tetrahedral Carbon
12-5-2016
التربية الخلقية في القلب وليس في العقل
11-4-2016


عصر النهضة والإصلاح الديني  
  
6562   01:22 مساءً   التاريخ: 24-4-2017
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص144-146
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /

قبل التحدث عن مميزات عصر النهضة لا بدّ من التأكيد على بعض العوامل التي أدت لهذه النهضة , ومن أهمها .

1ـ الثورة الاقتصادية التي قامت في القرن الثاني عشر بظهور طبقة جديدة من أهل المدن وهي الطبقة الوسطى العاملة, وقوامها التجار ورؤساء أرباب الحرف من أهل المدن, إضافة لما كان موجوداً ومألوفاً وهو التقسيم الثلاثي للطبقات وهي: طبقة النبلاء (المحاربون), ورجال الدين, والفلاحون. وكان ظهور الطبقة الوسطى عاملاً مهما من العوامل التي حطمت دعائم المجتمع الأوروبي القديم, وأدت لثورة الاصلاح (1) .

2ـ أدى النمو الاقتصادي إلى ظهور طبقة التجار والحرفيين بالتدريج مع ظهور بوادر الصناعات البسيطة مما ادى إلى ظهور قوى اجتماعية جديدة مهدت لكسر القبضة الحديدية للإقطاع, مما ساهم في ظهور نزعة عقلية جديدة قوامها التمرد على الفكر القديم, وكانت فرنسا في العصور الوسطى خلال القرن (12, 13م) الزعيمة العقلية لأوروبا لتجارتها الرائجة, والأعمال المالية والتجارية التي انتشرت في باريس وحققت الثراء لها وأغرت كثيراً من العلماء والعقول المفكرة للنزوح إليها حيث كانوا يلاقون أيضاً الدعم المالي.

3ـ ظهور نزعة عقلية جديدة تطالب بالتوفيق ما بين مطالب الإيمان ومطالب العقل الإنساني  هذا الاتجاه الذي بدأ يدعو إلى منطقة الدين والذي بدأ يظهر من داخل الكنيسة ذاتها. وكان من أوائل من نزع هذه النزعة ابيلارد (1079– 1142م) الذي نادى بتحرر العقل من ربقة العقيدة  وأكد ان العقيدة لا يمكن أن تحيا حياة قوية بغير علم ومعرفة (2).

4ـ التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية التي كانت بشرت بثورة الاصلاح التي حدثت في الفكر الأوروبي, وقد حمل لواءها المتعلمون الذين استفادوا من خبراتهم ودراساتهم في الجامعات الإسلامية في الأندلس من أمثال العالم روجر بيكون (1214–1294م) الذي هاجم المنهجية المنطقية والميتافيزيقية ونادى بالمنهج التجريبي, ولقيت آراؤه رواجاً كبيراً وبعد موته حيث يعتبر بحق رائد الطريقة التجريبية, التي كانت من أسباب النهضة الأوروبية (3) .

5ـ اختراع الطباعة: لقد دعمت الاتجاهات الجديدة كلها ابتكار فن الطباعة في أوروبا عام 1440 م, مما ساهم في طباعة ونشر الكتب والدراسات التي أصبحت لكثرتها في تناول جمهور أوسع من الشعب , مما شجع المطالعة التي هي باب المعرفة وباب كل تقدم وتطور, ولها دور فعال على مستقبل الشعوب والأمم .

6ـ ظهور الدول العصرية ,ومحاولة تحقيق نمو اقتصادي وتغيرات اجتماعية للسير بالمجتمعات إلى الأمام, مما دعا إلى ضرورة وجود تعليم جديد لخدمة الواقع الجديد.

وهذا التغير الذي فرض نفسه على الغرب ساهم في نشوء الجامعات التي كونت الحركة الفكرية والفنية التي تسمى بالإصلاح , حيث أدت إلى اشعاع علمي وحضاري وثقافي عام بدد الظلمات التي سادت أوربا في القرون الوسطى, وكانت التفتح الأول للعلم الحر. ومنذ القرنين الثالث عشر والرابع عشر اخذت هذه المراكز الثقافية تتكاثر في المدن الكبرى, وبدأ الفكر الجديد يفرض نفسه على الجامعات والمدارس مع بداية ضعف اشراف رجال الكنيسة على التعليم ومؤسساته. بالإضافة إلى أن الكنيسة نفسها ساهمت ـ من غير قصد ـ في ثورة الإصلاح الديني في اوروبا لتنقل بعدها من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة (4) .

نظرة عامة في النهضة (5): تميزت النهضة التي حدثت في القرنين الخامس عشر والسادس عشر بأنها كانت شاملة لجميع ميادين الحياة, وبث روحاً جديدة في العلم والفكر والفن والاجتماع والحضارة , وفي نواحي التربية والتعليم النظرية والعملية . لقد اهتمت بتنمية الفردية وتمجيد الإنسان أكثر من الاهتمام بما وراء الطبيعة. واعتمدت اساليب فكرية وتهذيبية مرنة بعكس الأساليب الجامدة التي كانت سائدة في العصور الوسطى. لقد حاربت الجمود وشجعت الابتكار وكانت بحق تربية إنسانية, تهتم بتربية الإنسان جسمياً وعقلياً ونفسياً وتهتم بالعقل وتخفيف القيود التي كانت مفروضة عليه . وقامت خلالها أنواع من النشاط يمكن أن نرجعه إلى ثلاث نزعات لم تكن موجودة في العصور الوسطى :

أ ـ العودة إلى الأقدمين المتمثلة في آلية العودة إلى الأصول في صورة احياء الآداب والمعارف والفنون الرومانية والاغريقية, وما أعقب ذلك من قيام النزعة الإنسانية. ما أدى إلى ظهور فكر جديد يهتم بتجربة الفرد الشخصية وعقله. ولقد ساعدت هذه على إحياء العلوم والآداب القديمة, والبحث عن المخطوطات وطبعها ونشرها .

ب ـ الاهتمام بالعالم الشخصي عالم الانفعالات وتقدير عواطف الإنسان والاستمتاع بالحياة وتأمل لذائذها, وإكبار الجمال بشتى صوره. وقد نتج عن هذا الاهتمام الإنتاج الفني والأدبي بشتى صورهما .

جـ ـ العناية بالطبيعة الجامدة التي كانت مهملة في العصور الوسطى. وقد ساعدت هذه النزعة على الاهتمام بالتجريب والاكتشافات الجغرافية والفلكية والطبيعية .

_____________

1ـ هيوبرت همفردي , في سبيل البشرية , طبعة أولى , القاهرة : ترجمة أحمد شناوي , مكتبة الوعي العربي , 1964 , ص14 .

2ـ د. عبد الغني عبود , دراسات مقارنة لتاريخ التربية , طبعة أولى , القاهرة : دار الفكر العربي , 1978 , ص264 .

3ـ المرجع السابق ص266 .

4ـ المرجع السابق ص 267 .

5ـ بول منرو , مرجع سابق ص , 1 ــ 30 . ايضاً عبد الله عبد الدايم : التربية عبر التاريخ , مرجع سابق, ص265 – 270 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.