المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



ضرورة وجود برنامج لإعادة تأهيل الاطفال  
  
2574   01:17 مساءً   التاريخ: 24-4-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص38ـ41
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-1-2018 2678
التاريخ: 24-5-2017 8722
التاريخ: 17-2-2017 8908
التاريخ: 6-1-2022 1529

إن إعادة التأهيل تعني إيجاد تحول في البناء التربوي السابق، والتغيير والتحول الإيجابي لدى الفرد أو المجتمع ضمن ظروف وإمكانات محددة.

فمن الممكن إعادة تربية الفرد من جديد، وجبران النقص وتقويم الانحراف فيه، وقطع جذور الفساد والانحراف فيه؛ لكن شرط أن يكون ذلك عن وعي ومعرفة، وعلى أساس خطة.

وأساساً فإن كل مربٍّ يريد ان يكون موفقاً في عمله، فإنه يحتاج الى برنامج وخطة، وخاصة في مجال الإعداد والتأهيل الذي يجب أن يكون بشكل تدريجي، ومرحلة بعد مرحلة، وليس بشكل مفاجئ ودفعي. وعلى المربي ان يعلم من اي نقطة عليه ان يبدأ، وأي مراحل عليه أن يطوي، والى أي هدف أو أهداف يجب أن يبلغ.

تلك هي فائدة وجود خطة وبرنامج، فهي تسمح للمربّي ان يقيم في كل مرحلة وضع الفرد الذي يربيه والمستوى الذي بلغه، ويرى ماذا فعل حتى الآن، وفي أي نقطة هو، وما هي المشاكل والموانع التي تقف في وجهه، وأي خطوات جديدة عليه أن يخطوها.

لا شك أن هذا البرنامج وتلك الخطة لا ينفّذان في الفراغ، إذن لا بد أن ننظر في الواقعيات الموجودة، وفي نفس الوقت يجب أن يكون البرنامج التربوي دقيقاً وعملياً ومرناً وقابلاً للتغيير، بحيث إذا اصطدم المربي خلال تنفيذه بمانع يتمكن من انتخاب طريق آخر حتى لا يصل الى طريق مسدود.

ـ صعوبة الأمر :

إن إعادة التأهيل أمر مهم وصعب، وهو عمل الأنبياء. لكن علينا أن لا نيأس من ذكر الصعاب، لأن الإقدام عليه واجب. وكل ما في الأمر هو إنه علينا أن نخطو في هذا الطريق بوعي ودراسة وتمعن.

ولا يمكننا هنا ان نذكر جميع الصعاب والموانع التي قد يواجهها المربي خلال سعيه نحو هذا الهدف، لكننا سنذكر اهمها وباختصار، ليتنبه لها المربون:

1ـ أساساً فإن إعادة البناء والتأهيل أصعب من البناء نفسه، ذلك لأنه عمل مجدد، وفيه عملان هما:ـ هدم البناء السابق، والبناء مجدداً.

2ـ إن كثيراً ممن يمارسون إعادة تأهيل أبنائهم وتربيتهم لا يمتلكون الوعي اللازم لذلك، لهذا فإن إعداد الأفراد المخالفين أو المنحرفين في المجتمع تزداد يوماً بعد يوم، وهذا الأمر بحد ذاته يزيد من صعوبة إعادة التأهيل، ويعقد العلاقة بين الفرد المطلوب تربيته والآخرين.

3ـ إن انشغال الوالدين وهمومهما المعيشية كماً وكيفاً تقلل من فرص اهتمامهما بتربية أبنائهما. لهذا فإننا نعتبر إن الأسرة فقدت بعض الأهمية والقيمة التي كانت لها من قبل، ولا يمكنها ان تنظم وضعها كما ينبغي ان تكون عليه، وهذا يقلل من قيمة جهودها المبذولة لبلوغ الأهداف الجديدة.

4ـ إن عوامل المحيط من مجتمع ومدرسة وبرامج ووسائل إعلام وآداب وسنن وفنون وآداب ليست متناسقة ومتكاملة لتحقيق إعادة التأهيل، بل إنها أحياناً تفرط العقد، وتخرب ما انجزه الآخرون.

5ـ أساساً إن تغيير سيرة الفرد أمر صعب، خاصة إذا أصبحت من طبيعته الثانوية، فإن الأطفال، بل وحتى الكبار لن يتركوا تلك العادات بسهولة، كما ان إرادتهم وتحركهم وحبهم للأمر الذي اعتادوا عليه يجعلهم يقاومون التغيير ويدافعون عما اعتادوا عليه.

ـ الموانع والمنافذ :

إن الأنبياء والمصلحين وعلماء الأخلاق والفلاسفة واصحاب الرسالات والمذاهب قد قدموا وصايا لبناء النفوس أو تأهيلها من جديد، وهي تدل على إمكانية إعادة التربية والتأهيل، لكن في نفس الوقت علينا ان نعلم ان التأهيل يتم تحت نفوذ وتأثير عوامل متعددة، أهمها: أبعاد الثقافة المادية والمعنوية للمجتمع والأسرة والإدراكات والعقائد والشخصيات ووسائل الإعلام وتربية المحيط والسيرة الاجتماعية والفلسفات والأفكار التي هي في عصرنا - مع الأسف ـ كثيرة ومتعددة. وما دامت تلك العوامل لا تخضع للرقابة، فإن إعادة التأهيل أمر غير ممكن. فمع وجود المحيط الفاسد وتعاليم المجتمع الخاطئة كيف يمكننا ان نتوقع تجلّي شخصيتنا الإنسانية؟ وأن تكون سيرتنا ربانية؟ ورغم ذلك قد يتمكن المربون بهمتهم وجهدهم من رفع تلك الموانع من الطريق، أو على الاقل ان يوجدوا سداً في مواجهتها، لئلا يعود ضررها على الشأن التربوي.

ـ وقت البدء :

إذن فمتى علينا ان نبدأ بإعادة التأهيل؟ لا بد هنا من جواب جدي وواضح. فبعد ان عرفنا الخطر، علينا ان نفكر في رفعه واجتثاثه، وكلما كان ذلك أسرع كان أفضل. كان علينا ان نبذل الجهد قبل الوقوع في تلك العوارض وأن نتوقاها. لكن الآن بعد أن وقع التساهل، ولا بد من العلاج، علينا ان نسرع بمعالجة مرضانا.

فاليوم هو يوم العمل، وإذا لم نقم بما يجب، فلن ينفعنا ذلك غداً، فليست مشكلتنا في زلة ابننا وانحرافه، بل بحثنا هو في مضار عواقب الغد، وهو وضع يؤثر في مستقبل الطفل والمجتمع.

ولعل تهاون بعض المربين بأمر تأهيل اجيالهم ينتج من عدم ادراكهم لجدية الأمر، وانهم لا يعتبرونه أمراً ضرورياً، أو انهم يظنون ان الخطر لم يبلغ درجة الجدية، في حين ان هذا التهاون سيؤجل العمل الى الغد حيث يستحيل القيام به.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.