المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
نقل تماثيل الملك «رعمسيس الرابع»
2024-11-24
الصحافة الأدبية في دول المغرب العربي
2024-11-24
الصحافة الأدبية العربية
2024-11-24
الصحافة الأدبية في أوروبا وأمريكا
2024-11-24
صحف النقابات المهنية
2024-11-24
السبانخ Spinach (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24



إمكانية التأهيل التربوي  
  
2318   10:52 صباحاً   التاريخ: 21-4-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص95ـ96
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-8-2018 2033
التاريخ: 28-8-2017 2577
التاريخ: 11-2-2018 2047
التاريخ: 19-4-2017 2029

يجب أن لا نيأس عندما نرى لدى الطفل تصرفات مخالفة وفوضوية، ولا أن نظن ان كل شيء بيننا وبين الطفل قد انتهى، ولا يمكننا اصلاحه، يجب أن لا نيأس لأن كل إنسان يحمل قابلية التأثير والتأثّر معه حتى آخر عمره، فكما أن الإنسان الذي قضى عمراً في الطهر والتقوى قد يفسد، فكذلك الإنسان الذي قضى عمره في التلوث وسوء الخلق والفساد قد يصلح، ولا يحق لنا إلقاء اللائمة على الطفل المخالف وتوبيخه لأنه ليس المسؤول الوحيد عن مخالفته وفساده، أو عن عدم تربية نفسه وعدم إعدادها.

حيث لم يصله النور والخميرة الكافية ليكون صالحاً ومقتدراً.

فالذين اعتادوا على أمر أو سيرة ما قد يتغيرون، وتتحول ردود فعلهم غير المناسبة الى مناسبة، شرط ان لا نخرج نحن عن طورنا كمربين، وأن ننظر الى كل فعل مخالف وخطأ يصدر عن الطفل على انه مرض.

هناك عدة نواح لإمكانية التأهيل نشير الى بعضها :

ـ من الناحية العلمية :

من الناحية  العلمية الإنسان هو موجود متغير، وقابل للتحول، وإن قابليته للتغيير والتحول تفوق قابلية الحيوانات بعدة اضعاف. إلى حد قول ارسطو: عبر التربية يمكن تبديل الاشرار الى اخيار، وإصلاح الملوثين بالقبائح.

فدراسات علماء النفس وعلماء المجتمع والمربين تدل على ان غرائز الإنسان معدودة ومحدودة، واقل من الحيوانات بكثير. فالذي يوجه نشاطات الإنسان ليست غرائزه، بل تربيته. خلافاً للحيوان الذي ترشده طوال حياته غرائزه.

ووجود الغرائز المعدودة في الإنسان هي نقطة إيجابية لصالح المربي؛ لأنه سيتمكن من توجيهه كما يشاء، ويمكنه ان يوجه سيرته الى اتجاه معين.

بل ويعتقد علماء النفس ان سيرة الطفل يمكن تغييرها مهما كانت عقيدته متطرفة.

لكن هناك مسألة ضرورية وهو انه لا يمكننا دوماً سد جميع النواقص والثغرات الموجودة في الإنسان. كما ان إصلاح بعض الثغرات الجسدية أمر متعذر أيضاً كقبح الوجه، أو شلل الأطفال عند الولادة، أو مرض السكري منذ الولادة وغير ذلك، فكلا الأمرين مستحيل أو صعب جداً، وإمكان حدوثه ضئيل. وفي الجانب النفسي فإن الإصلاح حتى بلوغ الحد الاقصى أمر ضئيل، والبلوغ بفرد قليل الإدراك والذكاء الى درجة النبوغ محال عبر الظروف الحالية. اما الجانب الأخلاقي السلوكي فإن إمكانية الإصلاح اكبر بعدة اضعاف، والمجال لتوجيه الفرد نحو الهدف المطلوب أوسع بكثير.

وفي نفس الوقت لا بد من التنبيه الى أن إمكانية تأهيل الطفل ليست الى حد الأحلام الذهبية، أو صنع فرد مثالي منه. فقد لا نتمكن من تربية أبنائنا ليكونوا دوماً أفضل ورود الباقة، لكن هناك إمكانية ان نصل بهم الى الحد المقبول.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.