المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05

الطبيعة العقدية للمسؤولية الطبية
16-5-2016
نافلة شهر رمضان
9-10-2018
خالد بن حصين.
28-7-2017
محظورات صلاة الجماعة
2024-07-13
منظومات قياس الأوزون الأرضية
2023-12-17
التدريب الإعلامي
17-9-2020


التربية في المجتمعات البدائية  
  
76298   12:52 مساءً   التاريخ: 20-4-2017
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص95-97
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /

عاشت المجتمعات البدائية منذ خمسة أو ستة آلاف سنة, أي قبل اختراع الكتابة, وقبل أن تصبح للتربية مدارسها ومؤسساتها الخاصة بها.

والمجتمع البدائي هو مجتمع غير متحضر يتصف بالعزلة, وعدم التغير والتضامن الاجتماعي القوي, والتجانس. إذ يشترك أغلب أفراده في المعرفة والاهتمامات والأفكار والاتجاهات والأنشطة نفسها على مستوى المجتمع برمته. كما يتميز أيضاً ببساطة الحياة وقلة مطالبها فهي لا تعدو اشباع حاجات الجسم من طعام وشرب وكساء ومأوى, والأمن ضد عالم الأرواح ومن بين تلك المميزات العامة نسبة الحياة إلى الجماد أثناء تفسيرهم للبيئة المحيطة بهم, فكان الرجل البدائي يعتقد أن وراء كل قوة مادية قوة أخرى غير مادية هي القوة الروحية. وتقوم الحياة في المجتمع البدائي على تقسيم بسيط للعمل والأدوار الاجتماعية (1) .

وهدف التربية في المجتمعات البدائية هو أن يقلد الناشئ عادات مجتمعه وطراز حياته تقليداً عبودياً خاصاً (2). أي تحقيق التوافق والانسجام بين الفرد وبيئته المادية والروحية. أما وسائل التربية في المجتمعات البدائية فهي جملة المؤسسات والنظم الاجتماعية, أو المجتمع بأسره ولا تتولى هذه المهمة بالتالي أية مؤسسة تربوية مدرسية خاصة. ولذا فإن أثر التربية في المجتمعات البدائية كان غير مباشر يتم عن طريق النقل الحي والمتصل للمعتقدات والعادات السائدة في المجتمع. وفي معظم الأحيان يكتسب الناشئة عادات الكبار ويتمرسون بمواقفهم الانفعالية والعقلية عن طريق الاسهام المباشر في أنشطتهم. وهذا الاسهام يتم أيضاً على نحو غير مباشر عن طريق التمثيل والرقص والتقليد .

أما أشكال التربية البدائية ومراحلها فتأخذ أشكالاً وصوراً عديدة, فهناك الطقوس التي تلي الولادة مباشرة, وهي مظاهر أولية بسيطة لدمج الفرد في جماعته, ثم تتبعها طقوس جديدة تحث غالباً في طور البلوغ, وتصوغ الفرد صياغة كاملة تؤدي إلى ولادة جديدة. وهي تتم تحت اشراف شيوخ القبيلة أو الجماعة. وفي هذه الطقوس الجديدة يخضع الناشئون لتجارب قاسية وأليمة, وكثيراً ما يطلب إليهم أن يتلقوا تعاليم سرية تنقل إليهم تقاليد مرعبة مخيفة. كما يتدربون بالإضافة إلى ذلك على اللغة المشتركة للجماعة. وعلى استخدام الأدوات, وممارسة الأعمال الشائعة في شؤون الحياة المادية .

ومما هو جدير بالذكر, أن التربية البدائية لا ترافقها أية قسوى أو وحشية باستثناء التدريب على طقوس مرحلة البلوغ. فالنظام الذي يفرض على الأطفال ليّن وسهل, لأن الطفل عبد البدائيين تجسيد للجد الذي يحمل اسمه, مما يوحي بالشعور بالاحترام .

وتقسم التربية عند البدائيين من حيث الشكل, تبعاً للتقسيم الحديث إلى جسدية وفكرية وروحية(3). أما فيما يتصل بالتربية الجسدية, فإن البدائيين يتيحون لأطفالهم مجالاً واسعاً من الحرية يستغله هؤلاء في ممارسة الألعاب الممتعة التي تقوم على تقليد الكبار في انشطتهم وقت السلم وزمن الحرب, وهذا ما يعدّهم للحياة العملية بلا شك .

أما التربية الفكرية فهي تربية يغلب عليها الطابع العملي, وهدفها أن تجعل الطفل ذكراً أم أنثى  قادراً على تلبية حاجاته وحاجات اسرته فيما بعد تبعاً لنمو حياة القبيلة. ومثل هذه التربية الفكرية ليس من شأنها أن تقدم لقابليات الناشئ إعداداً منهجياً عقلانياً, غير انها تشحذ القابليات والمهارات الضرورية التي يستلزمها طراز حياتهم .

أما ما يتعلق بالتربية الخلقية والدينية عند البدائيين, فإن الحس الخلقي لديهم ضامرٌ, وإنما تحتفظ نفوسهم بالكثير من سمات القانون الطبيعي, فهم يقدسون الأجداد ويحترمون الآباء والشيوخ, ويقدرون الشجاعة والجلد والشرف والوفاء ... الخ.

ويرفضون استخدام العقاب الجسدي، أما المشاعر الدينية التي ينقلونها لأبنائهم فغالباً ما تختلط بالمعتقدات المليئة بالطقوس الغربية, إلا أننا نلمح بين ثناياها الأصول الأولى للحياة الدينية  كالتفريق بين العالم المرئي والعالم غير المرئي, والإيمان بقوة على تنظيم الكون وتهيمن عليه  والاعتقاد بوجود أرواح مستقلة خيرة وشريرة, والإيمان بانفصال روح الانسان عن جسده عند الموت , وفكرة الخطيئة التي تعاقب عليها سلطة غير مرئية , وتنظيم بعض العبادات كالصلاة...الخ .

____________

1ـ محمد منير مرسي : تاريخ التربية في الشرق والغرب . مرجع سابق , ص21 أيضاً عمر محمد الشيباني : تطور النظريات والأفكار التربوية . بيروت دار الثقافة , ط2 , 1975 ص22 وأيضاً : بول مونرو : المرجع في تاريخ التربية : ترجمة صالح عبد العزيز , القاهرة , مكتبة النهضة المصرية , ج1 , 1949 , ص352.

2ـ عبد الله عبد الدايم : التربية عبر التاريخ , مرجع سابق , ص15 .

3ـ المرجع السابق ص19 – 23 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.