المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



طرد الافكار الشريرة والأوهام  
  
2753   01:19 مساءً   التاريخ: 24-4-2017
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : 207-210
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-10-2020 2456
التاريخ: 29-4-2017 2072
التاريخ: 24-4-2017 4464
التاريخ: 20/12/2022 1260

يؤكد علماء النفس والتربية على حقيقة هامة، مفادها: أن الافكار الحقيقية والايجابية تقود الانسان ـ سواء كان في مرحلة الطفولة او ما بعدها ـ إلى الاعمال المثمرة ، وكذلك فإن الافكار الشريرة والطوبائية وغير الطاهرة تجرُ الانسان إلى التلوث وعدم المصداقية، والوقوع في الجريمة وذلك لان الانسان في حقيقته هو موجود مفكر يفكر في اعمال وامور كثيرة ثم يجعل افكاره موضع التطبيق والعمل.

فإذا اخذت الافكار الشريرة او غير الواقعية طريقها إلى اعماق كيانه، فهي بطبيعة الحال ستزاحم افكاره الايجابية والبناءة شيئا فشيئاً، وبالتالي ستطردها وتحل محلها وبذلك تتوفر الفرصة السانحة لتلك الافكار الشريرة الشيطانية أن تفعل فعلها الاثم. كارتكاب الموبقات والجرائم، واسوداد القلب، وموت العواطف والسجايا الانسانية وبالتالي ضياع العمر والضلال البعيد والغرق في بحر الحياة المظلم.

ولا ريب، ان الشجرة الباسقة أساسها بذرة صغيرة ثم نمت وكبرت فاذا كانت بذرتها حلوة اعطتنا ثمارها حلوة، وان كانت بذرتها مرة اعطتنا ثماراً مرة وكذلك الفكرة الحسنة بمثابة البذرة الحلوة، لا تنتج الا اعمالا حسنة وان الفكرة السيئة لا تثمر سوى الاعمال السيئة، والانسان بطبيعته يتبع الافكار المتأصلة في اعماق كيانه ويجعلها في مورد التنفيذ والعمل اثناء فترة حياته، ومراحل عمره.

وقد سئل احد الحكماء:

اين نجد السعادة؟ فأجاب:

نجدها في جمال الفكر الانساني:

وبناء على كل ما تقدم يجب على الانسان وخصوصا المربي ان لا يسمح مطلقا بمرور الافكار الشريرة والشيطانية بل كل الافكار المريضة وغير الصالحة ان تأخذ طريقها إلى قلبه وقلوب ابنائه، بل يعود نفسه ونفوس ابنائه على التفكير في الاعمال الحسنة والامور المثمرة، والرؤى الصالحة والبناءة.

وبهذا الصدد يقول امير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام):

(عود نفسك الاستهتار بالفكر والاستغفار، فانه يمحو منك الحوبة، ويعظم المحبة)(1).

ويقول (عليه السلام) ايضاً: (عود نفسك حسن النية ، وجميل القصد ، تدرك في مساعيك النجاح)(2).

اجل، ان تعويد النفس على التفكير السليم، المثمر البناء، له الاثر الفاعل في تغيير مجريات الامور نحو الاحسن والانفع وبلوغ المقصود، وادراك النجاح في الحياة.

وهنا لابد من القول: انه ليس من السهل بمكان ان يغير الانسان خصائصه التي حصلت له في حياته، وانه سيلاقي صعوبة كبيرة في استبدالها بالصحيحة والافضل، ولكن اذا صرف الانسان جهدا كبيراً، وبذلت مساعي متواصلة من اجل التغيير والتبديل، وملك استعداداً انسانيا قويا لاكتساب العادات الحسنة، والتوجيهات الخيرة، تدرجت الفضائل الانسانية والسجايا الحميدة إلى طبائعه ورؤاه في الحياة.

اضف إلى ذلك: إن الانسان اذا اراد ان يظفر بالخصائص الصالحة والطاهرة فعليه ان يضع نصب عينيه وفكره المزايا المحمودة والافعال الخيرة النبيلة والخصال المجيدة وتلقينها إلى نفسه مع استغراق وتوسع فيها ، وعندها يستطيع ان يحقق نتائج باهرة ويحصل على مكاسب مثمرة ومرضية جداً

كتب العالم (كلمان جاكو) ما يلي :

(إن تلقين النفس يشكل جيشاً منظماً امام العادات، ولكنه بدل ان يهجم بجيشه هذا عليها يورد افكاراً وخواطر في ضمير اللاشعور تضاد الافكار التي شكلت تلك العادات، ومن خلال ذلك وبصورة تدريجية يحدث عمل تفكيك الدماغ بين الاعمال الصالحة والطالحة ولكن من اجل الوصول إلى هذه الغاية فان اول شيء يجب ان يكون نصب اعيننا هو استذكار هذه الحقيقة بدقة بإمكاننا ان نترك كل عادة، وانا بالذات استطيع ان اريح نفسي من شرها نهائياً وان ابلغ بذلك غايتي المنشودة ويجب ان نستذكر هذه الحقيقة بصورة مكررة.

ان هذا اليقين - بناء على قانون اثر التلقين - يجد بتكراره وخصائص حقيقية مطلقة وضمير اللاشعور سيثبت هذا اليقين وسيذهب بإحساس ان العادات لا يمكن اجتنابها ومقاومتها، هذا الاحساس الذي يمكن احباطه وابطاله كذلك عن طريق التجربة الصحيحة.

اننا لو نحلل الرضا العابر الذي يعرض لنا من العادة غير الحسنة، لايقنا بتفاهته، وان الافضل ان نلتذ بدل ذلك بالاحتراز عما يلازم هذه الاخطاء من النقائص والعيوب)(3).

اذن يجب على الاباء والمربين ان يطردوا الافكار الشريرة والخيالات والاوهام القاتلة عن: شعور وتفكير ونفوس الاطفال والابناء وان يلقنوهم ويعودوهم الفضائل الحميدة، والخصال المجيدة ويزرعوها في قلوبهم ونفوسهم وان يبذلوا قصارى جهدهم في جعلهم يلتفتون بأفكارهم إلى كل مزية حميدة وصفة رفيعة لكي يتمكنوا من الحصول على الخصائص الطاهرة بدلا من الوضيعة وغير الصالحة، ليسعدوا في حياتهم، وينفعوا امتهم ووطنهم واسرهم.

_____________

1ـ غرر الحكم : 492.

2ـ نفس المصدر.

3ـ انظر رسالة الاخلاق : ص104 نقلا عن : تلقين بنفس ص102 بالفارسية.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.