المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

[مواعظ الامام الجواد(عليه السلام)]
26-07-2015
وجود اللَّه
24-09-2014
George Abram Miller
19-3-2017
فجيعة الزهراء (عليها السلام) برسول الله (صلى الله عليه واله)
13-5-2016
لماذا حرّم الله الخنزير في القرآن الكريم ؟
2023-09-26
EINSTEIN AND PLANCK: E = hv
8-3-2016


التربية والتنشئة الإجتماعية  
  
18259   12:57 مساءً   التاريخ: 20-4-2017
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص182-185
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-7-2016 2107
التاريخ: 29-4-2017 5728
التاريخ: 21-4-2017 7034
التاريخ: 30-9-2019 1805

تلعب التربية دوراً فاعلاً في هذه العملية؛ لأنها تهدف إلى تشكيل شخصية الأفراد, والانتقال بالفرد من كائن بيولوجي إلى فرد له شخصيته المميزة, ولذلك فهي تستعين بالمبادئ والأسس والقوانين التي تساهم في هذا الانتقال, وتتعاون مع علم الاجتماع, وعلم النفس الاجتماعي وعلم النفس التربوي, وعلوم الإنسان, لتحقيق الأهداف المنشودة. إن التربية بالمعنى الواسع هي العملية التي يتم بها تشكيل واعداد أفراد إنسانيين في مجتمع معين , وفي زمان ومكان معينين, لكي يستطيعوا اكتساب المهارات والقيم والاتجاهات , وأنماط السلوك المختلفة , والتي تيسر لهم التعامل مع البيئة الاجتماعية, التي ينشؤون فيها وكذلك مع البيئة المادية (1). وخلال سنوات قليلة يكون الطفل بعد ولادته قد اكتسب عناصر مختلفة عن طريق احتكاكه, وتفاعله مع أعضاء مجتمعه الذي يعيش فيه, ويحتل مكانة فيه, وهذا جزء من عملية التنشئة الاجتماعية. ويؤكد المربي السوفيتي الشهير (أنطون ماكارنكو) على أهمية التربية في تشكيل شخصية الإنسان قائلاً (أنا أؤمن بالقدرة غير المحدودة للتأثير التربوي, وأعتقد انه إذا كان الإنسان سيء التربية فالمخطئ الوحيد هو المربي, وإذا كان الطفل طيباً فهو مدين بذلك للتربية في طفولته)(2). ويضيف بأن الشخص يكون سيئاً إذا وجد في بناء اجتماعي سيء وفي ظروف سيئة, فالأثر التربوي من خلال عملية التنشئة الاجتماعية, يؤتى ثماره عندما يتحول إلى أنماط سلوكية سليمة, من أجل تطوير المجتمع .

وتسمى التغيرات التي تحدث للطفل منذ أن يولد , حتى يتخذ له مكاناً مميزاً بين مجتمع الكبار الناضجين, هي في أساسها عملية التنشئة الاجتماعية (3). وهي عملية اكتساب الإنسان صفة الإنسانية، وهي عملية تعلم، وتعليم, وتربية وتقوم على الاتصال والتفاعل الاجتماعي, وتهدف إلى اكتساب الفرد (طفلاً , فمراهقاً, فراشداً, فشيخاً) سلوكاً ومعايير واتجاهات مناسبة, لأدوار اجتماعية معينة, تمكنه من مسايرة جماعته والتوافق الاجتماعي معها, وتكسبه الطابع الاجتماعي وتسير له الاندماج في الحياة الاجتماعية .

المغزى التربوي والاجتماعي لها : ويتمثل في ما يلي :

تعلم المعايير الاجتماعية باعتبارها ضرورية للسلوك الاجتماعي وضابطة وموجهة له،  لتكوين الإطار المرجعي الذي يلعب دوراً مهماً في التوجيه والتنظيم والحكم على الأشياء  وابراز قيمة التربية من خلال التعرف على هذه الأطر التي تحتوي معاني الأشياء وتفسيراتها لفهم سلوك الأفراد , وتزويدهم بالمعاني المشتركة مما يؤدي إلى الترابط والتماسك الاجتماعي.

التدريبات المتعلقة بضبط السلوك الاجتماعي واشباع حاجات الأفراد وفقاً للتحديدات الاجتماعية وتدريجياً, ومع توسع شبكة العلاقات الاجتماعية خارج الأسرة, والدخول في جماعات مختلفة يزداد الرصيد الاجتماعي والثقافي للأفراد, ويزداد الاندماج بشكل اوسع في الجو الثقافي العام مما يؤدي إلى نمو الخبرات, ويصبح التفاعل الاجتماعي أكثر اتساعاً وأكثر غنى .

أهدافها : يعتبر تشكيل الشخصية الإنسانية النامية في مراحل العمر المختلفة  المحور الرئيسي لهذه العملية , ويتم من خلال :

أ ـ تكوين السلوك الاجتماعي بمختلف جوانبه, والذي يعتمد على قوى الإنسان الذاتية, وقوى المجتمع التي تعلب دوراً بارزاً في هذه العملية حيث تعتمد عليها بالدرجة الأولى كثير من اتجاهات الإنسان وأنماط سلوكه المختلفة.

ب ـ التكيف والتآلف مع المجتمع, وتنمية الذات وتكوين الصدقات المختلفة وتعلم الرضوخ لمعايير المجتمع وعاداته وقوانينه.

جـ ـ تحقيق الاستقلالية والثقة بالنفس بعيداً عن الروح الاتكالية من اجل نمو اجتماعي ناضج ومتزن.

د ـ تكوين اتجاهات نفسية واجتماعية مرغوب فيها, وكذلك القيم الاجتماعية والخلقية والروحية ضمن ضوابط المجتمع ومعاييره وأطره المرجعية .

ـ خصائصها :

تتميز عملية التنشئة الاجتماعية بالخصائص التالية (4) :

ــ إنها عملية تعلم اجتماعي: يتعلم فيها الفرد عن طريق التفاعل الاجتماعي أدواره الاجتماعية والمعايير الاجتماعية التي تحد هذه الأدوار, ويكتسب القيم, والاتجاهات النفسية والمعرفية  والأنماط السلوكية المختلفة التي توافق عليها الجماعة , ويرتضيها المجتمع. وهي عملية تكيف مع المجتمع بمؤسساته المختلفة .

ــ إنها عملية نمو يتحول خلالها الفرد من طفل يعتمد على غيره, متمركز حول ذاته, لا يهدف في حياته إلاّ إلى اشباع حاجاته الفسيولوجية, إلى فرد ناضج يدرك معنى المسؤولية الاجتماعية وتحملها, ومعنى الفردية والاستقلال, قادر على ضبط انفعالاته, والتحكم في إشباع حاجاته بما يتفق والمعايير الاجتماعية .

ــ إنها عملية فردية وسيكولوجية, بالإضافة إلى كونها عملية اجتماعية تهدف في الوقت نفسه إلى اكتساب خبرات اجتماعية , وأساسية في بناء الجماعات وتماسكها .

ــ إنها عملية مستمرة, لا تقتصر فقط على الطفولة، ولكنها تستمر خلال مراحل العمر المختلفة، من الطفولة إلى المراهقة والرشد, وحتى الشيخوخة والممات.

ــ إنها عملية دينامية تتضمن التفاعل والتغير, فالفرد في تفاعله مع أفراد الجماعة يأخذ ويعطي فيما يختص بالمعايير والأدوار الاجتماعية والاتجاهات النفسية .

ــ إنها عملية معقدة, متشعبة, تستهدف مهام كبيرة, وتستعين بأساليب ووسائل متعددة لتحويل الطفل من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي .

ــ إنها عملية معتمدة على الفروق الفردية, فالتفاعل ما بين الاستعدادات عند الفرد وبيئته الاجتماعية والمادية, يؤدي إلى تقبل هذه العملية, ومن ثم نجاحها في اكتسابه المعايير والقيم التي يرضى عنها المجتمع .

ـ مراحلها :

التنشئة الاجتماعية عملية تبدأ بولادة الفرد, وتستمر لتشمل جميع مراحل حياته في الطفولة والمراهقة, والبلوغ, والشيخوخة. وتكون بدايتها في الأسرة, ثم تتسع باتساع دائرة حياة الفرد كلما كبر فتشمل المدرسة وجماعة الرفاق، والمهنة, والنادي, ودار العبادة, ومؤسسات الإعلام, وغيرها.

ويقسم بارسونز عملية التنشئة إلى مراحل ترتبط كل مرحلة منها بأنظمة اجتماعية على النحو التالي (5):

ــ مرحلة ما قبل المدرسة وتتم داخل الأسرة .

ــ مرحلة المدرسة , وتتم أثناء مراحل الدراسة المتعددة .

ــ مرحلة العمل والإنتاج .

ــ مرحلة الزواج وتكوين الأسرة, وتتداخل هذه المرحلة مع مرحلة العمل والإنتاج وقد تسبقها.

وبالرغم من تعدد المؤسسات التي تتم من خلالها التنشئة الاجتماعية للفرد (الأسرة , المدرسة, دار العبادة, النادي) إلا أن أكثر هذه المؤسسات تأثيراً في عملية التنشئة الاجتماعية للفرد هي الأسرة التي تتم فيها التنشئة الاجتماعية المبكرة, ولأسباب بيولوجية وسيكولوجية, تتحدّد في هذه المرحلة المبكرة, من مراحل تنشئة الفرد اجتماعياً, أساسيات شخصيته الاجتماعية وملامحها العامة. ومن الناحية البيولوجية وأيضاً السيكولوجية على حد سواء, تكون قابلية الفرد للتشكيل أكبر ما تكون عندما يكون صغيراً في العمر .

والطفل البشري يطول بقاؤه في الأسرة؛ لطول فترة عجزه نسبياً, ويكون طيلة هذه الفترة معتمداً عليها في إشباع حاجاته البيولوجية والسيكولوجية مما يجعل تأثير الأسرة فيه عميقاً ويجعل من خبراته فيها أساساً لخبراته اللاحقة, ومنوالاً ينسج عليه في المراحل الأخرى من حياته, ومن هنا قيل إن الطفولة عجينة خام, تشكلها الأسرة حسب القيم وأشكال السلوك السائد، كما قيل إن التعليم في الطفولة أكثر أنواع التعلم استقراراً .

_____________

1ـ محمد لبيب النجيحي , الأسس الاجتماعية للتربية , طبعة أولى , مكتبة الانجلو المصرية و القاهرة , 1971 , ص20 .

2ـ انطون ماكارنكو , الجماعة وتكوين الشخصية , ترجمة أسامة الغزولي , طبعة أولى , , دار التقدم , موسكو , 1978, ص142 .

3ـ عبد الله زاهي الرشدان , علم الاجتماع التربوي , طبعة أولى , دار عمان للنشر والتوزيع , عمان, 1984 , ص177 .

4ـ حامد عبد السلام زهران , علم النفس الاجتماعي , الطبعة الرابعة , عالم الكتب , القاهرة 1977 , ص214 .

5ـ توفيق مرعي وآخرون , مدخل في التربية وزارة التربية والتعليم وشؤون الشباب , عمان , 1948 . ص54 – 55 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.