المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

Café Wall Illusion
23-2-2022
استخدام الالياف
14-4-2018
أسـاليـب الخـصخصـة Method of Privatization
10-11-2021
يحيى بن أبي عمران
1-9-2016
العناية الخاصة ببعض النعم
2023-03-19
الإمام محمّد الباقر عليه ‌السلام والتفسير
2-12-2014


أهمية التربية  
  
6952   10:56 صباحاً   التاريخ: ص45-47
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص45-47
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /

للتربية دور رئيسي هام في حياة الشعوب. وقد برزت أهمية التربية وقيمتها في تطوير الشعوب وتنميتها الاجتماعية والاقتصادية وفي زيادة قدرتها الذاتية على مواجهة التحديات. وتبدو أهميتها في الجوانب الاتية :

1ـ أصبحت التربية استراتيجية قومية كبرى لكل شعوب العالم, وأصبحت لا تقل من حيث الأولوية الدفاع والأمن القومي. ذلك ان رقي الشعوب وتقدمها وحضارتها تعتمد على نوعية الأفراد وليس عددهم. ولتزايد أهمية التربية في حياة الشعوب أصبحت تمثل اهتماماً قومياً لكل الحكومات, ولا يمكن لأي حكومة أن تترك ميدان التربية لتتولاه الجهود المحلية دون توجيه قومي منها . ومن هنا يتضح أن التربية أصبحت تمثل عصب الحياة للشعوب .

2ـ إنها عامل هام في التنمية الاقتصادية للشعوب . فالعنصر البشري أهم ما تمتلكه أي دولة : وقد تأكد الدور الهام الذي تقوم به التربية في زيادة الانتاج وبالتالي زيادة الدخل القومي وأصبح ينظر للتربية من الناحية الاقتصادية على أنها استثمار قومي للموارد البشرية. وللتربية دور هام في تنشيط المؤسسات الصناعية والإنتاجية من خلال تطوير المعرفة واساليب العمل والانتاج.

3ـ إنها عامل هام في التنمية الاجتماعية. للتربية دور هام في التنمية الاجتماعية للأفراد من حيث كونهم أفراداً في علاقة اجتماعية تفرضها عليهم أدوارهم المتعددة في المجتمع كالقيام بدور المواطنة الصالحة القادرة على تحمل المسؤوليات والقيام بالواجبات التي تفرضها هذه المواطنة وممارسة الحقوق والواجبات القومية والاجتماعية والقيام بدور الأب والأم. ونجاح هذه الأدوار يتوقف على درجة النضج التربوي .

4ـ إنها ضرورة لإرسال الديمقراطية الصحيحة. فهناك مثل يقول: كلما تعلم الإنسان زادت حريته. هذا يعني ارتباط الحرية بالتعليم. فالتعليم يحرر الإنسان من قيود العبودية والجهل. والحرية لا يمكن أن تعمل في ظل الأمية أو الفقر الثقافي, وهذا يبرز أهمية التربية في تكوين المواطن الحر المستنير القادر على المشاركة .

5ـ إنها ضرورية للتماسك الاجتماعي الوحدة القومية والوطنية. فالتربية عامل هام في توحيد الاتجاهات الدينية والفكرية والثقافية لدى أفراد المجتمع, وهي بهذا تساعدهم في خلق وحدة فكرية تساعدهم على التفاعل, وتؤدي إلى ترابطهم وتماسكهم .

6ـ إنها عامل هام في احداث الحراك الاجتماعي: ويقصد بالحراك الاجتماعي أو التنقل الاجتماعي Social Mobility ترقي الأفراد وتقدمهم في السلم الاجتماعي. والتنقل اما أن يكون افقياً وهو انتقال الظاهرة الثقافية من الشخص أو الجماعة إلى شخص أو جماعة أخرى متشابهين أو متطابقين, ورأسياً  إذا مرت هذه الظاهرة الثقافية من أعلى إلى أسفل أو من أسفل إلى أعلى وقد يكون هناك تنقل توسطي إذا ظلت مراكز الناس ومواضعهم عند التنقل غير محددة (1). وبالنسبة للفرد يكون التنقل افقياً إذا انتقل من جماعة اجتماعية إلى جماعة أخرى لها نفس المستوى , ورأسياً إذا انتقل من جماعة أدنى إلى جماعة أعلى أو العكس . ويتأثر التنقل الاجتماعي بالظروف والأسباب التالية :

1ـ التغير الاجتماعي حيث يسهل عملية انتقال الأفراد من أدنى السلم إلى أعلاه أو العكس , كما

يعمل على فتح الطبقات وإزالة التحديدات الطبقية الضيقة .

2ـ وسائل الاتصال. فكلما زادت وسائل الاتصال بين الناس وبين الجماعات كلما شجع هذا على التنقل الاجتماعي , والعكس صحيح .

3ـ تقسيم العمل: وهو العامل الثالث المؤثر في عملية الحراك الاجتماعي ... فكلما اتسع نطاق تقسيم العمل وتنوع التخصص إلى درجة معقدة فإن ذلك يخلق ظروفاً تعوق الانتقال السهل من طبقة إلى أخرى داخل المجتمع, وربما كان تقسيم العمل والتخصص أحد العوامل الهامة في المجتمع الحديث التي أدت إلى خلق التمايزات بين الناس وتصنيفهم في فئات وطبقات. وتلعب التربية دوراً هاماً في التقدم والحراك الاجتماعي لأنها تزيد من توعية الفرد وترتفع بقيمته ومن ثم يتحسن دخله ويزداد بمقدار ما يجيد من مهارات معرفة. ويترتب على زيادة دخله تحسن وضعه الاقتصادي والاجتماعي .

7ـ إنها ضرورية لبناء الدولة العصرية . فالدولة العصرية تعني الدولة التي تعيش عصرنا على أساس من التقدم العملي ويتمتع فيها الفرد بالحياة الحرة الكريمة , ويرفرف على جوانبها أعلام الرفاهية والعدالة الاجتماعية (2).

_____________

1ـ محمد عاطف غيث: مقدمة في علم الاجتماع , دار المعارف, القاهرة , 1962 , 265-269.

2ـ محمد منير مرسي: أصول التربية الثقافية والفلسفية, عالم الكتب, القاهرة,1974, ص68ـ 72.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.